كريمة عبد العظيم، امرأة مصرية من مواليد 1974، متزوجة ولديها أربعة أطفال: محمد 12 سنة، ، إبراهيم 10 سنوات، أسماء 7 سنوات، إسراء 5 سنوات). كريمة تعمل ممرضة بمستشفى التكامل الصحي بالحامول، مركز منوف بمحافظة المنوفية.
كريمة تعمل في قسم الاستقبال وتحمل في عهدتها دفتر الاستقبال المسلسل حيث يدون المترددين على القسم. في أحد الأيام كانت الدكتورة رباب محمد حسنين، 26 سنة، وتعمل طبيبة مقيمة ممارس عام في المستشفى، تبحث عن ورقة لتدوين شيء ما، فلم تجد أمامها سوى عهدة كريمة لتنزع ورقة من دفتر الاستقبال. لدى اكتشفاها للأمر تساءلت كريمة عمن نزع تلك الورقة من عهدتها فقيل لها أنها الدكتورة رباب. حرصا منها على عهدتها قامت كريمة بعتاب الدكتورة رباب لكن الأستاذة الدكتورة لم تتحمل أن يوجه لها عتاب من ممرضة، حتى لو كانت تلك الممرضة أكبر منها سنا وفي الأغلب أكثر منها خبرة.. فانبرت في نوبة من السباب والتحقير شملت كريمة وزملائها مصحوبة بالتهديدات.
أقصى ما وصلت إليه مخيلة كريمة هو أن الأستاذة الدكتورة سوف نقدم فيها شكوى إدارية. كيف كان لها أن تعرف أن للطبيبة زوج يعمل في الشرطة وأن الشرطة سوف تدخل طرفا، ليس من خلال محضر أو تحقيق أو حتى اتهام بالتعدي على مقام الطبية حديثة التخرج ولكن من خلال الضرب المبرح أمام سمع وبصر الشهود.. الذين لم تهتم النيابة بسماع شهادتهم وحكمت بإغلاق الملف.
تفاصيل القصة سمعناها من كريمة نفسها حين اتصلنا بها إثر ما نشر عن الواقعة في جريدة صوت الأمة.
تقول كريمة:
أنا بأشتغل في الطوارئ (الاستقبال).. بأسلم وأستلم من زمايلي.. في يوم لقيت ورقة ناقصة من دفتر الاستقبال.. قلت لزميلتي: ليه تقطعي الدفتر؟ قالت الدكتور رباب اخدت ورقة تكتب فيها.. رحت اشتكيت للمدير. قال أعمل لك ايه؟ اكتبي فيها مذكرة وأنا أحقق معاها.. قلت أنا ما أكتبش مذكرات في حد.. يوم 8 نوفمبر جت الدكتورة، عاتبتها على قطع الورقة وسألتها أعمل ايه؟.. قالت لي: ما تعرسوا عليها، ما انتي معرسة.. قلت: ليه يا دكتورة كده؟ ردت: ما أنتم كلكم قلالات الأدب وانتي مخك تعبان.. فوجئت بردودها السريعة.. حاولت أهديها وفي الآخر قلت لها انتي اللي مش مؤدبة.. قالت: طيب هأدفعك ثمن الكلمة دي غالي أوي.. ومشيت راحت على السكن.. أنا خفت.. تصورت هتكتب في مذكرة ولا تجيب لي جزا.. أخدت زميلتي ورحت لها في السكن عشان أعتذر.. هزأتني وطردتني وقالت بس بقى.. ما تخلينيش أشيل ذنبك.. ما فهمتش وقتها.. رجعت على الاستقبال.. الغفير قال لي الحقي الضابط حسن جه وفتح أوض الاستقبال بيدور عليكي..
(ملحوظة: الضابط حسن هو العقيد حسن محمد النشال، معاون مباحث بندر منوف، وزوج السيدة رباب؛ والده ضابط شرطة وأخوه، مصطفى محمد النشال، نقيب شرطة في مديرية أمن المنوفية، وزوج أخته ضابط شرطة)
خفت وحاولت أمشي.. ما لحقتش.. عربية بوكس جت بآخر سرعة وفرملت بصوت مرعب ونزل منها الضابط ولا كأن فيه جريمة قتل حصلت في المكان وكانت طبنجته في جيبه..
كانت الساعة حوالي 7 ونص مساء.. مسكني من هدومي وبقى يخبطني في الحيطة وبالشلاليت وآخر بهدلة وشتيمة.. ما أقدرش أقولها.. كله على أمي
أنا مش حارقني الا شتيمة المرحومة أمي.. وهو يجيب سيرتها ليه؟ هو ما يعرفهاش ولا يعرف هي تعبت فينا أد إيه.. وهو بيضربني كان الغفير موجود وعمال المطافي.. وناس كتير.. رجاله.. ما قدروش يمنعوه ولا ييجوا ناحيته.. بيتفرجوا.. خايفين..
ولما مشي.. الغفير قعد يهديني ويقول لي اسكتي ما تجيبيش سيرة لحد.. لحسن أنا عارفه هو وأخوه دول بيدوسوا على الناس بجزمهم في القسم.. وبيعذبوهم وانتي وجوزك مش وش بهدلة.. وفعلا من خوفي على أهلي كنت هأسكت..
يوم السبت فوجئت ان الدكتورة رباب اشتكتني للمدير (د. محمد محمد الحبشي) وكاتبة مذكرة إني هزأتها.. لما حكيت للمدير اللي حصل قال ازاي تسكتي وما تقوليش.. وازاي الضابط يتهجم على المستشفى دي حاجة تمسنا كلنا.. أنا وزمايلي كتبنا عريضة وحتى الدكاترة مضوا عليها..
زميلاتي كتبوا انهم خايفين ياخدوا نوبتجيات استقبال وفعلا اتعمل تحقيق عندنا والدكتورة اخدت جزا.. ضابط أمن دولة جه المستشفى يدور عليا ما كنتش موجودة.. قال لزميلي خليها تلم نفسها وتخاف على جوزها وولادها.. حنلبسها قضية آداب.. ومرة ثانية عرفت انهم بعتوا عسكري لمدير المستشفى يستدعوه في القسم.. المدير أخد المحامي بتاعه معاه وهناك عرف ان مفيش استدعاء رسمي وانهم عاوزين يقنعوه عشان يخليني أتنازل أحسن لي.. وتليفونات على البيت محاولات صلح لحد ما التحقيق اتقفل.. بعدها ابتدت التهديدات.
من يوم اللي حصل وأنا زى المتجمدة.. زى اللي في غيبوبة.. بأتفزز بالليل.. بأخاف أقعد في الاستقبال يمكن يدخلوا عليا.. يعملوا فيا أي حاجة.. يرموا لي حتة حشيش ولا حاجة.. ما هم عندهم كل حاجة.. ويقدروا يعملوا أي حاجة.. لو عيل من عيالي اتأخر بره امسكه اضربه من خوفي عليه.. ابني بيسألني “صحيح الضابط ضربك؟ العيال بيسألوني أمك عملت ايه في القضية”.. شوفي لما عيل يسمع عن أمه كده.. أقول له ايه؟ يا ريتني سكت.. لولاش بخاف من ربنا.. كنت أموت نفسي قبل ما أشوف حد من أهلي بيتبهدل عشاني.. الخوف مش سايبني وحالنا اتوقف.. أخويا سايب بيته وشغله.. ما تعرفيش لما راجل اخته تتبهدل من راجل وهو متكتف مش قادر يعمل حاجة بيكون حاسس بإيه
كريم عبد العظيم، شقيق كريمة، كان يرافق أخته في زيارتها للمركز، قال:
لو بتفكروا تعملوا حاجة في المنوفية يبقى مفيش فايدة.. المحافظة متقفلة.. المركز، المديرية، النيابة، العمدة، الأمين العام للحزب الوطني.. كلهم ما يقدروش يعملوا حاجة وكانوا بيتوسطوا للصلح.. وقت تحقيقات النيابة ولما التحقيق اتحفظ الكلام اتغير..تهديدات: لموا نفسكم أحسن.. خللي كريمة تخاف على جوزها وعيالها.. حيلبسوها قضية آداب.. الضابط حالف ما يسيبها الا لما تبوس الجزم. هددوها يرشوها بمية نار..
كريمة عبد العظيم قدمت بلاغا لنيابة منوف في 14 نوفمبر 2007 تم حفظه بتاريخ 30 نوفمبر 2007 بعد الاستماع إلى أقوالها فقط دون استدعاء أي من الشهود.
كما كتبت شكوى رسمية (مرفقة) أرسلتها إلى كل من مدير الإدارة الطبية ومفتش الداخلية ومدير مديرية أمن المنوفية ونقابة التمريض الفرعية في شبين وفي القاهرة والعمدة المركز القومي للمرأة.. كريمة تقدمت بتظلم لدى المحامي العام بنيابات شبين الكوم وجاري الآن تحضير تظلم لتقديمه للنائب العام.. ولازالت كريمة عبد العظيم حتى اليوم تتعرض للتهديدات من قبل أصدقاء الطبيبة وأصدقاء زوج الطبيبة.. ولازالت تنتظر معجزة ما تعيد لها حقها وكرامتها المهدرة.
إننا إذ نعلن تضامننا الكامل مع الممرضة كريمة عبد العظيم:
- نعلن إدانتنا الشديدة لسلوك السيدة رباب التي لا نتصور أنها يمكن أن تؤتمن على صحة البشر إذا كانت تعتقد أن من حقها كطبيبة أن تهين وتستهتر بمسئوليات من تتصور أنهن أقل منها مرتبة في سلك الوظائف، رغم أن مهنتها لا تكتمل إلا بهن..
- ونطالب نقابة الأطباء بالتحقيق معها باعتبارها قد تجاوزت في سلوكها إزاء واحدة من أعضاء هيئة التمريض إضافة إلى استخدام سلطة زوجها، معاون المباحث في تصفية حسابات كان ينبغي تصفيتها إداريا في داخل المستشفى وسوف نرسل رسالة بهذا المعنى إلى الأستاذ الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء.
- كما نطالب نقابة الأطباء أيضا بمتابعة قرار نقل الدكتور رباب من عملها والتحقيق في عدم تنفيذ هذا القرار مجاملة لزوج السيدة الطبيبة.
- ونطالب النيابة العامة أن تفتح ملف التحقيق في قضية التعدي على ممرضة أثناء أداءها لعملها من أحد رجال الداخلية المصرية الذي لا يجوز له أن يتواجد في المستشفى سوى بصفته مريض أو مرافق لطبيب، والبحث في السياسة التي جعلت مثل هذا الرجل يعتقد أن من حقه أن يقتحم غرف الاستقبال وفتشها سعيا لتهدئة لغضب زوجته.
- أما وزارة الداخلية فإننا لن نناشدها ولن نطالبها.. فقط نعلمها بذلك الانتهاك الجديد الذي سوف نضيفه إلى قائمة الانتهاكات التي يمارسها رجالها.