النديم لمناهضة العنف والتعذيب

عن النديم

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب، هو جمعية مصرية غير حكومية أسست في أغسطس 1993 كشركة مدنية غير هادفة للربح. في العام الأول بعد التأسيس اقتصر نشاط المركز على تأهيل ضحايا التعذيب نفسيا وتزويدهم بالتقارير الطبية القانونية عند الحاجة.
في ذلك الوقت وجد العاملون بمركز النديم صعوبة كبرى في استخراج الشهادات الطبية الخاصة بإصابات ضحايا التعذيب من مؤسسات رسمية مثل المستشفيات الجامعية والحكومية.
في نهاية السنة الأولى، وعند تقييم العمل، أدركنا كأعضاء في فريق المركز أن عملنا مع التعذيب لا يكتمل بدون طرح القضية على الراي العام، وذلك عن طريق النشر والحملات وتحريك دوائر مجتمعية مختلفة ضد ممارسات خرجت عن السيطرة في العقدين الماضيين، وقد التزمنا بهذا الأسلوب في جميع أنشطتنا اللاحقة، سواء كانت متعلقة بالتعذيب أو بالعنف ضد المرأة أو أية مواضيع أخرى تمس الديموقراطية وحرية المجتمع المدني.

أنشطة النديم:

أنشطة متعلقة بمناهضة التعذيب:

يقدم مركز النديم خدمات تأهيل نفسي ودعم قانوني لضحايا التعذيب بدون مقابل، وذلك بالتعاون مع جمعيات أخرى وأفراد ناشطين، كما يقدم المركز نوعا من الدعم الاجتماعي والتوعية.
يتم التواصل مع ضحايا التعذيب عن طريق دعوتهم لزيارة المركز أو الذهاب اليهم إذا كانت هناك عقبات تمنع حضورهم أو خوف من التحدث عن الصدمة. يقوم المركز بتحويل المترددين عليه إلى أخصائيين غير نفسيين في حالة احتياجهم لعمل تحاليل أو فحوص خاصة.
منذ 1993 و حتى يوليو 2009 قدم المركز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني إلي 3088 ضحية تعذيب، نصفهم من المصريين، ثلثيهما من الذكور والثلث الآخر من الإناث، بالإضافة لنسبة صغيرة من الأطفال.
يقدم مركز النديم تقريرا بالحالة النفسية للضحية يضاف إلى ملفه في مراكز الدعم القانوني. وفي حالتين قدم مركز النديم شهادته أمام النيابة بخصوص حالتي تعذيب ترغبان في التعويض.
ساعد النديم في تأسيس المجموعة السودانية المناهضة للتعذيب، حيث كان جميع أعضاءها من المترددين على المركز.
يقوم مركز النديم بتنظيم حملات لبعض قضايا التعذيب بعينها، بالإضافة لحملات مناهضة للتعذيب بصفة عامة.
بالإضافة الى ما سبق فإن مركز النديم عضو مؤسس لشبكة أمان وهي شبكة مجمعة لعدد من المراكز العاملة ضد التعذيب في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط ولها أعضاء من فلسطين ولبنان والبحرين والمغرب والسودان والعراق وإيران. ضمن إطار هذه الشبكة ساهم النديم في التدريب على مهارات إدارة وتأهيل ضحايا التعذيب وتوثيق حالات التعذيب في لبنان والمغرب والسودان. وساعد في تأسيس مركز للتعامل مع ضحايا التعذيب بالسودان.

أنشطة لها علاقة بالعنف ضد المرأة:

بخلاف مساعدة ضحايا التعذيب يشارك النديم في التصدي لأشكال أخرى من العنف ضد المرأة. فمنذ عام 1993 وحتى عام 2000 قدم دعم المركز نفسيا واجتماعيا وتأهيليا لـ 316 من النساء، أكثر من نصفهن من المصريات، وثلثهن ضحايا تعذيب، والباقيات تعرضن للعنف المنزلي والاغتصاب. في عام 2001 أسس مركز النديم برنامجا منفصلا للمرأه يقدم الاستماع والمشورة لضحايا العنف من النساء، وساهم في تأسيس مراكز للاستماع في عدد من محافظات مصر ، 7 منها في القاهرة و2 في الوجه البحري و2 في الوجه القبلي.

المشروع العالمي لتطوير مهارات تقديم الدعم النفسي لضحايا التعذيب، التدريب والتوعية:

استوعبت التدريبات المحلية التي جرت داخل المركز مجموعه من 6 أشخاص، وتألفت من محاضرات ومناقشات جماعية ودراسة ذاتية تم تنظيمها عن طريق أعضاء المركز بمعدل نشاط واحد في الأسبوع، خلال العامين الماضيين من عمر المشروع. كان التدريب في معظم الأحيان على شكل جلسات أسبوعية لمدة ساعتين في المركز، ومن المواضيع الرئيسية التي تناولها هذا التدريب: أنواع وآثار التعذيب، المبادئ التوجيهية لاضطرابات ما بعد الصدمة والتشخيصات الأخرى؛ إدارة اضطرابات ما بعد الصدمة، والتعذيب وعلاقته باضطرابات ما بعد الصدمة؛ مهارات المقابلة؛ الإشراف الجماعي والصدمة عند الأطفال.
كما نظم المركز تدريبل للمدربين في فبراير 2009، استمر لمدة 5 أيام حيث تم تدريب 9 أشخاص، بما في ذلك العاملين في برنامج إعادة التأهيل ضحايا التعذيب وبرنامج المرأة. وقد قام بالتدريب الدكتور علاء شكر الله من مركز دعم التنمية في مصر، وكانت حصيلة التدريب خطتين تدريبيتين على تقديم المشورة للناجين من التعذيب والعنف المرتبط بالنوع الاجتماعي.
نظم المركز ندوة عامة في الأسبوع الأول من سبتمبر 2009 تناولت الانتشار المتزايد للتعذيب في مصر، والتحديات التي تواجه ضحاياه، ودور أصحاب المصلحة. كان المشاركون في الحلقة الدراسية من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والإعلاميين والمدونين.
لأغراض التوعية أصدر المركز عددا من المنشورات/ المقالات في وسائل الاعلام المحلية. في حالة الناجين الذين يرغبون في التوجه للإعلام بقصصهم ، فإن نشر شهاداتهم وتوزيعها على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة أحد العناصر الهامة في عملية اعادة التأهيل. وقد نشر العديد من تلك الشهادات في الصحف المحلية، كما وجهت الدعوات للعديد من المترددين على المركز للحديث في البرامج الحوارية على القنوات الفضائية، كما شارك اثنان من الناجين من التعذيب في برنامج وثائقي على قناة الجزيرة عن التعذيب في مصر.
خلال فترة المشروع، أقيمت حلقتي تدريب إقليميتين في منطقة الشرق الأوسط، كلاهما في اسطنبول بتركيا. الأولى وقعت في أواخر يونيو 2008 والثانية في أواخر شهر يناير2009. سبب اختيار اسطنبول كان لتيسير وصول زملائنا من قطاع غزة في الوقت الذي لم يكن متاحا لهم الوصول إلى مصر. تناول التدريب الإقليمي الأول موضوع الإشراف السريري والرعاية لمقدمي الرعاية وأدارها الدكتور يوهان لانسن والدكتور تون هانس من هولندا. 20 متخصصا من 8 دول مختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شاركوا في التدريب لمدة 5 أيام، الذي تضمن عروضا للحالات، وعروضا عن المراكز المشاركة، وعرضا للملصقات، والعمل الجماعي، وممارسة الإشراف على المهارات الجديدة المكتسبة. خلال الدورة التدريبية الإقليمية الثانية تم تدريب المشاركين على استخدام القياسات النفسية والمهارات البحثية وكيفية فحص وعلاج الأطفال الناجين من التعذيب. وقد قامت آمبر اليزابيث بالتدريب على الموضوع الاخير على حين قام كريج هيجسون-سميث بالتدريب على المهارات البحثية. شارك في الورشة التدريبية 21 متخصصا من 9 بلدان مختلفة من اعضاء شبكة امان.

علاج الناجين من التعذيب:

التعذيب في مصر هو سياسة عامة للدولة وليس مجرد مسؤولية أفراد من الضباط. هناك عدة مؤشرات على هذا فيما بينها استخدام أساليب تعذيب متطابقة في جميع أماكن الاحتجاز التي تتراوح بين الجلد الى الحرق بالسجائر، والتهديد بالاغتصاب أو الاغتصاب الفعلي، وعصب العينين والتجريد من الملابس طوال أيام التعذيب، بالاضافة الى الضرب، الصفع والركل في جميع أنحاء الجسم، واستخدام الكهرباء سواء بطريقة “الإستاكوزة” حيث توصل اسلاك كهربائية إلى أصابع القدمين والرأس، أوطريقة أبو غريب حيث يتم توصيل الأسلاك إلى الأعضاء التناسلية والحلمات، وربط الضحية من اليدين والقدمين بعامود طويل من الحديد و يسمى”الجريل” أو المشواه. كذلك يتضمن التشريع المصري أدلة إضافية على الاستخدام المنهجي للتعذيب من قبل الدولة، حيث تقصر التشريعات الوطنية تعريف التعذيب على المتهمين بارتكاب جريمة وعندما يكون الهدف انتزاع الاعترافات. لازالت مصر تعيش حالة الطوارئ منذ عام 1967 ، بإستثناء فترة قصيرة ما بين مايو 1980 وأكتوبر 1981. واذا اضفنا الى ذلك وضع النيابة العامة في مصر، والعلاقة بين النيابة العامة والسلطات التنفيذية والاشكاليات المحيطة باستقلال القضاء يمكننا أن نتصور الحصار المحيط بضحايا التعذيب والإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجلادون.

البحث:

في اطار المشروع العالمي لتطوير مهارات تقديم الدعم النفسي صمم مشروع بحثي يهدف إلى تقييم نتائج علاج المريض وتم تنفيذه من جانب الدول الخمس الشركاء في المشروع، وهي فلسطين، جنوب أفريقيا، المكسيك وهندوراس الى جانب مصر. وقد تم تصميم قاعدة بيانات عن مستخدمي الخدمة (من الناجين من التعذيب) وفعالية استخدام التدخلات العلاجية بواسطة استخدام الاستبيانات الإكلينيكية التالية : استبيان عن الخلفية الطبية والاجتماعية، مقياس هارفارد للصدمة النفسية (HTQ)، مقياس بيك للاكتئاب (BDI). وقد تم جمع البيانات في أول لقاء للأطباء مع المريض، وكذلك بعد ثلاثة وستة أشهر. ثم تد إدخال البيانات الكمية في قاعدة بيانات في المراكز الخمسة وتحليلها في وقت لاحق من قبل خبير استشاري دولي للبحوث. استخدمت النتائج الكمية و معها البيانات النوعية ودراسات حالات من الخمسة مراكز المشاركة لانتاج خمسة أوراق بحثية وواحدة مجمعة. وسوف يتم نشر نتائج البحث بالإنجليزية في واحدة من دوريات الطب النفسي المحلية اضافة الى اصدارها باللغة العربية للجمهور الأوسع. كما سيسعى المركز الى تقديم نتائج البحوث في مؤتمرات وطنية وإقليمية ودولية مختلفة خلال خريف عام 2009.
ورغم التحديات العديدة لهذا البحث، وأولها الاضطهاد المستمر للضحايا وهو ما يجعل الأمتثال للمتابعة صعب، وكذلك الحالات التي يكون فيها أول تقييم خارج حدود المركز من خلال الزيارات إلا أن البحث ساهم في تطوير عنصر التوثيق في المركز، من خلال إدراج الاستبيانات الإكلينيكية الموحدة بالإضافة إلى المقابلة السريرية، وتوفير مرجعية للمتابعة، وكذلك الانتظام في استخدام أدوات قياس نفسية كمية.”