النديم لمناهضة العنف والتعذيب

رسالة.. ربما تكون الأخيرة

يسيطر علي مشاعري إحساس الظلم والقهر وضعف القوة وقلة الحيلة، ورغم كل ذلك يتغلغل في نفسي يقين بأن الله لن يضيعني، لست أول المظلومين ولن أكون آخرهم. أعلم ذلك جيدا. وأعلم جيدا أنني لا أمثل إلا عددا قليلا في صف هؤلاء المظاليم، ولكن قررت كتابة هذه الكلمات محاولة مني لإزاحة الكتل الصخرية الضخمة التي تطبق علي صدري وتكاد تغتال أنفاسي.

فأنا شاب في من آلاف الشباب الذين ذاقوا طعم حرية هذا البلد وتمنيت لها التقدم وحلمت لها بالعدل والمكانة العالية بين الأمم. وظل الحلم يكبر ويكبر إلى أن صحوت من هذا الحلم علي كارثة إنسانية لم أكن أتخيل أن تحدث في بلاد المسلمين. فرأيت جثث الأطفال والأمهات تسحق وأعراض نساء المسلمين تنتهك ورفاة الشباب تحرق ولحي المسنين تهان، فما كان لما تبقى من فطرتي السليمة بداخلي إلا أن تصرخ بلا، لا للظلم، لا للقهر، لا للإفساد في الأرض، لا لكل من يسحق الإنسانية ويدمرها، ولم تكن قدرتي تتعدي بعض الكلمات التي كتبتها أعبر من خلالها عن رفضي لهذا الجبروت والطغيان الذي كان. فما كان جزائي إلا تلفيق تهمة لي بلغت أقصي درجات الفجاجة والقسوة والانحطاط، هي التخابر والخيانة.

نعم فكيف لمواطن عادي مثلي أن يقول لا للظلم ويقف في صف الحق. كيف لي أن أحاول مناصرة المظلوم. كيف أجرؤ على ذلك. مضي عل اعتقالي ثلاثة أعوام ونصف ولاقيت خلالها شتي أنواع الظلم والقهر والتعذيب والتجويع والتنكيل والمحاكمات غير العادلة، حيث أنني حتى الآن لم أتمكن من الدفاع عن نفسي. وكيف لي ذلك وأنا أحاكم خلف قفص زجاجي يحبس صوتي عن العالم. وبعد كل هذا القهر والظلم أتحدى أن يأتي أحد هؤلاء الظالمين بدليل ضدي أو أن يستطيع أحدهم أن يثبت إدانتي. ويعلم الجميع أنني لم أكن أنتمي إلي حزب أو تيار ولكن تصرفي كان من منطلق محاولة نصرة الحق وأن أكون في صفوف المدافعين عنه.

وأقول لهؤلاء الظالمين وأنصارهم ممن يعاونوهم علي هذا الظلم والتجبر وهتيفتهم الذين يروجون لظلمهم ويزيفونه ورعاعهم الذين ينساقون خلفهم كيف لبلد يتغلغل كل ذلك الظلم والقهر والاستبداد فيها أن تنهض؟! بالقطع لا يعقل ذلك، وستظل لعنة هذا الظلم والقهر تقود هذا البلد من خراب إلي خراب أشد، ومن دمار إلي دمار أشد إلي أن ترد الحقوق إلي أصحابها ويعم العدل سائر الأرجاء. والحمد لله فأنا غير خائف من المشنقة لأنها لن تستطيع نزع روحي من جسدي إلا بإذن الله. الحمد لله الذي جعلني في صفوف المظلومين ولم يجعلني في صفوف الظالمين. ” ولا حول ولا قوة إلا بالله “

نسألكم الدعاء
أحمد إسماعيل ثابت

مواضيع ذات صلة