منذ 29 سبتمبر 2005 يعيش ما يقرب من 1500 لاجئ سوداني بأسرهم وأطفالهم أمام مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بعد أن يأسوا من استجابة المفوضية لمطالبهم وحقوقهم المشروعة التي حددتها الأمم المتحدة ذاتها.. جاء هذا الاعتصام السلمي احتجاجا علي موقف المفوضية الذي يتمثل في تجميد جميع مطالب السودانيين لأجل غير مسمي وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الشعبية لتحرير جنوب السودان.
وقد قام اللاجئون السودانيون بكل ما يمكنهم عمله ليكون هذا الاعتصام الاحتجاجي منظما وحضاريا ومسالما. شكلوا من بينهم لجنة للتفاوض مع المفوضية ولم يكن في بالهم أنها سوف تكون هي ايضا لجنة التفاوض مع قوات الأمن المصري التي تهددهم بالإبادة إن لم يتركوا المكان قبل العيد!!..
شكلوا منهم مجموعة تبحث عن الرزق وتوفر القليل الذي يسد رمق الأسر المشردة في شوارع القاهرة حيث كان يجب ان يكون ملجأهم الآمن بعد أن فروا من السودان هربا من التنكيل والتعذيب والاعتقال على يد النظام السوداني.. يحملون الملايات والأغطية التي تقسم المساحة التي يعتصمون فيها الى “حجرات” أثناء الليل..
في هذا المكان في وسط حي المهندسين الراقي وأمام مسمع ومرأى من المفوضية والأمن المصري ورجال السفارة السودانية وضعت أربع نساء اطفالهن – كما على معابر فلسطين – جاء احدهم، ولا عجب، ميتا.. في هذه الحديقة التي كانت المفوضية تستخدمها فيما مضى مكانا لاستقبال طلبات اللاجئين توفى ثلاث رجال من مرض صدري يرجح انه السل الرئوي..
بينهم أسر قبلت طلباتهم وأخذوا موافقة الدولة المضيفة على سفرهم إليها.. بينهم أسر قبلت طلباتهم ولم تستقر بعد على المكان الذي سوف ينقلون إليه.. وبعضهم من رفض طلبه دون أن تقدم لهم المفوضية بديلا لمكان آمن يقضون فيه سنوات العمر الباقية..
وبدلا من البحث في كيفية توطين هؤلاء الاجئين بشكل يضمن لهم حياة كريمة آمنة، وهو الدور المنوط بالمفوضية، اجتمعت إرادة المفوضية مع إرادة السفارة السودانية في القاهرة على تخييرهم بين أمرين إما “العودة الطوعية” وذلك رغم تدهور الأوضاع في السودان شرقا وغربا
كما توضح تقارير عدة بمنظمة الأمم المتحدة نفسها ورغم تصريحات كوفي انان أمين عام الأمم المتحدة شخصيا ورغم عدم استقرار الأوضاع في الجنوب نهائيا بعد، ورغم انتفاء آية ضمانات كفيلة بتأمين سلامة العائدين للسودان.. وإما “الاندماج المحلي” في مصر حيث لا يحق لهم العمل أو لأطفالهم الانتظام في المدارس الحكومية.. وحيث تعيش اعدادا كبيرة من الأسر في شقق صغيرة في حياة هي اقرب ما تكون الى حياة السجون.
السيد مدير الحماية والسيد نائب مدير المفوضية لم يكن لديه ما يقدمه للمعتصمين سوى ان يطلب منهم المغادرة والاعتصام في الأحياء حيث تعرض الكثيرون منهم لعمليات عنف جماعي يشتبه في تورط الأمن المصري وأمن السفارة السودانية فيها..
في شوارع القاهرة يستوقفهم الامن ويسحب منهم بطاقة المفوضية التي هي كل ما يملكون لحمايتهم في مصر.. عدد منهم اختفى ولا يعلمون حتى الآن مصيرهم..
إذا مرضوا فلا ملجأ لهم سوى المستشفات الخاصة التي تحاسبهم محاسبة الوافدين فتطلب منهم ضعف المطلوب من المصريين أو تطالبهم الدفع بالعملة الصعبة؟؟
الجرائد الصفراء تتهمهم بالتسول على حساب رزق المصريين على موائد الرحمن والأستاذ عادل إمام، السفير السابق للنوايا الحسنة يصفهم بالمتسولين
وفوق هذا وذاك هددهم الأمن المصري اخيرا بالإبادة إن يم يتركوا لمكان قبل عيد الفطر!!!
إن مركز النديم إذ يعرب عن مخاوفه من تفاقم الأحوال المعيشية والصحية للاجئين السودانيين المعتصمين أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، كما يخشى المركز من احتمال تعرض هؤلاء المعتصمين للعنف علي أيدي قوات الشرطة المصرية لفض اعتصامهم بالقوة قبيل عيد الفطر.
يعلن تضامنه غير المشروط مع اعتصام اللاجئين السودانيين ومطالبهم المشروعة طبقا لمبادئ الشرعية الدولية..
” يناشد كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية محليا وإقليميا ودوليا يالتدخل لدى مفوضية اللاجئين والسفارات السودانية والسلطات المصرية المختصة للضغط من أجل الاستجابة للمطالب المشروعة للاجئين السودانيين في مصر
” ويحمل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين مسئولية سلامة اللاجئين السودانيين الذين لم يتواجدوا في مصر سوى بناء على اتفاق مع المفوضية بأن تكون مصر هي بلد المعبر بالنسبة لهم
” ويؤكد أنه سوف يسعى الى استخدام كافة السبل مع طاقم المفوضية في مصر وجنيف للكشف عن اسباب ودوافع هذا السلوك المنافي لكل قيم حقوق الإنسان التي يفترض ان تكون هي مرجعية موظفي المفوضية وأساس وجودها..
” كما يحمل وزارة الداخلية المصرية مسئولية سلامة المعتصمين، نساء واطفال ورجالا وكذلك مسئولية تمكينهم من حلول تكفل لهم حياة آدمية لحين توطينهم في بلاد أخرى..
” ويدعو جميع منظمات حقوق الإنسان والصحافة الحرة في مصر الى التضامن مع المعتصمين بالتواجد في لية العيد ولو لساعات قليلة في الميدان الواقع أمام جامع مصطفى محمود لنقف حائلا أو شهودا على ما قد يمارسه الأمن المصري ضدهم من عنف
وأخيرا نضمن هذ البيان المطالب العشرين التي رفعها الاجئين السودانيون الى المفوضية وكافة الجهات المختصة، وحين لم يعرهم أحد انتباها رفعوها الى الرأي العام.
صوت اللاجئين – القاهرة
1. نرفض العودة الطوعية
2. نرفض الاندماج المحلي
3. نرفض اعتقال اللاجئين السودانيين التعسفي من دون إدانة قانونية
4. نرفض المعايير الجائرة في تعامل المفوضية مع اللاجئين السودانيين
5. نطالب بعدم التميز بين اللاجئين السودانيين
6. نطالب بإعادة فتح جميع الملفات المغلقة للاجئين السودانيين
7. نطالب بالتعامل مع اللاجئين السودانيين كأفراد وليس كمجموعات
8. نطالب بعدم تفويض الروابط والجمعيات للتحدث باسم اللاجئين السودانيين وتمرير مخططات المكتب (العودة الطوعية – الاندماج المحلي)
9. نطالب بعدم تطبيق قوانين اتفاقية الحريات الأربعة على اللاجئين السودانيين
10. نطالب بحماية اللاجئين السودانيين من عناصر المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة (الجزب الحاكم بالسودان)
11. نطالب بتسجيل المتقدمين الجدد لطلب اللجوء فور وصولهم
12. نطالب بالبحث عن اللاجئين السودانيين المفقودين
13. نطالب بسحب الترسانة العسكرية من مقر مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة
14. نطالب بتوصيل المساعدات للاجئين السودانيين دون تمييز من قبل المنظمات المانحة.
15. نطالب بتوعية رجال الشرطة والأمن في البلد المضيف بالقوانين وكافة الحقوق التي تخص اللاجئين السودانيين
16. نطالب بالاهتمام بالمسنين والأطفال والنساء بلا عائل
17. نطالب بالرد على جميع الشكاوى المقدمة من اللاجئين السودانيين
18. نطالب بعدم استفزاز اللاجئين السودانيين من قبل موظفين مكتب الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة
19. نطالب بإجراء المقابلات والتوطين وإعادة فتح الملفات المغلقة وسرعة إجراءات ما بعد التوطين
20. نطالب بحل جذري لكل اللاجئين السودانيين أو نقلهم الى دولة أخرى
لمزيد من المعلومات
[email protected]