النديم لمناهضة العنف والتعذيب

الداخلية تدفع بمواطن برئ إلي حبل المشنقة

أربعة أشهر مرت علي احتجاز محمد علي عبد اللطيف علي ذمة قضية مذبحة عزبة عين شمس – بنى مزار. أربعة أشهر قضاها محمد محتجزا بمستشفي العباسية للأمراض النفسية مقيدا من يديه، خلافا للمواثيق الدولية ولآداب مهنة الطب.

وبعد هذه المدة الطويلة صدر أخيرا تقرير لجنة الفحص النفسي ليعلن أن محمد يتمتع بكامل قواه العقلية وانه مسئول عن أفعاله خلافا لسيناريو وزارة الداخلية الذي بنى علي أن مرتكب الجريمة مختل عقليا.

وحيث أن مركز النديم يعلم جيدا ما تعرض له محمد وأسرته من تعذيب بشع لإجباره علي الاعتراف بتلك الجريمة البشعة. وحيث أنه يعلم جيدا سياسة وزارة الداخلية بالدفع بالأبرياء للسجون بعد اعترافهم بجرائم لم يرتكبوها خلاصا من التعذيب، ويعلم كذلك عن تواطؤ النيابة في العديد من تلك القضايا، لذا لزم علينا إعادة فتح ملف قضية بنى مزار ومناقشتها بهدوء بعد أن مرت فترة الدهشة والهلع العام في بدايتها. معتمدين علي ما توفر من معلومات جديدة، خاصة بعد إطلاعنا علي تقرير الطب الشرعي رقم 1387/2006 وتقرير المعمل الجنائي وتقرير شرطة الإنقاذ النهري وأخيرا بعد صدور قرار اللجنة الطبية النفسية، إضافة لسماع شهادات الأسرة أكثر من مرة.

نضع أمام الرأي العام الحقائق التالية.
– أعلنت الداخلية القبض علي محمد بعد أربع أيام من الحادث، وادعت أنه ضبط أثناء محاولته الهرب، بينما علمنا من عدة مصادر، أنه قد تم القبض علي محمد وأسرته بعد ساعات من ارتكاب تلك الجريمة، وقد تم التكتم علي الخبر لحين الحصول علي اعتراف محمد بالجريمة أو الموافقة علي "شيل" القضية علي حد تعبير مساعد وزير الداخلية لوالد محمد. – تم القبض علي محمد بعد أن تطوع شخص يدعي عصام بتبليغ الأمن أن محمد سبق وأن عولج من مرض نفسي، وكان أن قام الأمن باحتجاز محمد في بيت عصام لعدة ساعات حيث تم التعدي عليه بالضرب المبرح علي مرأى ومسمع من أهالي العزبة وذلك قبل إيداعه قسم الشرطة.

– رغم ادعاء الداخلية بأن أخته قد غسلت ملابسه من آثار الدماء عادت وصرحت بأن بقعة من الدماء وجدت علي جلباب محمد وأنها مطابقة للبصمة الوراثية لإحدى الضحايا.

– كما ذكرت الداخلية في البداية أن الأدلة الجنائية " بلطة وساطور" وقد تم إلقاءها في الترعة ولكن جاء تقرير شرطة الإنقاذ النهري أنه" "بالبحث عن الأداة في ترعة الإبراهيمية علي مسافة 700 متر طولا و20 متر بعرض الترعة و3 متر بعمقها وكذلك البحث في المصرف المقابل والمؤدي لمنزل الجاني! ولم يسفر البحث عن ثمة أشياء."

– لقد ظلت الأدلة الجنائية تحت يد الشرطة قبل وصول النيابة ونحن نتساءل هل هناك احتمال أن الشرطة قد عبثت بالأدلة الجنائية! وهل هذا سبب تضارب التصريحات حولها؟ سواء ذلك التصريح الخاص بالجلباب أو بأدوات الجريمة.
* فهل ذبح عشرة أشخاص بضرب علي الرأس والرقبة لا يحدث أكثر من بقعة من الدماء؟

علي جلباب و فردة حذاء؟ وهل تظل البصمات بعد الغسيل؟ وهل من تسلق الحوائط لم يترك أية بصمات علي الجدران أو علي جثث الضحايا أثناء التمثيل بجثثهم ؟ نفترض أن الجاني كان يرتدي قفازا.. لو كان الأمر كذلك لما وجدت بصمات علي الساطور مثله مثل مسرح الجريمة؟ وإن لم يكن، فالمنطقي أن توجد بصمات علي كل الحوائط والنوافذ والجثث مثلها مثل أدوات الجريمة التي ادعت الداخلية أنها حملت بصمات المتهم بعد ادعائها بأنها ألقيت في الترعة!

* لقد جاء في تقرير الطب الشرعي أن جثث الضحايا قد ذبحت جميعاً في نفس الوقت تقريبا (الساعة الثالثة فجراً)، وأن العشر ضحايا بهم إصابات حيوية بالرأس والرقبة، وهناك تشابه شديد بين شكل تلك الإصابات، وان إصابات جدار البطن والأعضاء التناسلية قد تمت بعد الوفاة، وكذلك قطع الأصابع في بعض الجثث..

ونحن نتساءل مجددا: إذا كان الجاني قد قطع الأصابع الثلاث الوسطي مع العضو التناسلي وأن الشرطة لم تجد سوى (العضو التناسلى) على سطح أحد منازل الضحايا، فلما أخذ الجاني الأصابع ولماذا لم يدل الجاني علي مكانها برغم اعترافه بارتكاب الجريمة؟

كم من الوقت يستغرق تسلق الجدران ودخول الشقة والصعود لحجرات النوم وذبح الضحايا بساطور "دون أن يصرخ إنسان واحد من شدة الضربة لينتبه من معه بنفس الغرفة ويحاول المقاومة.. وبعد قتل من ثلاث إلي أربع أفراد يبدأ تشريح جثثهم بأداة حادة وبمهارة ودقة شديدتين، حيث أن جميع الجثث بها جروح قطعية تبدأ من منطقة البطن حتى الأعضاء التناسلية( دون إحداث جروح بالاعضاء الداخلية)، ثم بعد ذلك قطع الأعضاء التناسلية أو بتر أصابع أحدي اليدين..؟ ثم الانتقال للمنزل المجاور وتسلق جدارة بمهارة حتى لا يستيقظ من بالدار واستكمال نفس السيناريو في ثلاث بيوت وعشرة ضحايا؟

كم من الوقت يحتاجه شخص واحد لارتكاب الجريمة وأي درجة من الذكاء والمهارة يجب أن تتوفر لديه؟ وهل تنطبق هذه الأوصاف علي شخص كمحمد أثبت التقرير النفسي أنه محدود الذكاء؟

وألا تثير هذه التساؤلات شبهة أن الدافع للجريمة كان سرقة الآثار (فتح الكنز بلغة أهل الصعيد) وأن من يقف وراءها هي عصابة عالية التنظيم تشتمل على عدد من الأشخاص لا زالت مطلقة السراح؟

ونأتي لدور النيابة لنثير مزيد من التساؤلات
– كان واضحا أن أركان جريمة التعذيب متوفرة حيث طلب من محمد الاعتراف بالجريمة وطلب من والده إجبار محمد علي هذا الاعتراف مقابل أن تقوم الشرطة باستخراج شهادة تفيد بان محمد مختل عقليا فيعفي من العقوبة. وعذبت أخته للاعتراف بأنها قامت بغسل ملابسه من آثار الدماء. ونتساءل ألم تشهد النيابة آثار التعذيب علي الرغم من أن محمد شديد الإنهاك، ضعيف التركيز بعد سحب عبوتين من دمه – لإجهاده – وتعرضه للضرب المبرح والتعذيب بالكهرباء علي مدى أربعة أيام متصلة؟ و ألم تسأل عن مصداقية الاعتراف ليطمئن قلبها قبل توجيه الاتهام الذي يفضي إلي حبل المشنقة؟ ولماذا لم يعاد التحقيق في الجريمة وفي ادعاءات التعذيب مع المتهم، رغم أن التحقيق قد تم مع أسرته في ذات الادعاء- بعد تقدم مركز النديم ببلاغ للنائب العام-؟ وهل لنا الآن أن نتساءل عن درجة حيادية النيابة وجواز جمعها بين سلطتي التحقيق وتوجيه الاتهام؟.

ويبقي التساؤل الأخير ما هو الدافع وراء الجريمة؟ إن كان محمد هو الجاني الحقيقي، فلم يكن هناك سرقة، ولم يحدث اغتصاب، والعزبة المكونة من ثلاث أسر تربطها علاقات نسب ومشاركة في الأرض مع أسرة محمد ولم يحدث أن دب بينهم خلافات عائلية أو علي الأرض؟ وليس لمحمد آية سوابق أو محاضر لدي الشرطة. فإن كان محمد يتمتع بكامل قواه العقلية فما هو دافعه لارتكاب الجريمة؟

إن الملابسات في هذه القضية من الكثرة إلي درجة أنه لا يمكن أن يطمئن لها ضمير إنسان، خاصة أن العقوبة ستكون الإعدام شنقا. ومركز النديم يخشى أكثر ما يخشى أن توقع تلك العقوبة علي إنسان برئ. لقد ألغت دول عديدة عقوبة الإعدام ليس فقط لأنها إزهاق لروح وحرمان من حق الحياة ولكن أيضا خوفا من أن يعدم إنسان برئ.

و يطالب مركز النديم منظمات حقوق الإنسان، والمحامين، وكل أصحاب الضمير الحر أن ينضموا إلينا في مطالبنا بإعادة فتح باب التحقيق في القضية بواسطة قاض تحقيق محايد حتى نضمن عدالة ونزاهة عملية التحقيق. وأن تشتمل التحقيقات علي وقائع جريمة التعذيب وأن يستدعي في تلك الجريمة الأخيرة كافة من تورطوا فيها بما في ذلك كبار لواءات الداخلية ومساعد لوزير سواء من قاموا بتلك الجريمة أو من أمروا بها أو من سكتوا عنها.

نص الشهادة التي أدلي بها والدي محمد علي محمد لأطباء مركز النديم

أنا علي محمد أحمد والد المظلوم محمد .. إحنا كنا نايمين في البيت أنا وأولادي يوم الأربع .. مفيش حاجة.. ابني محمد متعود يصلي الفجر حاضر.. طلع يصلي والقرآن بيقرا.. تاريخنا معروف في البلد.. ولادى مفيش فيهم واحد بيقعد علي قهوة ولا يشرب سيجارة.. لا عمرنا شكينا حد ولا حد شكانا..إحنا ملتزمين وفي حالنا..محمد بيروح الغيط.. طلعت بيدرس في الكلية ومختار موظف في الكهربا.. نايمين في أمان الله.

صحى محمد وطلع والقران بيقرا عشان يصلي الفجر.. بعدها بحولي عشرين دقيقة صراخ زعق في البلد.. الحادث حصل شرق البلد وإحنا بيتنا غرب البلد.. بنت سيد اللي أبوها ادبح متجوزة في الحتة بتاعتنا.. جالها الخبر صوتت.. قمنا نجري.. خير يا ولاد؟ قالوا سيد ومرته وابنه وبنته اتدبحوا.. بعد شوية قالوا طه وأمه اندبحوا..بين البيت بتاع سيد وبيت طه سبع بيوت علي خط واحد..شويه وسمعنا إن يحيى ومرته وبنته وابنه طفل صغير ادبحوا.. بيت يحيى بعد بيت طه بتسع بيوت.. طلعنا نشارك الناس في مصيبتها ومصيبتنا.. سيد ده يقرب لي.. ابن خالي وعلاقتنا طول عمرها كويسة.. وطه راجل كويس ومتعلم والناس بتحبه.. ويحيى مشاركنا في زرع من سبع سنين ومفيش بينا وبينه أي حاجة وعمرنا ما اختلفنا..

طلبوا الحكومة وجت ناس من المركز والنقطة.. محمد طلع من الجامع راح يسقي الزرع كان سقي عشية وطلع يكمل السقاية..أول ما سمع باللي حصل جه.. كانت الساعة تيجى تمانية.. الساعة تسعة جت المباحث ورجعوا اترددوا علي البيت بتاعي وبعدين خدونى وسألوني عن محمد..قالوا " هو محمد بايت بره؟ " قلت لأ .. عمره ما بات بره بيته.. الساعة اثنين الظهر رحت مع المباحث لقيت محمد في البيت.. أتقبض علينا كلنا يوم الخميس العصر.. مختار ومرته وطلعت ومحمد وتركوا ابن محمد الرضيع في البيت وهو ما بياخدش حاجة غير صدر أمه.. سابوه تلات أيام بدون رضاعة لما جاله جفاف وكان حيروح..وأمه محجوزة في المركز .. مركز شرطة بنى مزار..

ما شفتوش اللي إحنا شفناه.. البهدلة .. بقى ياخدوا واحد واحد.. كل واحد لوحده.. ضرب وهو ملط.. وقلة الأدب بالزيادة.. محمد كهربوه ..جلدوه علي اللحم.. يقول ما عملتش حاجة مفيش فايدة..كل يوم علي دا الحال.. يومين وقالولي تعالي كلم لواءات من مصر.. دخلونى وواحد قال طلع الضباط دول.. طلعوا الضباط الصغيرين.. واحد قال لي عرفنا إن ابنك ده كان بيتعالج.. قلت كان عنده شوية اكتئاب وراح أبو العزايم وأخد شوية برشام ومفيش حاجة.. قال "أنت راجل عاقل..وعاوزك تتعاون معانا..سألته كيف يعنى؟..قال ابنك يشيل القضية وأنا حساعدك..سألته تانى: كيف حتساعدنى؟.. رد: حأجيبلك جواب من مصحة إن ابنك مجنون وأطلعه من القضية.. قلت له: يا باشا ما أشيلش ابني القضية بالظلم.. دي عصابة كبيرة يا باشا .. ده دبح وشق وأخد أعضاء.. أول بيت.. ونزلوا وسابوا سبع بيوت ودخلوا دبح وشق وأخد أعضاء.. ونزلوا سابوا تسع بيوت ودخلوا دبح وشق وأخد أعضاء..والبيوت مرتفعة سته سبعة متر..ابني يعرف يعمل كل ده وهو ما يعرفش يدبح فرخة؟

توقف الأب غير قادر علي الكلام من حدة البكاء… ناوله ابنه بعض المياه ليلتقط أنفاسه وعاد ليستكمل حديثه. بهدلونا آخر بهدله.. والضرب والإهانة علينا كلنا .. نزلونى تحت.. كنت باسمع صريخ ابني وهو بيتجلد علي اللحم ووهم بيكهربوه.. لو كنت أقدر أكسر الحديد وأطلع كنت طلعت.. بس كنت مسجون.. ابنى مظلوم يا ناس..حرام عليكوا حرام الظلم.. عاد وانخرط في نوبه بكاء حاده وتوقف الحديث قليلا في اليوم الرابع قالوا لي تعالي كلم مساعد وزير الداخلية.. طلعت.. لقيت مراتى محبوسة.. ما كنتش عارف إنهم اخدوها هى كمان.. لقيته جايب لي شوية برشام علي التربيزة.. مش عارف دول ليه.. قالي انت يا راجل مش عاوز تتعاون معانا ليه؟.. انت مش كويس ودماغك ناشفة.. وقعد يساوم فيا..قلت له ما أقدرش أشيل ابنى قضية.. أنا قاعد علي الأرض وواحد من بتوع مصر دول قاعد علي الكرسي بقي يضرب بالرجل في صدري كده كده" وأخذ أبو محمد يحرك أرجله الواحده تلو الأخرى .. في حركة عصبية عنيفة.. قلت له أضرب زى ما انت عاوز.. قلعنى الطاقية والهدوم وبهدلنى وقال لهم حطوه في الحجز.

في اليوم الخامس بعتوا جابوا بناتى المتجوزين وجابوا أحفادي البنات.. واحدة خلصت دبلوم تجارة والثانية في آخر سنة.. وجابوا بناتى التلاتة المتجوزين.. ربطوا البنات بالحبال..حبال كتان.. وجابوهم علي أوضة محمد ابني وقالوا يا محمد دول اخواتك البنات ودول ولاد اختك لو ما شلتش القضية يا محمد هنهتك عرض البنات.. البنات مربوطة مع بعض ودخلوا عليهم قطعوا هدومهم…..

لم تكتمل شهادة أبو محمد.. وقررنا التوقف واقناعه بالتوقف..لم يكن ممكنا الاستمرار فقد نزل ابو محمد جاثما علي ركبتيه في الأرض في حاله من الانهيار التام صارخا حرام حرام ظلم ظلم.. نروح فين؟؟ مين يطلع ابنى؟؟ مين ينصفنا؟؟ مين ينصفنا؟؟…

بعد قليل تدخل أخو محمد
"جابوا لواءات..علموا محمد إزاي يتسلق الحيطان والأسوار عشان يعترف بكده.. من حسن حظنا انه اتصور في اللحظة دى والصورة نزلت في أخبار الحوادث.. وفي مركز الشرطة كان فيه دكتور اسمه ناصر ابراهيم أخد من محمد كيسين دم وأعطاه أدوية وحقن زى المخدرة عشان يتجاوب معاهم في التحقيق ويردد وراهم الكلام اللي هم عايزينه.. ولما جه يمثل للنيابة مش كان هو اللي بيقودهم علي أماكن الجريمة دول كانوا هم قدام.. وهم اللي بيقودوه. ولما جابو له حمامة عشان يموتها حطها في صدره وقعد يحسس عليها.

ظلت الأم جالسة بزيها الأسود وطرحتها السوداء ومظاهر الحزن والاكتئاب مرتسمة علي وجهها.. تسند رأسها علي يدها.. الوجه باهت مع قسمات الحزن فقد نذرت الصيام المتواصل حتى يخرج محمد من كربه.. لم تتدخل قي الحديث إلا قليلا.. أخذناها لمكان آخر وسمعنا منها… ولم تبدأ بما حدث لها وإنما بما حدث لأم الرضيع زوجة مختار ابنها "أخدوا زينب مرات مختار.. زينب احمد محمد بنت أخويا..أخدوها تلات أيام وسابوا ابنها.. ماكنش بياخد حاجة غير صدر أمه.. قعد التلات أيام من غير رضاعة لما هزل وتعب.. رجعوها وأخدونى أنا تالت يوم..سابوها ليلة ورجعوا اخدوها هي والطفل. أخدوا هدوم أبو طلعت وطلعت وهدوم شريف.. ابنى شريف مسافر ليبيا..وهدوم محمد.. ملوا شنطة.. ورجعوا تانى ملو شنطة تانية.. بنتى مرفت شدوا الخمار من علي راسها وقطعوه وشدوها من شعرها وربطوا رجلها في عصاية ورفعوها علي كرسي.. وقالو لها انت غسلت هدوم اخوك من الدم..قولي انك غسلت هدوم اخوك من الدم.. وضرب وبهدلة..أنا خدونى وسألونى ابنك طلع امتى؟ قلت خرج في صلاة الفجر وبعدها راح يكمل سقيه الغيط.. شقلبوا الدنيا..قطعوا المراتب..أخدوا سكينة قديمة وواحدة تانية مكسورة واخدوا 420 جنيه بتوع ابنى طلعت..بهدلونا وشندلونا وانا ضربونى وشدونى من شعري وبنات بنتى وبنتى..قالوا يا محمد لو ما شلتش الشيلة دى حنفوت في أمك وأختك وحنفتح بنات اختك.. قطعوا هدوم البنات قدامه ..ما تحملش يا ضنايا.. قال خالاص اللي انتو عايزينه اعمله وسيبوا البنات.. سجلوا كلامه بالمسجل انه شايل الشيلة ..وقالو له اوعوا تغير كلامك في النيابة، احنا معانا التسجيل ..

قطعوا هدوم البنات..مروة خبطوا دماغها في الحيط عشان يسمعوه جوه..شفت ابنى في حالة العدم ما خلوش فيه بنى آدمين.. من ساعة ما شفته وانا في أعز المر.. الليل زى النهار..أشوف قدامى اللي حصل لأبنى ما لقاش غير دمعتى.. أنا مش قارية ..لا ياكتب ولا بقرا.. كتبوا كلام باطل..

قالوا إن أمه بتقول أنا غسلت الدم بتاع بنى.. وختمونى بصباعي ده.. رغم إنهم حلفونى علي المصحف وحلفت إن ابنى ما دخلش علي بأي حاجة وسخة ولا عليها دم…التفتيش قعد خمس أيام بهدلة للبيت وللناس.. بيعونا البيت و22 قيراط بالبخس.. الأرض كان عليها كرنب طايب بتاع خمس تلاف جنيه.. اخدوه مع الأرض.. الفراخ اللي قنياها ماتت والجاموسة كانت حتموت لولا حد أخدها أكلها وسقاها.. كنا معززين ومستورين بقينا في مذلة ومهانة.. من غير أرض.. من غير بيت.. مطاردين ممنوعين ندخل بلدنا..مش عارفة أنام.. ولو سقطت شوية أقوم مفزوعة ..بأشوف محمد وهو في المركز وهمه مسندينه واحد من اليمين وواحد من الشمال..عظم راسي بيوجعنى كأنه مفتوح.. وصفافير في راسي بودانى.. واسمع صراخه.. المنظر قدامى علي طول…

الوزير بيقول قبضوا ع الواد رابع يوم وكان هربان.. وهم واخدينه من بيته بعد اللي حصل بساعات.. بأقعد أصلي وأدعي ربنا يوقف له ولاد الحلال ويرفع عنه الظلم.. ده الواد لسانه تقل من اللي جري.. له سمعته في التليفزيون.. كان مش هو محمد ولسانه تقيل.. محمد ما كانش كده..كان إنف قوى في لبسه.. بيروح الغيط بالجزمة والشراب وأبوه يقوله البس كاوتش وانت رايح الغيط يقوله لما آجي اسقي بأقلع الشراب والجزمة..كان بيغير هدومه 3 مرات في اليوم ولو قلت له يا بنى دي زى الفل يقول لي يعنى يامة مشكله لو حطتيهم في شوية ميه وصابون.. حتى جلابيه البيت كان بيكويها..اللي شفته ده مش محمد.. قتلوه .

محمد كان زى الفل لا دخل علي بهدوم وسخة ولا عليها دم.. وحياة صيامى وحياة ما قابلنا من غير معاد.

ووضعت أم محمد يدها في صدرها وأخرجت صورة شاب ممتلئ صحة وحيوية..شاب متفتح للحياة أو هكذا كان ..صورة محمد. اللي وز علي ابنى عصام عزت شيخ البلد.. وكان مع الحكومة ساعة بيع الأرض كتبوا 11 قيراط لعيلة محمد أبو سيد و11 قيراط لعيلة أحمد يحيى.. خطفوه منى وقلعوه ملط عند بيت عصام عزت.. وربطوا عنيه.. وربطوا ايديه من ورا ورموه في البوكس مع تف وشتيمة وهتره وقلة حيا.. كان بيقولي تعالي يا مرة يا كلبة يا وسخة يا مت… وخلونى أبصم علي كلام كذب..شاب صغير ضابط هو اللي كتب علي المحضر الظلم كلام ما قلتوش.. وضابط تانى حلف لبنتى لو أخوها ما كانش شال الشيلة كانا فتنا في البنات.. ربنا بعتكوا ليه.. أنا صايمة ونادرة أفضل صايمة لحد ابنى ما يطلع .. وبادعي في صلاتى ان ربنا يبعت له ولاد الحلال اللي يقفوا جنبه ويساعدوه عشان الحق يظهر ويرفع عنه الظلم والذل والإهانة..ربنا استجاب لي وبعتكوا أوعوا تسيبونا لوحدنا مع الظلمة ..ساعدوا محمد.. محمد مظلوم.. ما تسيبوهوش ربنا يستر عرضكوا وعرض ولادكوا وما تشوفوش اللي شفناه..

أما محمد فهو لازال في مستشفى العباسية..

الطبيب لا يسمح بالزيارة ويطلب إذنا من النائب العام..

النائب العام يوافق ويحول الأمر للنيابة المختصة..

والنيابة المختصة تقول: ليس لدينا مانع لكن مدير مستشفى العباسية يرفض الزيارة لأن حالة محمد لا تسمح!!

أطباء مركز النديم

مواضيع ذات صلة