النديم لمناهضة العنف والتعذيب

ضرب وسرقة وهتك عرض وتكسير عظام: عقوبة مواطن رفض ان يعمل مرشدا

محمد صبحى محمد الفرخ رجل مصري يبلغ من العمر 53 عاما، يعمل نجار مسلح، متزوج وله ثلاث أبناء على قيد الحياة، ابنة مطلقة وولدين، بعد ان فقد ابنه عادل من اربع سنوات بسبب اصابته بمرض الايدز نتيجة نقل دم ملوث في مستشفى العصافرة التخصصي مما اسفر عن غلق المستشفى الى أعيد فتحها بعد اربع شهور قرار من المحافظ.

لكن وفاة عادل لم تكن هي آخر مآسي أسرة محمد صبحي الفرخ.

أكثر من مرة اتصل به ضباط قسم الرمل ثان لاقناعه بالعمل معهم مرشدا، وكان رفض محمد واضحا ومبررا بخوفه من تجار المخدرات في المنطقة ان يفتكوا به وبأسرته لو أرشد عنهم، وهو ما قاله لضباط قسم الرمل ثان محمد عز ووائل الكومي. لكن الاثنين لم يتوقفا عن المحاولة والضغط عليه.

فجر الثلاثاء الموافق 17/11/2009 كان محمد وزوجته في طنطا حين جاءته مكالمة تفيد اقتحام الشرطة (الضابطين محمد عز ووائل الكومي برفقة خمس مخبرين) لمنزله واصابة ابنه صبحي، 19 سنة، بكسر في ساقه اثر ضرب الضابط محمد عز له بالشومة. حين عاد محمد الى منزله وجده مدمرا تماما. يقول: “عندي بنت مطلقة ومعاها 25 الف من طليقها.. اخدوا الفلوس واخدوا دهبها.. حتى قزايز الريحة خدوها وجوازات السفر.. حتى حصالات العيال مكسرينها”

يوم الخميس الموافق  19 نوفمبر 2009، قام محمد صبحي بتقديم شكوى لرئيس نيابة رمل ثان شارحا فيها الأحداث التي تمت وحدثت له ولأسرته حيث أبلغه بأنه سوف يستدعي الضابط الذي قام بالاعتداء عليه وعلى أسرته والذين كانوا معه.

يوم السبت الموافق 21/11/2009 تقدم محمد صبحي بشكوى أخرى لمكتب وزير الداخلية لإغاثته هو وأسرته وقيدت الشكوى تحت رقم 3493/ع بتاريخ 21/11/2009.

وبدلا من إغاثته، فوجئ محمد صبحي فجر يوم الأحد الموافق 22 /11/2009 باقتحام منزله مرة اخرى وذلك بواسطة وائل الكومي رئيس مباحث قسم رمل ثان و محمد عز الضابط المعاون بذات القسم وعدد من المخبرين السريين  الذين قاموا بضربه هو اسرته والقاء ابنه الثاني الاصغر، الذي يبلغ من العمر 12 سنة على سلم المنزل مما أحدث به اصايات وجروح في الرأس واليد، كما قامت قوة الشرطة بالتحرش بزوجته وبنته وطردتهم جميعا في الشارع.

يقول: ” محمد عز واكثر من 8 مخبرين – كسروا بلكونة الشقة في الدور الاول – دخلوا منها وكسروا بابها وطلعوا لي في الدور الثاني، لان باب العمارة حديد مقفول بقفل.. كنت انا والمدام وبنتي المطلقة وابني عنده 12 سنة – ادهم وابني المكسور.. هزأونا في الشقة ونزلونا في الشارع، ضربوا مراتي بالشلوط على السلم وشتموها “يا بنت الش…..” .. واتحرشوا بيها، اللي يمسكها من ايديها ومن صدرها ومن ضهرها.. هي وبنتي.. وكأننا سياسيين عايزين يعملوا انقلاب في الدولة.

لم يجد محمد صبحي بدا من أن يجمع أبنائه وزوجته ويلجأ الى منزل شقيقته ثم يتوجه الى رئيس النيابة لعمل شكوى جديدة فوعده بعمل معاينة للشقة، الامر الذي لم يحدث حتى كتابة هذا البيان. واستمرت تهديدات الكومي له بان يسحب الشكوى وان يقبل أن يعمل معهم مرشدا، لكنه رفض.

بعد العيد عاد محمد صبحي الى القسم فوجد المحضر في يد أمناء الشرطة وقد كتب عليه أنه حفظ بتاريخ 2/12 دون معاينة او عرض أي من أبنائه على الطب الشرعي.

هكذا يعيش محمد صبحي الى اليوم، خارج شقته المنهوبة وابنه المكسور والآخر المصاب والعرض المهتوك لزوجته وابنته وكرامته المهدرة بيد رجال قسم الرمل ثان المحميين بتواطؤ النيابة.

مواضيع ذات صلة