م.ع.م.، عامل بمحل كشري، متزوج ولديه ولد ثلاث سنوات، وبنت شهرين ونصف.
أنا كنت متابع مع أصحابي في التليفون اللي كان بيحصل مع أهالي الشهدا في البالون وبعدين شفت الأمن المركزي بيضربوا أهالي الشهدا فنزلت وضابط الأمن المركزي كان بيقول إحنا خدنا أوامر خلاص ما نضربش كنا بنقوله أقفلوا شارع محمد محمود واللي يجي عندكوا ابقوا أمنعوه . حاولت أتلم على شوية ناس مثقفين وقولنا نحاول لو لقينا حد شكله محترم نحاول نسحبه ونخرجه في الميدان. في ناس كانت بتهتف وبس لكن مابيحدفوش طوب ولا حاجة، ده حتى كان فيهم مجموعة بتأمن المحلات ومافيش أي حاجة أتسرقت.
الامن المركزي كان بيضرب بسلاح قنابل غاز في واحدة جت في وش واحد والتاني في ضهره، وواحد من زمايلنا اللي اتمسكوا أخد 3 غرز في ضهره وكان في عساكر معاهم سلاح أبيض.
استلمني ضابط ملازم أول قعد نص ساعة يضرب فيا خدني دخلني العربية وقالي بتضربونا يا ولاد ال…….. أنتوا فاكرين نفسكم رجالة أنتوا خولات.
هو اتحرك بالعربية ودخل في مكان فيه مدنيين كبار في السن هما لابسين ملكي فامفيش رتب قاله يا باشا أتفضل.
اسمك إيه ياله – دي الحاجات اللي معاه، كان معايا كارنية الوفد قالي أنت بقى من بتوع الدستور أولاً ولا الإنتخابات أولاً قلت له أنا عن نفسي بقول الدستور أولاً قال طب لو غير الوفد موقفه قلت له ماليش دعوة أنا ليا رأيي وجه واحد ضربني قال له لأ ماتضربهوش هنا.
لقيت في ضجة حصلت وقالوا في قنوات جاية تصور المهم دخلوني في كشك وواحد قعد فوق مني كأنه قاعد في الكشك ولو صوتي طلع هموت، سمعت صوت مدرعات ماشية، قالي قوم ياله وخدوني وزارة الداخلية، ابتدا الضرب معايا بالاقلام على كل جسمي وبالبيادة وبالعصاية اللي معاهم تحس إنها بلاستيك بس جواها حديد ولا نحاس ما تعرف إيه. وخدوني لحد قسم عابدين مشي وطول ما إحنا ماشيين بيضربوني، دخلوني في كشك انا وولد عنده 14 سنة ونص فجاة لقيت الضابط فتح حاجة اسبراي ماعرفش هو إيه ورش الاسبراي في وشي حصل لناحالة أختناق أنا والشاب اللي كان معايا وفجاة لقيته بيقول أجري ياله. بس أنا أصلاً مش شايف قدامي فخدنا ومشينا لحد قسم عابدين قابلنا ناس في الشارع بيقولو ايا عم في إيه؟ قالهم: دي ناس شاربة وعميانة وجايين يحدفوا علينا طوب وسنج، في اللحظة دي فتحت عينيا وقلت له يا با ده رش علينا شطة ولو مديت أيدك هتعرف قال له حرام عليكم هتعملوا إيه في ولادنا تاني؟ خاف الناس تتجمع عليه فجري بينا على قسم عابدين. في القسم قابلتت ضابط تاني استلم البطاقة والمفاتيح والموبايل وكله، الضابط راح ضاربني بالرجل وواحد بيقول على تحت على تحت خدوهم الاتنين ومعانا صول. إحنا كنا مكلبشين خلف من عند وزارة الداخلية فجأة لقيناه بيفتح سجن تحت أستأذنت أغسل وشي وغسلته وده كان غلط كان المفروض أسيب الشطة في وشي أوريهالهم في النيابة العسكرية بس مكنتش قادر.
المهم دخلني على سجن مكتوب عليه "سجن الإناث" بعدها بعشر دقايق خدوني على عربية الترحيلات تاني ونزلونا في نيابات س 28 واستلمنا ضابط تاني خالص قاللي حد فيكوا معاه بطاقة قلت له يا بيه خدوا مننا البطايق قالي: ماتقولش حاجة أسمها قسم حد معاه بطاقة دلوقت؟ لأ. خدونا عملولنا فيش وتشبية في قسم أول وتاني مدينة نصر. قلتله رقم بطاقتي وكتبها في الفيش. سلمونا لوكيل النيابة تاني يوم طبعاً أي مكان كنا بندخله لازم يبقى فيه استقبال. بس استقبال س 28 كان أخف شوية يضربونا بونية بس في الصدر. أوقف ياله. بس لما شافوا جسمنا سكتوا وماضربوناش تاني، وقفونا بالبوكسرات قدام عشرين واحد وأسلوب التفتيش م اقدرش أحكي لك واحد يمد أيده كده في الجسم …
اتعرضنا على النيابة تاني يوم. وكيل النيابة قالي النيابة العسكرية تتهمك بالتعدي على السلطات ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية حصل؟ محصلش. شكراً. 15 يوم.
شوية وبعتولنا تاني ، اقوالك: قلت كنت رايح أعمل بطاقة تموين رحت زي أي واحد الفضول بياخده عايز يشوف في إيه بيحصل في ميدان التحرير وجدت واحد مصاب بخالة اختناق ذهبت به لعربية الاسعاف فتم القبض عليا هناك قفلوا المحضر وخدونا 14 واحد على السجن الحربي.
دخلنا السجن الحربي بعد المغرب نفس التفتيش، نفس النظام بالبوكسر، الاستقبال نقعد على ركبنا وإيدينا فوق راسنا ويبتدي الضرب بماسورة ميه بلاستيك على الضهر .. قالوا اللي معاه رباط جزمة، حزام، حاجة حديد كله يترمي هنا ودخلنا جوة حاجة أسمها الطبية برضو بنقلع وبنقعد بالبوكسر وتخش علينا الدكاترة .. دول دكاترة مجندين طلعوا من كلية الطب وبيقضوا الخدمة العسكرية.. معاهم ورقة عليها جسم بني آدم وبيسجلوا الأصابات.. إحنا افتكرنا هيعملولنا تقرير طبي ينفعنا قدام النيابة، قالوا اللي الألم زايد عليه يقولنا. اللي فيه اصابة يقولنا؟؟ اللي كان واخد 3 غرز في ضهره حجزوه عندهم. أما الباقي فاللي الالم زايد عليه يديله حقنة مسكنة.. الغريب إن لو حد تعب وراح الطبية بياخد نوعين برشام ولبوسة آياً كان التعب اللي بيعاني منه.
في المدة دي يتم الجمع على الطعام عن طريق الصقفة ويا ويله اللي يسمع الصقفة وما يجمعش. يتجمعوا عليه 5 – 8 عساكر ضرب بأيديهم وبعصيان ومواسير وأي حد يفكر في أي حاجة او صوته يعلى هنا هيحصل معاه زي ما بتشوفوا كده.
أي حد يجي مسجون شغب.. سلاح.. سرقة أي حاجة يجي يقولنا أنتوا بتوع الثورة.. أنتوا اللي عملتوا فينا كده.. هما بيقولوا كده بيفهموهم قبل مايجوا إن السبب هي الثورة في اللي هما فيه.. وهي السبب في إنهم في السجن الحربي، قابلت شاب خد سنتين بمسدس (ولاعة وقصافة ضوافر اللي على شكل مسدس) عمره 22 سنة.
الميه بتشتغل ساعة في اليوم.. وإحناحوالي 1200 – 1500 واحد مدني داخل السجن لا هنقدر نستحمى ولا نغسل هدومنا ولا نشرب.. نخش 3 – 4 مع بعض عشان نستحمى، الميه بتطلع من الحيطة مش ماسورة ولا حنفية نملى جردل هي نفسها نقضي حاجتنا ونشرب منها بعد شوية ونتوضى منها بعد شوية.
شتيمة إجمع يا ابن كذا… اقف عدل يا ابن كذا….. يا ولاد كذا ….. في واحد مننا بعد الزيارة قالوا أجمع أتأخر فضربوه فاحتجينا وقفنا وقلنا مش هنحضر في الطابور فخد 3 ورا مننا يدخلهم وييجي ياخد 3 غيرهم وكده طبعاً بيتضربوا، لما دخلت عليه بيقول بتحتجوا على إيه قلت له أنا أعرف إنك بتقول أجمع وأبتدينا نجمع دقيقتين وبدأتم شتيمة وضرب. إحنا بني آدمين مش بهايم قال: عشان سنك مش همد أيدي عليك.
وكانوا بيلمونا ويخلونا نلم زبالة ونسلك الحمامات.. نقف طوابير على كابينة ميناتل نقف ساعات وبعدين يدخلونا ميخلوناش نتصل.. كان معانا اتنين تلاتة محكوم عليهم بالإعدام.. كانوا بيبيعوا علب التونة سهلة الفتح وكتير من المساجين كانوا بيعوروا بعض بالغطا.
مرة نروح النيابة العسكرية ومحامي يوصل يقولوا مفيش حد بيتحقق معاه النهارده.. عربية الترحيلات تساع 15 واحد بيبقى فيها 55 واحد وشباك صغير جداً.
الزيارات: اللي لهم مزاج يدخلوه واللي مالهومش مزاج مايدخلهوش، علب الجبنة والعصير يرموهالنا، مع انهم قالوا الطبيخ ما بيدخلش فخلاص قلنا معلبات.. طب نجيب إيه العيش مايدخلهوش ويرموه قدامنا.. لوحد جاله أكتر من 4 علب ساجير يرموها.
أجمع .. أقف في الشمس .. حتى لو مش جاي لك زيارة.. أو ناس بتترحل أحنا نجمع ليه؟ إجمع وخلاص.
مره واحد قالي أنت هنا مالكش هوية إحنا متحفظين علينا، مليكش تعييين عندي، ولا ليك اي حاجة عندي، تتضرب طلقة نعملك محضر هروب وأهلك يدفعوا عشرة جنية حق البطانية اللي اتلفيت فيها.
في يو م وصلنا السجن على المغرب لقينا مدرعات واقفة ومرضيوش يدخلونا لغاية الساعة 11 بالليل، لحد ما جت قيادات ورجعونا س 28 أول حاجة فكرنا فيها نشرب ميه لأن في ناس أغمى عليها وعاملونا معاملة كويسة في س 28 في اليوم ده هناك.
أنا أعرف شكل ضابط الداخلية اللي ضربني بالقلم (أمام وزارة الداخلية) لكن أسمه ما اعرفوش لو شفته هعرفه.. ده بالذات مش هنساه.. حسيت إن البلد دي زي ما هي.