النديم لمناهضة العنف والتعذيب

يوميات مواطن مصري رفض ان يعمل مرشدا للداخلية

 

اعتقل حسن أحمد سلطان للمره الأولى فى عام  1984 وكان يبلغ من العمر 14 سنه وذلك بسبب إشتراكه فى مظاهره نظمتها الجماعات الإسلاميه. حبس حسن فى زنازين أمن الدوله في لاظوغلي لمدة أسبوع تعرض خلالها للتعذيب النفسى والبدنى من ضرب شديد، وقرص بآلة حادة ونزع لشعر الذقن.

الاعتقال الثانى كان فى عام 1989 فى مقر أمن الدوله بالدقى (جابر إبن حيان) وذلك لمدة ثلاث أسابيع بتهمة عضوية الجماعه الإسلاميه. تعرض حسن فيها بالاضافه للضرب إلى التعليق من القدمين لفترات طويله.

الإعتقال الثالث جاء أثناء ماعرف بأحداث إمبابه فى عام 1992 واستمر اعتقاله هذه المرة لمدة عام تخللها التعذيب فى معسكرات الأمن المركزى في الكيلو 10 ونص وذلك بالضرب والصعق الكهربائي والتعليق من الذراعين من خلف لفترات طويله، بخلاف التعذيب النفسى والذى كان أسوأ ما فيه سماع صرخات المعتقلين أثناء الليل. بعد حوالى شهر نقل حسن إلى الحبس الإنفرادى فى ليمان طره ثم أبو زعبل.

فى عام 1993 وأثناء وجوده في السجن قاد حسن إنشقاقا سياسيا داخل تنظيم الجماعه الإسلاميه بسبب اختلافه مع أسلوب التفجيرات (تفجيرات ميدان التحرير) ترك بعدها التنظيم مباشرة وتحول إلى ناشط سياسي إسلامى (مستقل)، وركز نشاطه على مراقبة الانتخابات. فبدأت سلسلة أخرى من الاعتقالات.

في عام 1996، قُبض عليه بسبب علاقته بسعد الدين إبراهيم فأمضى أربع شهور معتقلا اداريا في قسم مباحث أمن الدولة جابر بن حيان. وبين أعوام 2004- 2005 وأثناء التحضيرات لانتخابات الرئاسة قُبض على حسن أكثر من مرة بسبب حضور الورش التدريبية التي كان ينظمها سعد الدين إبراهيم وأيمن نور. وكانت أصعب هذه المرات حين قُبض عليه من منزله بعد أن كسروا باب الشقة وأمضى أسبوعاً تحت التعذيب المستمر في قسم جابر بن حيان، حيث تعرض للتعرية والضرب والتعذيب بالكهرباء والحرمان من النوم. وفي أحد الوصلات استمر التعذيب 7 ساعات كاملة وكان الهدف هذه المرة ليس اجباره على ترك التنظيمات الإسلامية بل التوقف عن أي نشاط سياسي مع أيا من كان.

يقول حسن:

أمن الدوله عاوزين يشغلونى مرشد.. أنا طول عمرى راجل محترم.. واتبهدلت كتير وإتعذبت ودلوقت أنا ناشط سياسي معقوله أشتغل مرشد!؟ .. قبضوا على مرتين .. مرة فى نص رمضان .. ومره قبل العيد.

أمن الدوله أرسل لى أمين شرطه ع البيت طلب أروح معاه أقابل شريف بيه .. جه بالليل ورحت معاه مقر امن الدوله بالوراق .. قعدت بره ساعتين وبعدين دخلت.. سألنى على  أخبار سعد الدين إبراهيم  وأخبار 6 أبريل .. قلت له أنا معنديش أى إتصالات، وقلت له أنى هحضر الإفطار بتاع سعد فى مركز إبن خلدون .. قال ياريت لما ترجع من عنده تجيب لنا أخباره وإيهاب (أمين الشرطه) هيكون على إتصال بيك بالتليفون. أنا كبرت دماغي وما قلتش حاجه.. ورحت الإفطار. الضابط شريف بعث لى ثانى رحت له قبل العيد بثلاث أو أربع أيام .. قال أنت مجيتش ليه؟  وهددنى (إن شاء الله نقرا الفاتحه لقلة الأصل !.. وما تزعلش بقى مني).. تانى يوم بعت لي تنفيذ الأحكام ومعاهم أثنين محضر تنفيذ أحكام جنائيه وقبضوا على من الفرن .. رحت قسم الوراق، قالو لى محاضر تموين، قعدت لأخر النهار وبعدين رئيس المباحث قال لى روح.. وأنا خارج إيهاب قال لى مفروض تبقى تتصل بى..

غالبا أمن الدوله كان عارف أننى مسافر أسكندريه – لحضور محاكمة قتلة خالد سعيد – اخذت معايا إبنى محمد حسن وسافرت أسكندريه بالليل (10/9/2010) وعند كمين العامريه الضابط وقف الميكروباص ,وأخد البطايق ومشى الناس واحتجزني انا وإبنى فى حجرة صغيرة على الطريق الصحراوى وقفلوا علينا. والظابط قال لى أنت عليك أحكام، فقدمت له مايفيد بأنها قضايا قديمه ومنتهية تخص عملى كصاحب مخبز فأجابنى بأنى مسجل سياسي! وأخذ شنطتى وتليفونى وقال لى أنه هيعمل إتصلات! إبنى كان مرعوب لانه كان فاهم أنه رايح أسكندريه يتفسح!

بعد ساعتين جابوا كلابشات حطوها فى إيدى وإيد إبنى وجت عربيه سوزوكى فيها مباحث، وأخذونى لقسم العامريه أول. ضابط المباحث قال لى انت عندك 300 إتهام! طبعا هم كانو على إتصال بأمن الدوله فى الوراق طول الوقت، طلعوا على أحكام. قعدت فى قسم العامريه أنا وإبنى فى وسط الجنائيين 3أيام. محمد إتعرض خلالها للشتيمه والضرب وطول الوقت ينادوه تعالى يازعيم ياإبن الزعيم. طلبت مراتى – وكانت على وشك الولادة.. جت وجابت معاها إفادات وشهادات من مكتب المحامى بأنى معنديش أحكام!

شتمونى وشتموا مراتى لما قالت له أن "محمد بينام مع الجنائيين" وقال لها "ده ينام كمان تحت رجليهم" أعطوا الولد لأمه وتفرغوا لي. عملت فيش وتصوير فى قسم العامريه وبعدين اخدونى لمديرية أمن إسكندريه وبعدين على ترحيلات محرم بيه..  قعدنا 6 ساعات فى الشمس من غير لا أكل ولا ميه وبعدين رحنا  قسم محرم بيه قرر يرحلنى على القاهرة.

ركبت القطر طبعا متكلبش ومفيش لا أكل ولا شرب.. وصلنا قسم الخليفه الساعه إثنين بالليل. الصبح رحلونا على الجيزه.. قعدت فى التخشيبه يومين وبعدين رحت قسم الوراق عند الرأس الكبيره اللى بتحرك كل الموضوع! قعدت فى قسم الوراق 3 أيام، يوم رحت رقابة المديريه.. ثانى يوم رحت تنفيذ الأحكام بالجيزه "معتز السوبكى" ملقاش حاجه راح مطلع لي قضيه فى دمنهور.. واحد أسمه يشبه إسمى ولكنه صيدلى فى دمنهور وأنا صاحب فرن وناشط سياسى إسلامى وأمن الدول تعرفنى جيدا وتعرف مقر سكنى بامبابه! طبعا كل ده عشان يستمر التنكيل بى وأروح دمنهور ثانى وألف كعب داير. حاولت أقنع إدارة تنفيذ الأحكام بالمستندات أن هذه القضيه لا تخصنى ولكنهم أصروا على التعنت والتلفيق وبالفعل أجبرت على عمل معارضه فى الجنحه رقم 1662 لسنة 2009 جنح قسم دمنهور لجلسة 2010

عند خروجى من قسم الوراق علمت من أحد أمناء الشرطه العاملين بأمن الدوله أن رئيس مباحث الوراق هو الذى كان يتابع عملية إحتجازى وكان يقوم بتوجيه قوات الكمين وقسم العامرية والإداره العامه لتنفيذ الأحكام بالجيزه.

هنا تنتهي مؤقتا يوميات حسن أحمد سلطان مع وزارة الداخلية..

ما هي الرسالة التي يرسلها رجال حبيب العادلي الى حسن ومن هم في وضعه؟.. هل منتهى أمل نظام الطوارئ ان يخلق شعبا من الجواسيس؟..  ومتى تعتبر الداخلية انها انتصرت عليه؟.. هل يوم ان يصبح مرشدا لها.. أم يوم يتراجع عن قراره بنبذ العنف والتفجيرات.. إنها تساؤلات مشروعة تدفعنا الى مراجعة تعريفنا للإرهاب والإرهابيين؟ ومن قال ان الإرهاب يقتصر على الأفراد دون الدولة؟

مواضيع ذات صلة