النديم لمناهضة العنف والتعذيب

النيابة والطب في خدمة الداخلية محمد صبحي موسى محمد أبو زينه مولود يوم 7 يناير 1991 لكن عمره 18 سنة

اتصلوا بي بعد نصف ساعة من نزوله وقالوا لي يا طنط محمد اتاخد على قسم المنتزة.. دخلت لمأمور القسم وقلت له مش ماشية إلا وابني معايا قال لي: شويه وهنطلعه، ومن ساعتها ما شفتوش.

هكذا تحدثت والدة محمد صبحي موسى محمد أبو زينه وهي تحكي ما جرى لابنها الذي تصادف نزوله للدرس في نفس توقيت جنازة الشهيد يوسف خميس إبراهيم الذي قتلته بلطجية الداخلية وجبروت قانون الطوارئ الذي يسمح لرجال الداخلية أن يتحرشوا بالمواطنين ويوقفوهم ويفتشوهم دون إذن من أي جهة كانت ثم يضربوهم إذا اعترضوا على وقاحة الشرطة ثم يطلقون الرصاص عليهم ويتركوهم قتلى في الشارع بعد أن يملئوا جيوبهم بما يحملوه من مخدرات جاهزة لتلفيق التهم لمن يشاءون..

كانت أم محمد تحمل شهادة حسن سير وسلوك استحقها ابنها من مدرسة أبو حمص الثانوية الصناعية بنين لتثبت أن ابنها ليس مجرما.. كما كانت تحمل شهادة ميلاد ابنها التي تثبت ان عمر ابنها هو ستة عشر عاما.. لكن النيابة لم تلتفت إلى تلك الوثائق الرسمية وإنما قررت ان تقوم بتسنين محمد بـ 18 سنة لتتمكن من إيداعه سجن الغربينيات.

ما الذي يجعل الرائد محمد منير أغلى من المواطن يوسف خليل؟
أصيب الرائد محمد منير، على حسب ما نشر في جريدة المساء، في أحداث جنازة يوسف خليل، شهيد رجال الداخلية في قسم المنتزة، بجروح قطعية فأودعته الداخلية العناية المركزة بمستشفى طيبة الخاص بالإسكندرية.

أما الشهيد يوسف خليل نفسه والذي قتلته الشرطة برصاصها فلم يجد من يسعفه حين أطلق خليفه، مخبر قسم المنتزة، النار على رأسه في وسط الشارع وأمام المارة ومنع عنه حتى شرب الماء، واضطر والده أن يلف به في عربة الإسعاف وهو ينزف على عدد من مستشفيات الإسكندرية أملا في أن يجد طبيبا يقدم أخلاق المهنة على أوامر الداخلية فلم يجد

مستشفى طيبة الخاص لم ترفض إيداع الرائد محمد منير في قسم الراعية المركزة.. لكن يوسف خليل لم يجد مستشفى يوافق على إيداعه لإنقاذ حياته حين علم الأطباء أنه مصاب بطلق ناري من أحد مسدسات الداخلية.

سؤال للدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء:
هل تدار مستشفياتنا من وزارة الداخلية؟؟؟؟
(مرفق شهادات بعض ضحايا الداخلية في قسم المنتزه)

القاهرة في 6 أبريل 2006
مركز هشام مبارك للقانون
الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف

شهادات لم تستمع لها النيابة في جريمة قتل يوسف خليل

يوسف خليل، 19 سنة، قتله مخبر الشرطة برصاصة في رأسه لأنه رفض إهانة الشرطة له
"    أبو يوسف: في المستشفى الميري شالوا له الرصاصة وبعدها قالوا لازم يدخل العناية المركزة وإحنا ما عندناش.. قعدنا نلف بالإسعاف على مستشفيات عشان يدخل العناية المركزة في كل مستشفى يعرفوا انه ضرب نار يقولوا ما عندناش جهاز تنفس صناعي.. حتى المستشفيات ألي سألنا فيها بالتليفون وقالوا لنا انه عندهم جهاز تنفس صناعي بعدين لما نوصل هناك يقولوا ما عندناش. لفينا على أربع مستشفيات وفي الآخر رجعنا الميري..
رحت النيابة لقيت ضابط قال لي أنا زي ابنك روح ادفنه وبعدين تعالي ناخد أقوالك.
رحت النيابة تاني عشان ياخدوا أقوالي. قعدت ساعة وبعدين قالوا لي هنبعتلك.
اللي طلعوا له سوابق ده.. جايبين اسم خطأ وسن خطأ.. الفيش والتشبيه طالع باسم واحد تاني عمره 31 سنة.. كانوا عاوزين أي اسم بسرعة.. طلع اسم واحد مسجل خطر.

الشاهد الأساسي، إيهاب، اللي شاف واقعة القتل واترمى على القتيل، أخدوه وحرزوا له مخدرات وبكده اتحول من شاهد لمتهم.

ما سمحوش للمحامين يحضروا تحقيقات النيابة.. لا مع المتهمين ولا مع الشهود ومنهم عضو مجلس شعب الأستاذ صبحي صالح المحامي والاستاذ حسن صالح.. حتى الشهود اللي من طرفنا النيابة ما سمعتهمش لحد دلوقتي..
أم يوسف لازالت تحتفظ بملابس عمله التي خلعها قبل خروجه لمقابلة أصدقاءه: لسه فيها مكان الشغل.. مليانة نشارة.. جالي من الورشه.. هو بشتغل تحت مع اخواته.. استحمى وغير هدومه ونزل لأصحابه.. من ساعتها ما رجعش.. جم قالوا لي الولد انضرب النار.. اتجننت.. نزلت أجري.. مش عارفه أنا رايحه فين.. وصلت المستشفى. (رفضت أم يوسف إقامة عزاء رسمي لكن المنزل مفتوح.. والجيران تأتي وهي تبكي .. تبكي لان ابنها مات عطشانا.. وتحتضن هدوم الشغل)
أخو يوسف: كان أول من جرى ليشاهد ما حدث لأخيه.. منعته الشرطة وضربه المخبرون ووضعوه في البوكس مع إيهاب وعبد الله

عبد الله: اعتقلته الشرطة لأنه حاول الدفاع عن يوسف
الأب والأم يعيشان في حجرة وصالة تحت السلم، كل مساحتهما معا ست أو سبع أمتار مربعة. الأم تبكي باستمرار، تعاني أمراضا مزمنة ولم تتوقف دقيقة عن البكاء.. ولا تنام.

الأب، محمد محمد عمر رسلان، يبلغ من العمر 61 سنة. يقول: الأولاد جم قالوا لي ابنك الحكومة هتاخده.. طلعت لقيت الولاد الاتنين (عبد الله وايهاب) مخبر الشرطة مرفعهم بالطبنجة.. سألته: معاهم حاجة؟ قال لي: لأ. إحنا هنسيبهم. رحت الرصيف التاني لقيت يوسف مرفعه أمين شرطة تاني اسمه خليفة.. يوسف كان ضهره للحيطة وأمين الشرطة موجه المسدس لراسه. قلت لأمين الشرطة: زميلك قال إنهم ما عملوش حاجة. قال لي: مالكش دعوة. امشي انت. مجرد ما اتلفت سمعت الرصاصة.. الرصاصة ضربها أمين الشرطة اللي اسمه خليفة وأنا مستعد أشهد بكده. والله العظيم ما كان فيه كلب ولا حاجة غير هو كلب صغير العيال كانت بتلعب معاه.. كمان الكلب كان معاه.. بعد ضرب النار المخبر اللي واقف مع ولادي على الرسف التاني أمرهم يناموا على الأرض ووجه المسدس عليهم. الساعة كانت حوالي 11.. رحت أجيب البطاقة.. رجعت لقيتهم نقلوا الاتنين، إيهاب وعبد الله، وحطوهم جنب القتيل. ولقيت أخو يوسف جاي يصرخ: أخويا..
أخويا. وكان بيجري. قاموا ماسكينه وضاربينه هو كمان وبعدين جه البوكس أخد التلاتة: أخو القتيل وعبد الله وإيهاب، وسابوا القتيل على الأرض. الضباط جم على رجليهم من القسم (لو كانت دي حملة أصلا ما كانوش جم على رجليهم.. النسوان شافت حاجات تانيه علشان أنا رجعت البيت عشان ما كنتش عرفت أفتح الباب ولا آخد البطاقة.. وعرفت أن النسوان راحوا وقالوا إن الضباط لقوا حشيش على الأرض ومن ساعتها منعونا نشوف العيال. الشرطة جابت 2 شهود مسجلين خطر (محمد وناصر) وشهدوا على العيال انهم بيتاجروا في المخدرات.

الأم: الولد اللي مات كان بيصلي الفرض بفرضه.. وأهله مبسوطين وكل الجيران تشهد بكده.. وايهاب فانح محل براويز في ميدان الساعة. أولادنا كويسين.. لما بيحسوا بالخنقة بيخرجوا يشموا شوية هوا عشان الصالة ضيقة.. يقوموا يعملوا فيهم كل ده؟؟؟ الولاد كل ما يخرجوا الضباط يعملوا لهم عملة.. عبد الله كان شغال بيبيع شرايط كاسيت مع أصحابه.. تحرش بهم الضابط محمد عز وكسر لهم الشرايط وعشان ما يشتكوش لفق له قضية تعاطي حشيش.. ده كان حوالي من شهرين وخرج بكفالة. (حتى الآن لم تستمتع النيابة إلى أقوال والد عبد الله وإيهاب. قال له الضباط أن شهادته لا تصلح لأن ابنه كان مع يوسف. كذلك فشل أهل عبد الله في زيارته حتى الآن. حاولوا رؤيته يوم المحاكمة لكن مبنى المحكمة كان محاصرا بسيارات الأمن المركزي ومنعوهم من الدخول.)

شاهدة من الجيران كنت في الشارع بأشتري عشا لابني.. لقيت 2 مخبرين بيفتشوا في العيال.. ما لقوش حاجة مع عبد الله ولا ايهاب وبعدين راح على يوسف فتشوه وكانوا عاوزين ياخدوا منه المحمول والفلوس.. يوسف راح شابك معاه.. راح ضارب يوسف باليد.. يوسف قال له بتضربني ليه. مش من حقك. قال له: أنا من حقي أكومك مكانك. يوسف قال له: لأ مش من حقك. راح المخبر قال له: هتشوفّ! وراح مطلع الطبنجة وشد فيها حاجة وزنق يوسف في الحيطة وحط الطبنجة في راسه وراح ضارب يوسف بالإيد الفاضية. قام يوسف نطر ايده راحت الطلقة طالعة في يوسف راح واقع.. قبلها على طول كان أبو عبد الله كان بيسأل خليفة: انت ماسك ابني ليه؟ قال له ابنك معهوش حاجة وهنسيبه. بعد ضرب النار الدنيا ادربكت وراحوا ماسكين عبد الله وايهاب وهاتك يا ضرب فيهم، وراحوا واخدين الاتنين حطوهم جنب يوسف وراحوا مطلعين الحشيش من جيوبهم وحطوه جنب يوسف.. أنا قعدت أصوت ساعتها لأن المنظر كان فظيع جدا وكان معايا ابني عنده 10 سنين اتفزع.. أنا شفتهم بيطلعو الحشيش من جيوبهم وراحوا منطورينه حوالين يوسف. قلت له حرام عليك. يوسف كان بينادي على ايهاب. كان بيقول له: قومني عاوز بق ميه. بصيت لقيت خليفه راح ضارب يوسف برجله وقال: على الله حد ييجي جنبه وقعد يشتم بألفاظ وسخة. قعدت اصرخ وأقول لهم: حرام عليكو. ساعتها قعد يشتمني بألفاظ وسخة ولطشني بالقلم.. خفت وأخدت بعض ومشيت.. ما كانش فيه رجاله في الشراع لأنه صرخ فيهم:: اللي هيقرب هيسقط جنبه.. شويه وجه أخو يوسف.. كان بيعيط.. ضربوه وأخدوه معاهم.. كانوا اتنين مخبرين، واحد اسمه حامد وواحد اسمه خليفة.. خليفة هو اللي ضرب النار وأنا عارفه شكله لأنه ضربني بالقلم.

بعد أن غادرنا الحي لحقت بنا امرأة معها أولاد وبنات لتحكي لنا ما أصابها من جرائم قسم المنتزة ابنها محمد صبحي موسى، 16 سنة حسب شهادة ميلاده، طالب بمدرسة أبو حمص الثانوية الصناعية

تقول الأم: أصحابه اتصلوا بي بعد نص ساعة بالضبط من نزول محمد من البيت. قالوا لي يا عمتي محمد اتاخد لقسم المنتزة.. دخلت لمأمور القسم وقلت له مش ماشية إلا لو أخدت ابني معايا. قالوا لي شويه وهنطلعه. عرفت من حد بعد مده ان الولد راح سجن الغربينيات.. واحد شافه واتصل بي وقال لي انه عاوز بطانية.. الولد طفل. ازاي يروح السجن. الولد عنده 16 سنة.. أهيه شهادة الميلاد.. أخدوه على النيابة وسننوه وقالوا انه عنده 18 سنة وأخدوه على السجن..لو ابني مشيه بطال أقول أحسن عشان يتادب.. المدرسين بتوعه مستعدين يروحوا يشهدوا معاه ومعايا شهادة حسن سير وسلوك وآدي أصحابه قدامكم أهم اسألوهم.
    أحد زملاء محمد: كنا رايحين الدرس.. كان فيه تشييع جنازة.. كان فيه خناقة ورمي طوب.. كان عندنا درس في معهد شروق في ميدان الساعة.. كنا ماشيين وجه واحد مسكنا إحنا الاتنين.. زقونا في طرقة طويلة وواحد مسك محمد وضربه وطلع بيه السلالم وأنا كنت في مكتب تحت.. بصيت لقيت فرصة ما حدش واخد باله مني جريت وخرجت

أحمد حسين أبو المكارم، 14 سنة، محجوز حاليا في الأحداث يقول والده: كان رايح الدرس جنب قسم المنتزة وما رجعش لحد دلوقتي.. حوالي 4 الفجر قالوا لي انه اتاخد من الجنازة.. ما أعرفش هو فين.

مواضيع ذات صلة