النديم لمناهضة العنف والتعذيب

الضربة اللي ماتقتلنيش تقويني

ح.م.، طالب، أولى حقوق

أنا اتمسكت تاني يوم رمضان الساعة 10 بالليل. كان فيه مظاهرة بتنادي بالإفراج عن الناس اللي اتقبض عليهم أول يوم. كنت فيها وبعدين رجعت بعد ساعة ونص وقفت قدام كنتاكي. جه ظابط شرطة عسكرية مسكني. كانوا بيقبضوا على أي حد. خدني عند الصينية. جيش وشرطة واقفين لقيته بيقول كلمة "سحور". لقيتهم كلهم بيضربوا بالبيادات، بالشوم، بالرجل حوالي 20 عسكري.. حوالي 10 دقايق أنا وواحد تاني.. وبعدين حطني في العربية لحد الساعة 4 الفجر. جه ضابط تحريات عسكرية خد التليفون كسره في الأرض وقعد يتف في وشنا ويقول انتوا بتشتموا المشير.. بابا المشير.. ده بابا.. بتشتموا في سامي عنان.. وقعد يضربنا بالأقلام ويشتم في أهالينا انتوا ولاد كذا.

رحنا على س 5 قعدنا يوم في الحجز على البلاط، واليوم اللي قبله ماتسحرناش. طلعنا من س 5 الساعة 2 الضهر ودوني التحريات العسكرية عند المقدم محمد صالح. دخلنا لقينا محضر مكتوب بيقولي امضي عليه. أمر العساكر تغمي عنينا بقماشة وقعدني على ركبي وهو قاعد على المكتب وقعد يلطش فيا ويضربني بسيف إيده في زوري. أقوله أنا صايم حرام كده – قاللي كلنا صايمين.. قال لازم تمضي – قلت له أنا معملتش حاجة عشان أمضي. قال انتوا اللي بتعملوا المظاهرات لازم تمضي – قلت والله مش همضي. لقيته جاب إليكتريك كده. الأول كنت سامع صوته وبعدين قعد يكهربني هنا (على وجهي) يقول انت عارف ده بيعمل ايه؟ أقول له آه هاتجيب شلل.. يقول تمام زي الفل.. كهربني في كتفي، في صوابع إيديا، كل ده ما مضيتش. أمر العساكر تكلبشني بإيديا من ورا ويجروني على السلم وخدوني على الحمام يغطسوا وشي في المياه بعدين رجعوني ليه تاني. راح شد البنطلون وقعد يكهربني تحت البنطلون.. يوم ونص ده بيحصل معايا في التحريات العسكرية.. ويضربني ويكهربني.. يغرقوني في المياه وسمعني تسجيل إن حد علقوه على عروسة ومات ورموه في الصحرا وحد بيقول في داهية، فيه غيره. معرفش بقى ده بجد ولا رعب وخلاص.

بعد يوم ونص بيحصل معايا الكلام ده في الآخر مضيت. طلعوني على س 28 عشان يتحقق معايا في النيابة. قعدت هناك يوم في استقبال كويس.. بالضرب يعني.. الأول يديني جردل ويقوللي اعمل "نوبتجية".. يعني اكنس وامسح واسلك المجاري وأنضف الأوض اللي بيناموا فيها وأنا بعمل كده ممكن عسكري يضربني برجله.. يضربنا على قفانا عادي.

بعد كده نخش نقعد في الحجز، لو حد اتقال اعمل نوبتجية وقال لأ يبقى يومه أسود. كل العساكر تضرب فيه. طلعنا على النيابة فوق.. وكيل النيابة بيقولي ايه رأيك في التهم الموجهة إليك؟.. قلت له أنا لحد دلوقتي ماعرفش ايه التهم دي. قال ازاي ده انت مضيت على المحضر ومكتوب فيه انك مقاوم سلطة وإصابة مجندين وضرب ضابط وسب وقذف المجلس العسكري ومناوءة المشير. قلت ماعرفش كل الكلام ده أنا حصل معايا كذا وكذا. وحكيت بالتفصيل. قام كتب "مضى خوفاً من أن أحد يضربه". ماكتبش كل اللي أنا قلته واداني 4 أيام حبس قعدتهم في س 28. طلعنا تاني النيابة خدنا 11 يوم. دخلنا له وما سمعش مننا أي حاجة. ولا استكمل تحقيقات كأن القرار جايله جاهز.

أخدنا 11 يوم وطلعنا على الحربي. ساعتها كنت داخل لوحدي. دخلوني سجن العساكر وأخدوا هدومي بره على البوابة حطوها في الأمانات. ده كان قبل الفطار بخمس دقايق. قعدت بهدومي الداخلية لحد الساعة 11 وجابوا لي عفريتة. بت اليوم ده مع العساكر مع أنه مش المفروض. المفروض مع المدنيين.. صحونا الساعة 6 الصبح عشان نسلك المجاري وننضف العيادة ونلم الورق في الأرض ونكنس وننضف لحد الساعة 12 الضهر.

عاوز ينقل حاجة، عاوز ينضف حاجة ياخد الناس المحبوسة ينقي اللي على مزاجه.. بعد كده عرفت إن فيه مكان للمدنيين ومكان للعسكريين.. استلفت هدوم من حد ولبستها. المية مقطوعة طول الوقت مابتجيش غير ساعة واحدة في اليوم وملوثة.. متتشربش. الأكل ولا كمية ولا نضافة يقرف الكلب إنه ياكله.

يجمعوا الناس من الصبح لغاية العصر. قال ايه بنعد الناس. يوقفونا في الشمس لحد آذان العصر وبعدين يحنوا علينا يقولولنا اقعدوا. كل يوم على كده. لو عسكري اتضايق مثلاً يقول اجمعوا في الشمس.

مرة واحد عقيد قالنا لو فاكرين مصر دي أمكوا لأ مصر دي مرات أبوكوا.

في ناس كانت بتتكلبش خلفي وتنام على بطنها والعقيد/ خالد ده بيدوس عليهم بالبيادة. ده حصل معايا مرة واحدة. ده مصير اللي بيقول "لأ".

قبل العصيان اللي حصل في السجن ده بقت الزنزانة اللي بتشيل 5 يحطوا فيها 10. مافيش نور جوا الزنازين ومقفول الباب. لو قلنا عاوزين نصلي.. يقول العميد مانع الصلاة.

الزيارات كانت بتتسرق مننا.

يوم 17 أغسطس المقدم هيثم يقول لنا سيبوا الحاجة قلناله لأ.. يا ناخدها معانا يا نموت.. راح جمع العساكر وشد علينا الأجزاء وضرب ناس.. خلى العساكر تضرب ناس عصيان وضرب طلقتين في الهوا.. خد الحاجة واداها للعساكر تاكل وتشرب العصير ولما خلصوا رموا الحاجات في الصحرا.

في الأيام التانية كانت نص الحاجات بتتقلب يعني أنا اتاخد مني بلح وعلب تونة.. قرص.. لو اتكلمت يا تنضرب يا تتأمن في الزنزانة لوحدك.

يوم الاتنين 22/8 كان يوم زيارة. اتاخدت معظم زيارات الناس واتقلبت. الناس كان مقفول عليها الزنازين والأكل بيتأخر. من كتر الظلم حصلت حالة عند الناس. واحد خرج من وسط الزنزانة وقعد يقول ده حرام ده ظلم ده كفر.. العساكر مسكته ضربته واتعور في رقبته. كان قبل الفطار بخمس دقايق وكان اسمه فارس. الناس سمعت إن فارس اتعور وبيضربوا فينا قعدوا يخبطوا على الزنازين لحد ما زنزانة اتفتحت لإن القفل اتكسر من  كتر الخبط. ففتحوا الزنازين لكل الناس فخرجت الناس. السجن العمومي في سجن 2 وسجن 3 دول اللي كان فيهم الناس المدنيين. الناس كلها خرجت ووقعت الأبواب اللي بين 2 و3 ووقفوا في الحوش اللي بين العنابر وبدأ الصوت يعلى والناس بتخبط على الحيطان وأبواب الزنازين.

دخل الصول عمرو وشريف ومجموعة من العساكر ماسكين شوم ومواسير مياه مكسره.. دخلوا يضربوا في الناس اللي جوا. راحت الناس ضرباهم وخدوهم حطوهم في وسط الحوش بتاع العنبر.. الباب اللي برا كان مقفول ومحدش حاول يطلع منه لأنها مكنتش محاولة هروب.

طلع الرائد وليد فوق السور ومعاه عساكر بتحدف طوب وهو بيضرب نار، الأول في الهوا وبعد كده ضرب جوا الزنازين. فيه أبواب وحيطان متخرمة من الرصاص وناس اتصابت من الطوب. قوة السجن كلها ماكانتش قادرة تسيطر. ضباط 8 أبريل هما اللي قدروا يخشوا جوا السجن لبسوا الزي العسكري نزلوا جوا السجن مع الناس المحتجة عشان يهدوا الموقف لأن الناس كانت بتحبهم. أخدوا الصولين اللي كانوا محبوسين وطلعوهم بره. وبدأوا يهدوا الموقف. كانت فيه بطاطين والعة.

واحد منهم اسمه ياسر نجاتي اتصاب من قالب طوب من اللي كانوا محدوفين من فوق. هدوا الموقف وجابولنا حقنا. لقينا المعاملة في اليوم ده اتحسنت الأكل اتحسن بقيت أقول أنا تعبان يودوني العيادة.. كان الأول يقول خليك مرمي جوا. لمينا الفوارغ واديناها للواءات أركان حرب اللي نزلت تصور وقدمنا شكاوي من المعاملة اللي كنا بنتعاملها. معاملة ما يتعاملش بيها إلا الحيوانات. أنا خرجت بعدها بيومين.. كانت المعاملة فعلاً بقت أحسن.. قوات السجن كلها مقدرتش تهدي الموقف واللي قدر يهدي الموقف هما ضباط 8 أبريل.

وأنا أول ما خرجت كنت حاسس إن معدش فيه لزمة لأي حاجة ولا إن الواحد ينزل مظاهرات وأحسن الواحد يمشي جنب الحيط.. بعد ما فكرت وقعدت مع أصحابي بقى عندي أمل إن ممكن الحاجات تبقى أحسن وعشان أنا حصل معايا كده، لازم أقف عشان غيري ميحصلش معاه كده.

مكنتش متخيل إن فيه الكلام ده بعد ما الناس قامت بثورة، حسيت إن مفيش حاجة اتغيرت.. التعذيب زي ما هو.. أمن الدولة مشيت جت التحريات العسكرية.. ده لو ما كانت مشيت.. هما عايزين يكرهونا في بلادنا.. الرسالة اللي بيحبوا يوصلوها إني لازم أخاف وأمشي جنب الحيط ومليش دعوة بحاجة..

لما أفتكر اللي حصل.. ممكن أحس بزهق أو ضيق..  لكن أرجع أقول الضربة اللي ماتقتلنيش تقويني.

مواضيع ذات صلة