33 حالة قتل، منها مقتل أمين شرطة برصاصة انطلقت خطأ من مسدس رقيب شرطة أثناء تنظيف سلاحه. جميعهم مجهّلون بدون أسماء ما عدا أربعة أشخاص نشرت الداخلية عن قتلهم في منطقة العبور بالقليوبية في “مداهمات أمنية” رغم أن مركز الشهاب قد وثق خبر القبض التعسفي والإخفاء القسري بحق الشاب/عبدالله يوسف محمد، الذي تعرض للقبض التعسفي يوم الجمعة 27 أبريل 2018، أثناء توجه لصلاة الجمعة بجوار منزله بمنطقة العصافرة بالإسكندرية ووثق خبر القبض التعسفي والإخفاء القسري بحق/محمد عبدالرحمن حسان أبو عمار، الذي تم القبض التعسفي عليه يوم 6 فبراير 2018 من منطقة بريد العتبة بالقاهرة، كما وثق المركز خبر القبض التعسفي على المعتقل/إسلام رأفت، الذي تم القبض التعسفي عليه يوم الإثنين 9 أبريل 2018، فهل تستخدم الأجهزة الأمنية الإخفاء القسري لتحتفظ لنفسها بمخزون من البشر، تعلن عن مقتلهم عند الحاجة؟ وهل يأتي اليوم الذي نتعرف فيه على كيفية مقتل هؤلاء البشر، مثلما تنكشف الأمور اليوم في سوريا بشار الأسد؟
إضافة الى ما سبق توفى خمسة أشخاص خلال شهر يوليو وهم في عهدة الدولة، أربعة منهم في أماكن احتجاز وخامسهم أثناء فترة تجنيده في سلاح المظلات. بعد مرور شهرين من التحاقه بفرقة المظلات شعر بتعب شديد لكن قائد الوحدة اللي كان بها رفض دخوله المستشفى في الكتيبة بدعوي أن الشاب “يتمارض” الى أن تدهورت حالته، فتم نقله في النهاية للمستشفى العسكري في القبة، حيث شخص الأطباء حالته بأنها ضربة شمس وتطورت لحمي بسبب الإهمال وعدم تلقي العلاج، وظل في العناية المركزة حتى وافته المنية !!كان شابا اسمه محمود سعد محمود عوض، انضم الى صفوف ضحايا الإهمال الطبي في أماكن الاحتجاز، غير انه في هذه الحالة كان محتجزا لتأدية “واجبه” في التجنيد الإجباري. اختلفت الأماكن، والجبروت واحد.
امتدادا لمسلسل الموت، شهد شهر يوليو 31 حكما بالإعدام وتحويل أوراق 76 مواطنا للمفتي!!!!
المعاملة في أماكن الاحتجاز
نشرت وسائل الاعلام أنباء عن 24 محتجزا ومحتجزة تعرضوا للتكدير والتعذيب خلال شهر يوليو، بعضهم في السجون أو أقسام الشرطة، والبعض الآخر (8 أفراد) تعرضوا للتعذيب أثناء الاختفاء أو في مقار أمن الدولة، وكان من أبرز أشكال التكدير الاحتجاز في زنازين انفرادية، والتي اتفق من تعرضوا لهذا النوع من التكدير أنه بمثابة سجن داخل السجن، مخالف للقانون ولا يعكس سوى رغبة الأجهزة الأمنية أو إدارات السجن في تكثيف العقوبة ومضاعفة المعاناة الجسدية والنفسية على المحتجزين علما بان قواعد نيلسون مانديلا (القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء)اعتبرت الحبس الانفرادي إلى أجل غير مسمى والحبس الانفرادي لمدة تزيد على خمسة عشر يومًا وحبس السجين في زنزانة مظلمة أو مضاءة دون انقطاع والعقاب البدني أو خفض كمية الطعام أو مياه الشرب والعقاب الجماعي من قبيل العقوبات القاسية وغير الإنسانية وحظرتها تمامًا. وقد نشرت مصادر إعلامية في شهر يوليو عن تعرض كل من علا القرضاوي ومعتز ودنان وسيد مشاغب وشادي الغزالي حرب لهذه المعاملة العقابية في كل من سجون القناطر والعقرب.
أما عن التكدير أو التعذيب الجماعي
فقد شهد شهر يوليو استغاثات وبلاغات من سجن شبين الكوم العمومي، وسجن قنا، وسجن ليمان المنيا وسجن المنيا شديد الحراسة اللذين شهدا تصعيدا شديدا في سوء معاملة المحتجزين وسجن دمو بالفيوم.
يتعرض المعتقلون داخل سجن ليمان المنيا، وسجن المنيا المشدد، لانتهاكات على يد إدارة السجن الجديد بقيادة رئيس مباحث السجن الضابط/ أحمد الجميل، حيث تم تجريدهم من الملابس، والطعام، والمتعلقات الشخصية وحرق بعضها، كما يتم تفريقهم إلي زنازين منفصلة ومنع دخول الأدوية، ووضع البعض في زنازين حبس انفرادية. https://goo.gl/AC3iSa
وفي سجن المنيا العمومي أيضا تعرض الطلاب المحتجزون عقب عودتهم من سجن طره لأداء امتحاناتهم ، للضرب بواسطة أمناء الشرطة و سلبوا متعلقاتهم الشخصية و قاموا بحرقها ، كما قاموا بتقليل كمية الطعام و الشراب المسموح بدخولها لهم و تقليل كمية الماء المتاحة لهم للوضوء و الاستحمام ، كما و قاموا بإهانتهم عن طريق حلق الشعر الإجباري بشكل مشوه واهانتهم بألفاظ نابية. http://bit.do/esKbF
وفي سجن شبين الكوم العمومي استغاثت أسر المعتقلين تطالب بإنقاذ ذويهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها بمقر احتجازهم والتي شملت نقل المعتقلين لغرف التأديب “العنبوكة”، وما يتعرض له المعتقلون فيها من اعتداء وضرب بجانب ظروف الاحتجاز السيئة حيث يقوم ضابط السجن ويدعي “أحمد النعناعي” بالاعتداء علي أحد المعتقلين بالسب والقذف بأبشع الألفاظ دون سبب يذكر، ودون ارتكابه أي مخالفة وعند سؤاله لما الإهانة وما ارتكبت شيئاً مخالف رد الضابط “مزاجي كدا “. http://bit.do/epaDM
وفي سجن دمو بالفيوم من تزايد الانتهاكات من بينها انقطاع الكهرباء والمياه عنهم لساعات طويلة بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة داخل الزنازين، بالإضافة إلى التضييق على المعتقلين وذويهم أثناء الزيارات. وأوضح الأهالي نشوب حريق داخل عنبر (11) وسط تجاهل من إدارة السجن حتى نجح المعتقلون في إخماده، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بحروق وحالات اختناق. وأكد معتقلين في رسالة مسربة من داخل السجن استمرار انقطاع الكهرباء والمياه لمدة تصل إلى 18 ساعة يوميًا بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، ما أدي إلى انتشار أمراض جلدية مثل جرب بينهم، فضلًا عن تزايد أعداد حالات الاختناق بشكل مستمر، مؤكدين أن إدارة السجن تزيد من الأزمة بزيادة أعداد النزلاء داخل الزنازين الممتلئة عن أخرها. http://bit.do/esJXV
كل ما سبق إضافة الى ما تتعرض له حقوق أهالي المحتجزين من انتهاكات التي تتراوح بين منع الزيارة تماما دون أي سبب سوى الرغبة في مزيد من تكدير الأهالي وذويهم في السجون والذي يبلغ أشد صورة له في سجن العقرب وبين سوء المعاملة خلال فترة الانتظار وانهاء الزيارة قبل المدة المحددة لها قانونا.
تقول والدة بلال حسنين (19 سنة): انا مشوفتش ابني بقالي سنة ونص، الزيارات ممنوعة ودخول الغيار والأكل والأدوية ممنوع، بلال عنده فطريات من الحر وادارة السجن رافضة تدخله الأدوية هو تعبان وكان شايل الطحال، وعنده إعاقة في إيده الشمال. (http://bit.do/er52E).
وتقول زوجة المتهم ناجي عبد الله المتهم على ذمة القضية 64 عسكرية المعروفة اعلامياً بـ “اغتيال النائب العام” “انا جوزي اتقبض عليه يوم 29 نوفمبر 2016، من المستشفى اللي كنت بولد فيها ساعتها، ناس كانوا راكبين عربية ميكروباص وقفوه تحت المستشفى وخدوه، وفضل 5 شهور مختفي لحد ما عرفت إنه ظهر في النيابة، ومش عارفة اشوفه أو أخليه يشوف بنته اللي مشافهاش من ساعة ما اتولدت” (http://bit.do/er52R)
سوء المعاملة في أماكن الاحتجاز تجاوز الممارسات العقابية إلى الإهمال الطبي المتعمد للمحتجزين.
حيث اشتكى عدد من المحتجزين في سجن طره شديد الحراسة من انتشار حالات الدرن (http://bit.do/eoNPE)، كما نقل اثنان من المحتجزين في سجن ابي زعبل (علي الفقي وعبد الرحمن رزق) الى مستشفى السجن نتيجة اصابتهما بالدرن الرئوي (http://bit.do/epaBn) ويعاني د. محمد عبد الغني، طبيب رمد، بسل العظام في سجن العقرب (http://bit.do/ermit). وقد جاءت هذه الشكاوى ضمن 26 شكوى من الإهمال الطبي في أماكن الاحتجاز شملت إصابات بالفقرات تسببت في إعاقة عن الحركة، واضطرابات القلب، والحرمان من العلاج في حالات السكر والضغط، وأمراض صدر تسببت في أزمات تنفس تتفاقم مع اكتظاظ الزنازين وارتفاع درجات الحرارة. كما تستمر معاناة د. حنان بدر الدين في سجن القناطر من حمى البحر المتوسط، الذي يسبب ارتفاع درجة الحرارة وآلامًا في البطن والصدر والمفصلية وعدم القدرة على الأكل، فضلًا عن التهاب أعصاب مفاصل يديها.
ولازالت تتكرر هذا الشهر أيضا شكاوى الإهمال الطبي التي تكررت على مدى شهور دون استجابة من إدارة السجن. د. منار طنطاوي، زوجة الباحث هشام جعفر المحبوس احتياطيا في سجن العقرب لفترة تجاوزت الحد الأقصى المسموح به قانونا، والذي يعاني من ضمور في عصب العين وورم في البروستاتا، انخفض سقف مطالباتها، بعد مناشدات كثيرة بعرض على المتخصصين، بأن يسمح له بالنوم على سرير! تقول “مش لاقيه سبب واحد لاعتقاله و لا سبب واحد لوضعه في العقرب ولا سبب لحبسه انفرادي و لا سبب لمنعه من العلاج ولا سبب لمنعه من اجراء الجراحة و لا سبب لرفض دخول كرسي و لا سبب لرفض دخول سرير. قلتله مش بتكلم فى اعجاز ده كرسي و سرير لمريض محبوس ظلم لاكتر من عامين بالمخالفة للقانون” (http://bit.do/eoTtq)
كذلك أسرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي أصيب بذبحة صدرية أكثر من مرة ثم بانزلاق غضروفي جعله ينقل محمولا لجلسة تجديد حبسه في نيابة أمن الدولة بالقاهرة الجديدة. يتساءل ابنه: “ليه أبويا يتعرض لذبحة صدرية أكثر من مره ويطلب يروح مستشفى وطلبه يترفض؟ ليه أبويا يتعرض لانزلاق غضروفي و يتألم ومش قادر يمشى ويتحرك ويخدم نفسه ويطلب يروح مستشفى ويترفض؟ ليه ترفض عمل فحوصات طبية سواء فى مستشفى السجن أو فى أى مستشفى حكومي طبقاً لقرار النيابة؟ هل في تشخيص بدون فحص؟ ليه يطلب أطباء عشان يكشفوا عليه وميجوش سواء قلب أو عظام أو علاج طبيعي أو رمد؟ ليه ممنوع استخدام الأجهزة الرياضية لتمارين العلاج الطبيعي لمعالجة الانزلاق الغضروفي في السجن؟” (http://bit.do/esheT)
وغيرهم: جمال عبد الفتاح، 72 سنة، نزلة شعبية وصعوبة في التنفس؛ أمل فتحي، زوجة محمد لطفي مؤسس المفوضية المصرية للحقوق والحريات، اضطراب كرب حاد مع أعراض تحولية نتج عنه فقدان الإحساس في أسفل الساق الأيسر وتنميل في القدم اليسرى مما يجعلها غير قادرة على المشي بمفردها بشكل طبيعي؛ وائل عباس، ضيق في التنفس وارتجاع في الصمام الميترالي منذ فترة والموضوع زاد بعد حبسه؛ محمد مسعد علي في سجن وادي النطرون، التهاب مزمن و تقيحات وتورم في أصابع قدميه، ما أدى إلى عدم قدرته على الحركة ويحتاج لإجراء عملية جراحية عاجلة، التأخر فيها قد يؤدي إلى بتر قدمه؛ على سبيل المثال لا الحصر. وذلك إضافة الى الحالات المرضية المترتبة على الاضراب عن الطعام الذي أصبح الوسيلة الوحيدة وقد تكون آخر الوسائل التي يلجأ اليها المحتجزون للاعتراض على ظروف حبسهم، فلا يلقى من سلطات السجن سوى التجاهل في أحسن الظروف أو العقاب المضاعف في محاولة لإجبار المضربين عن فك اضرابهم. مثلما حدث مع الصحفي “معتز ودنان” الذي ألقى القبض عليه في 16 فبراير الماضي، عقابا على حوار أجراه مع المستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقرير نشرته عن حالة ودنان، نقلا عن محاميه، إنه خلال جلسة تجديد حبسه، أبلغ محاميه بالشبكة العربية، أن رئيس مباحث سجن العقرب بمساعدة 3 مخبرين قاموا بضربه وسحله لإجباره على فك الإضراب عن الطعام وأثبتوا ذلك في محضر الجلسة (http://bit.do/er53D)
عن الاخفاء القسري، شهد شهر يوليو – بحسب ما رصدنا من الإعلام – 69 خبرا عن مختفين قسريا، ألقي القبض على 25 منهم من منزلهم، وعلى 10 من مقر عملهم أو دراستهم، إضافة الى 4 أخبار عن أشخاص اختفوا من اقسام الشرطة بعد حصولهم على اخلاء سبيل، وشخص واحد اختفى من داخل محبسه في ليمان المنيا الجديد، والباقون من أماكن متنوعة تراوحت ما بين الشارع والمقاهي والمطار.
وإذا كانت الدولة لا زالت تصر على ان هؤلاء “غائبون” ولا علاقة للدولة باختفائهم، إلا ان أماكن ظهور المختفين تؤكد ان ظاهرة الاختفاء القسري ظاهرة حقيقية وتكاد ان تصبح اجراء روتيني تستفرد خلاله الأجهزة الأمنية بضحاياها بعيدا عن ذويهم ومحاميهم لتتمكن من الضغط على ضحاياه وتعذيبهم وانتزاع الاعترافات التي قد تمهد الطريق لمزيد من الاعتقالات وتصوغ قرارات اتهام القضايا التي قد تختلف في ارقامها وإن كانت تكاد تتطابق في اتهاماتها.
في شهر يوليو نشر المحامون 151 خبرا عن أشخاص ظهروا بعد اختفاء، جميعهم تقريبا ظهروا في نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس!!! باستثناء ثلاثة: الشقيقان محمد ومحمود عبد النبي، ألقي القبض عليهما يوم 20 يونيو 2018 وظهرا بعدها بخمسة عشر يوما، في 4 يوليو 2018 أمام نيابة الرمل. أما الثالث، فهو أشرف حسن إبراهيم محمد الذي ظهر في سجن الوادي الجديد بعد اختفاء دام لخمس سنوات!!!! حيث اختفى يوم مذبحة رابعة يوم 14 أغسطس 2013 وظهر في السجن يوم 13 يوليو 2018، باعثا بعضا من الأمل في أن يأتي اليوم الذي يظهر فيه من اختفوا من سنوات.
جدير بالذكر ان شهر يونيو 2018 شهد أيضا ظهور الطالبة ايمان أبو يونس من كفر الشيخ، التي اختفت من طريقها الى امتحان الثانوية العامة في عام 2016، ثم يوم 11 يونيو 2018 اتصل جهاز أمن الدولة بأسرتها لتذهب لاستلامها (http://bit.do/emRwt)!!!!