تحديث: خرج يوسف شعبان يوم 29 نوفمبر 2010
كان من المفترض أن يمثل الصحفي والناشط يوسف شعبان اليوم أمام قاضى المعارضات للنظر في أمر تجديد حبسه من عدمه بعد أن قررت النيابة حبسه لأربعة أيام يوم الجمعة الماضي الموافق 19 نوفمبر.. بحكم القانون يعتبر احتجاز يوسف شعبان لاغيا منذ بعد ظهيرة اليوم.. لكنه لازال مختفيا.. لم يراه أحد، لا محاميه ولا والده منذ ألقي القبض عليه يوم الجمعة الماضية في أثناء ما كان يقوم بعمله كصحفي في جريدة البديل الاليكترونية في تغطية احتجاجات أهالي أبو سليمان بالإسكندرية على ما تتعرض له منازلهم من مخاطر الانهيار.
لقد اختطف يوسف شعبان من الشارع يوم الجمعة الماضية بواسطة العميد خالد شلبي رئيس مباحث الإسكندرية، الذي سبق أن هدده أكثر من مرة “بتسوية الحساب” أثناء مظاهرات التضامن مع خالد سعيد.. بعد اختطافه وعدد من الناشطين المتضامنين مع أهل أبو سليمان تم تعصيب عينيه وتكبيل يديه ووضعه في سيارة ميكروباص حيث تعرض لكم هائل من الضرب والسب بل أن العميد خالد شلبي جذب رأسه إلى خارج نافذة الميكروباص مهددا “ابقي قابلني لو عرفت تكتب تاني”.
حيث توجهت السيارة في بادئ الأمر إلى قسم المنتزه قبل أن تنقل باقي المقبوض عليهم إلى قسم الرمل ثان ثم تلقي بهم على الطريق الدائري بعد أن نزعت عنهم أحذيتهم وأموالهم ومتعلقاتهم الشخصية.. لكن يوسف لم يترك قسم المنتزه معهم.. ومنذ ذلك اليوم لم يراه أحد
أثناء عملية البحث عن يوسف وزملائه فوجئ المحامون بأن نيابة الرمل قد حققت فعليا مع يوسف في غياب محاميه واتهمته بتعاطي الحشيش!!! وحيازة سلاح (مطواة) وقررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.. في ذلك اليوم رفضت النيابة طلب محاميه بمقابلته.. ثم رفض القسم تمكين محاميه من رؤيته.. وتوصيل الطعام له..
اليوم، الاثنين 22 نوفمبر، لم يظهر يوسف في مبنى المحكمة حيث كان يفترض عرضه مرة أخرى على قاضى المعارضات في اليوم الأخير من فترة حبسه الاحتياطي.. ثم رفض المحامي العام لنيابات إسكندرية طلب والده باستخراج تصريح زيارة.. وحين حاول رؤيته في القسم ما بين الساعة 4 و 5 مساء، الوقت المخصص لتلقي الزيارات والأطعمة، رفض القسم كذلك.
هذا التسلسل في الأحداث من خطف وضرب ثم تلفيق الاتهامات شديد الشبه بما ادعته وزارة الداخلية في قصة خالد سعيد، شهيد الطوارئ مما يثير المخاوف الشديدة بشأن حياة وسلامة يوسف شعبان.
إننا لا نجد تفسيرا لإخفاء يوسف شعبان طوال هذه الفترة، بل وحجبه عن المثول أمام النيابة في آخر أيام حبسه الاحتياطي، سوى أن يكون وقع له مكروه أو يكون ما تعرض له من تعذيب وسوء معاملة قد ترك آثارا جسيمة على وجهه وجسده، وبالتالي قرر العميد خالد شلبي إخفائه عن العيون إلى أن تختفي آثار التعذيب
إن مركز النديم إذ يطالب بالإفراج الفوري عن يوسف شعبان، يحمل السيد حبيب العادلى وزير الداخلية والسيد محمود عبد المجيد النائب العام المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة يوسف شعبان
ويطالب الجهات المعنية بالتحقيق فورا فيما تعرض له يوسف شعبان من جرائم عنف وتعدي عليه أثناء تأدية عمله، ثم حرمانه من مقابلة محاميه وأسرته.