النديم لمناهضة العنف والتعذيب

عاطف بدران: خطف وضرب وسحل في وضح النهار وأمام المحكمة

يوم 10 أكتوبر 2010 تجمع عدد من الشباب على كورنيش الاسكندرية مقابل مجمع المحاكم بالمنشية لاعلان تضامنهم مع زميلهم حسن مصطفى في جلسة استئنافه للحكم عليه بالحبس ست شهور تحت دعوى انه ضرب ضابط أثناء واحدة من مظاهرات الاحتجاج على مقتل خالد سعيد على يد رجال شرطة قسم سيدي جابر.

لن نتعرض هنا لتفاصيل ما حدث مع المتظاهرين من ضرب وحصار وسب وخطف من داخل وخارج الكوردون الأمني .. فقد صدر أكثر من فيديو وعشرات الصور التي وثقت وسجلت ما حدث يومها من اعتداء على المتضامنين مع حسن مصطفى.

هذا التوثيق يخص ما تعرض له الأستاذ عاطف بدران المحامي بسبب تضامنه مع سيدة متشحة بالسواد، أم لمعتقل لا تدري عنه شيئا, شاهدت تجمع الشباب فقررت ان تحتمي بهم وأن تصرخ بقصة ابنها المعتقل أملا في ان يصل صوتها .. لكن أيادي ضباط الشرطة كانت أسرع من صوتها.. ففي نفس اللحظة التي كان الأستاذ عاطف بدران يحاول فيها حماية السيدة بتحويطها بالمتظاهرين امتدت قبضات المخبرين والضباط لتختطفها ولنسمع صوت الاقلام تنهال عليها الى ان اختفت عن الأنظار.

ولم تكتف الشرطة باختطاف السيدة المجهولة.. ففي ثوان تجمع حول الاستاذ عاطف خمسة عشر ضابطا ومخبرا لينتزعوه من وسط المتظاهرين ويلقوا به في سيارة ميكروباس لتبدأ حفلة من السباب والاهانات والضرب والبصق.. وصولا الى قسم المنشية حيث جردوه من هاتفه ومفاتيحه وأوراقه وخلعوا عنه فردة الحذاء المتبقية، بعد ان فقد الأولى أثناء عملية اختطافه، وأخذوا يضربون بها على رأسه ووجهه .. مما تسبب في تورم بخلفية الرأس، وكدمات ونزف بالعين اليسرى وعدد من الكدمات في أماكن متفرقة من جسده وكسر في أحد اسنانه.. استمرت حفلة استقبال القسم لمدة ساعة قبل ان يضعوه مرة أخرى في سيارة ميكروباص نقلته الى معسكر الأمن المركزي حيث احتجز لخمس ساعات مع رجل مسن في حراسة مخبري القسم.

جدير بالذكر ان الاستاذ عاطف بدران سبق ان اجرى عملية القلب المفتوح ورغم علامات الاعياء الواضحة عليه واخطاره رجال القسم انه مريض بالقلب الا انه يبدو ان ضباط قسم المنشية كانوا مطمئنين لما يتمتعون به من حصانة، مثل باقي زملائهم في وزارة الداخلية، واثقين من أن الدولة وأجهزتها في خدمة الشرطة والتستر عليها.. فلا ضرر اذا من أن يسقط خالد سعيد قتيلا، ويسحل حسن مصطفى في الشارع، وأن تضرب السيدة المتشحة بالسواد أمام عيون المارة وأن يضرب الأستاذ عاطف بدران الى ان تسيل دمائه.. فلا حساب ولا رقيب ولا مرجعية سوى قانون الطوارئ.

تضامننا الكامل مع الاستاذ عاطف بدران وكل ضحايا الداخلية الى يوم قريب.. تترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم، أسود على كل ظالم.

مواضيع ذات صلة