النديم لمناهضة العنف والتعذيب

“ابني بيتك” بالإتاوة في 6 أكتوبر

فادي محمد مصطفى شاب مصري يبلغ من العمر 26 عاما، متزوج ولديه ابنة عمرها سنة وثمانية شهور، ترك الدراسة من ثالثة ثانوي صناعي ويعمل سمسارا للعقارات من مكتب مستأجر في 6 أكتوبر كما يمتلك كشك تابع لمشروع ابني بيتك.. لكن رجال شرطة قسم ثان 6 أكتوبر كان لهم رأي آخر.

كان على فادي ان يدفع ثمن الاستقرار في 6 أكتوبر.. إتاوة “للأمين” في قسم ثاني 6 أكتوبر لكنه لم يملكها.. أو قد يكون يملكها لكنه تصور ان ابنته وزوجته أولى بذلك المال.. فما الذي يدفعه إلى الرشوة طالما هو لم يخرق قانونا.. وطالما امتثل لدعوة الحزب الوطني لشباب مصر بأن ابني بيتك وعش.

في الثالثة من عصر يوم 5/4/2009 القت القبض علية قوة مكونة من معاون المباحث نقيب أحمد سمير شعبان وأمناء الشرطة محمود صلاح وخالد صابر وحمدان عبد التواب وأخذوه على قسم ثاني 6 أكتوبر.. يقول فادي:

“كان معانا في العربية عمال أنفار.. الضابط أحمد سمير كان بيضرب كل واحد وهو معدي.. ضربني.. اتلفت له ورديت عليه.. قلت له هو انت فاكرني حرامي ولا سوابق.. انت لك عندي البطاقة وأهيه بطاقتي. أمر الأمناء يكلبشوني ورا ضهري وفي طرقة القسم اللي فيها مكاتب الضباط ورئيس المباحث نزلوا فيا ضرب.. الضابط وخمس أمناء.. ضربوني بالأقلام على وشي.. انحنيت راح الضابط ضرنبي بكوعه في ضهري.. حسيت بألم رهيب وفضلت مدة أعرج.. فضلوا يضربوا فيا ييجي تلت ساعة”

في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، أي فجر 6/4/2009 حرر القسم محضر تحري لفادي وفي اليوم التالي (6/4) تقدم فادي بشكوى الى نيابة 6 أكتوبر (محضر رقم 1845 لسنة 2009) فحولته النيابة للطب الشرعي يوم 7/4. وقد أثبت تقرير الطب الشرعي تعرض فادي للتعذيب!

“حد يحارب الحكومة” “المنطقة بتاعتنا وأي ضابط من صحابنا يلفق لك تهمة” هكذا شرح الأمناء الوضع لفادي ضمن سلسلة طويلة من التهديدات والملاحقات والسؤال عنه بين الأصدقاء والجيران لكي يسحب شكواه. وتحت ضغط هذه الملاحقة اضطر فادي إلى ترك منزله وإغلاق مكتبه وأجر الكشك وجمع عفشه بسرعة لكي يجد ما يبيعه ليعيش.

“حتى حلق بنتي الوحيدة بعته”

يوم 12 مايو 2009 تقدم فادي بشكوى أخرى للنائب العام (رقم 8960) بسبب التهديدات التي لا تنتهي بتلفيق القضايا له.

كما ذهب فادي إلى عدد من الجرائد في محاولة لنشر قصته لعل وعسى أن تقع شكواه على آذان منصتة، فرفضت أغلبها أن تنشر له علما بأن إحداها جريدة مستقلة نصحته بان يقدم شكواه في مكتب مساعد وزير الداخلية وهناك التقى العقيد علاء محمود الذي أرسله لمدير مباحث مديرية 6 أكتوبر الذي أرسله بدوره إلى مفتش المباحث بالقسم الذي لم يجد ما يقدمه لفادي ومحاميه سوى مزيد من السب والتهديد.

جدير بالذكر أن فادي ليس أول ضحايا الضابط أحمد سمير، فقائمة الشكاوى المقدمة ضد الضابط المذكور لها أول وليس لها آخر.. كذلك جدير بالذكر أن شقيق الضابط أحمد سمير، الضابط كريم سمير هو ضابط مباحث قسم أول 6 أكتوبر الذي ساهم في الضغط على فادي للتنازل عن شكواه ضد أخيه

وما بين الشقيقين في قسم أول وقسم ثان وبين مفتش مباحث القسم وكتيبة الأمناء جامعي الإتاوة ينتظر فادي إنصاف النيابة.

فهل تنصفه ليتمكن أخيرا من بناء بيته؟

مواضيع ذات صلة