النديم لمناهضة العنف والتعذيب

الأطباء والنيابة في خدمة الشرطة: قصة المواطن محمد كمال

في طرقات قسم أول المنصورة يرقد الآن المواطن السيد محمد كامل مصابا بكسر في عظمة الفخذ إثر إصابته بطلق ناري من سلاح مندوب شرطة حسني الشحات عبد العال.. بعد أن رفضته مستشفى المنصورة العام.

بدأت القصة يوم الخميس 17 يناير 2008 حين خرج المواطن السيد محمد كامل من منزله متوجها إلى عمله وأمام استاد جامعة المنصورة استوقفه اثنان من أفراد الشرطة في ملابس مدنية، حسبما ورد في جريدة العربي يوم 27 يناير 2008، وطلبا منه خمسين جنيها تحت دعوى أنه متهم في أحد قضايا المخدرات وكان قد أخلي سبيله منها منذ عدة أشهر.. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها أفراد الشرطة ابتزاز السيد لكنه في هذه المرة رفض الخضوع لابتزازهم، فقاموا بالاعتداء عليه ضربا وحين حاول الدفاع عن نفسه قام فرد الأمن حسني الشحات بإطلاق الرصاص عليه فأصابه في ساقه واستمر الشرطيان في ضربه حتى فقط الوعي، فتركاه في الطريق العام إلى أن قام أحد المواطنين بتوصيله إلى المستشفى العام بالمنصورة.. ونظرا لقلة الإمكانيات في مستشفى المنصورة العام فقد تم تحويله إلى المستشفى الدولي بالمنصورة حيث مكث من الساعة الثالثة عصرا حتى الساعة التاسعة مساء وقد أجريت له عملية جراحية استخرجت فيها الرصاصة من ساقه وتم تثبيت عظامه المهشمة بمسامير داخلية وخارجية.. وحين رفض السيد الاستجابة لضغوط سامح عبد الفتاح رئيس مباحث قسم أول المنصورة ومعه محمد عابدين ضابط شرطة من نفس القسم لكي لا يتقدم بشكوى مما تعرض له من عنف رجال الشرطة، قاموا بتقييد بالحديد إلى سرير المستشفى دون اعتراض أو تدخل من الأطباء لحماية حقوق مريضهم..

ظل السيد مربوطا بالحديد إلى سريره لمدة أربعة أيام وحيث انه لم يكن قادرا على الحركة فقد كان يتبول على نفسه ولم يفلح صراخه في إنقاذه بسبب الحراسة المشددة المحاط بها والتي يبدو أنها أخافت الأطباء من التدخل رغم كون تلك الانتهاكات تحدث في مستشفاهم.

وقد وصل التهاون في حقوق المرضى أن وافق أطباء المستشفى، تحت ضغط رجال مباحث على إخراجه من المستشفى وتسليمه لرجال الشرطة حيث يرقد الآن في حجز قسم شرطة أول، دون علاج أو رعاية طبية.

ورغم أن التشخيص الطبي المبدئي يقر بوجود طلق ناري أحدث فتحة بطوال 13 مللي في الساق وحدوث شرخ في عظمة الساق، ورغم أن نيابة قسم أول أمرت بتحويله للطب الشرعي للكشف الطبي عليه وتحديد الإصابة وتداعياتها إلا أن الطبيب الشرعي المعني واسمه أيسم الشعراوي رفض تحديد الحالة وأعطى تأشيرة تقول بحضور المذكور بعد تمام شفاءه واستقرار حالته.

إن أطباء مركز النديم إذ يحملون وزارة الداخلية ورجال الشرطة في قسم أو المنصورة مسئولية سلامة وحياة المواطن السيد محمد كامل

  • يطالبون بتحويله فورا إلى أحد المستشفيات المختصة لاستكمال علاجه؛
  • كما يطالبون الجهات المختصة بالتحقيق الفوري فيما تعرض له من هجوم بالرصاص من قبل أحد رجال الشرطة؛
  • كما يوجهون نداء للدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين للتحقيق في ما نسب إلى أطباء عاملين في مستشفى المنصورة الدولي من انتهاك لأخلاقيات المهنة ومسئولياتها.
مواضيع ذات صلة