النديم لمناهضة العنف والتعذيب

شهادة 3: كنت هناك..

المكان كان به حوالي 46 أوتوبيس من اوتوبيسات النقل العام.. بدأو رش المياه بعد الساعة الثانية عشر..
ضربوهم بمدافع المياه من ثلاث جوانب.. كانوا “يتفاوضون” معهم بالميكروفونات:”المفوضية أغلقت أبوابها ويجب ان تفضوا الاعتصام”. ثم بمزيد من التفاصيل: “هتفضواالاعتصام يعني هتفضوا الاعتصام.. أنا عندي أوامر من أعلى سلطة في البلاد بفض الاعتصام.. عندي اوامر من الريس ان الاعتصام يتفض”.

المكان كان محاط بالمتاريس.. الضباط قالوا “المتاريس دي عشان فيه اسلاميين في الجامع!!!”
عساكر الأمن المركزي كانوا يقفزون في مكانهم ويهتفون: يا أحلى اسم في الوجود، يا مصر!!
ثم بدأت مدافع المياه مرة أخرى.. رأيت وفد التفاوض يعود الى داخل الحديقة.. تصورت أنهم سوف يوصلون رسالة ما.. لكن فجأة وبعد دخول آخر واحد فيهم على النجيلة اندفع وراءهم البوليس.. ضرب وصراخ.. ثم أطفئوا الأنوار.. وتعالت اصوات اللاجئين: الله أكبر .. حسبي الله ونعم الوكيل.. كما ارتفع الغناء بتراتيل عيد الميلاد..

ضابط واقف قرب المكان الذي كنت فيه قال ساخرا: “إحنا بنرشهم بالمياة لأنهم ما استحموش من ثلاث شهور.. ده شوية هزار.. والجد لسه ما ابتداش!! هينفض يعني هينفض.”

كانوا يضربون ويسحلون الناس المعتصمين من الحديقة حتى الباصات.. كلما كان اللاجئون يتأخرون في الخروج كان الضرب يزداد عنفا.. الناس كانت تقع على الأرض تحت الضرب وأغلب الذين ماتوا ماتوا من الضرب..واستمر الضرب في سيارات الأمن المركزي..
أحد الضباط قال: “دول سكريه”.

انتهى الضرب في الساعة الخامسة والنصف وبدأت الأوتوبيسات في الحركة.. وفتحوا الطريق.. بعد نصف ساعة تحركت جميع الأوتوبيسات.. مشينا وراءها.. توقفت الأوتوبيسات قليلا عند معسكر مديرية أمن الجيزة في الهرم.. خمس دقائق تقريبا ثم تابعنا الباصات التي توجهت الى معسكرات الأمن المركزي في قطاع دهشور. بعد ذلك عدنا الى ميدان مصطفى محمود. منعنا البوليس من الدخول.. قالوا لنا ان المكان أصبح في حوزة النيابة ومنعونا من التصوير.

مواضيع ذات صلة