النديم لمناهضة العنف والتعذيب

ضرب وسحل وهتك عرض فى شركة كهرباء دمنهور بأمر من الأجهزه الأمنية وتواطؤ رئيس مجلس الإدارة

فى يوم 28/4/2009 وفى الساعة الثامنة والنصف صباحا توجهت السيدة نبيله أبو النجا مرسى، إلى مقرعملها فى شركة كهرباء دمنهور- حيث تعمل فى وظيفة محاسب أول بالشركة – وقد إعتزمت الإعتصام فى مكتب رئيس مجلس إدارة الشركة إحتجاجا على الظلم الذى وقع عليها، حين أمر رئيس القطاع  القانونى بخصم خمسة أيام من مرتبها بدون وجه حق، وعلى سبيل الإنتقام منها بعد أن قامت بالشهادة ضد زميله رئيس قطاع المشتريات والمخازن الذى قام – وفقا لشهادتها – بسب موظفة وحاول ضربها على رأسها بالأكلاسير!

ولأن محاولات السيدة نبيلة لرفع الجزاء باءت بالفشل، ولأن الجزاء يتسبب فى وقف ترقيتها لعدد من السنوات، فقد تصورت كمواطنة “بريئة” أن من حقها الإعتصام السلمى بالشركة، ولذلك قامت يوم 25/4/2009 بإبلاغ جميع الجهات التى تصورت أنها معنية بالإعتصام، مثل اللجنة النقابية، ورئيس مجلس إدارة الشركة، ومباحث أمن الدولة.

فى صباح اليوم التالي، وعلى أبواب الشركة، فوجئت السيدة نبيلة بوجود كردون أمنى من رجال أمن الشركة وآخرين يطوقون جميع بوابات الشركة ويمنعونها من الدخول. أخبروها بأنه فى حالة إصرارها على عدم الإمتثال للأوامر فأنهم سيضطرون لاستخدام أسلوب غير مستحب معها!!! أصرت السيدة على الدخول، فتحرك على الفور ثلاثة رجال أمسك أحدهم بذراعها الأيمن والآخر بالذراع الأيسر وقام الثالث بتحزيمها من الخلف بفظاظة متعمدة ومهينة. غضبت السيدة لما إعتبرته هتكا للعرض وقاومت، فما كان من أشباه البشر إلا أن قاموا بجرها وسحلها إلى داخل الشركة وذلك على مرأى ومسمع من العاملين الذين وقفوا مذهولين لا يصدقون مايحدث.

فى الدقائق التالية قام رجل الأمن ناصر شعبان بسب موظفى الشركة الذين تجمعوا وحاولو التدخل، طالبا منهم البقاء بعيدا لأنه ينفذ أوامر “مدير عام أمن الشركة – السيد يسرى السكرى”.  نجح عضو اللجنة النقابية فى تخليص السيدة نبيلة من رجال الأمن، فجلست تستريح على إحدى درجات السلم وطلبت شرطة النجدة للتحقيق فيما يجرى، بينما تجمعت أعداد كبيرة من الموظفين الغاضبين مما يحدث، وراح بعضهم يجمع التوقيعات على شكاوى أرسلت تلغرافيا لوزير الكهرباء ورئيس الشركة القابضه لهيئة الكهرباء.

كانت الساعة تقارب العاشرة وكان قد تم إستدراج السيدة نبيلة إلى غرفة سكرتيرة مكتب النائب الفنى – لأن جلوسها على السلم أمرغيرلائق!! حين وصل المقدم طارق فودة رئيس مباحث الكهرباء (!) و عاطف الجمال رئيس مباحث أمن الدولة بدمنهور ومعهم نائب مأمور قسم دمنهوروعدد من المخبرين والعساكر، وبدأ طارق فوده فى الصراخ فى العاملين طالبا منهم الإنصراف إلى مكاتبهم، فرد عليه العاملون بأنهم لن ينصرفوا لأن إهانة زميلتهم إهانة لهم جميعا. وبعد ساعتين من الشد والجذب ظهررئيس مجلس الإدارة لا ليرد الإعتبار لزميلة ولموظفة تعمل تحت رئاسته، بل ليهدد العاملين بتعرضهم للعقاب إن لم يذهبوا لمكاتبهم فورا.

ظل أغلبية الموظفين يساندون زميلتهم ويتباحثون فيما يجب عمله، وأخيرا هددهم المقدم طارق التهديد الأخير، وأرفق تهديده بالفعل حين أمر المخبرين بالإمساك بأحد أبرزالموظفين المدافعين عن نبيله ووضعه فى البوكس!

بعدها تحول سير الأحداث إلى مقايضة المحتجين على الإنصراف مقابل الإفراج عن زميلهم، وكان له مأراد، لكن نبيلة ظلت على إصرارها بالإعتصام حتى تأتى النيابه و ظل الموظفون والموظفات يتوافدون فرادى لشد أزر زميلتهم.

وفي الساعة الثانية ظهرا، أمر السيد يسرى السكرى بإنهاء يوم العمل فى الشركة وإخلائها تماما من الموظفين، وحينئذ بدأت الحلقة الاشد وقاحة فى كل ماجرى:

بينما كان مجلس الإدارة فى حالة إنعقاد دائم فى الغرفة المجاورة، دخل إلى الحجرة التى إعتصمت بها نبيله، المقدم طارق فوده ومعه ثلاثة مخبرين وإثنان من العساكر، وطلبوا منها الإنصراف فكررت الرفض وطلبت حضور النيابة لاثبات الاعتصام.

إستشاط الظابط غضبا وقال لها: النيابة تيجى لك أنت ياكلبة؟ وقام احدهم بدفعها بقوة فى صدرها ليعيدها إلى المقعد حين وقفت فجأه فى محاولة لفهم مايحدث، وإنتزع منها التليفون فطار في الهواء وكسر الزجاج  المجاور كما انتزع حقيبتها الخاصة، وطلب من يسرى السكرى ان يقوم أحد “العيال اللى عنده” بـ “عض” الآخر، وأن يعمل لها محضر ضرب وتعدى! لم يكن ذلك تهديدا ولا مزحة بل أنه تم بالفعل. ولما لم يأت التهديد بأى نتيجة  قام طارق فوده بغلق باب الحجرة من الداخل بالمفتاح وراح يكيل لها السباب ووصفها ألفاظ  خادشة  للحياء، وبأنها “مش متربية” وطلب من المخبرين أن يربوها وأن يكبلوها بالحديد وأن يشبحوها على الكرسى حتى ……. (لفظ خارج عن الأدب) ثم  إقترح عليهم أن يعتدوا عليها ولكنه عبرعن فكرته بطريقته الخاصة (بألفاظ أيضا خارجة عن الأدب).

قاومت نبيلة ومدت ذراعيها لأقصى مدى وتحدته أن يفعل. خرج المقدم من الحجره وأغلقها من الخارج بالمفتاح! اكمل المخبرون مهمتهم الأمنية على ضوء الدروس التربوية الثمينة التى شرحها لهم السيد المقدم وكانوا يدركون بالطبع أنهم لن يستطيعوا فى هذا المكان تنفيذ ماطلبه منهم المقدم، وإنما كان المقصود هو ترويعها وإلحاق أكبر إهانه بها. إستمر هذا الإجرام أكثر من أربع سٍاعات تخلله ظهور لاعب جديد يقوم بدور الحمل الوديع راح يزور نبيلة بين وصلات الإهانة والترويع ليقنعها بإنهاء إعتصامها، والذهاب إالى المنزل، ومن جديد أصرت على حضور النيابه.

فى السابعة مساء قررت نبيلة التوجه إلى النيابة بنفسها، وتطوع الحمل الوديع (رئيس مباحث دمنهور عبد العزيزالطنيخى) بمرافقتها.. ولكن الى قسم الشرطة، لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات. السيد عبد العزيز قال له أنها ستذهب للنيابة كمتهمه، حيث يوجد ثلاث محاضر ضدها: تقرير طبى بضرب مخبر، ومحضر كسر زجاج، وقيامها بالإعتصام (!) وأنه من الأفضل لها أن تقوم بتمزيق جميع المحاضر، وأن تعود إلى المنزل وينتهى الموضوع! ومن جديد إختارت نبيلة أن تذهب إلى النيابة.

هناك واجهها وكيل النيابة بقصة جديده، هى أنه لا يجوز التحقيق في محضرالنجدة الذى حررته ضد أمن الشركه لان الظابط أرفقه بمحضر الإعتصام وأن عليها العودة للقسم لعمل محضر مستقل! فى  القسم وبعد أن كتبت بالمحضر صفحة واحدة جاء للمأمور أمر بان تذهب نبيلة لمقابلة رئيس مباحث أمن الدولة بدمنهور السيد عاطف الجمال. كانت الساعة قد أصبحت الحادية عشر والنصف مساء.

هناك، كالمعتاد عملوا على تهدئتها وتهديدها!! واضطرت للانصراف لأن النيابة لا تعمل بعد منتصف الليل.

مواضيع ذات صلة