النديم لمناهضة العنف والتعذيب

رسالة مفتوحة الى وزير الصحة ونقيب الأطباء

هؤلاء مرضاك يا وزير الصحة.. هؤلاء مرضاك يا نقيب الأطباء مقيدين بالكلابشات في مستشفياتكم

فعلى أي شيء أقسمتم لمزاولة المهنة؟

 

عشرة من الشباب المصريين حضروا إلى مركز النديم.. إنهم بعض من ضحايا أحداث 6 أبريل في مدينة المحلة الكبرى.. تصادف وجودهم في الشارع أو مرورهم في جوار ساحة المعركة التي شنتها قوات الداخلية المصرية على المواطنين العزل يوم 6 أبريل.. تواجه الاحتجاج السلمي بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والشوم والسحل قبل ان تسلمهم إلى الاقسام حيث جرى تعذيبهم وإهانتهم واعتقالهم تحسرا لتقديمهم للمحاكمة التي لازالت جلساتها منعقدة حتى تاريخ كتابة هذا البيان.. لكننا لن نفرد هذا البيان لأحداث المحكمة التي يسهر عليها مجموعة من أفضل محامي مصر وأشرفهم من لجنة الدفاع عن متظاهرة مصر.. ولن نندد بالعنف البوليسي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين المصريين اتساقا مع سياسة الحديد والنار التي اعتمدها نظام مبارك وينفذها بمنتهى الدقة والالتزام وزير داخليته حبيب العادلي.. إننا في هذا البيان لا نخاطب وزير الداخلية.. وإنما هو بيان موجه لوزير الصحة الذي أصبحت مستشفياته امتدادا لوزارة الداخلية.. اختلط فيها الأطباء مع الضباط.. وتوارت فيها  آداب المهنة أمام بلطجة الداخلية وجهاز مباحث أمن الدولة.. كما أنه بيان موجه لنقيب الأطباء المسئول عن مراقبة الأداء المهني لأطباء مصر كما انه المسئول عن حمايتهم وتوفير الظروف الملائمة لممارسة المهنة كما تعلمناها في كلية الطب، لا كما تمارس في سلخانات أمن الدولة وأقسام الشرطة.

هذه روايات مرضاك يا وزير الصحة.. هذه روايات مرضاك يا نقيب الأطباء، نوردها على لسان أصحابها مدعمة بالصور كلما أمكن ذلك حتى لا تتهمونا بالافتراء على  حال المهنة في عصر الفكر الجديد.. لعلكم تتذكرون ما أقسمتم عليه.. لعل نخوة مهنتكم تستيقظ فتتخذون من الإجراءات ما يحمي المصريين الذين تجبرهم الظروف على ارتياد أماكن العلاج.

عشر شباب فقدوا عيونهم ولم تكن مستشفياتكم أكثر رحمة بهم من زنازين الشرطة.

ألا يستحق الأمر تحقيقا واسعا في تعامل المستشفيات مع هؤلاء الشباب.. ألا يستحق الأمر – على الأقل – استخراج قرارات بالعلاج على حساب الدولة لضحايا تحالف وزارة الصحة مع الداخلية؟  

 

مواضيع ذات صلة