النديم لمناهضة العنف والتعذيب

محمد كامل محمد المهدي: لجأ للنيابة فأحالته لرجال الداخلية الذين عذبوه

“للقسم للإحاطة واتخاذ اللازم قانونا وسؤال مقدم الطلب وإعداد تقرير طبي للمدعو محمد كامل محمد المهدي والاستعلام من مستشفى السويس العام عما إذا كان مقدم الطلب قد أدخل بها من عدمه وعما إذا كان سجل بدفاتر الدخول من عدمه”
كانت تلك التأشيرة هي استجابة السيد الأستاذ رئيس نيابة السويس الجزئية ردا على الاستغاثة الموجهة إليه من المواطن محمد كامل محمد المهدي والتي جاء فيها:
السيد الأستاذ/ رئيس نيابة السويس الجزئية
تحية وتقدير
مقدمه لسادتكم/ محمد كامل محمد المهدي
وأتشرف بعرض الآتي
حيث أنني لواقعة تعذيب وتعدي من قبل ضابط يدعى علاء أشرف بمباحث الأربعين قام بضربي بحديدة على رجلي مما أدى إلى كسر رجلي وتهتك بالأربطة مما أسفر أنني أجريت عملية جراحية بمستشفى السويس العام وعمل تكبيرة وجبس بالقدم وحدد لي ميعاد لإجراء عملية أخرى. وحين علم أنني اشتكيت ضابط مباحث فوجئت بفك الجبس وطردي خارج المستشفى دون إجراء اللازم معي. لذلكأرجو من سيادتكم التكرم بالموافقة على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة عن واقعة التعدي والتعذيب الجسيم الذي أسفر عن إصابتي وأرفق التقرير الطبي اللازم
مقدمه لسيادتكم
محمد كامل
أما القصة التي انتهت بطرد محمد كامل المهدي من مستشفى السويس العام فهي كالتالي كما جاءت على لسانه: علاء أشرف ضابط تنفيذ أحكام دايما يروح على قهوة لمحمد النونو يلم من عليها الناس.. في مرة سابقة أخدني مرتين.. دي المرة التالتة (يوم الاثنين 26 أغسطس).. سألت: ليه؟ عن السبب يعني.. اتكلمنا شتمني.. بأبعد أمين الشرطة عني .. زقيته يعني .. علاء أشرف كان ماسك عتلة حديد.. ضربني على ركبتي ورجلي فوقعت.. المخبرين كمان كان معاهم عصيان.. ضربوني على بز رجلي اليمين وبعدين كتفوني بحبل ورفعني أربع أنفار شالوني لفوق وفضلوا يهبدوني على الأرض.. كان فيه شهود كتير في الشارع.. أغمى علي.. ركبوني جوه العربية.. في قسم الأربعين جلدوني على ظهري بكابل تليفونات.. قال لي: هأعلمك لما أقولك تركب تنط في العربية على طول.
بعثوا لي وأنا في المستشفى تاني يوم (27 أغسطس) الساعة 3 بالليل مخبر اسمه فوزي عشان أتنازل.. قال لي علاء “بيه ورجب بيه (رجب غراب، رئيس المباحث) هيعالجوك في عيادة خاصة ولم الدور” .ز قلت له مش هتنازل.ز بتتعاملوا معانا بالعتلة وهتمشونا مكسحين.. أنا هتعامل معاكم بالقانون.
تاني يوم في العنبر (28 أغسطس) أخدت حقن.. المفروض كان لي علمية يوم 31.. جه الدكتور يوم الجمعة أو السبت مش فاكر وقال لي: قوم يا محمد فك الجبيرة. وقال لي “خد الورقة دي (روشته) وروح رجلك مفيهاش حاجة”.. بعدها جيت أقف على رجلي وقعت على وشي.. جه خالي ونزل لمدير المستشفى.. قال له “ما يمشيش لغاية ما أشوفه” لكن ما طلعش.. صديقي حاول يجيب الملف الطبي أو ياخد تقرير، قالوا له “مفيش ملف اصلا”!!.. اتصلت بالمحامي، قال لي “ما تتنقلش من المستشفى”.. جه أخدني النيابة وقدم بلاغ تعذيب.. راحت النيابة حولتني للقسم اللي اتعذبت فيه عشان اعمل محضر.. أصحابي قالوا لي ما تروحش.. رحت التفتيش وهناك أخدوا البلاغ المتأشر عليه وبيحققوا.
محمد كامل محمد المهدي يسير بصعوبة بالغة.. حين جاء إلى مركز النديم استوقفه مخبر وفرد مباحث من قسم الأزبكية وسأله عما يفعله في القاهرة؟؟ فأجابه بانه على موعد مع أطباء مركز النديم.. فما كان من المخبر إلا أن اخذ بطاقته ثم اصطحبه الاثنان إلى مركز النديم ليتأكدا من صدق حكايته وليحذرا أطباء النديم من أنه “مسجل خطر”. حين جاء محمد إلى مركز النديم كان بالكاد قادر على السير على قدميه.. ركبته اليمنى متورمة وحمراء بما يشير إلى احتمال وجود شرخ أو قطع بالأربطة المحيطة بها.. غير قادر على الوقوف وحده.. ساقه مربوطة بما يشبه الجبيرة.. مع وجود رباط ضاغط من الركبة حتى الكاحل..
وينتظر نيابة محايدة تحقق في شكواه من جبروت شرطة الأربعين.
مواضيع ذات صلة