النديم لمناهضة العنف والتعذيب

مصطفى عبد الله الصغير محمد، 26 سنة، شاب مصري من قنا، خريج كلية التجارة

يوم 1 أغسطس، الجمعه الأول من رمضان الساعة 3 العصر كنت داخل ميدان التحرير من شارع القصر العيني. كنت ماشي عادي وداخل الميدان اتفرج.. كانوا ضباط الجيش قاعدين عادي بين المجمع والجامعة الأمريكية وما كانش فيه أي عنف. فجأة لقيت الناس اللي جاية من باب اللوق بيجروا ناحية الصينية، خارجين من الميدان من شارع القصر العيني ووراهم عساكر أمن مركزي. أنا فضلت واقف لأني كنت متخيل ان العساكر مش بيقصدوني أنا ومش هييجوا ناحيتي.

لكن اللي حصل ان أكتر من 20 عسكري هجموا عليا وضربوني بالعصيان السودا. ووقعت على الأرض. ضرب مستمر لمدة 10 دقايق. حاولت ألم موبايلي اللي وقع وأجري، لكنهم استمروا في ضربي، فضلت أصرخ وأقول لهم أنا صايم لكن مفيش فايدة. خدوني للعربية وضربوني بالأقلام على وشي، وكانت عربية جيش. طلعت العربية وقعدت فيها من الساعة 3 للساعة 6 مساءا. كان معانا عمرو مذيع قناة 25 يناير، وصورنا كلنا وأخد صور للميدان من العربية وكانوا كل شويه يقبضوا على حد يدخلوه العربية ويضربوا رصاص فشنك ناحية العربية عشان يخوفونا. انا كنت بأنزف دم كتير. عمرو عز فضل يزعق ويستنجد بالضباط عشان يوديني المستشفى وفعلا خرجوني بره العربية. لكن ضباط تانيين رفضوا ورجعوني العربية تاني.

كنا حوالي 15 جوه العربية وكنا تحت الشمس ومضروبين والجو حر جدا، فضلنا نستنجد بأي حد، طلبنا ميه لكن ما حدش عبرنا، العربية اتحركت وراحت عابدين، ودخلونا معسكر الشرطة العسكرية، وقعدنا نص ساعة، وبعدين خدوني في عربية اسعاف نقلوني لمعسكر الألف مسكن (حلمية الزيتون)

وفي عربية الاسعاف ما حدش أسعفني ولا أنا طلبت من حد يسعفني. طلبت من السجن موبايل أكلم أهلي. وكلمتهم وقلت لهم اني رايح المستشفى. لكنهم وصلوني لمعسكر الألف مسكن، هناك العساكر عاملوني انا وواحد تاني في العربية كويس وعزموا علينا بالفطار لكن أنا ما قدرتش أفطر من الضرب اللي في جسمي، شربت شاي وميه وسجاير بس.

قعدت في المعسكر ساعة لحد ما خلصوا إفطار، قاعدين على الرصيف. خدوني في عربية الاسعاف وودوني المستشفى العسكري في حلمية الزيتون. دخلت المستشفى اهتموا أكتر بدراعي ونسيوا جرح راسي والكدمات. عملوا لي أشعة وجبسوني وبعدين حسيت بهبوط من كتر النزيف. العسكري اللي كان معايا كان كويس راح للدكتور اللي في الطوارئ وطلب منها تشوف النزيف وفعلا جت لي وخيطت الجرح اللي في راسي 4 غرز. رجعنا المعسكر تاني في الألف مسكن أنا وزميلي وحطونا في الزنزانة. اتحبسنا مع عساكر جيش محبوسين، عاملونا معاملة وحشة وما رضيوش يسيبوني أنام على الأرض وقالوا لنا هنا المعاملة ميري ومفيش نوم (مع انهم محبوسين زينا).

قعدونا في الزنزانة ساعتين وبعدين نقلونا في عربية جيب جيش للسجن الحربي على طريق مصر الاسماعيلية. استقبلونا بشكل سيء جدا. دكتور السجن كشف عليا وسجل الاصابات. وطلعوني على مكان تجمع المصابين والمفروض ان ده أحسن مكان في السجن. لاقيتهم ادوني بطانية ونيموني على الأرض.

قابلت 19 شاب من اللي اتقبض عليهم في أحداث مسرح البالون، كانوا شباب محترم جدا.

نمت على طول وصحيت الصبح حاسس بهبوط من قلة الأكل. نزلوني للدكتور، إداني حقنة مسكنة وحقنة فيتامين. ما أكلتش خالص. مفيش نفس والأكل مقرف جدا. اغمى عليا تاني على المغرب. ونزلت تاني علقوا لي جلوكوز فوقني.

تالت يوم رمضان الصبح أخدونا 15 واحد مكلبشين في عربية ترحيلات الأمن المركزي. استنينا في العربية ساعة جوه السجن وبعدين العربية اتحركت ووصلت نيابة عابدين. قعدنا في قاعة المحكمة، كل شويه يعدونا ويفرزونا. وينادوا على أسامينا. على العصر الجو حر جدا بدأت يغمى عليا تاني. حاولوا يشربوني أو يأكلوني ما عرفوش لأني كنت بأرجع. جابوا لي مسعف لقى عندي هبوط. وقال لهم أنا اديته حقنة وهو ما فيهوش حاجة. أصحابي خدوا بالهم مني وأكلوني تمر وبقيت أحسن.

نقلونا من نيابة عابدين لقسم الدرب الأحمر بعد المغرب قعدنا ساعتين وبعد كده خرجونا. أصحابي خدوني من قدام القسم وودوني لقسم قصر النيل عشان أدور على موبايلي لكن ما لقيتهوش. 

مواضيع ذات صلة