النديم لمناهضة العنف والتعذيب

ماذا ينتظرون؟

مذبحة جديدة تضاف إلي سجل إسرائيل الأسود في قتل المدنيين. هذه المرة ضد 750 مواطن من أربعين دولة عربية وأروبية كل ما اقترفوه من ذنب أنهم حملوا معهم قافلة إغاثة إنسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة رهينة الحصار على مدى أكثر من أريع سنوات.

هوجمت سفن الإغاثة الإنسانية في المياه الدولية وقبل أن تقترب من المياه الإقليمية التي هي في واقع الأمر المياه الاقليمية لغزة ولا شأن لإسرائيل بها. هوجمت من الجو والبحر ليسقط تسعة عشر قتيلا وأربعون جريحا حسب أغلب وكالات الأنباء.

اليوم تتحدي إسرائيل العالم كله وتضرب مواطنين عرباً وأوروبيين، من بينهم نشطاء حقوقيون وأعضاء في المجالس التشريعية وشخصيات عامة.

ولم تكتف العديد من الحكومات الأوروبية بالشجب والإدانة. فتركيا تسحب سفيرها لدى إسرائيل، والنرويج تطالب برفع الحصار عن غزة، وتطالب فرنسا والاتحاد الأوروبي بالتحقيق، واليونان توقف مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل وتلغي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لليونان.

وفي الوطن العربي كان الانقسام المعهود بين جبهة الشعوب وجبهة الحكام. فبينما انطلقت مظاهرات الغضب في شوارع المدن العربية، اكتفت معظم ردود الفعل الرسمية – من أعلن منها موقفا – باستدعاء السفير الإسرائيلي لديها لإبلاغه عبارات الشجب والاستنكار. وبينما صرح  السيد رئيس جمهورية مصر العربية بإدانته للاستخدام غير المبرر للقوة، فقد ذيل تصريحه  بأن رفع الحصار عن غزة رهن المصالحة الفلسطينية، راميا الكرة في الملعب الفلسطينى في موقف لم يجرؤ عليه سوى الكيان الصهيوني نفسه والولايات المتحدة الامريكية، حيث اكتفي الرئيس الأمريكي بتفهم الظروف التى دعت نتنياهو للعودة إلى اسرائيل وإلغاء زيارته للولايات المتحدة. وعن الحدث الجلل اكتفى الرئيس الأمريكي بالإعراب عن أسفه لسقوط قتلى من المدنيين دون حتى إدانة أو عتاب لهذا العدوان الذي يقع تحت طائلة القانون الدولي.

وفي مصر يعلن رئيس جمهورية مصر العربية فتح معبر رفح حتى إشعار آخر “لتخفيف الحصار” عن أهالي غزة. ألا يعد هذا اعترافاً بمشاركة مصر في الحصار على مدى السنوات الأربع الماضية؟

إن قرار فتح المعبر لرفع الحصار عن مليون ونصف فلسطيني في سجن غزة الكبير يكشف كذب التأكيدات المتواصلة للحكومة المصرية على مدى السنوات الأربع الماضية يأن قطاع غزة يدخله ما يكفي من الأغذية الأساسية والأدوية ومواد البناء، في الوقت الذي دأبت فيه الأمم المتحدة حتى الأسبوع الماضي على تأكيد أن ما تسمح بدخوله الحكومتان الإسرائيلية والمصرية لا يلبي حتى ربع الاحتياجات الأساسية لأهل غزة.

السادة الحكام العرب.. السيد رئيس جمهورية مصر العربية.. ماذا تنتظرون؟

ألم يأن الأوان بعد لوقفة عربية ضد الكيان الصهيوني؟ أكثير عليكم سحب سفرائكم وقناصلكم من دولة الاحتلال وغلق السفارات والقنصليات التي تجثم علي صدر الأراضي العربية؟  أكثير عليكم وقف إمداد إسرائيل بالغاز والأسمنت الذي يشطر الأراضي الفلسطينية بالجدار العازل؟  إن كان ذلك فوق طاقتكم فأعلنوا فشلكم وعجزكم واعتذروا عن مناصبكم واستمتعوا بأوقات فراغكم بطريقة أخري غير المزيد من الإهانة لشعوبكم.

أيها المجتمع الدولي.. ماذا تنتظر؟

ألم يحن الوقت لمعاملة الكيان الصهيوني العنصري مثلما تعامل العالم مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا؟ ألم يحن الوقت للمقاطعة الشاملة لإسرائيل؟ أليست إسرائيل نموذجا حيا لكافة انتهاكات حقوق الانسان ولكل مبادئ التنمية والسلام؟ متى نرى مجرمي الحرب الإسرائيليين يمثلون للمحاكمة الجنائية كأمثالهم في يوغسلافيا السابقة ورواندا وغيرها؟ ماذا تنتظرون؟

الموقعون (أبجديا)

  • الشبكة العربية لمعومات حقوق الانسان
  • المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
  • المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
  • دار الخدمات النقابية والعمالية
  • مركز الأرض لحقوق الانسان
  • مركز هشام مبارك
  • مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف
  • مؤسسة حرية الفكر والتعبير
مواضيع ذات صلة