النديم لمناهضة العنف والتعذيب

شهادات حية علي التعذيب الجنسي في ميدان التحرير ومحيطه

مقدمة

نقدم في هذا الملف عددا من الشهادات للناجيات من التعذيب الجنسي في محيط ميدان التحرير..وتلك الشهادات تم تجميعها من عدد من المواقع الإلكترونية ومن الشهادات المتوفرة بالمراكز الحقوقية التى لم يسبق نشرها..فقد تم الاستعانة بشهادات من موقع مؤسسة المرأة الجديدة، ونظرة للدراست النسوية ومن صفحة لا للتحرش وقوة العمل ومبادرة شفت تحرش بجانب شهادات مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف.

وقد تلقيت ردود فعل مختلفة من صديقات وأصدقاء لم يتم التعرض لهم/لهن أكثرها مع نشر الشهادات وبعضها يتحفظ علي النشر .. ووجهة النظر المتحفظة  دافعها القلق من احجام النساء علي المشاركة في الثورة ومن مماسة حقهن في التعبير عن الرأي.

ومع احترامى الكامل لوجهة النظر الأخيرة لكونها تعبر عن مخوف حقيقي إلا أننى مع فكرة فضح ما يتم من جرائم في حق النساء لاعتبارات عدة. أولها مصلحة الناجيات من التعذيب الجنسي فجانب مهم من التعافي للناجيات هو الخروج من تعقيدات الوصمة الاجتماعية التى تلوم النساء علي مشاركتهن في التظاهرات بل يصل الأمر إلي لوم النساء علي الخروج من بيوتهن على الإطلاق، أو التحجج بما ترتديه النساء باعتباره السبب وراء ما يحدث لهن..إلي الحد الذي دفع بممثلات عن حزب الحرية والعدالة للتصريح – في مجال الرد علي مشروع قانون لمناهضة التحرش الجنسي- أن البنت هي الملامة بل هي مدانة بهتك حياء الشباب (أو ما يفيد هذا المعنى)! وفي مجال جريمة بشعة تمت في نوفمبر الماضي ونشرت الشهادة علي موقع التواصل الاجتماعي كانت هناك عشرات التعليقات الداعمة وتعليق واحد لا يخلو من دلالة قال صاحبه:" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي"؟ نعم هكذا يستخدم الآيات القرانية في غير محلها..وهكذا يدين الفتاة دون أن يعرفها ودون أن تدفع عيناه أو يشعر بالخجل من بشاعة الجريمة.

 

إن وجهات النظر تلك والتى تتعامل مع الجريمة باعتبارها عار علي ضحية الجريمة وليس علي مرتكبها تلقي اثقالها علي نفس ضحية التعذيب وتزيد من الأحساس بالعار وكراهية النفس أو كما عبرت كثير من الناجيات" قرفانة من جسمى" أو أرفع راسي إزاي

السبب الثانى الذي انحاز معه لنشر الشهادات هو أن نفضح مرتكبيها.. فتلك الجريمة كغيرها من جرائم التعذيب تستمر وتتزايد كلما شعر الجانى أنه لن يمس وأنه بعيد عن العقاب..لأن يعذب تعذيبا منهجيا "سياسة الدولة" ولأن الضحية قد أنكسرت نفسيا وتهشم إنسانيا ولن يفضح نفسه في مجتمع يكون رد فعل جانب كبير منه " هو اتعذب ليه ..إلا لو كان متهما"

لا يختلف الأمر كثيرا في موضوع التعذيب الجنسي الجماعي الذي بدأ استخدامه علي هذا النحو من يوليو 2012 ..فالجناه يتعاملون باعتبارهم في مأمن من العقاب، وأن المجتمع نفسه سيدين الضحية ويترك الجانى وان الفتاة واسرتها سيشعرون بالخزى ويأثرون الصمت.

ويعلم منظمو تلك الجرائم أن انتهاك أجساد النساء يتجاوز كسر إرادة النساء وابعادهن عن طريق الثورة .. يتجاوز النساء ليصل لكسر إرادة الثوار جميعا..فكل من راي فتاة أو سيدة تنتهك من جموع مسلحة وعجز عن انقاذها سيكون ضحية للإحساس بالذنب وبالخزى..وكل من علم سينتابه هذا الإحساس..فهم يستخدمونه لكسر مسار الثورة التى حاولو الالتفاف عليها ثم مواجهتها بقنابل الغاز والرصاص ولم تنجح وسائل القتل والاصابات في اجهاض مسار الثورة فالتجئوا لأقذر الأساليب لكسر الثورة وتفريغ ميادينها من الثوار. استخدموا نفس طريقة جيوش الاحتلال التى تنتهك نساء الوطن المحتل لكسر إرادة جيوشه، والأسلوب نفسه استخدمته الأنظمة الاستبدادية في مواجهه معارضيها..ليس في ليبيا أو سوريا فقط كما تم في ثورات الربيع العربي ..بل في مصر أيضا استخدم هذا الأسلوب من قبل في نظام مبارك..ولا احد منا ينسي ماتم في 25/5/2005 ..حيث أفسحت قوات الأمن الطريق للبلطجية ورجالها بالزى المدنى لانتهاك النساء أمام ضريح سعد ثم أمام نقابة الصحفيين. ولا ننسي ما قاله ضابط كبير لإحدي أخواتنا في ذلك اليوم " علشان تبطلوا تنزلوا مظاهرات تانى"

الأسلوب نعرفه وخبرناه من قبل وعرفنا من وراءه واكتمل يقيننا بانها جريمة ممنهجة من قبل نظام مبارك وداخليته وأجهزته عندما أغلق النائب العام ملف القضية لعدم التوصل للمرتكبين. رغم تقديم عشرات الصور والتسجيلات للمجرمين وللسيارات التى نقلتهم وعليها لافتات بأسماء أعضاء معروفين بالحزب الوطنى. وحفظت القضية لعدم توافر الأدلة!!

  نعود للنظام الحاكم اليوم.. رفض البرلمان مشروع قانون التحرش الجنسي، رفض النظام إعادة هيكلة الداخلية رغم التقد بأكثر من مشروع من المنظمات الحقوقية بل من ضباط شرطة "ضباط لكن شرفاء" وهذا لا يخلو من دلالة في الموضوع محل البحث.  ولا ننسي في هذا الصدد امتناع الداخلية عن تامين الميدان تاركه أمره للمتظاهرين ومعلنة أنها ستؤمن المنشت فقط.

السبب الثالث..لكي نصل لمرتكبي جريمة ..علينا أن نحلل أسلوب ارتكاب الجريمة..تماما كما يعلمون ضباطهم في الداخلية..فبعد أن سمعنا وقرأنا العديد من الشهادات تبين لنا أن أسلوب ارتكاب الجريمة واحد علي مدار الستة أشهر الماضية..حيث تبدأ مجموعة تحيط بالفريسة..يزداد العدد..تكاد تخنق داخل الدائرة..عشرات اليدي تجذبها في كل اتجاه..عشرات الأيدي تعبث بكل ما تكاله الأيدي من الجسد الذى وقع في الأسر..عشرات الأيدي تتعمد خلع ملابس الأسيرة..وما لا يفلحون في خلعه يمزقونه بالأسلحة البيضاء..المحيطين بها يقولون في أغلب الشهادات:" ماتخافيش أنا بأحميك" يقولها ويده تنهش في جسمها..يقول آخر :" أنت زى أختى ما تخافيش"..: فلا تستخدم عادة العبارات الجنسية التى يستخدمها المغتصبون الذين يخطفون الضحية لمكان مهجور قبل العتداء عليها..الطريقة المستخدمة توقع الضحية في ارتباك شديد وتصبح غير قادرة علي التمييز ..من يحمي؟ من يتنتهك؟ من يمكن أن يستجيب لدموعها وتوسلاتها؟ من يزداد وحشية لنظرات الرعب في عينيها؟..حتى تتشكك في فرق الحماية التى تذهب لإنقاذها..فالقادم للانقاذ يقول أنا جي أحميك والمغتصبون يستخدمون نفس العبارات..ان هذا الارتباك الذى يصيب الضحية هو جزء من هذا المخطط الذي يصعب معه تصور ان تلك مجرد عصابات من البلطجية ..تبحث عن فريسة ما لتتناوب الاعتداء عليها.

فالهجوم المنظم وتقسيم الأدوار واحداث حالة الارتباك للضحية وحدوث الجريمة علي بعد أمتار من قوات الأمن "التى تحمي المنشئات" كلها عوامل تشير أن تلك الجريمة هي جريمة منظمة وممنهجة لإجهاض الثورة وكسر إرادة رجالها وإقصاء نساءها.

والصمت علي تلك الجريمة التى تضاعف إشكالية تفشى ظاهرة التحرش الجنسي ضد النساء وإن لم تقف فورا ..فستتفاقم الظاهرة الوحشية الجديدة ومن المحتمل انتشارها في كافة أنحاء مصر.

فالنشر وسيلة للمقاومة..هو وسيلة لفضح الجناة وشل أيديهم من الاستمرار في جرائمهم الدنسة، النشر هو وسيلة للرد علي رسالتهم..أن ارادتنا لن تنكسر..لن نشعر بالخزى ..فالعار كل العار علي الأنظمة الاستبدادية التى ترتكب جرائم ضد الإنسانية وتتحدي إرادة الشعوب في اقامة دولة تقوم علي العدالة والحرية والكرامة والمساواة..

النشر هو إعلان عن تضامنا مع بناتنا وأخواتنا الذين دفعوا هذا الثمن الغالي من صحتهم الجسدية والنفسية..تماما كما يدفع رجال الوطن ونساءة أرواحهم ونور أعينهم وصحتهم علي مدار عامين كاملين.

النشر وسيلة لوضع الدولة أمام مسئوليتها ..في حماية كافة مواطنيها..وعلي وضع الظاهرة بحجمها وقسوتها عل أحدا من أعضاء الحكومة أو من أعضاء البرلمان القادم يري أهمية وضع تشريعات تجرم العنف والتمييز ضد النساء، بعد أن خلا الدستور من مادة تحظر وتجرم التمييز والعنف وتنص علي المساواة التامة بين النساء والرجال في كافة مناحي الحياة.

وقبل أم أنتهي من هذه المقدمة كلمة أخيرة ..لايعنى إطلاقا حملتنا ضد ما يحدث في محيط التحرير..أؤكد أن حالات التحرش وهتك العرض التى تحدث في الميادين وأماكن التجمعات ليست أقل أهمية ..وقد عملت المنظمات النسوية لسنوات ولازالت في مقاومة الظاهرة وتقدمت بمشروع قانون لمجلس الشعب – المنحل- بهذا الخصوص وهوجم مشروع القانون من إحدى نساء حزب الحرية والعدالة..كما تعمل فق ميدانية للانتشار في الأماكن المزدحمة في أيام الأعياد للرصد والمساندة..ونؤكد أيضا علي أن واجب الشرطة حماية المواطنين والمواطنات في كل وقت وكل شبر علي أرض مصر سواء أرتكبت الجريمة من قبل مجموعات أو أفراد..في الشوارع أو الحدائق أو ميادين الثورة. واستمرار تقاعسها عن القيام بدورها لا يمكن قبوله بعد ثورة الشعب المصري المطالبة بالحرية والكرامة الانسانية. وقد ركز هذا التقرير علي جانب من تلك الظاهرة ولأن هناك مؤشرات قوية تدين صانعي السياسات والقائمين علي تنفيذها مما يزيد الموقف خطورة وتعقيدا.

ونعاهد نساء هذا الوطن باستمرار المقاومة والنضال من أجل مجتمع آمن للنساء والرجال..مجتمع تتحقق فيه الحرية..

فالعزة لمصر والنصر لثورتها والمجد لشهداءها ومصابيها..والخزى والعار علي أنظمة الاستبداد والقهر.

ملاحظة: وضعت توقيعي الشخصي علي تلك المقدمة لأنها وجهة نظري الخاصة وربما لا تشكل بالضرورة وجهات نظر زميلات أخريات ممن ساهمن في هذا الملف.

د. ماجدة عدلي


 

شهادات يناير 2013

شهادات نوفمبر 2012

شهادات شباب الحماية من التحرش

نماذج من بيانات صدرت بشأن التعذيب الجنسي بميدان التحرير

تقرير منظمة العفو الدولية

ورقة موقف من نظرة للدراسات النسوية

42 سنه – شهادة عما حدث فى: 25 يناير 2013


توثيق مركز النديم

يوم الجمعة 25 يناير 2013، نزلت الميدان اشارك فى المظاهرات، كانت حوالى الساعه 5 ونصف. يومها كنت حاسه ان فيه حاجه فى الميدان مش مظبوطه، فى الحتت الزحمه بيحصل احتكاك، كنت بزعق وبقول حاسبوا…، لكن كان فيه روح عدائية عموما.

كنت واقفه عند السور الحديد اللى قدام هارديز، فيه شباب كانوا قاعدين فوق السور، زعقوا وقالوا وسعوا لعربية الاسعاف، فاتحركت ناحية الصينية، ابتدى يحصل تدافع وزق..زعقت ثانى لقيت فيه ناس بعدونى عن التزاحم وكان فيهم رجاله اجسامهم كبيره، بدأوا يشدوا معايا فى الكلام، بسرعه فيه مجموعة بنات حوطونى عشان يحمونى، مااعرفش ازاى الرجاله شدونى من وسطهم وبقى حواليا عدد كبير جدت، ايديهم فى كل حته فى جسمى، وفى ثوانى قطعوا هدومى ماعرفش ازاى، وسامعه اصواتهم، كل اللى بيقولوه يدى ايحاء انهم بيحمونى: اوعى ياجدع، دى زى اختك، شلوا حركتى وجرجرونى لحد سور هارديز، ناس من فوق السور رفعونى لفوق وانا تقريبا عريانه وبرضه ايدين فى كل حته، وكنت لفه حوالين رقبتى ايشارب، كانوا بيشدوه من الناحيتين كنت ح اتخنق، فضلت كده مرفوعه لفوق عريانه حوالى 10 دقايق، لما نزلونى حاولت اقعد على الارض فى المجارى، كنت بتحامى من الارض، كانوا بيزعقوا فيا قومى، عشان يملكونى اكثر، يقومونى بالعافية وارجع ثانى اقعد. ناس واقفه فوق رجليا، حد حاطط ايده على كتافى وكان بيعيط، حد ايديه على صدرى، حد بيرمى عليا ملاية، مابقتش عارفه مين اللى بيحاول ينقذنى ومين اللى ايديه فى جسمى، وانا بصرخ وعايزه البس. وانا متعلقه فوق شوفت عشرات من البنى آدمين بيتفرجوا ومابيعملوش حاجه.

شالونى عشان يحطونى فى عربية الاسعاف اللى شايلنى كان بينتهكنى بايديه، كان فيه فى العربية دكتور ومسعف، الدكتور كان بيعيط، ركبوا معايا خمسه، انا ماكنتش مرتاحه لهم وزعقت انهم هما اللى كانوا بينتهكونى، نزلوا ثلاثه وخلوا اثنين، العربية ماعرفتش توصل مستشفى قصر الدوباره كانوا لسه بيجروا ورا عربية الاسعاف وكسروا المرايات، العربية جريت على مستشفى المنيره.

فى مستشفى المنيرة المعاملة كانت زفت، انا دخلت المستشفى ماشية على رجليا ومن غير بنطلون، لما الدكتور سألنى عايزه ايه، قلت له عايزه البس. كانوا بيتصرفوا معايا على انى بدلع والممرضات قاعدين ينصحونى انى ادارى واخبى وماخربش على روحى، صرخت فيهم، جت دكتوره عايزه تكشف عليا وفيه 6 ممرضات واقفين، صرخت فيهم: انا بتكسف اتعرى قدام الستات والرجاله افهموا. مشيوا وفضلت واحده بعد ماحطت ايدها فى وسطها وشخطت فيا انه لازم واحده تفضل موجوده، الدكتوره قالت مش باين حاجه، ومااخدتش بالها من الكدمات والسحجات اللى فى كل جسمى، سجلها بعد كده مديرالقسم.

بدأوا الناس تتناوب عليا، وجه اثنين ضباط واحد عمل نفسه لطيف وقال انه كتب مذكره، ولو وافقت عليها اوقع، لقيته كاتب فيها، فعل خادش للحياء، طبعا اتخانفت معاه

بعد كده جه ضباط ومأمور قسم وعملوا الورق فى قسم السيده زينت وبعدين حولوه قسم قصر النيل، اتعمل محضر وروحت النيابه وكيل النيابه كان كويس وحتى فتح اوضه مخصوص عشان العدد مايكونش كثير وانا بحكى. وورانى الاثنين اللى كانوا فى عربية الاسعاف، انا ماكنتش متأكده من حاجه وهو وجه لهم الاتهام

اتعرضت طب شرعى (طبيب وطبيبه)

حد اتصل بزوجى وبواحده صاحبتى وقال انه لقى التليفون بتاعى ورجعه فعلا مع ان التليفون غالى. وساب اسمه ورقم تليفونه. هما خدوا الشنطه وفيها البطاقه والكارنيهات.

ماعنديش اى شك ان دى حاجه مدبره ومعمول لها بروفه كمان.

 

 

شهادتى عن احداث 25 يناير سنة 2013 وتعرضى لتحرش جنسى وعنف بدنى

 ربما على ان اعرف نفسى اولا : اسمى عايده عبد الرحمن كرشاه معروفه باسم راويه عبد الرحمن . انا من مواليد 1 ابريل سنة 1946 . انا زوجه وام لابنتان متزوجتان وجده لطفل يبلغ العاشرة من عمره . وقبل كل شئ انا مواطنة مصرية مهمومة بمشاكل وطنى ومستقبل اولادى واحفادى

خرجت يوم 25 يناير 2013 مع الكثير من جماهير مصر لاعبر عن غضبى ورفضى لعدم تحقيق ثورة 25 المجيدة لاى من مطالبها  . خرجت لاقول اين " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية" ؟مطالب المصريين فى كل انحاء مصر التى لم تتحقق الى الان بل زاد تفاقم الاوضاع المتردية  من غياب لامن المواطن ، من ارتفاع جنونى الاسعار ، من ازمات مختلقة وغير مبررة , من دستور مجحف ينتهك الحريات . وخطاب مجتمعى بالغ الرداءة يكرس للفتنة الطائفية  ويسلب المرأة من حقوقها وحرياتها

بعد صلاة الجمعة اشتركت فى مسيرة محمد محمود الى التحرير . وفى منتصف الطريق تركتها لالحق بوقفة فى ميدان طلعت حرب التحمت مع مسيرة النساء القادمة من السيدة زينب . شاركت الجميع الهتافات والاحاديث عن مشاكل الوطن ومتاعب المواطن.

تواجدت فى قلب ميدان التحرير مع الزميلات ما بين الساعة الخامسة والسابعة مساءا

حوالى الساعة السابعة والنصف دعوت الزميلات الى وقفة احتجاجية فى ميدان طلعت حرب. لبى هذه الدعوة حوالى عشرة من الزميلات . وتحت تمثال طلعت حرب بدأنا هتافاتنا من نقد للنظام الحاكم . من استبداد الحكم والتكويش على السلطة من تراجع حاد فى دور المرأة ومحاولات تكميم اصوتها

بدأ الناس يتجمعون فى حلقات حولنا  وامتلا الميدان حول التمثال بالكامل ,  والتحق بنا مجموعة من شيوخ الازهر وقفت معنا فى الدائرة المرتفعة حول التمثال وسرت حالة من السعادة بشيوخ الازهر. وقام احدهم بالقاء خطبة رائعة تحدث فيها عن سماحة الاسلام وتقبله لكافة الديانات ونبذه للطائفية وتحدث عن حريات المرأة فى الاسلام واعلاء شأنها وكرامتها . كانت خطبة رائعة  كما كانت ردا رائعا للخطاب الدينى البالغ السوء الذى يطالعنا تقريبا يوميا من اليمين الدينى المتطرف. علت بعدها اصوات تنادى بالتوجه للميدان. لااعرف من نادى بها ولكن من المؤكد انها لم تأتى ممن كانوا يعتلون دائرة التمثال.

بدات المسيرة  تتجه نحو ميدان التحرير . كانت تتصدرها مجموعتى من النساء والفتيات . ثم بدأت اصوات تنادى مرة اخرى بوضع شيوخنا الاجلاء فى المقدمة ثم تأتى النساء خلفهم .

وفى منتصف المسافة الى الميدان بدأت اصوات تعلو مرة اخرى تطالب بعمل سلاسل بشرية حول المظاهرة – او بالاحرى حول النساء فى المقدمة – وتشابكت ايدى شباب فى العشرينات او الثلاثينيات على يمين ويسار المسيرة كلهم يبدون كشباب المصريين من الطبقة المتوسطة ، حلقى الذقون برتدون ملابس مناسبة مهندمة ونظيفة

كلما اقتربنا من الميدان بدأت اشعر بتزاحم غير عادى لم اعرف له سبب فى الوهلة الاولى لم اعد ارى شيوخ الازهر الذين يتصدروا المسيرة _ بدأت السلاسل تضيق الحلقة حولنا . زميلاتى لم يعدن بجانبى . وجوه من فتيات لا اعرفها اصبحت بجانبى . وجدت نفسى سريعا على حرف المسيرة الايسر بينما كنت من بديتها فى منتصفها تقريبا _كان يفصلنى عن الشارع ،الذى لم يبدو لى مزدحما، تلك السلاسل البشرية _ بدأت الحلقات تضيق الى الحد الذى اصبح التنفس امرا صعبا  احاطت السلاسل البشرية بنا من كل جانب_ سمعت اصوات صراخ – تعرفت على الصوت _ فهو صوت الفنانة عزه بلبع – صرخت مالذى يحدث – رد على احدهم من وسط الهرج انهم يريدونكم ان تتجهوا الى ماسبيرو – رددت على الفور وانا اختنق تقريبا من الضغط على – هذا ليس شأننا – بعدها تتابعت احداث سريعة وصرخات نسائية كثيرة والسلسلة تضيق حولى . وفجأة امتدت عشرات الايدى من بين هذه السلسلة لتعبث بالنصف الاسفل من جسمى . وفى نفس الوقت وانا احاول ان انقذ نفسى من تلك الايدى كانت هناك ايدى تحاول ان تنزع ملابسى وتفرغ جيوب البالطو الذى ارتديه وفشلت او توقفت لا ادرى .ووجدت مجموعة من الشباب كل منهم يجرنى فى اتجاه ومن يدفعنى من الخلف وهناك من يدفعنى من الامام وايادى تحيط بساقى . كافحت حتى لا يختل توازنى واسقط على الارض . فى هذا الوقت أطفأت انوار الميدان بالكامل . وبدأ جرّى فى اتجاه شارع جانبى ايضا مظلم . بدأت افقد كل قواى . شاهدت نور ساطع تبين لى انه عربة زجاجية لبيع الطعام رميت نفسى فى اتجاهها لا  اعرف كيف وقررت ان ادخل  بيدى او رأسى فى زجاج العربة . وما ان وصلت الى العربة حتى تركتنى كل الايادى فجأة . ووجدت امامى ثلاث’ اشخاص احدهم مستعد بزجاجة مياه حتى استعيد وعى . اخر يسألنى هل تريدي ان اوصلك الى اى مكان _ زاد خوفى وطلبت منهم ان يتركونى فى حالى _ بالرغم من عدم قدرتى من التحقق منهم فى هذا الظلام وبسبب الالام الشديدة ولكن تعرفت على الجاكت المربعات البنى وهو يتركنى بعيون باردة لا تنم عن اى شئ ويمشى فى حال سبيله كشخص قام بمهمة موكله اليه وانتهت المهمة- تأكدت فى وقتها ان من هاجمونى هم من قاموا بانقاذى

حاولت ان انسق ملابسى حيث نجحوا فى تمزيق ازرار البالطو وخلع احدى يديه عنى , وقمت وقدماى ترتعشان ولا تحملانى وذهبت الى مقهى فى شارع طلعت حرب اعلم ان زوجى بها

 

 

شهادتى عن أحداث التحرش اليوم 25-01- 2013

شهادة نهلة عنانى

توجهت اليوم الى ميدان التحرير بصعوبة بالغة بعد أن تم إغلاق محطات المترو وتوقفها حتى محطة السيدة زينب فقط. قابلت والدتى فى الميدان، بالتحديد امام كنتاكى، ثم توجهنا سوياً الى ميدان طلعت حرب لنشارك فى المسيرة النسائية. كانت المسيرة تضم بعض من شيوخ الازهر، و سيدات مثل عزة بلبع و نور الهدى، و كانت الهتافات معادية للرئيس مرسى وللاخوأن و بعض الهتافات المؤيدة للازهر والمفتى.

و كعادة المسيرات النسائية، كان هناك بعض الشباب الذين تطوعوا لحمايتها عن طريق دروع بشرية حولنا. و بمجرد دخولنا الميدان، بدأ التجمهر حولنا. ولا أعلم اذا كان ذلك من نبع الفضول او لأسباب اخرى مرتبطة بما حدث بعد ذلك. المهم، فى لحظة، بدأ ضرب وهجوم على المسيرة. ولا أعلم أين ذهب الشيوخ الذين كانوا معنا منذ أن تحركنا من طلعت حرب.

من المستحيل تحديد من كان يتحرش، ومن كان يتدافع من اجل التدافع، ومن كان يحاول أن يحمينا. فى ثوان تفرقت المسيرة ولم اجد بجأنبى إلا أمى و صديقتها. أما باقى السيدات فاختفوا. أنقذنا شاب اسمه (بيشوى) بخلعه حزامه وتهديد أى شخص يحاول أن يقرب منا. ثم جاء شاب من شباب (حملة ضد التحرش) يرتدى قميصا اصفر و طلب منى أن اشير على المتحرش. و لكنى لم أكن بحالة أستطيع فيها أن أتكلم حتى.

اصطحبنا بيشوى واثنين من اصدقائه لتأميننا و اتجهنا بعد ذلك الى كافيه “ريش” فى طلعت حرب، حيث قابلنا معظم من كانوا فى المسيرة. جميع السيدات تم التحرش بهن بلا استثناء. وتعالت الأصوات عما اذا كان علينا نشر شهادتنا لما حدث اليوم أم لا؛ حتى جاءت جميلة اسماعيل و أكدت أن بعض الفتيات قاموا بالفعل بنشر شهادتهن على مواقع التواصل الاجتماعى.

الملفت للنظر أن الغرض مما حدث لم يكن التحرش الذى تعرفه كل فتاة فى الشارع، بل كان هناك اصرار على تجريد الفتيات والنساء من ملابسهن. وأوكد مجددا أن هناك من كان يريد، حرفيا، أن يجردنى من البلوفر.

بعد حوالى ربع الساعة جاءت فتاة – لا أعلم اسمها – فى حالة إنهيار تام. حاولنا إسعافها وتهدأتها. قالت أنه تم

التحر ش بها و رفع احدهم (مطواة) فى وجهها و قام بسرقة هاتفها. وكانت هذه ثانى حالة سرقة اسمع بها.

حالات التحرش التى حدثت اليوم لم تكن حالات فردية. وأستطيع أن أجزم على ذلك. وللأمانة لا أعلم اذا كان البعض شارك فيها من نابع الزيطة. لكن الاكيد أنها لم تكن حالات فردية.

و رسالة أود أن أوجهها بعد البهدلة التى تعرضت لها اليوم: استخدام التحرش او الاغتصاب احيانا لإرهاب العنصر النسائى لعدم المشاركة فى المظاهرات موجود من ايام مبارك. وفى أيام المجلس العسكرى وبالتحديد أيام احداث محمد محمود حصل نفس الشىء.

فمحاولة ارهاب السيدات لن تُجدى نفعاً، ولن ترهبهم. و إن غيرت شيئاً، فهى فقط تزيدنا اصراراً لنكمل ما بدأناه.

 

من توثيق مركز النديم

;يوم 25 يناير الساعة 7.30 تقريبا..كنت مروحة..نزلت اركب المترو من ميدان التحرير المنزل اللي ناحية شارع القصر العينى..لقيت المترو مش شغال..طلعت تانى..عشان اشوف مواصلة تانية.. اتلموا علي.بكت ولم تكمل…. وسط البكاء ياريتهم كانوا قتلونى..اعيش ازاي بعد كده..ما عدش ينفع اعيش تانى بعد اللي حصل..

ركبت تاكس على شان يودينى غمرة عند إخواتى مشى بيا لحد مدخل ميدان التحريروصلنا قدام المدخل الساعة 9 وقالى مش هاعرف امشى بيكى اكتر من كدة على شان فية مظاهرات والجو قلق قالى انزلى اركبى المترو روحت عند محط مترو السادات من ناحية المجمع لقيت المترو مش شغال طلعت وماشية بفكر مش عارفة اروح غمرة إزاى وانا طالعة لقيت زحمة جامدة بحاول أمشى وأتحرك لقيت ولد ورايا بيقول ياجماعة محدش يزق وزقنى على الناس اللى قدامى جامد وقعت على واحد قدامى وبعدين لقيت أكثر من خمسين واحد بتجمعوا حواليا وابتدوا يمسكوا كل حتة فى جسمى وانا ابتديت اصرخ وإبتدوا يقطعولى هدومى البادى اللى كنت لابساه وقلعونى الجزمة والبنطلون والشورط اللى تحت البنطلون وسايونى بالبدى الكت وهدومى الداخلية وإبتدوا يدخلوا صوابعهم فيا جامد من قدام ومن ورا أكتر من مرة وانا بقع وبقوم وكانوا بيشدونى ويمرمطونى فى الطينة والمية اللى فى الارض ويجرونى من شعرى ويقطعوا فية ومسكوا فى كل حتة فى جسمى وقت طويل أوى  ثلاثة أو اربع ساعات وكان في ولدين بيحاولوا ينقذونى منهم وكانوا بيضربوهم وفية واحد من اللى بيحاولوا ينقذونى اتضرب على دماغة، ودماغة اتفتحت وفضل ماسك فيا بردوا بيحاول يخلصنى من ايديهم وطلعوا مطاوى وكانوا بيهوشوا بيها اللى كان بيحاول يخلصنى منهم طلعوا بيا الصينية اللى فى وسط الميدان ودخلوا بيا خيمة وهما بيعملوا نفس اللى بيعملوه طول الوقت وانا بصرخ والخيمة وقعت علينا وجرونى من تحت الخيمة ونزلوا بيا من الصينية تانى للشارع وفضلوا يجرونى وبعدين حسيت إن فية ضربة جامدة جاتلى بحاجة حادة من تحت وجعتنى أوى وأعدت اصرخ وابتديت انزف كتير وبعدين الولدين اللى كانوا بيدافعوا عنى خلصونى من ايهم ودخلوا بيا فى مدخل عمارة وكانوا بيحاولوا ينقذونى والمعتدين كانوا بيحاولا يكسروا الباب علينا وفية ست دخلنا عندها وادتنى جلابية

وتضيف سيدة متطوعة في فرق الأمان .هجموا علي عربية الاسعاف عايزين ينزلوها وما مشيوش إلا لما المسعف قال لهم خلاص البنت ماتت. رجنا .المستشفي القصر العينى الفرنساوى..كانت البنت بتنزف نزيفا شديدا

"ذهلت من اللامبالاة والبطء في المستشفي الفرنساوى..البت بيتفرج عليها ناس كتير من الفريق الطبي..لا علقوا محاليل ولا حجزوا دم ولا حاجة..مر شوية وقت وجاء طبيب جراحة..وقال في طبيب نساء سيأتى..مر الوقت ولم يأت ..خفت علي البنت قررت أنقلها مستشفي خاص ..الإسعاف رفضت تنقلها..اضطريت نقلها في عربيتى لمستشفي خاص ..هي متكومة علي الكنبة اللي ورا ..صوتها يوقف خالص ومش عارفة وأنا سايقة هي أغمي عليها ولا ماتت ولا نامت من التعب..كنت مرعوبة لتموت قبل ما أوصل المستشفي..الشوارع كانت مقفلة..الحمدلله المستشفي.اتصرفوا بمسئولية وسرعة ودخلوها العمليات.

 

شهادة عزة بلبع عن أحداث 25 يناير 2013 (توثيق النديم)

اللي حصل مش مجرد تحرش جنسي..ده أسلوب ممنهج لإبعاد المرأة عن الحياة السياسية وعن ميدان التحرير..اتجمعنا كمجموعة نسائية في ميدان طلعت حرب..كلنا كبار في السن..كنت في الوقفة ..هتفنا وأنا غنيت أغنية مسلم والرك على النية..واضح أنها بتضايقهم قوى..انضم للوقفة مجموعة من مشايخ الأزهر وواحد قال كلمة عن احترام المرأة في الإسلام..قال كلام عظيم وهتفنا له..مشينا للتحرير بنغنى بلادى بلادى..ناس جم عملو علينا سلسلة بشرية..كنت في أول المسيرة بقيت أقول من فضلكم عايزين نكون مع شيوخ الأزهر..يقولوا معهلش احنا بنحميكم..انتوا معانا…أول الميدان انضم ناس تانية عليهم وبدأ الضرب وتقسيمنا كل مجموعة تحيط بواحدة منا.. وبدأ الاعتداء علينا..راوية ضربوها وكان في محاولة لتكسيرها..أنا خنقونى الظاهر عايزين ينهوا علي صوتى..مدوا ايدهم في جيوبي..وواحدة شدوها واعتدوا عليها اعتداء بشع..في مننا اللي قدرت ترب..أنا في اتنين شافونى واخدونى من وسط البلطجية وجريوا بي لطلعت حرب. صدفة واحد من كفر الدوار قاللي انت من عيلة بلبع أنا أعرف أهلك.وانقذنى من وسطيهم.كنت حاسة انهم عايزين يخلصوا منى..كنت باتخنق فعلا…الناس دي بتتصرف وهمه علي يقين أن ما حدش حيعمل لهم حاجة ..حاسين انهم محميين وظهرهم مسنود.

 

شهادتى عن احداث 25 يناير سنة 2013 وتعرضى لتحرش جنسى وعنف بدنى

شهادة ناشطة سياسة

            ربما على ان اعرف نفسى اولا : اسمى عايده عبد الرحمن كرشاه معروفه باسم راويه عبد الرحمن . انا من مواليد 1 ابريل سنة 1946 . انا زوجه وام لابنتان متزوجتان وجده لطفل يبلغ العاشرة من عمره . وقبل كل شئ انا مواطنة مصرية مهمومة بمشاكل وطنى ومستقبل اولادى واحفادى.

خرجت يوم 25 يناير 2013 مع الكثير من جماهير مصر لاعبر عن غضبى ورفضى لعدم تحقيق ثورة 25 المجيدة لاى من مطالبها. خرجت لاقول اين " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية" ؟مطالب المصريين فى كل انحاء مصر التى لم تتحقق الى الان بل زاد تفاقم الاوضاع المتردية  من غياب لامن المواطن، من ارتفاع جنونى الاسعار، من ازمات مختلقة وغير مبررة, من دستور مجحف ينتهك الحريات . وخطاب مجتمعى بالغ الرداءة يكرس للفتنة الطائفية  ويسلب المرأة من حقوقها وحرياتها.

بعد صلاة الجمعة اشتركت فى مسيرة محمد محمود الى التحرير. وفى منتصف الطريق تركتها لالحق بوقفة فى ميدان طلعت حرب التحمت مع مسيرة النساء القادمة من السيدة زينب. شاركت الجميع الهتافات والاحاديث عن مشاكل الوطن ومتاعب المواطن.

تواجدت فى قلب ميدان التحرير مع الزميلات ما بين الساعة الخامسة والسابعة مساء.

حوالى الساعة السابعة والنصف دعوت الزميلات الى وقفة احتجاجية فى ميدان طلعت حرب. لبى هذه الدعوة حوالى عشرة من الزميلات. وتحت تمثال طلعت حرب بدأنا هتافاتنا من نقد للنظام الحاكم. من استبداد الحكم والتكويش على السلطة من تراجع حاد فى دور المرأة ومحاولات تكميم اصوتها

بدأ الناس يتجمعون فى حلقات حولنا  وامتلا الميدان حول التمثال بالكامل,  والتحق بنا مجموعة من شيوخ الازهر وقفت معنا فى الدائرة المرتفعة حول التمثال وسرت حالة من السعادة بشيوخ الازهر. وقام احدهم بالقاء خطبة رائعة تحدث فيها عن سماحة الاسلام وتقبله لكافة الديانات ونبذه للطائفية وتحدث عن حريات المرأة فى الاسلام واعلاء شأنها وكرامتها. كانت خطبة رائعة  كما كانت ردا رائعا للخطاب الدينى البالغ السوء الذى يطالعنا تقريبا يوميا من اليمين الدينى المتطرف. علت بعدها اصوات تنادى بالتوجه للميدان. لااعرف من نادى بها ولكن من المؤكد انها لم تأتى ممن كانوا يعتلون دائرة التمثال.

بدات المسيرة  تتجه نحو ميدان التحرير . كانت تتصدرها مجموعتى من النساء والفتيات. ثم بدأت اصوات تنادى مرة اخرى بوضع شيوخنا الاجلاء فى المقدمة ثم تأتى النساء خلفهم.

وفى منتصف المسافة الى الميدان بدأت اصوات تعلو مرة اخرى تطالب بعمل سلاسل بشرية حول المظاهرة – او بالاحرى حول النساء فى المقدمة – وتشابكت ايدى شباب فى العشرينات او الثلاثينيات على يمين ويسار المسيرة كلهم يبدون كشباب المصريين من الطبقة المتوسطة، حلقى الذقون برتدون ملابس مناسبة مهندمة ونظيفة.

كلما اقتربنا من الميدان بدأت اشعر بتزاحم غير عادى لم اعرف له سبب فى الوهلة الاولى لم اعد ارى شيوخ الازهر الذين يتصدروا المسيرة _ بدأت السلاسل تضيق الحلقة حولنا . زميلاتى لم يعدن بجانبى . وجوه من فتيات لا اعرفها اصبحت بجانبى. وجدت نفسى سريعا على حرف المسيرة الايسر بينما كنت من بدايتها فى منتصفها تقريبا _كان يفصلنى عن الشارع، الذى لم يبدو لى مزدحما، تلك السلاسل البشرية _ بدأت الحلقات تضيق الى الحد الذى اصبح التنفس امرا صعبا  احاطت السلاسل البشرية بنا من كل جانب_ سمعت اصوات صراخ – تعرفت على الصوت _ فهو صوت الفنانة عزه بلبع – صرخت ما الذى يحدث – رد على احدهم من وسط الهرج انهم يريدونكم ان تتجهوا الى ماسبيرو – رددت على الفور وانا اختنق تقريبا من الضغط على – هذا ليس شأننا – بعدها تتابعت احداث سريعة وصرخات نسائية كثيرة والسلسلة تضيق حولى. وفجأة امتدت عشرات الايدى من بين هذه السلسلة لتعبث بالنصف الاسفل من جسمى . وفى نفس الوقت وانا احاول ان انقذ نفسى من تلك الايدى كانت هناك ايدى تحاول ان تنزع ملابسى وتفرغ جيوب البالطو الذى ارتديه وفشلت او توقفت لا ادرى. ووجدت مجموعة من الشباب كل منهم يجرنى فى اتجاه ومن يدفعنى من الخلف وهناك من يدفعنى من الامام وايادى تحيط بساقى. كافحت حتى لا يختل توازنى واسقط على الارض . فى هذا الوقت أطفأت انوار الميدان بالكامل . وبدأ جرّى فى اتجاه شارع جانبى ايضا مظلم. بدأت افقد كل قواى. شاهدت نور ساطع تبين لى انه عربة زجاجية لبيع الطعام رميت نفسى فى اتجاهها لا  اعرف كيف وقررت ان ادخل  بيدى او رأسى فى زجاج العربة. وما ان وصلت الى العربة حتى تركتنى كل الايادى فجأة. ووجدت امامى ثلاث’ اشخاص احدهم مستعد بزجاجة مياه حتى استعيد وعى. اخر يسألنى هل تريدي ان اوصلك الى اى مكان _ زاد خوفى وطلبت منهم ان يتركونى فى حالى _ بالرغم من عدم قدرتى من التحقق منهم فى هذا الظلام وبسبب الالام الشديدة ولكن تعرفت على الجاكت المربعات البنى وهو يتركنى بعيون باردة لا تنم عن اى شئ ويمشى فى حال سبيله كشخص قام بمهمة موكله اليه وانتهت المهمة- تأكدت فى وقتها ان من هاجمونى هم من قاموا بانقاذى.

حاولت ان انسق ملابسى حيث نجحوا فى تمزيق ازرار البالطو وخلع احدى يديه عنى , وقمت وقدماى ترتعشان ولا تحملانى وذهبت الى مقهى فى شارع طلعت حرب اعلم ان زوجى بها.

 

"قالوا لى سنحميكى من الشباب سيئ السمعة".. وجردونى من ملابسى أمام الجميع

http://gate.ahram.org.eg/News/305241.aspx

روت صاحبة أول حالة تحرش جنسي بميدان التحرير، مأساتها مع التحرش داخل الميدان على يد بعض البلطجية المندسين في الميدان، مشيرة إلى أن عشرات الرجال التفوا حولها وتحرشوا بها بشكل مهين للغاية.

وأوضحت خلال حوار لها مع برنامج "الحياة اليوم"، أن عشرات الشباب والرجال، الذين ينتمون لفئة الذئاب البشرية شكلوا حولها عدة دوائر، مشيرة إلى أنهم أبلغوها بأنهم سيحمونها من بعض الشباب سيئ السمعة، والذين يتحرشون بالفتيات فى الميدان.

ولفتت إلى أن عشرات الشباب تناوبوا الاعتداء على مناطق حساسة في جسدها، موضحة أن أحدهم مسك بيدها والثاني مسك بيدها الثانية وحاول رجلين رفع قدميها من على الأرض وآخرين تعدوا على مناطق أخرى بجسدها مثل الثدي والبطن.

وأضافت الفتاة التي لم تكشف عن اسمها أو وجهها: "كان ورائي بعض الشباب الذين حاولوا نزع البنطلون الذي كنت ارتديه ونجحوا في ذلك للأسف الشديد"، مشيرة إلى أن كل ذلك حدث فوق الرسيف بجوار كنتاكي".

وأشارت إلى أنها حاولت أكثر من مرة الاستغاثة ودعتهم لرحمتها من أجل الله، موضحه أن الذين كانوا يمسكون بها قالوا لها ألفاظ نابية ولا تريد أن تتذكرها من قسوتها وألمها ولشدة سوء هذه الألفاظ.

وكشفت الفتاة أن رجلًا نجح في انتزاعها من بين يديهم ووضعها أمام مدخل إحدى العمارات المجاورة لمطعم كنتاكي وسعى لفتح باب مدخل العمارة إلا أنه فشل، موضحة أن الرجل قام بالتوسل لساكني العمارة وقاموا بالفعل بفتح الباب بعد فترة.

وتابعت: "فتحوا الباب ودخلت لأحد الشقق وقاموا بإجراء إسعافات أولية وتم نقلي بعد ذلك للمستشفى"، مشيرة إلى أنه بعد أن تم نقلها لمنزلها شعرت بمرارة عميقة في نفسها.

ونوهت إلى أنها بسبب العادات والتقاليد أخفت الحادثة المؤلمة التي تعرضت لها عن أهلها إلا أمها وأبيها.

ومن جانبه أكد محمد زارع محامي الضحية، أن هذه الحوادث التي يتعرض لها الفتيات بميدان التحرير لها غرض سياسي وليس بهدف الاستمتاع، مشددًا على أن الهدف من هذه الحوادث هو تشويه صورة ميدان التحرير.

وأضاف زارع الذي تواجد مع الضحية ببرنامج "الحياة اليوم": "هناك طرف يسعى لتشويه صورة الميدان وتنفير المواطنين من المشاركة في المظاهرات والاعتصامات"، مشيرًا إلى أن الشرطة فقدت سيطرتها على ميدان التحرير.

وأشار زارع إلى أنه أقنعها بالتقدم ببلاغ للنائب العام كي لا تفقد الثقة في المستقبل والقانون، مشيرًا إلى أن من يريد التحرش فسيتحرش في كل مكان وليس في ميدان التحرير وإنما التحرش في ميدان التحرير للإساءة لسمعة الميدان.

 

شهادة مصطفي قنديل من قوة ضد التحرش نشرت علي الموقع في 28 يناير 2013

شهادتي عن حادثة تحرش جماعي أو إغتصاب جماعي في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2013

لما بيكون فيه حادث طويل وفيه عنف كتير, الواحد مبيعرفش يفتكر كل التفاصيل بتاعتها بس بيفتكر مشاهد فانا هاحكي المشاهد اللي أنا فاكرها

بس الاول حابب اقول كام حاجة، انا بقالي فترة شغال مع مجموعة من زمايلي اسمها "ضد التحرش…ميدان آمن للجميع" و ده بعد ما حوادث التحرش زادت وبقت ممنهجة و بأسلحة لمنع و تخويف البنات من النزول للميدان فنخسر نصف الثورة الاخر دور المجموعة ان احنا بنحاول نتصدي لاي تحرش/اعتداء/اغتصاب جماعي في الميدان و كل همنا اخراج البنت وتوفير لها الامان في اسرع وقت.

 

 

الشهادة

زعيق ودوشة, حد بيجري علينا بينده: جماعة إلحقوا إلحقوا فيه حالة تحرش قدام سفير. جرينا ناحية سفير لقينا لمة كبيرة أوي ومزنوقين ناحية السور. حاولنا نخش ونعدي, كله بيضرب بالشوم والحزمة وحاولنا نعدي وسط الناس لحد ما عرفت أوصل للبنت

أنا لازق في البنت, الناس عمالة بتزق فينا أكتر في السور. بحاول أهديها "أنا إسمي مصطفى من قوة ضد التحرش, أنا إسمي مصطفى من قوة ضد التحرش, أنا إسمي مصطفى من قوة ضد التحرش, قولتهالها 3 مرات. بصيتلي في عينى وقالت:" أبوس ايدك انقذنى"

"". الضرب بيزيد, الناس بتزق أكتر والبنت مزنوقة في السور, وهي ماسكة في إيدي

واحد ولع شمروخ, رجع الناس كلها ورا…العدد والزق قل شوية…بس برضو لسة فيه ناس كتير حوليها…إبتدينا نتحرك بيها شوية ناحية طلعت حرب عشان نحاول ندخلها عمارة.

فجأة بقينا ناحية الميدان وبنبعد عن طلعت حرب, ناس كتير بتزق, مطاوي إتفتحت, البنت بيتقلع هدومها وإبتدت تفك من إيدي وبتقع مني. ناس كتيرة عمالة بتشد… كل واحد بيشدها من حتة في جسمها

التيشيرت بتاع البنت إتقلع, البنت عريانة من فوق. أنا مش ماسك غير دراع واحد ليها وهي ماسكة فيا من صدري. بتتشد من كل حتة…كل حتة…اللي بيشدها من رجليها…اللي بيشدها من رجليها التانية..اللي بيشدها من شعرها

واجد.  500 مفيش غير وش أو وشين أعرفهم…اللي معايا في قوة ضد التحرش…الباقي كلها ناس معرفهاش.  حوالى بتصوت, الناس عمالة بتشد فيها "هاتوها من هنا, هاتوها من هنا…سيبها سيبها". كل ده طبعا والضرب مبيتوقفش وتضرب بالحزمة والشوم والمطاوي وضرب بالإيدين

البنت وقعت مننا عالأرض وإيديها فكت من إيدي. إتنين أو واحد حاولوا يناموا فوقيها عشان يحموها. الناس إفتكرتهم كانوا بيتحرشوا بيها…أو الله أعلم ممكن كانوا بيتحرشوا بيها. الضرب زاد, الحزمة بتزيد, شوم بتزيد. رفعنا البنت تاني…أول ما رفعنا البنت, شومة نزلت على دماغي

دروخت وبقيت برة الدائرة..مش عارف إيه اللي بيحصل وحاسس إني هيغمى عليا خلاص. حطيت إيدي على دماغي, لقيت دم خفيف. حاولت أفوق تاني وحاولت أخش الدائرة تاني أجيب البنت. فلي زاد إني بقيت برة الدائرة وإني إتضربت, إبتدت أخش أضرب في الناس كلها من غير ما أفكر لغاية ما وصلت للبنت, أول ما وصلتلها, واحد كان معاه سكينة مطبخ وإبتدى يرجعنا كلنا ورا…بعدت تاني ومعرفتش أوصلها.

معرفش وصلت للبنت تاني إزاي, شايلنها وبنتحرك, عمالين نيجي يمين وشمال وبنبعد كل البعد عن طلعت حرب وبنتجه ناحية الصينية. فجأة واحد شتم: "كله يرجع يا ولاد ال******" وراح رامي مولوتوف…أيوة مولوتوف. ولعنا…جزمتي ولعت…بنطلوني ولع…لبس البنت إبتدى يولع…اللي كان فاضل من لبسها…بنطلونها بس…حاولنا نطفيه والناس بتدوس على رجلينا…طفينا وإتحركنا ناحية السور اللي عند كنتاكي

في اللحظة دي حسيت بايدين مسكاني من ورا و واحد ابتدي يتحرش بيا،من ورا بايديه و صوابعه و كل حاجة و ابتدي عايز يدخل ايده جوه بنطلوني…معرفش هو فاكرني انا البنت والا هو مريض ولا ايه اعدت ارفصه برجلي و انا مزنوق وسط الزحمة لحد ما فلفصت منه!!

وصلنا عند السور…إتضربت وطلعت برة…البنت بقت ساندة عالسور وقاعدة عالرصيف من غير بنطلون…بنطلونها مبقاش موجود والناس حوليها كتير. مش عارف أخشلها. السور قافل, نطيت السور وحاولت أجي من ظهرها عشان نرفعها وندخلها ناحية كنتاكي. قابلت إتنين زمايلي من اللي شغالين معايا في قوة ضد التحرش, جمعنا بعض.. عايزن نجيبها من وسط الناس. بالصدفة واحد من الباعة الجائلين شاف التيشيرتات بتاعتنا فقالنا: إنتوا ضد التحرش؟". قولناله: "أه"…راح جايب أنبوبة الغاز وفاتح نار من الأنبوبة عن طريق ولاعة ودخل بالنار عالحتة اللي الناس متلمية حولين البنت وبقى عمال يضرب النار عليهم لغاية ما الناس إبتدت تبعد والعدد قل حولين البنت, مفضلش غير واحد أو إتنين حوليها واحد قلع البنطلون بتاعه وإداهولها, واحد تاني إداها عباية أو كوفية عشان تغطي بيها نفسها ورفعوهالنا وعدت السور. أول ما عدت السور, النار إتطفت والناس إتلمت تاني

إتزنقنا في الحيطة بتاعت العمارة اللي جنب كنتاكي, البنت متفعصة جوة وإتنين زمايلي واقفين قدامها. الناس كلها بتهجم وأنا لازق جنب البنت. في وسط اللقطة دي وأنا مركز كل التركيز مع البنت, حسيت بإيد بتحاول تجيب موبايلي, وفيه إيد مسكت الموبايل وأنا إيدي مزنوقة ورا البنت, مش عارف أمسكه وحاسس إن موبايلي بيتسرق. في لحظة, مسكت إيده بإيدي التانية, لفيت…لقيت تلاتة ورايا…إتنين مش مركزين معايا خالص وواحد بصلي عيني في عينه والرعب في عيني…رحت مديه على دماغة بالحديدة اللي في إيدي وقعدت أزعق وأقول: "حرامي حرامي", عشان الناس تتعامل معاه

بصيت للبنت في عينيها ومعنديش حاجة أقولها, كل اللي بقوله أي كلام: "أنا ضد التحرش, أنا هطلعك من هنا.

 هنا…أنا…أنا…أنا"…كلها حاجات كدب أنا مش متأكد منها…بس كنت عارف إني مش هسيبها…مهما حصل, لازم أطلعها من هنا بس احساس العجز ابن وسخة بنت ملموم عليها ٥٠٠ واحد و انا مش عارف انقذها بل بالعكس بيعتدي عليا معاها.

جاتلي فكرة, كل الناس دي عايزة تخش فيها ليه؟ لأنها بنت ولأنها قالعة فكل الناس واخدة بالها إنها بنت. كنت لابس سويتشرت كده, قولتلها بصي أنا هقلع السويتشرت وإنتي هتلبسيه وهنتسرسب وسط الناس على انك ولد. قلعته واحدة واحدة, باعجوبة، الناس كلها متكربسة فقيينا و انا ققرت هقلعه يعني هقلعه..كان ساعتها خلاص, نفسي بيروح…الناس كلها زانقانا في الحيطة وبتخنق ومش قادر أتنفس وبحاول أقلع الجاكت في حتة أقل من 10 سم , قلعته بالعافية وإبتديت ألبسوا ليها بالراحة وزمايلي اللي كانوا واقفين قدامها عمالين يزقوا قدام…يزقزوا قدام في الناس عشان هي تلبس بسرعة . لبست الجاكيت.

حاطط إيدي على كتفها…بنتحرك براحة وسط الناس ومحدش واخد باله إنها البنت وبنتحرك ناحية كنتاكي. الأوحش…كنتاكي كان قافل ناحية الحديدة والمحل مقفول…كملنا تحرك, قبل ما نوصل لأخر حتة في كنتاكي. واحد البنت خرجت يا جدعان, البنت خرجت" وفجأة لقيت الناس بتجري علينا. لقيت عمارة البواب بتاعها لسة واخد باله إن فيه زحمة وهيقفل الباب..زعقت عشان يستنى.

بجري عالباب وبزق البنت وبتقع أروح شايلها لحد ما دخلنا العمارة إحنا و ستة سبعة كمان والبواب راح قافل الباب ومجنزره. وقعت عالأرض مش قادر أخد نفسي…كان فيه ست جوة, طلعتلنا من شقة إديتني مية وقعدت تهدي فينا

البنت بتعيط وعمالة تبصلي وتقولي: "أبوس إيديك متسبنيش" وماسكة في إيدي وبرة عالباب فيه أكتر من ييجي ألف واحد وخناقات وزعيق وأسلحة. والباب مكانش حديد كله, كان باب اللي هو زي قضبان السجن كده فبرة المنظر باين وبرة كان فيه الف واحد…أكتر من ألف واحد وزعيق ومطاوي وأسلحة واللي يقول: "دي أختي دخلوني" واللي يقول: "دي بنت عمي, دخلوني" وزعيق وضرب وهي مرعوبة…مرعوبة إن ده لسة ممكن يتعمل تاني

قاعدين عند البواب في أوضته ونايمة هي على سرير البواب بنحاول نهديها، كلمت حد من المجموعة عشان يبعت. يجيب عربية ولبس وبعد كده لقينا إن موضوع عربية الإسعاف ده مستحيل عشان مش هنعرف نطلعها وسط كل الناس اللي برة ديه. بالصدفة, البواب إقترح حل…إنه عنده باب حديد من وراء المنور بيدخل على مطبخ كنتاكي المجموعة بتاعة الأمان  اللي معاها اللبس, والمسؤولة عن الخطوة اللي بعد كده هي اللي قابلتها.

و دي كانت شهادتي…انا طول عمري بشوف احداث تحرش او بسمع عنها…لكن اني اكون موجود جوه الحدث..الموضوع مختلف تماما و اوسخ و اقذر الف مليون مرة من الي تتخيلوه

الي البنات المعتدي عليهم و مغتصباب هذا الوطن…انتم اقوي واحلي و اعظم بنات في البلد دي

آملا ان نستطع ان نجمع المزيد من الشهادات لفضح تلك المجموعات وتشجيع المزيد من الحالات التي تعرضن للمثل للتحدث وتوثيق شهادتهن مع كفالة السرية التامة والنشر بالحروف الاولى مؤكدين على حق الفتيات والنساء كمواطنات في المساواة الكاملة والسلامة والكرامة والمشاركة السياسية.

شهادتي  عن اعتداءات يوم الجمعة  في مسيرة  مناهضة التحرش الجنسى

سالي ذهني,  26 سنة من المجموعة اللى دعت لوقفة في ميدان التحرير..

قبل ما أتكلم على  اللي حصل للمسيرة لازم نوضح كذا مرحلة

   من أول اعتصام 8 يوليو وكان فيه تحرشات  ضد النساء اللي بيروحوا الميدان, مجموعة  من الرجال بتتلم على بنات  ويشدوا, يمسكوا اعضاء جنسية وما شابه ذلك.  معظم اصدقائى وقتها اشتكوا من تحرشات جماعية . و كان فيه دعوات على توتير إن  اللجان الشعبية تؤمن الميدان  لكن  أعتقد  بنات كتير  ما اتكلمتش  و لم يتم توثيق اللي حصل لهم  وعدى الموضوع.

       بعديها بكام شهر فى احداث محمد محمود الى جانب  انتشار المخبرين في اسبوع محمد  محمود تطور التحرش, أنا حضرت بنفسي  ليلة كل  نص ساعة بنت  بتجري  ومنهارة من العياط  وبتشتكي إن  فيه  شباب ورجال  بيمسكوا اعضاء جنسية. ومن الشهادات كان ملاحظ إن البنات معظمهم سنهم صغير ومن طبقة اجتماعية متوسطة و ما  فوق. كان فيه دعوة ل توثيق التحرش واشتغلت على جزء منها  وحولنا نشجع البنات إنها تتكلم وتبعت صور المتحرشين علشان نفضحهم.  اعتقد تأثير الموضوع لم يكن كبيرا و لم تتحرك اى قوى على الاقل فى معرفتى الشخصية للتصدى.

الهدف من الكلام السابق إني أوضح إن التحرش ضد البنات خاصة في ميدان التحرير هو  رسالة سياسية واضحة بالاساس.. هدفها  إن الناس تخاف ..و الحاق العار بالنبت المتظاهرة و ابعاد اكبر قدر ممكن عن الساحة السياسية   اضافة عليها ان ده اسلوب النظام الحقير  الرسمي في تنفيذ ذلك: كشف العذرية, سحل البنات, ضرب المتظاهرت وتقطيع ملابسهم و من 2005

منذ صدور قرار حكم مبارك بدأ اعتصام جديد في ميدان التحرير يعترض على اخلاء سبيل كل معاوني العادلي. ومن هذا اليوم بدأت مجموعات متعددة من البنات تشتكي من تحرش عنيف في الميدان وفيه حالات تعرضت لضرب مبرح, شد الحجاب, تم تجريدهم من ملابسهم وأكتر ( احتراما  لأصحاب القضية لن اذكر  تفاصيل) . الوضع المخزي ده استمر أيام, تقارير صحفية طلعت والناس في الشارع كانت بسهولة بتتعرف على المتحرشين. شارع محمد محمود اصبح “منطقة خطر” لاي بنت في الميدان بل الاحسن تتفادى الميدان كله لو امكن!

الوقفة – موضوعنا الاساسي كانت لرفض الوضع. نقول للبنات اللي تعرضوا للإعتداء احنا معاكم, اتكلموا, أنتم صح والمتحرش حيوان جبان. كان لازم صوتنا يوصل للإعلام وللناس اللي في الميدان إنهم مايسكتوش على الجريمة, التحرش جريمة في حق أي انسان عاوز يمشي في أمان.

دعوة الوقفة كانت من 6 إلى 7 ونص  في شارع محمد محمود  يوم الجمعة 8 يونيو. أنا وصلت 6 ونص وكان معايا بعض الأصدقاء وبدأنا نحضر اللافتات ونؤكد إن احنا وصلنا. اتفاجئت إن فيه أكتر من 50 شخص موجودين بلافتتهم على شكل سلسلة بشرية وحواليهم شباب لابسين جاكتات فسفوري للحماية. اعداد الناس اللي بتتفرج بدأ يزيد, الهتافات مستمرة ضد التحرش, كان فيه شباب كتير في الوقفة – ده كان من أسباب اطمئناني – وكاميرات كتير. بدأت تضلم  و” المتفرجين” اعدادهم زادت. كان فيه قرار إنه نتحول إلى مسيرة تتحرك من محمد محمود إلى ميدان طلعت حرب وهناك تبقى الدنيا اهدى وأسهل في الحركة. ومن أول الوقفة كان فيه كردون من الشباب للحماية. أنا شخصيا من المعترضين على الفكرة لانها بترسخ إن البنت ماينفعش تمشي من غير حماية في الميدان وده مش حقيقي ومش مطلوب . بس ماكانش فيه مجال للنقاش في ظل الحركة السريعة والضلمة . أول ماقربنا من شارع طلعت حرب  سمعت بنت بتضرب واحد بالألم لانه مسكها وهي في المسيرة, تطور الموضوع وبدأوا الشباب يضربوا وزأونا على جنب – والكردون مستمر – وكملنا مسيرة وهتافات. على جنب الضرب بيزيد, شباب ورجال مش واضح من مع من وإيه هي الأسباب بيضربوا ومية وجاز بيترموا على الناس. وبعدين اكتشفنا إن في بنات من المسيرة محتجزين وسط الضرب. أنا تخيلت إنهم مش عارفين يطلعوا للأسف ماكانش ده الوضع: كان فيه مجموعة من الرجال بتضرب الشباب, يشدوا البنات  ويبدأوا شد هستيري لكل اعضائهم الجنسية,  تقطيع ملابس, أشكال تقرب من الاغتصاب في وسط الميدان . شباب من اللي معانا بيحاولوا ينقذوا البنات لكن الضرب من كل اتجاه.  سرقة متعلقات شخصية بشكل سريع جدا أنا كنت بحاول أبعِد عن الضرب بس خدت نصيبي من شد و لمس جسمي, ضرب  في  وسط الجموع ومحاولات تحرش. للأسف كان تركيزي على حماية الشنطة لإن فيها الكاميرا وكل فلوسي والموبيل. في وسط كل ده أنا شفت بنت عالأرض تقريبا مجردة من كل ملابسها وعليها 20 راجل..الله أعلم عملوا إيه. كانت منهارة من الصويت والضرب وكان فيه غيرها جوه ممن تعرضوا للاعتداء الوحشي. على الله حد يقولي تحرش!!

أنا لقيت نفسي بتزق في الحيطة وفجأة داخل محل ملابس في شارع طلعت حرب, وقتها كان الضرب عشوائي وعنيف جدا أعتقد سمعت صوت ضرب نار. الموقف عند المحل كان مرعب: أنا كنت مع حوالي 10  بنات في مساحة صغيرة تفصل بين باب المحل القزاز وبين الباب الحديدي الخارجي للمحل. مساحة تكفي شخص بالكتير اتنين. ناس بتزق إنها تدخل, البنات اللي شغالة في المحل بتزق من جوه علشان تقفل الباب القزاز، صاحب المحل بيشد الحديدة من بره وسامعة المتحرشين بيزعقوا “اطلعوا نعمل عليكم حفلة”, زي الشرطة تمام!

أنا كان وقتها كل تفكيري إن القزاز مايتكسرش عليا وكنت بزعق إن الناس ماتزقش. بس لما كنت بفكر مكنتش عارفة هل لما أطلع بره حلحق أجري ولا الوضع حيكون إيه؟ سمعت صوت شاب وشفت الجزء الاسفل من الشيرت بتاعه, كان من الشباب اللي عملوا الكردون  وتقريبا عرف يتصرف في المتحرشين  وكان بيزعق لصاحب المحل إنه يفتح علشان نطلع والراجل كل همه إنه مايفتحش المحل وقت الضرب بغض النظر إن فيه 10 بنات حيموتوا من نقص الهوا والتدافع. الولد كان بيقولوا “أصل خلاص مفيش رجالة…أنا حاطلع البنات دول, مبقاش راجل لو معملتش كده” وعرف الحمد لله يطلعنا. الغريب إني  كنت شايفة ناس واقفة على بعد أمتار بتتفرج وبتاكل كشري, كان الضرب ده على التلفزيون ! وقتها حسيت بقرف وحزن حقيقي .

كان فيه مرحلة من التوهان, مش عارفة اصدقائي فين, البنات كويسين ولا لأ, روحوا ولا لأ.  شفت شوية وكانوا الحمد لله بخير., شباب كتير فقدوا موبايلاتهم  وهم بيحاولوا ينقذوا بنات و لبسهم اتقطع تماما . المشكلة لم  تنتهي هنا, المجموعات المتحرشين كانوا واقفين يتربصوا  على نواصي الشوارع  بأي شاب/ بنت شكلهم خارج من مسيرة ويضربوا الولاد و كانوا بيعتدوا البنات وكان فيه نظرة مش حنساها من الوحشية . يعني مش تحرش وبس, لأ هو عاوز يؤذي.

وصلنا عند شارع البستان, كنا وقتها مجموعات اصغر, موبيلي من أول الوقفة كان فاصل فـكنت قلقانة أكتر لو حد خايف  يكون جرالي حاجة.  اتحركت مع أصدقاء بره الميدان وسمعت  إن كان فيه مجموعة راحت عبد المنعم  عند المتحف  وميدان  عبد رياض.

دى شهادتي  عن اللي حصل . بكلام  رومانسي بس فعلا  أنا بأمل تكون الحادثة دي سبب  إن يكون في واقفة. لها, شافوه أو اتعرضوا له.  ناس كتير  اتأذت نفسيا من اللى

يا ريت اللي شاف يتكلم, اللي اتأذى يحكي, حتى لو لأقرب الناس ليه, اللي ممكن يساعد فيه مليون حاجة تتعمل.

تحية لكل بنت شاركت, لكل أم كانت معانا, لكل راجل دافع واتضرب ولكل شاب مؤمن بالقضية.

 

شهادة  ثانية لسالى ذهنى

أنا واحدة من المتطوعات في مجموعة “ضد التحرش”. انضميت من أيام أحداث الإغتصاب الجماعي الي حصلت في نوفمبر 2012 في ذكرى محمد محمود. كنت فاكرة نفسي فاهمة و مستوعبة جدأ تفاصيل الإغتصاب الجماعي الممنهج ال بيحصل في التحرير واني على الأقل مهيأة ذهنيأ و اني لازم اتصرف بهدوء و حكمة، بس في الحقيقة الموضوع كان برة قدرتي تمامأ.

في ٢٥ يناير ٢٠١٣، وصلت “غرفة العمليات” ال بنحضر فيها شنط الإسعفات و بنستقبل فيها المكالمات. احنا مقسميين لمجموعات مختلفة كل مجموعة مسئولة عن حاجة معينة، من مجموعات “الميدان” اللى بتوزع فلايرز و بتطلب من الناس ان لو شافوا اي حالات تحرش جماعي يكلموا الارقام دي،  لمجموعات “إنقاذ” ال بتتدخل بين الجموع و تحاول تنقذ البنت، لمجموعات “الامان” ودي ال بتحاول توفر للبنت الامان و الاسعافات الاولية، مش مهمة التفاصيل دي.

المفروض ان مجموعات الإنقاذ كانت هتبدي شغل الساعة سابعة، واحنا بنحضر شنط الإنقاذ لقينا المكالمات بتطلب مننا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير عشان في حالة هناك. نزلنا انا و متطوعين اتنين (ولد و بنت) بنجري بشنطة الإنقاذ ال فيها ملابس (عشان الأوساخ اول حاجة بيعملوها انهم يقطعوا هدوم البنت) و اسعافات اولية. وصلنا لمجمع التحرير ملقناش حاجة. جالنا خبر تاني اننا نروح عند هارديز عشان في حالة تحرش بتحصل هناك حالأ، جرينا و وصلنا لتجمع كبير و صراخ عند الناصية و اعداد مهولة مزنوقة على الرصيف. فهمت ان البنت أكيد بين الجموع دي بس مشفتهاش، حاولت انا و البنت اللى معايا الوصول ليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ و تقولنا “هتتبهدلوا و مش هتطلعوا من هنا امشوا برة”  و من قبل ما استوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا و في ظهرنا عربية فول، مكنتش فاهمة ازاي ان في لا يقل عن ٥ ايدين بتمسكني من صدري و بتحشر ايديها في سوستة البنطلون و عشرات الرجال بتتدافع للوصول لينا.  وكنت لسة متخيلة ان رد فعلي وصراخي “بس يا حيوان” هيفرق في حاجة. فضلت اصرخ بس يا حيوانات زي العبيطة مع اني عارفة ان الصريخ مش هيعمل حاجة. فكرة “الفضيحة ولم الناس” اللى انا متعودة عليها في الشارع مكنتش نافعة. كنت بضرب و بزق وأصرخ. بس الحقيقة ان المتحرشين ماكنوش خايفيين من الفضيحة عشان هم الكثرة وكلوا شايف كلوا بيتحرش و يا بينضم يا مش بيقدر يعمل حاجة.

كنت مضغوطة انا وصحبتي بين الناس و عربية فول (هي لابسة الشنطة على ظهرها و انا ماسكة ومثبتة في ايدين الشنطة) و هي مسكاني من كتافي جامد جدأ و بتقولي بصوت مطمئن و هادي جدأ (هي للأسف مرت بالتجربة دي قبل كدا و تداركها للموقف كان اهدى و احسن مني بكتير) “ان احنا بيتم الإعتداء علينا حالأ و ان اهم حاجة اننا نفضل مع بعض مهما حصل”. ماكنش فارق معاها حاجة غير انها تطمني و فضلت تقولي “هنطلع هنطلع متخافيش احنا مع بعض” فضلت تكرر “احنا مع بعض اوعي يفرقونا” كتير جدأ. مسكت فيها جامد جدأ و انا حاسة بكل الآيادي بتفعص في كل حتة في جسمي و بعد كدا محستش غير و هم بيزقونا. و في وسط كميات رهيبة و تدافع رهيب بنتحرك بعيد عن عربية الفول (ال كانت حامية ظهرنا) و فجأة بقينا في نص الشارع و ال ٥ ايدين بقيت اكتر بكتير. بيمسكوني من كل حتة في جسمي و باصابعهم يضعونها في مؤخرتي و في سوستة بنطلوني بمنتهى العنف و الوحشية.

 شعرت بشيء مدبب و خفت جدأ لقيت واحد بحاجة صغيرة مدببة بيحاول يدخلها بنطلوني. كنت بصرخ و مخنوقة جدأ وبعيط و مش عارفة اعمل اي حاجة… فضلت اصرخ بهيستريا… فضلت اصرخ “حرام عليكم حرام عليكم” لفترة طويلة جدأ، مش عارفة ليه…ما كنتش شايفة صحبتي خالص. كانوا بيشدوا الكوفية حولين رقبتي و بيخنقوني و بيجروني منها (اوحش حاجة ان الواحد يلبس كوفية في الاشتباكات) و انا مخنوقة و مش عارفة اتنفس…نسيت كل النصائح اللى اتعلمتها في المجموعة. نسيت اني لازم ابقى هادية و ان صراخي بيجذبهم اكتر. كل ما صرخت اعتدوا عليا بوحشية اكتر. و شفت بعيني شخص (انا فاكرة شكله، اقل من عشرين سنة و قصير و في منتهى الوحشية) بيقطع البلوفر بتاعي و قطع البرا (ملابسي الداخلية) و قلعهولي و فضل يمسك صدري وفي نفس الوقت ناس بتنتهك جسمي من كل حتة. كنت قرفانة و تعبانة جدأ. حسيت اني بيغم عليا. كنت خايفة جدأ اني اقع على الأرض. تكاثرت الايادي و التدافع وأنا فجأة بطلت أصرخ، كنت مش عارفة اتنفس و دايخة جدأ وكنت خايفة اني أقع و اموت، انا فعلأ كنت حاسة ان الموت مش بعيد تمامأ. التدافع و الزحمة كانت لا تصدق، و فضلت اقول للولد اللى ماسكني من صدري اني بموت و فضلت احاول اقنعه اني هاموت و اني مش عارفة اتنفس. في وسط كل التدافع دا و البلوفر وصل لرقبتي و بقيت عارية الصدر تماما و كل ال حوليا بيمسكوني من صدري و واحد بيحاول يفك حزام بنطلوني و يشد بنطلوني بعيد عن جسمي عشان يبقى في مكان لواحد تاني يدخل ايده. دخل ايديه جوه بنطلوني و قعد بصوابعه يخربشني و مسك فيا بكل قوة و حضني و قعد يصرخ “سيبوها يا ولاد الوسخة سيبوها” و هو بيصرخ بيدخل صوابعه كلها جوة بنطلوني وكتير بيمسكوني من صدري وناس كتير جدأ بتزق. وأحزمة بتضرب في كل حد في كل حتة. كنت حاسة اني هارجع ودايخة جدأ. معرفش فات وقت اد ايه وتدافعنا ازاي لحد موصلنا لركن في الحيطة و حمينا ظهرنا في الحيطة ال جنب بيتزا هت و راجل قعد يضرب كل ال حولينا و يقول حرام عليكوا هتموت حالأ و قعد يصرخ هتموت منكوا. فجأة لقيت نار مولعة قدامي من سبراي و الجموع كلها بتتفرق، زي الحشرات. فضل المتحرشين لازقين فينا مكمليين اعتداء. و هنا شفت صحبتي جنبي تاني. و اقذر المخلوقات ماسكني من كل حتة في جسمي و يصرخ و كأنه يدافع عني و هو في الحقيقة ايديه جوة بنطلوني. يصرخ سيبوها سيبوها (كان كل تركيزي انه ميفكش حزامي، و في نفس الوقت كان في اتنين في منتهى الهدوء واقفين جنبي يضعون اصابعهم و يمسكون بمؤخرتي.  ولعوا نار اكتر و فجأة بقى في ممر اننا نجري ندخل بيتزا هت. الناس زقتنا لجوة و حاول باقي المتحرشين الدخول و الهجوم علي الناس اللى واقفة برا وكانوا بيصرخوا و يرزعوا على الباب. قفلوا الباب بالحديد تماما و ادوني بلوفر و صاحبتي دماغها كانت كها دم.

.محاولة إرهابنا مش هتنفع، احنا غضبنا و إصررنا بيتضاعف. أنا فعلأ آسفة لكل بنت عدت بأي حادثة شبيه، و حياتكم ما هنسكت

 

شهادة

معرفش وجع او آلم طلقة رصاصة، بس اعرف وجع و آلم مليون ايد جوا بنطلونك، اعرف يعني ايه مليون ايد تبقي بتشدك في كل اتجاه عشان تطول حتة منك، اعرف يعني ايه الواحد يتمني الموت في لحظة لانه مش مستحمل الي بيحصل و في نفس الوقت بيتمني ميغماش عليه عشان مش ضامن هيحصل ايه اكتر من كدا، اعرف يعني ايه الخوف من ان محدش يكون عارف انت فين و لما يعرفوا ، الانكسار الفظيع الي علي وشوش صحابك لانهم شايفينك و انت شايفهم بس مش عارفين يطولوك، اعرف يعني ايه بعد ما تكون في امان تتشل رجلك كل ما تقرب علي اي زحمة،اعرف الكوابيس اللى بتلحقك، و العجز كل ما بتشوف بنت تانية فى نفس موقفك، اعرف اني اختار الم الرصاصة في اي وقت عن الم التحرش. ١٩ حالة اغتصاب جماعي الجمعة الي فاتت، ٦ منهم احتاجوا مستشفيات، احنا ف حرب و الكل عليه مسؤولية و مش هقدر اسامح حد بيختار يتمشي في التحرير و يتسنكح عل قهاوي بدل ما يساعد في انقاذ البنات. عددنا مش كبير ، لما بنوصل للبنت بيكون خلاص تم انتهاكها بالفعل ، نتمني الجمعة الجاية نوصلها و هي لسة بخير.

 

 

شهادة عايدة الكاشف

عندي غضب وقرف شديد تجاه كل بني آدم عامل نفسه ثوري بس في” نفس الوقت لما نيجي نتكلم عن التحرش يعتبره موضوع تافه ومش من أولياته لأن وراه ثورة، كل ست نزلت التحرير وتعرضت للتحرش/الاعتداء الجنسي مش أقل من أي مصاب ثورة بتحطوا صورته في صورة البروفايل وتعتبروه بطل، كل ست نزلت واتعرضت للاعتداء خاطرت بحياتها وتم استهدافها لمجرد كونها ست، محدش بيحط صورتها في البروفايل محدش بيتكلم عن ألمها وتضحيتها بالعكس بتقولولها اسكتي متسوئيش سمعة الثورة، كل ست تعرضت للاعتداء لما تروح بيتها مش هيستقبلوها استقبال الابطال، هيخبوا اللي جرالها والشوية اللي عارفين هيكون همهم الاول هي بنت ولا لأ وإزاي يداروا فضيحتها، الفضيحة مش فضيحتنا الفضيحة فضيحتكم انتم والعار عاركم انتم ياللي عاملين فيها ثورجية وبتنادوا بالحرية بس بتقسموها درجة أولى ودرجة تانية، ووقته ومش وقته، أوعوا تفتكروا إن كلامي ده معناه إني عايزاكم تنزلوا تحمونا، لو انتم مش شايفين حقنا في التواجد من أولوياتكم فشكرا مش محتاجين منكم حاجة وهنفضل ننزل وندافع عن حقنا ونقاوم محاولات اقصاءنا ، وزي ما في افاقين كتير في برضه ناس جدعان كتير فاهمين إن اللي بقوله ده جزء لا يتجزأ من الثورة، الشهرين اللي فاتوا زي ما وروني قد ايه الرجالة ممكن تكون كائنات مقرفة وبشعة وروني كمان إنه برضه في رجالة محترمة ومؤمنة بحقي في التواجد وبيدافعوا عنه مش عشان أنا ست ضعيفة ومحتاجة حماية وإنما عشان مبادئهم مبتتجزأش.

 

سلمى الطرزي..، تكتب عن حالات التحرش الجماعي بالميدان

الكلام هنا عن التحرش الجنسي، الاعتداء الجنسي، الاغتصاب، الخراء الجنسي من الآخر. أدرك أن الكثير من الرجال يجدون صعوبة حقيقية في تخيل الوضع وفهمه واعطاءه أولوية، بل وذهب بعضهم بكل حسن نية إلى تصور أن السيدة التي يتم انتهاكها ربما كانت والله أعلم مستمتعة بهذا الانتهاك، وفكرت أن أضرب بهم المثل بماذا لو وجد الرجل نفسه في موضع السيدة حيث يقوم ما يقرب من ٥٠٠ رجل بمحاولة انتهاكه، ولكنني توقعت الردود الذكورية التي ستبادر بتذكيري بإن ذلك سيناريو مستحيل وانها مقارنة خاطئة وكل ذلك، ولهم كل الحق، طيب في هذه الحالة، اسمحلي عزيزي الرجل أن أطرح لك الأمر بشكل آخر، لعلك تتمكن من تخيل بشاعة الأمر:

تخيل نفسك عزيزي الرجل تتمشي مع صديق لك في ميدان التحرير، الميدان ممتلىء بالثوار وتشعر بأنك في أكثر الأماكن أماناً في البلد، فجأة تلاحظ أن كل من يحيطون بك هم من النساء، المكان ضيق للغاية والاجسلد متلاحمة، تتدافع كتلة النساء المحيطة بك يميناً ويساراً لتكتل الحلقة حولكما، دعني أذكرك أنك وصديقك بمفردكما، في وسط عشرات النساء اللاتي تحاوطكم من كل الجهات، فجأة تبدأ أيديهن تمتد لمؤخرتك، عشارات الأيدي تخترق بنطلونك عشرات الأصابع تتلمس طريقها إلى فتحة شرجك عشرات الاصابع تتمكن من ولوج شرجك، أظافر حادة وقذرة تجرحك وتدميك، بينما عشرات الأيدي الأخرى تجد طريقها إلى خصيتك، تعتصرهما وتغرس أظافرها فيهما تدميهما وتصرخ أنت في ألم ولكن صراخك يزيدهن ضراوة وقسوة، أظافر تشرح قضيبك أصابع تعتصر خصيتيك أصابع تغتصب شرجك ونصل سكين يجرح قضيبك، المئات من النساء يتصايحن وترى  في عيونهن نظرات حيوانية مجنونة، في هذه الأثناء تحاول ألا تترك يد صديقك الذي يتعرض لذات العدوان من مئات من النساء الأخريات، فتكرس بعضهن مجهوداتهن للا شيء سوى أن تفرقكما فتجد مئات الأيد تجذبك بعيداً عن صديقك الذي تحاول التشبث به في هلع، بينما مئات الأيدي تخترق شرجك وتعتصر خصيتك، إحداهن تقوم بخنقك بالكوفية التي ترتديها لإضعاف مقاوتك، تشعر بنصل حاد يقطع بنطلونك وتشعر بمؤخرتك وعورتك وصارتا في متناول المزيد من العشرات من الأيدي، قميص تحول إلى نسل بالية، أنت عاري وضعيف في قلب حلقة من النساء الشرسات اللتي تحاولن الوصول إليك لا لشيء سوى إيذاءك واهانتك وانتهاكك، تسمع صوت إحداهن تقول: مش كدة يا جماعة حرام عليكم!الراجل هيموت" تشعر بأمل مفاجىء وتبحث عن صاحبة الصوت تجدها وتتشبث بها ، تستنجد بها تستعطفها: أبوس رجلك خرجيني من هنا! ترى في عينيها بعض الصدق والتصميم على انقاذك، تحتضن جسدك العاري لحمايتك من هجوم الأصابع التي تخترق شرجك وتشعر أنت ببعض الراحة لتفاجأة بإصبعها الطويل البارد يخترق شرجك بينما تقوم هي بمحاولة إخراجك من الموقف، نعم فهي الضريبة التي ستدفعها أنت في مقابل أن تنقذك هي، وستضطر أن تصمت بكل مهانة وخضوع وألا تقاوم اصبعها المستقر في مؤخرتك لأن صاحبة الإصبع الذي ينتهك هي ذاتها طريقك الوحيد إلى الخلاص.

أنت الآن في أمان، لقد تم انقاذك، وقام أحدهم بإعطاءك بعض الملابس لتستر بها نفسك، أنت في بيت أحدهم استضافك حتى تلتقط أنفاسك، الكدمات تغطي جسدك كله، أثار الأظافر والأسنان، شرجك يدمي بشدة، خصيتاك متورمتان وقضيبك مهترىء ومجروح، أنت بحاجة للاستحمام، ولكنك ضعيف وواهن، يضطر أحدهم أن يساعدك على خلع ملابسك، بل ويساعدك على الاستحمام، لقد فقدت كل سيطرة لك على جسدك، فصرت مثل الطفل الرضيع، منزوع الخصوصية، أغراب يخلعون ملابسك، أغراب يساعدونك على الاستحمام، أغراب يفحصون جروحك، أغراب يقررون مصيرك.

ها أنت في منزلك، وسط أهلك وجيرانك، عدد قليل منهم يعرف حقيقة ما حدث لك، بل ربما لم تخبر أحد، ربما أخبرت الجميع أنك أصبت في رشتباك مع بعض "البلطجية" أو ما شابه، تخاف الخروج الى الشارع، تخاف عند رؤية أي امرأة غريبة، تشعر أن جميعهن تعلمن بما حدث لك وتهزأن منك، تخاف أن تقترب من التحرير، من وسط البلد كلها، تتساءل في نفسك كلما رأيت امرأة، من منهم رأتك عار متكور في وضع الجنين في وسط الوحل ومئات من أقدامهن تركلك، ومئات من أصابعهن تنتهكك، تتساءل كلما رأيت امرأة عن احتمال أن تكون هي نفسها إحدى اللاتي قامت بانتهاكك. تشعر بالمهانة وبالضعف خاصة أن المجتمع سيكون رده هو "إيه اللي وداك هناك"

 

شهادة حالة اغتصاب جماعي في محمد محمود

 كتب : محمد خير

هاتفتني الصديقة (ي) التي اتحفظ الآن على بياناتها الشخصية (حتى تقرر هي عكس ذلك)، وطالبتني أن أوضح أن ما تسميه وسائل الإعلام “حالات تحرش” تمت وتتم في المناطق المحيطة بميدان التحرير، هي في الحقيقة أسوأ بكثير من مجرد تحرش، وعلى مدار الدقائق التالية، روت لي التجربة المؤلمة المفجعة التي تعرضت إليها يوم الجمعة 23 نوفمبر 2012، والتي قالت أنها تكررت مع فتيات أخريات في الأيام التالية، وأترككم الآن مع شهادتها:

قالت ( ي):

“في السادسة من مساء الجمعة 23 نوفمبر “مليونية لا للإعلان الدستوري”، كنت مع إحدى صديقاتي، نقف بالقرب من تقاطع شارع القصر العيني مع الشيخ ريحان، عندما سقطت عدة قنابل مسيّلة للدموع أطلقتها قوات الأمن على المتظاهرين أثناء المواجهات عند سيمون بوليفار،  بدأت أجري أنا وصديقتي وفي لحظة وجدنا أنفسنا بين قوات الأمن التي واصلت هجمتها بينما وقعنا نحن على الأرض، وهنا هجمت علينا  مجموعة من الشباب ظهروا فجأة ، وبدأوا يمزقون ملابسنا، شاهدنا أحد الأصدقاء من بعيد فجاء يجري محاولا مساعدتنا، فأمسك به المهاجمون وأخذ اثنان منهما يخنقانه بالكوفية التي يرتديها، وأثناء ذلك كنا نحاول المقاومة لكن أيدي المهاجمين مزقت “الشميز” الذي أرتديه وكذلك الصدرية تحته، وسرقت أيديهم محافظنا وكل ما في جيوبنا وأجهزة الهاتف المحمول، كانت صديقتي ملقاة على الأرض وكذلك الصديق الذي حاول انقاذنا وهرب المهاجمون عندما اقتربت مجموعات أخرى، أخذنا نجري من الجميع عائدين إلى التحرير ولكن وجدنا أنفسنا وسط  أعداد أخرى كبيرة من المهاجمين، وعند مدخل شارع “محمد محمود” انفصلت عن صديقتي وضعنا من بعضنا البعض، وأخذت الجموع تدفعني وأنا أحاول المقاومة ولا أستطيع التميز بين من يحاول أن ينقذني أو يحاول أن ينتهكني.

 في لحظات قليلة تمزقت ملابسي تماما في زحام المهاجمين الذين أمسكوا بكل جزء في جسمي بلا استثناء، وأدخل أحدهم إصبعه في مؤخرتي بمنتهى العنف، أخذت أصرخ وأحاول الوصول إلى الحائط وكنت أرى على الناحية الثانية شبابا يقفون على شيء عال وينظرون ويضحكون، أخذت أبعد المهاجمين وجلست على الأرض التي كانت غارقة في المجاري على أمل أن أحمي أي جزء من جسمي، جرّوني وأمسك بي أحدهم وأخذ يحاول أن يقبّلني بالقوة فعضضت لسانه فضربني، وسط التدافع وجدت نفسي مرفوعة تماما فوق الأيدي وأنا أرفس بقدمي بلا جدوى، إلى أن أدخلني مكانا مضاء بمصابيح نيون يبدو أنه أحد المحلات في المنطقة الخلفية من شارع محمد محمود، لم أعد أعرف إذا كان هناك من أدخلني هنا لحمايتي أم لاغتصابي، والواقع أنهم قد اغتصبوني بأيديهم في كل أجزاء جسمي، وعاد التدافع من جديد وأخرجوني إلى الشارع مرة أخرى، ووقعت على الأرض وكانت هناك سيارة تقترب ببطء وسط زحام الناس، كادت السيارة تدهسني لدرجة أن العجلات داست على شعري فأصبحت مثبتة في الأرض، قبل أن تتراجع السيارة للخلف، وحاول من في السيارة أن يدخلوني فيها لكنهم لم ينجحوا سوى في إدخال رأسي فقط من الشباك بسبب الجذب الذي يقوم به المغتصبون، ووضعوني فوق “كبّوت” السيارة وكان هناك أربعة يثبتونني على الكبوت بينما يشارك الجميع في انتهاكي، تحركت السيارة ونحن على هذا النحو في محاولة للخروج وسط المتجمهرين، الناس تتفرج وأبواب مغلق ومررنا أمام مسجد صغير أغلق الباب، وظللنا هكذا ولكما اقترب الناس كان من في السيارة يقولون عني شيئا غريبا جدا : دي على بطنها قنبلة !! ويبعدون الناس، وتأكدت أنهم لم يكونوا ينقذوني عندما سمعت أحدهم يقول : احنا هـنـ …ها في عابدين! وظللنا هكذا حتى وصلنا إلى عابدين بالفعل.

في عابدين اقتربت فجأة سيدة ومعها رجال يحملون “شوم” وبدأوا في محاولة إبعاد المتجمهرين، وألقوا فوقي ملاءة وجلباب لكني لم أستطع تحريك جسمي أو ابعاد الذين مازالوا يمسكون بي، أخيرا استطاعت السيدة ومن معها أن يمسكوا بي، وحاولوا إدخالي “محل” صغير كان بابه مغلقا، أخذوا يدقون على الأبواب وينادون على صاحب المحل فاستجاب أخيرا، وفتح الباب، دخلنا وهناك استطعت أخيرا ارتداء الملاءة والجلباب، لكن المتجمهرين ظلوا يحاصرون باب المحل ليستعيدوني مرة أخرى.

استطاعت السيدة ومن معها في النهاية فتح ممر إلى منزلها، صعدنا إلى المنزل وجلسنا هناك، وأخذ زوجها يسألني : إنتي عملتي لهم إيه؟ هما عايزين منك إيه؟!!

أخذت أرد عليه بهدوء، ولكني انفجرت أخيرا عندما سألني : انتي آنسة وللا مدام؟!!

ظل المهاجمون واقفين أسفل المنزل، وفي النهاية استطعنا فتح ممر آخر إلي سيارة زوج السيدة، الذين ابتعدوا بي واتجهنا إلى منزلي في المنيرة، وأخذ الرجل يسألني عن معالم المنطقة كأنما ليتأكد أنني لا أكذب عليهم !، ثم أصر على أن يصعد معي حتى باب الشقة حيث فتحت لي صديقتي واحتضنتني وهي تبكي، فغادر المكان.”

انتهت.

تحديث وصلني من شاهد عيان:

استاذ محمد يمكن احنا منعرفش بعض شخصيا لكني متابع لاخبارك والنهارده للاسف شفت النوت بخصوص اغتصاب البنت.

اليوم ده انا كنت فيه في التحرير والحادثه دي حصلت قصاد عيني , اللي حصل ان فجأه في اول محمد محمود قصاد مدرسة الليسيه حصل حريق في العماره المقابله ليها في الدور الاخير فوق , فاتوجهت انا وصاحبي اللي كان معايا علشان نساعد في اي حاجه بس الاهالي كانوا قافلين البوابه من تحت ومفيش مطافي وصلت.

لما فقدنا الامل والثوار هاجوا علشان العساكر اللي جوه الليسيه وبدأوا يحدفوهم بالمولوتوف , انا رجعت انا وصاحبي علي اول الشارع عند هارديز , ووقتها لقينا خناقه عباره عن مجموعه ملمومين حوالين فرد وبيضربوه بالاحزمه , توقعنا انهم قفشوا حد من الامن، ولما روحنا نشوف فيه ايه وبنسأل قالولنا دول شويه شباب بيغتصبوا بنت وللاسف سلبيه غير عاديه والناس مبتتدخلش خالص.

انا وصاحبي قعدنا نزق في الناس لحد ما وصلنا للدائره اللي حوالين الضحيه ومن وقتها غيبنا عن نظر بعض ومشفتهوش الا في لقطه واحده بعد كده، اللي كان بيحصل كالاتي , جروب ملموم حوالين البنت وكلهم تبع بعض.. شويه بيضربوا فيها بالحزمه علشان متقاومش وعلشان متسترش نفسها بايديها وتنشغل في الدفاع عن وشها من الضرب وفيه واحد منهم نازل تحت معاها عالارض شغال معاها وفيه منهم بيضرب اللي بيقرب وهما بيبدلوا مع بعض الادوار.

زي ما بقولك كده من غير مبالغه. انا وصلت للدائره دي وقت ما كان واحد فيهم بيقوم والتاني داخل مكانه وشفت بعينيا منظر البنت مرفوع هدومها فوق صدرها والبنطلون مفتوح وهي ساتره بايديها عورتها وبتحاول تقفل البنطلون قدر الامكان .. وقتها انا رميت نفسي جوه الدائره وحاولت اقومها .. في اللحظه دي اضربت بغباوه بالحزمه من ناحية التوكه وبالشلاليت في بطني فوقعت عالارض لحد ما جه واحد ابن حلال معاه شمعه (شمروخ صغير) ولعها وبدأ يهوش بيها الناس لحد ما طفشوا شويه وقتها انا قمت تاني وقومتها وجه معايا واحد تاني سندناها علي الحيطه وعدلنالها لبسها.

بعدها رجعوا شوية الصيع دول ضربوا الواد اللي معاه الشمعه .. فهو اتلخبط ومبقاش عارف مين معاه ومين بيضربه، فيدأ يشوح بالشمعه اللي في ايده لحد ما جت في وشي حرقتني , وقتها طبعا مع التدافع و الضرب كنت باخد نفسي بالعافيه ولما كمان اتحرقت بحركه لا اراديه شديت البنت انا والرجل اللي جنبي وطلعنا نجري بيها ناحية الشارع بعد ما كانوا هما سحبوها في الاول من عند هارديز لحد 3 محلات جوه عالرصيف .. وقتها كنا بنجري وانا عمال ابصلها في وشها واقولها متخافيش انا معاكي  والبنت كانت خلصانه في ايدي، وهما ولاد الكلب سامع صوتهم جايين ورانا  لحد ما وصلنا اننا نزلنا من الرصيف للشارع اول محمد محمود قصاد هارديز تاني وقتها هما حصلونا وزقونا فوقعنا في الارض اللي كانت مليانه ميه.

كل ده واقسملك عدد اللي بيساعدونا حتي بتوسيع الطريق ميكملوش اتنين , وفيه ناس عاديه مش من الصيع دول اسف في اللفظ بيقفشوا في البنت واحنا شايلينها , وقت ما وقعت وعقبال ما قمت كانوا بعدوا عني بحوالي 3 متر وطبعا ال 3 متر دول كلهم ناس واتلموا دائره عليها تاني وابتدأ ضرب الاحزمه تاني.

وقتها انا كانت كل قواي انهارت تماما ومقدرتش ارجعلها وانتابتني هيستيريا بكاء.

من فضلك اعتذرلها وقولها اسف اني مقدرتش ارجعلها تاني .. قولها ان فيه رجاله كانت بتحاول تحميكي مش كله كان بيحاول ينهش لحمك .. قولها اننا مصدقين انك شريفه مش زي ما كانوا بيقولوا عليكي وهما قافشينك وبيضربوكي.

البنت دي مش كذابه , جايز برضه متكونش هي وتكون واحده تانيه .. بس برضه اعتذرلها بالنيابه عن كل رجل بجد فيكي يا بلد. انا حكيتلك اللي حصل معايا وكل المشهد ده حوالي 5 دقائق ويمكن اقل وبدون اي مبالغه .. قولها تسامحنا ووصلها اننا كلنا اسفين وهي علي راسنا من فوق.

ف . ص

تحديث جديد من شاهد عيان آخر:

القصة اللي في النوت اللي انت نشرتها حقيقة فعلا و حصلت قدامنا بس اللي بيحصل للناس اللي بتبقي جاية من برا مش فاهمين حاجة , و فجأة عربية خرجت من شارع جانبي لشارع التحرير كانت عربية بيضاء و حاولنا نجري وراها عشان نفهم في ايه 2 زقونا و قاللونا دي بنت عريانة بنحاول نغطيها و نطلعها برا الميدان .. الاشكال اللي كانت ع العربية متقولش كدا خالص روحنا للعمارة اللي كانت فيها لاقينا الناس كلها بتقول بتاكد الرواية بتاعت انهم بيحاولوا ينقذوها و اتقالنا انها اغتصبت بالفعل جوا العمارة , المشكلة غالبا بتبقي في الدايرة اللي حوالين الضحية لانهم دايما بيقولوا كلام غلط عشان يبعدوا الناس .. ياريت لما تحصل حالات تحرش اللي ملوش في الضرب يبعد عشان نعرف نتعامل لان اللي كانوا بيتفرجوا كان ضعف عدد اللي بيتحرشوا و كنا ممكن نتدخل لو مفيش دايرة من الناس الوسخة دي. بلغها اسفنا لأننا فعلا مكناش عارفين اللي بيحصل و اوعدها اننا مش هنسمح بدا يتكرر تاني و ان حقها عندنا كلنا.

م.أ

 تحديث من شاهد عيان ثالث

استاذ محمد انا شاهد اخر حضر تلك الواقعه و اقسملك بالله البنت دي ضحيه و الشباب فعلاً انتهكوها بكل وحشيه و كل كلمه قالتها صحيحه 100% انا كنت من ضمن الناس اللي حاولت انقاذها و ربنا اللي يعلم لدرجة ان فيه شباب فتحوا باب حجره بالقرب من المصلي اللي كان اخر مكان وصلتله قبل ما تتحط فوق العربيه بس الناس اللي كانت عامله نفسها بتحميها مرضيوش يدخلوها و يقفلوا عليها عشان هما مكانوش عايزين غير يفوزوا بيها

قولها ان فعلاً كان فيه شباب كتير بتحاول تنقذها و شباب كتير حاولت تسترها و فيه شباب كانت بتبكي من هول اللي حصلها و ان شاء الله كل من اذاها ربنا هينتقم منه شر انتقام.

م.ص

تحديث رابع من شاهدة عيان.

انا حضرت الموقف بتاع البنت ده .. يومها كنت خارجه لسه من الشارع اللي جمب ماك وقتها كان في اشتباكات جامده بين الامن و المتظاهرين وكان في كمية ملوتوف مش طبيعيه بتتضرب على المدرسة ووقتها نور البندقية بتاعت الظابط الي كان جوه المدرسة في وشي وانا فاكره اني مكنت عارفه اتحرك لان منظر الناس الكتير من ناحية هارديز وقدامي متظاهرين بالطوب والملوتوف و الامن في وشي جوه المدرسه وقتها اتشاهدت لحد ما واحد كان واقع على الارض مطحوون من الضرب سحبني لتحت ورصاصة الخرطوش ضربت في حيطة ماك .. وقتها قمت وكنت بحاول اتفادى الناس عشان اوصل للميدان من محمد محمود لقيت كمية رجاله وشباب اعدين يضربوا في حد لكن مكنتش عارفه فيه ايه ده كان ما بين مطعم بيتزا هت و هارديز وقتها سمعت شباب بيقولوا انهم بيضربوا واحد اتحرش ببنت ووقتها لقيت واحد بيزقني على الخناقه دي انا معرفش وقتها حصل ايه …والله ربنا بعتلي حد ينقذني لقيت 2 مسكوني وانا فعلا رجليا مكنتش على الارض وقمت مصرخه قالي ما تخفيش هنطلعك على اول الشارع بس جرينا للنحاية التاني عند الجامعه الامريكية كده .. وبعدين نزلوني وقالولي امشي من هنا حااالا وواحد فيهم كان بيبكي تقريبا عنده 25 27 سنه انا وقتها مكنتش في وعيي نزفت من مناخيري دم من كتر الصدمه ومن كتر البكى وبالاضافة للغاز مكنتش شايفه كويس .. قدامي ولا مركزه .. وقتها كنت عايزه اروح لزميلي صحفي في القصر العيني وكان الضرب هناك جامد جدا بردو كنت عايزه اوصل لاي حد اعرفه وقعت عند شارع ريحان عند اخر صور الجامعه .

انا لو كان ممكن اكوون مع البنت دي دلوقت .. انا عايزه تعرف اني لو كنت راجل كنت هموت ولا هسيبها بين الوحوش وانا عايزه اقولها انها بطله .

ودلوقت بعد ما عرفت ان اللي كانت بين الحيوانات دي بنت بقيت اخاف انزل الميداناظن في حد عايز يوصلنا لكده ..

اتمنى ما يتحطش اسمي من فضلك .. ولو قدرت اوصل للبنت دي اكون شاكره ليك صوتها لازم يوصل لازم تاخد حقها لازم تعرف ان في ناس هتقف معاها واننا فعلا اسفين .. وانها ب 100 راجل.

س

شهادة ي علي قناة النهار الفضائية    فبراير 2013

نزلت التحرير ..عادة بأروح جهة الضرب..بس بأقف ورا أهتف..اليوم ده رحت ناحية القصر العينى..لقيت الجو مش مريح فقررت أ{جع. وأنا راجعة قابلت صديقتى سها وصديقها شريف..ناس بدأت تتحرش بينا..زعقت..مجموعة عملت علي دايرة وعزلتنى عن سها وشريف.. حوالى 70 دقيقة والناس دي حواليا..بأتشد من شعري ومن أيديه والإيدين في كل حته في جسمي..ملابسى العلوية اتقطعت..كنت ماسكة البنطلون ومتبته فيه بأيد واحدة وأيدى التانية همه شادينها…قطعوا البنطلون من ورا بالمطاوى.. في المدة الطويلة اللي همه محاصرينى فيها دخلنا من ممر علي مسجد وخرجنا من الناحية التانية..حطونى علي عربية بيضا وكل الي يسأل يقولوا علي ظهرها حزام ناسف ومرة يقولوا قبضنا علي واحد بلطجي..همه محاوطين علي بعدد كبير واللي بره الدايرة وبيسأل مش شايف اللي جوه راجل ولا ست..فضلوا ينتهكو جسمي من محمد محمود لحد عابدين..ناس شافتنى من أهالي عابدين وهمه اللي انقذونى. لحد دلوقت كل ما أشوف شارع محمد محمود على التليفزيون القانى بأمسك بنطلونى.

شهادة غادة من أهالي عابدين لقناة النهار "مداخلة تليفونية".

سمعت صويت في الشارع ..جريت علي بره..لقيت ناس شابحين بنت علي كبوت عربية.. ومعاهم سنج ومطاوى..وقالولنا ابعدو عنها عشان في قنبلة في بطنها..كانت هدومها مقطعة وريحتها مجاري..ستر ربنا وقعت من على العربية قصاد القهوة..فالناس شافتها وطلعوا على العيال دي ضربوهم وواحد منهم أخد ضربة بسكينة. كانت عريانة وكل تركيزها انهم ما يقلعوهاش البنطلون..حالتها كانت سيئة ..استحملت اللي مفيش راجل يستحمله

 يجيبوها من التحرير لعابدين شابحينها ومقطعين هدومها. كويس ان ياسمين لسة عايشة وقدرت تنزل الشارع. أخدتها عندى وماكنتش حأروحها بس في الآخر أخدتها في عربيتى وجه جوزى معايا وروحناها بيتها

 

 

عن نظرة لدراسات النسوية

 سأحكي حكايتي التي تشبه الكثير من الحكايات، حكايتي أنا وأنتي،  أنا وأنتي نعرف كيف حدث هذا، الموت كان قريبا لكنه لا يأتي، أنا وأنتي نعرف إننا انتهكنا، إننا اغتصبنا في قلب ميدان التحرير بين جموع من البشر لا نعرف دينهم، ذئاب بشرية تنهشنا تستبيح كل ما هو خاص، تجردنا من أجسادنا، عنف وشبق وغريزة ولا احد قادر على إنقاذنا، أن نواجهه الموت والاغتصاب لمجرد إني أنثى… في هذا الموقف أنا فقط أنثى. الأم والأخت والابنة والجارة والصديقة مجرد أنثى. على ناصية شارع محمد محمود، شارع الشهداء وعيون الحرية جردوني من جنسيتي… من انتمائي لهذا المشهد.

الجمعة 23 نوفمبر 2012 في تمام الساعة السادسة والنصف مساء نزلت أنا وصديقتي لنعلن رفضنا للدستور المشوه، وسط الملايين ممن نزلوا لنفس الغرض (أود أن لا اسمع أحدكم يقول “ايه اللي وداكوا هناك”)، تمشينا حول الصينية في الميدان ووصلنا لناصية شارع القصر العيني وشارع محمد محمود، كانت الشرطة تلقي قنابل مسيلة للدموع بغزارة و بدأ الركض والتدافع، أمسكت بيد صديقتي ولكني فقدتها بعض لحظات. آخر شيء سمعته منها هو أن هناك من يتحرش بها وسط التدافع. حين استطعت الرؤية مرة آخري لم أجد صديقتي، ووجدت صديق لي كان هاربا من الغاز  بالقرب مني، قلت له أن صديقتي هناك يتحرشون بها ، فذهبنا  لننقذها وقد اكتشفت وقتها أني فقدت الموبيل، وجدت  صديقتي حولها المئات من الأشخاص… حاولت أن أخلصها أنا وصديقي لكنهم دفعونا سويا فوقعنا فوق بعض ثم فصلونا إلي دائرتين، وقتها لم أدرك أي شيء… .لم افهم ماذا يحدث… من هؤلاء؟. كل ما كنت ادركه أن هناك المئات من الأيادي تجردني من ملابسي وتخترق جسدي بكل وحشية، لا سبيل للنجاة فالكل يقول أنه يحميني وينقذني لكن ما كنت أشعر به أن الدوائر القريبة مني والملتصقة بجسدي يغتصبوني بأصابعهم من الأمام والخلف، بل وأحدهم كان يقبلني من فمي… أصبحت عارية تماما وتدفعني الكتلة الملتفة حولي إلي الممر المجاور لمطعم هارديز… أنا داخل هذه الدائرة المغلقة بإحكام وكلما كنت أحاول أن أصرخ وأن أدافع عن نفسي وأن استنجد بمخلص كانوا يزيدون من عنفهم واغتصابهم، وقعت مرة أخرى في مياه المجاري الموجودة أمام هارديز وأدركت في هذه اللحظة أن في الوقوع موتي. قررت أن أحافظ على هدوئي طالما الصراخ يتبعه عنف اكبر، وحاولت أن أبقى واقفة أتشبث بأيديهم التي تخترقني وأكتافهم، ثم في الممر بجوار هارديز وقعت مرة أخرى في بلاعة المجاري ذاتها وأنا عارية…  استطعت أن أنجو من الموت دهسنا تحت أقدامهم وجدت باب لعمارة، حيث يقف البواب خلف الباب ولا يريد أن يفتح… بقيت محجوزة في مدخل العمارة وقتا طويل… .تتدافع الأجساد من حولي الذين مازالت أيديهم تنتهكني، بل وكنت أرى منهم من يقف على أماكن عالية لكي يتمكن من المشاهدة مجانا ليغذي احباطاته الجنسية بالمشاهدة… أشعر إني قضيت وقتا طويلا في هذا الركن، إلى أن ألقى لي أحدهم بلوفر والذي كان شبه مستحيلا أن أرتديه فالأجساد تلتصق بي وتمنعني من ارتدائه، نجحت في لحظة ما أن أرتدي البلوفر وهي اللحظة التي سمعت مجموعة من الشباب على يساري يتفقون على أن يأخذوني لمكان آخر وعلى حد تعبير أحدهم “ناخدها وبعدين واحد واحد يا شباب” و فجأة بدأت الكتلة البشرية تدفعني مرة أخرى ولكن ليس في اتجاه المستشفى الميداني، دفعوني في الاتجاه المعاكس في اتجاه خرابة مظلمة، خفت من أن ينتهي بي الحال في هذه الخرابة، حاولت الوصول لقهوة في الطريق لكنها لم تفتح وكذلك محل للأدوات الالكترونية أيضا لم يفتح بل وتحرش بي أحد العاملين بهذا المحل وأنا أمر من أمامهم… شعرت بيأس جعلني أستنجد بهذا الرجل الذي أمامي مباشرة والذي كنت أختبئ في ظهره لأستر عورتي، والذي كانت يديه تعبث بمؤخرتي، أخذت أستعطفه قلت له أني أم – وهذه حقيقة- وأنه رجل شهم وبطل وأني اختارته لكي يحميني توسلت اليه لكي يفسح لي طريقا للمستشفى الميداني. لا ادري حقا ما دفع هذا المتحرش لإنقاذي بعدما توسلت إليه… .ولا اعرف كيف فجأة أشهر حزاما وأخذ يضرب في كل من حوله ويصرخ بجنون”انا اللي هحميها… انا اللي هحميها”، لا أدري كيف استيقظ ضميره لكني وجدت نفسي أزحف لأصل للمستشفى الميداني… هناك رأيت أول سيدتين فشعرت بالنجاة… كان مازال نصفي الأسفل عاريا تماما… فألقوا علي البطاطين وسط محاولات للمتحرشين لاقتحام المستشفى والالتفات حولي مرة أخرى… أعطى لي أحدهم سرواله وآخر موبيله لكي أتصل بأحد… بدأت أرى أصدقائي وهم يحاولون اختراق الكتل البشرية الملتفة حولي. كان شيئا في غاية الصعوبة لكي اخرج من المستشفى الميداني لأصل لبيت صديقة لي قريبة من المستشفى. حين صعدت لبيتها كان المتحرشون مازالوا ينتظرون أسفل العمارة.

أشعر أني لم احكي الحكاية كما حدثت… الوصف أقل حدة مما حدث لي ولصديقتي التي عرفت بعد ذلك ان المتحرشون أخذوها إلي عابدين وأن من أنقذها كانت سيدة من عابدين.

أشعر بالأسف والحزن والأسى لما حدث من حالات أخرى بالأمس 25 يناير 2013… لذا قررت أن اكتب شهادتي، لكي يعلم كل من يريد أن يدفن رأسه في الرمال أن ما يحدث جريمة بشعة قد تحدث لأمك أو أختك أو ابنتك أو لصديقتك أو حبيبتك.

لن نخاف… لن نختبئ في بيوتنا، التحرش مرض اجتماعي متفشي من سنين، يستخدمه النظام الحالي لكي يرهب الفتيات والسيدات، و لكن يجب أن نعلم جميعا أن قضية التحرش هي قضية اجتماعية وليست سياسية فقط، وما يحدث في الأعياد والمناسبات والأماكن المزدحمة تشهد على ذلك. لا أعرف إن كانت هذه الشهادة ستحدث اختلافا أو تغيرا… فمازالت الانتهاكات تمارس ولكنه اضعف الإيمان.

إلى نساء هذا الوطن المغتصب: أنتن أعظم ما فيه

 

 

كنت ضمن مجموعة" " في مجموعة قوة ضد التحرش لحماية الميدان /الاغتصاب الجماعي بالميدان. تجمعنا حوالي٦:٤٠ مساء في اول ش. طلعت حرب , وقتها عرفنا من الشباب ان حالات التحرش بدأت بالفعل و ان الشباب اللى كان متواجد وقتها وصل للبنات و قدر ينقذهم ,, كان الجو متوتر بالفعل و على حوالي٧ او ٧:١٥ اتحركنا لموضعنا اللي اتفقنا عليه عند هواية المترو بجوار شارع طلعت حرب,, ف نفس الوقت كانت قنابل الغاز من شارع القصر العيني اقتربت من الميدان و ريحة الغاز بدأت تنتشر فكان عدد ضخم من الناس بيتَجه ناحية شارع طلعت حرب للهروب من الغاز و كان التدافع رهيب .

وصلنا وِجهتنا و كنا مجموعة الأمان و مجموعة الاشتباك بس كان كابتن مجموعة الاشتباك لسه ماوصلش لينا , بعد حوالي 10 دقائق بالأكثر حصل تدافع قوي و شوفنا تجمهر قريب من الهواية عرفنا وقتها ان فيه بنت بيتم التحرش بيها )انا ماشوفتش البنت( مجموعة الاشتباك اتحركت لأنقاذها و مجموعة الأمان المكوّنة من أنا و بنت   و ولد ماكنتش لامحاه وقتهاحاولنا الاقتراب من التجمهر عشان ناخد البنت فى حالة انقاذها ( و هو ما كان دور مجموعة الأمان من الأساس) وقتها بدأ ناس يعملوا علي انا والبنت    دايرة و التحرش بالفعل بينا و كان كلامهم لينا " اخرجوا برة من هنا انتوا بنات هاتتبهدلوا .. " في خلال دقايق كنا تخلصنا منهم و وصلنا لمجموعتنا على الرصيف اسفل هواية المترو , و كان وقتها افراد من مجموعة الأشتباك حاميانا بالعصيان و صاعق كهربي لمنع الناس من انها تقرب مننا ,, مجموعة تانية من الناس حاولت تطلعنا الهواية لكني لمحت بنت من مجموعتنا كانت بتزعق في الناس فوق عشان بيتحرشوا بيها , و بعد ما دفعهم لينا خلانا نطلع على الهواية قدرنا ننزل تاني في ساعتها , وقتها ابتدت أيادي كتير تشد فينا و أنفصلت عنهم و بدأت المرحلة التانية من التحرش الجماعي بي ( عرفت وقتها انه كان في نفس الوقت بيتم التحرش بأكثر من بنت من مجموعتنا) , مش فاكرة كل التفاصيل بعد الشد غير ان كل الأيادي من كل ناحية كانت في كل منطقة من جسمي ( كل الأحداث اللي اتروّت في اي شهادة عن حالة تحرش جماعي) ما بين مسكهم لي بكل الطرق الممكنة و ما بين صراخ ناس بتشتم فيهم و ناس بتقولي قومي ( لأن كان فيه اوقات رجلي بتخونّي مبقدرش أمشي معاهم) , مش قادرة احدد الوضع دع استمر ربع ساعة او يمكن أقل , في أثناء التحرش بيّ كان السويت شيرت اللي لابساه اترفع و اى حاجة لابساها تحتيه اترفعت و قدرت في النص أني أنزله تاني,, آخر محطة من البهدلة كان فيه ناس معرفهاش (أعتقد كانوا بيحاولوا يخلصوني) سابوني على الأرض من غير لمسي و كانوا بيشخطوا فيّ أني أقوم عشان المتحرشين مايخدونيش تاني, قومت و ساعتها شوف ولد من مجموعة الأمان قدر انه يوصلي و الناس حوالينا بتحاول تضربه شكا فيه انه متحرش , صراخ مني ان ده أخويا سيبوه كان بيخليهم يهدوا عليه شوية , بعد كده الولد اداني نضارته و حاول يضرب الناس حوالينا و ماشوفتهوش بعد حاول كده , كان معايا بعديها شخص معرفهوش كان بيحاول يحميني (على ماأظن) الأحداث دي حصلت متسارعة لحد ما قدروا يوصلولي اتنين من مجموعة الأشتباك انا اعرفهم بعد عناء قدروا يأمنوني, طول الفترة دي انا متأمنة من ضهري ب "نَصبة شاي و سندوتشات" عاملة شكل حرف ال

و دى كانت حماية كويسة لي قدرت آخد نفسي لحد ما نلاقي مخرج بين المكان اللي احنا فيه (كنا وقتها في نص الشارع) و بين عمارة معيّنة فيها ناس نعرفها , الناس قدرت تفرق التجمهر و اتحركت مع الولدين ناحية العمارة لكن كان فيه السور اللي بيطوّق معظم وسط البلد , و عشان كان خطر انه يرفعوني فوق السور للوصول للعمارة , كان وقتها وصلتلنا عربية اسعاف , ركبت انا و الولدين و و صلنا أقرب بيت أمان . دي كل شهادتي عن اللي حصل في جزء معين من اليوم ده بكل احداثه البشعة من اعتداء على بنات كثيرة كان منهم بنات قوة ضد التحرش .

 

من توثيق النديم

كنت في المسيرة النسائية التى تجمعت في ميدان طلعت حرب..وقفنا في الميدان وهتفنا وكان معانا شيوخ من الأزهر ..اتحركنا الي ميدان التحرير..الشيوخ في أول المسيرة واحنا وراهم..جم شباب كتير عملوا علينا كردون ..وقالوا ده كردون لحمايتكم..انا كنت مرتابة شوية..شيوا وهمه محاوطينا لحد مدخل التحرير كانوا عزلونا تماما عن الشيوخ ومش عارفة إزاي ما حسوش بينا ان احنا مش وراهم..وبدئوا يدخلوا وسط الستات ويفرقوا بينا ويخطفوا ناس ومجموعة كبيرة تحيط بواحدة ..اتخطفت ..اتلم علي عدد كبير جدا مش عارفة كام ..يمكن عشرين ..تلاتين..قطعوا هدومي اللي فوق..حتلى حمالة الصدر اتخلعت..وميت إيد بتنهش ي جسمي..وناس تشد إيدي من الناحية دي وناس تشد الإيد التانية ..كل واحد عايز يشدنى ناحيته…كتافي اتخلعت شعري ناس عمالة تشدنى من شعري ..لسة مش عارفة أسرح شعري من الألم اللي في فروة راسي..بقيت أصرخ وأتوسل اليهم..حرام عليكم لو أختكم ولا بنتكم ترضوا يحصل فيها كده؟..بس مفيش فايدة ..بيزدادوا وحشية ..أيدهم دخلت جوه البنطلون..كنت لا بسه جينز وماسك ..ما عرفوش يقلعونى البنطلون لكن ايديهم كانت داخلة تحت البنطلون وبينهشوا في كل حته يوصلوا لها..بس الطريقة كانت منظمة وسريعة..كانوا عارفين بيعملوا إيه كويس ..والأدوار متقسمة ومنظمة كويس.

عندي مشكلة قديمة في الركبة ..ركبتى خانتنى وقعت وهمه هجموا فوقي..وسط الرعب ده حاولت أقف تانى..جرجرونى تانى لطلعت حرب وواحد طلع سكينة ورفعها في وشي..واحد قاللي ما تصرخيش  لأن ده حيزود عنفهم ..ما أعرفش هو مين ولا قاصد يحمينى ولا عشان ما حدش يحس بيه ويكملوا علي..كنت مستنية السكينة تنهي حياتى..انتظرت الموت..الرعب بقي بلا حدود..كنت خلاص تعبت جدا ومقامتى انهارت ومش عارفة غير انى أبكي بلا توقف.

وسط الهجوم سرقوا موبايلي كنت مسكاه في إيدي ..وبحاول اتبت عليه يمكن أعرف أكلم حد ينقذنى..ساعتين وأنا بينهشوا فيه..وماحدش من اللي كانوا معايا في المسيرة دور علي..دول اللي دايما بأنزل معاهم علشان عرفاهم من زمان ومطمنة لهم..ومش عارفة ممكن واحدة منهم تكون شافتنى ولا لأ..لأنهم كانوا بيجروا وراكذا واحدة في نفس الوقت اللي شدونى فيه….خايفة لتكون واحدة شافتنى وما بعتتش ناس ينقذونى وما حدش جه يدور علي وينقذنى.. ده نفسه كان إحساس فظيع. الإحساس بالرعب والعجز إحساس قاتل..بالذات لو أنت مش قادرة تفهمي ليه بيعملوا كده..ليه العنف والقذارة بالمستوى الوحشي ده..ازاي كل التوسلات دى ما اثرتش في واحد منهم..إزاي ماحدش حاسس إن اللمه دى وحد بيصرخ جوه ممكن يكون في خطر علي حد فيروح يدور عليه..في كل الزحمة دى ماحدش حاسس بيكى وأنت لوحدك ومش عارفة تعملي أيه..والموت علي بعد خطوات منك.

بعد ما وصلنا طلعت حرب ..وقعت في ميه مليانه طين..رفعت نفسي على الرصيف بصعوبة وهمه حواليه والسكين في وشي..المسافة الصغيرة اللي مشيناها وأنا باندفع وسطيهم المسافة.. تتمشي في دقايق ..مرت علي كأنها سنة..

سحبونى لمنطقة عند محل كتب..قعدوا علي..مش عارفة حيحمونى ولا حيكملوا علي…واحد كان بيقول متتكلميش ومتعيطيش..والناس بيتخانقوا علي..كل مجموعة تشد وتقول دي تخصنا..حسيت ناس بتدور علي وناس بترد وتقول لأ مش موجودة هنا.

شوية وجه شاب نحيف ..أخدنى منهم..ماحدش قاومه..ودانى خيمة في التحرير ..فيها واحدة منتقبه وواحدة محجبة وواحدة شعرها مش متغطي.حاولو .يهدونى. وادونى حاجة غطيت وشي ..كان الناس اللي انتهكونى جم بره الخيمة..طلعتنى وقالت كده مش حيعرفوكي..قبل ما أطلع طلبت تليفون..حاولت أكلم أختى  كان التليفون مش متاح..كلمت أخويا..أخدت وقت طويل عشان افتكر نمر التليفونات رغم انى كنت حفظاها كويس ..جمعتها بصعوبة شديدة وبعد كذا محاولة..خرجت من الخيمة..وأنا لسه قريبة لقيتهم بيقولوا عايزين الست اللي جوه..ردت عليهم المنتقبة وقالت مش هنا .. مشيت..أخويا جهوخدنى علي ريش اغسل وشي وأريح شوية .قابلت السيدات اللي كانوا معايا في المسيرة..حزنت من رد فعلهم..اللي تقولي خلاص بلاش شوشرة ..واللي تقولي ما هو الثورة لها ضريبة..واللي تقولي المقصود كسر ارادتنا مش التحرش بذاته..واللي تقول ما تخليك قوية….حسيت ان ماحدش منهم حاسس فالوجع اللي جوايا..هوه عشان أكون ثورية  المفروض يحصل اللي حصل ويمر علي كده مرور الكرام همه خايفيين يتكلموا ليه . علشان ما نشوهش صورة الميدان؟ الكل عارف إن دول مش ثوار الميدان اللي كانوا معانا طول ال 18 يوم..خايفين البنات تخاف تنزل المظاهرات. طب ما احنا بنتعرض لده في المترو وفي الشارع وكتير ممكن يقاوم ويشارك أكتر وده يحمي الناس….بيعملوا كده ليه.. عايزة آخد حقي ..نفسي أمسكهم واحد واحد وأقطع لحمهم زى ما قطعونى ونهشونى بالوحشية دي..حتى الكلام عايزين يمنعونى منه؟؟ إزاي ..بيفكروا إزاي..مش حاسين باللي أنا فيه

أنا المواقف اللي مريت بيها بتعدي علي طول ما أنا قاعدة.بأحاول ابعدها وأفتح التليفزيون ولا الكمبيوتر ..دقايق ومخي يشتغل..مش عارفة أنام. ولما أنام بأتفزع وأنا نايمة.

أول يوم ما أكلتش كنت موجوعه جدا من شد كتافي لدرجة مش قادرة أحرك إيدي، وجسمي كله أزرق من الكدمات.. جسمي كله أزرق ..ضرب وقرص وشد من كل ناحيه. …عايزة آخد حقي بس مش عارفة أعمل إيه ولا إزاي.

شهادة سحر طلعت  يوم 25 يناير 2013

كنا ننتظر فى ميدان السيدة زينب حتى تنتهى الصلاة و بدأ يتجمع المشاركون فى المسيرة و أعلام المنظمين و الحركات السياسية و الثورية محمولة على اكتاف الشباب و ترفرف.

 كان صوت الهتافات مدوى يدخل الى القلب حيث كانت مطالب معيشية تمس حياة كل مصرى. و كان صوت الشعب قوى عندما دخلت المسيرة الى الشوارع القريبة من وسط البلد فى اتجاهها الى التحرير. فرأيت خلال المسيرة  امتزاج  كل الشرائح من البشر خلال مسيرة السيدة زينب ، فكان الشيخ و الفتاة و السيدة صاحبة الاوجاع و الاطفال و الشباب و كانت هذه المسيرة تضم سيدات المنازل.

وصلت المسيرة الى ميدان طلعت حرب و التحمت مع مسيرة اخرى قادمة من شارع طلعت حرب . كنت ارى كثير من الفتيات و السيدات و الامهات فى المسيرات بشكل ملفت للنظر وكان يحمل اللافتات و صور العظيمات مثل ام كلثوم و هدى شعراوى و اخريات . الكل كان يحمل مطالب شخصية و كنت اقوم بعملى فى التسجيل مع المشاركين و المشاركات فى المسيرة و سؤالهم عن اسباب نزولهم يوم 25 يناير و كانوا يحللوا الوضع الراهن بعد سنتين من الثورة.

و كنت مع زملائى من الراديو طوال وقت المسيرة و وقررنا حوالى الساعة السابعة ان ندخل مرة اخرى الى ميدان التحرير حيث كنا نريد ان نتأكد ان هناك مناوشات فى شارع يوسف الجندى. 

و توجهنا الى ميدان التحرير من شارع طلعت حرب انا و زملائى و قبل ان نصل الى المستشفى الميدانى  الموجود على ناصية طلعت حرب مع شارع التحرير كان يوجد عدة فتيات يرتدون تى شيرت ضد التحرش فوقفت لكى اقوم بحوار مع المتطوعات . و كنت اترجم لزميلتى ما تقوله المسئولة عن هذه المجموعة من حوادث التحرش التى تتعرض لهن فى الميدان و قالوا لى ان هناك عمل ممنهج من بعض الناس الذين يدخلون ليتعرضوا للسيدات و البنات فى الميدان لتشويه الصورة و منعهم من المشاركة فى المسيرات. و فى لحظة الحديث مع المسئولة عن الفريق تدخلت سيدة و قالت لنا ان زوجى قد تم ضربه الان من بعض الرجال داخل الميدان لانه حاول ان يدافع عن بنت كان واحد بجلبية يحاول التحرش بها. و انتبهت لما تقوله و بدأت اسجل معها و مع زوجها و قالوا لى:

السيدة كانت واقفة مع ابنتها و زوجها فى الميدان و يشاركوا فى المسيرة و لمح زوجها ان هناك شخص و عدة افراد حوله يحاولون ان يبدأوا ان يتحرشوا بتلك الفتاة. و قال الزوج لأبنته و الزوجة ان يقفوا على جانب بعيد و بدأ الزوج فى ان يصرخ فى المتحرش و بدأ يصرخ المتحرش بانه لا يفعل اى شيى ء و لكن بدأ الزوج ان يمسكه و جرى الباقين عندما وجدوا انه تم الامساك بالمتحرش فبدأ الزوج بان يمسك به و فجاة ضربه المتحرش و لكن كان قد وصل فريق ضد التحرش و حاولوا ان يمسكو المتحرش.  و وجدت هذا الاب فى حالة صدمة و دمائه تتساقط على القميص و انفه ينزف و زوجته و ابنته بجانبه مزعورتين و التفت كى اتحدث مع الزوجة و فجأة …..

جاءت موجة من البشر تجاهنا و كنا واقفين امام مدخل عمارة و اصوات رهيبة من الزعر و الصياح من سيدات و اطفال و رجال … و كانوا يصرخون افتحوا الباب و كان هناك فتيات يحاولون ان يحموهن و شباب من حملة ضد التحرش و رجال كثيرة و الاصوات تتعالى و وجدت نفسى مع زملائى مدفوعون دفع الى داخل العمارة و دخلت فتيات منهارات و صريخ من طفلين يبحثان عن امهم و ينادونها "فين انت يا ماما" و سيدات و بنات تصرخ و تبكى و شباب كان يحمل احزمته فى يده لانه كان يضرب المتحرشين بها. و عدة بنات جالسن على الارض و هياج فى المدخل و اغلقوا  نور العمارة لانه كان هناك هجوم غير طبيعى على العمارة من المتحرشين.

كان العدد حوالى 25 شخص ، البنات و السيدات منهارات. الشباب يصرخون انهم حيوانات و مجرمين و قالوا الى كل الناس تحت فى العمارة انهم يجب ان يطلعوا فوق و مجموعة من فتيات ضد التحرش اخذوا بعض البنات الى فوق فى مكان يعرفونه و حتى يهدؤا من روعهن و كان هناك فتيات مضروبات فى الوجه و اخريات وضعهن كان سيىء جدا تقريبا تم تعريتهن و لكن حملة ضد التحرش اعطتهم ملابس.

و اضررت مع زملائى ان نطلع الى فوق دون استخدام المصعد لأننا فضلنا ان الحالات الصعبة تتطلع فيه. ووجدت سيدة كانت نازلة الى الميدان من سكان العمارة و معها بناتها و يحملن علم مصر . فقلت لها لا تنزلى الان هناك حالات تحرش رهيبة فى الميدان الان و الشباب يواجه صعوبات كبيرة فى ان يمنعهم لان اعدادهم كبيرة و مدربين على هذه الاعمال. و فعلا دخلت الام و معها بناتها الى شقتها.

اما نحن فطلعنا الى اعلى العمارة حتى السطح و هنا بدات اتصل بمجموعات ضد التحرش لأخبرهم اننا مختبئين على السطح و ان يخبرونا متى ننزل و نخرج.

و انتظرنا حوالى الساعتين حتى استطعنا النزول بسلامة و وجهونا من اين نخرج فى الميدان.

 

هذه هى شهادتى على ما حدث فى هذا اليوم العظيم الذى كان يجب ان يكون احتفال جميل بذكرى الثورة و لكن تحول الوضع الى سؤال كبير…. لماذا تستهدف المرأة بهذه الطريقة الوحشية؟ لماذا فى هذا اليوم الرائع الذى يحمل ذكريات نضالية ضد الاستبداد؟ لماذا اصبحنا هدف كى يبعدونا عن الميدان و تعويق عملى كصحفية؟  اسئلة كثيرة خرجت بها من هذه التجربة المريرة و لكن هذه المرة كان عندى اصرار اكبر ان استمر فى اداء عملى بكل جدية و لن اسمح الى الخوف ان يمنعنى من اداء واجبى فى تغطية الاخبار ، او مشاركتى فى اى مسيرة.

سحر طلعت.

شهادة موجه إلى مبادرة "شفت تحرش"
جميع الوقائع المذكورة حدثت بعد انتخاب السيد / محمد مرسى رئيساً للجمهورية.

حقوقي المقهورة في مجتمع الذكوة

شهادة  رنا راشد

المرأة هي المجتمع بأكمله و أهم أسسه هي المعلمة و الأم و الابنة و الأخت و الزوجة و هي مربيه النشا الجديد و كل الأجيال القادمة و ساهمت في تشكيل ثقافة المجتمع منذ تواجد البشرية فهي من تضع ثقافتها و تعليمها و معتقداتها في عقل النشا من الأطفال فينمو مع هذه الأفكار ليصبح إما شخص ايجابي يفيد المجتمع أو شخص سلبي يفسد المجتمع و تنهار معه قيم المجتمع و بما أن المرأة أساس المجتمع و هي من تضع أسسه كيف أن يحرمها المجتمع الذكوري من حريتها في أن تتمتع بالأمان في شوارع بلدها و تكون كالسجين الذي لا يعرف متى يحكم عليه و ما هي نوعيه العقاب و لكن الفرق إنها متهم برئ لا يستطيع أن يثبت براءته كيف آن تكون المرأة التي تربي الرجل ذاته يعتبرها كائن ثاني ليس له حقوق ولا اعتبارات لخصوصياتها لتجد المجتمع الذكوري يغتصب منها كل حقوقها بحجه أنها مذنبه في طريقه ملابسها و نسي أن الغاية لا تبرر الجريمة التحرش هو محصله لمجموعه من الإمراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري لعقود كثيرة و ليس بجديد و لكن في ظل الحكم الحالي الذي يدعي انه ديني ازدادت فيه هذا المرض الاجتماعي و هو التحرش و هذا مراه لنا كيف أن الذكور يستخدمون الدين وسيله لتبرير أخطائهم البشعة التي يتبرأ منها كل من لديه نفس سويه وواعية و من هذه السلسلة يمكن أن اعرض واقعه حدثت لي في عهد حكم مرسي الذي يدعي أن حكمه يمثل عدالة الدين للأسف استغل المجتمع اسم الدين لقمع المرأة و طمس حقوقها المشروعة في يوم مثل أي يوم خرجت من منزلي ظنا مني انه يوما عاديا و لكن بالطبع كنت أتوقع أي تحرش في أي لحظه و أي دقيقه فقررت آن اركب المترو كوسيلة نقل سريعة مثل أي مواطن فا فؤجئت بمجموعه من الشباب يتجمعون حولي يحاولون مضايقتي و التحرش بي فا أقدم ذئب بشري منهم أن يتحرش بي بطريقه مقززه و عندما أخرجت أداه حادة لتهديده وجه شتائمه إلي ثم ادعي التراجع و الاستسلام في قلبي كنت قلقه و لكن كنت نوعا ما سعيدة أنهم ابتعدوا عني ظنا مني أنني منتصرة و لكن كيف يستسلم ذئب ان يلاحق فريسته كان يجب أن افهم هذا من البداية جاء المترو ثم دخلت و قبل أن يغلق الباب فوجئت بكيس كبير مليء بالثلج يرميه واحد من المجموعة في وجهي بقوه بالطبع انهارت أعصابي و لكن ليست هذه المشكلة بالنسبة لي بحكم أنني اعرف التحرش و اختبرته من قبل كثيرا المشكلة أنني وجدت النساء في المترو يهاجموني بقوه لفظيا فقالت واحده منهم لي أنتي المخطئة مدعيه أن ملابسي خارجه و أنني السبب لهذا التحرش و ليس هذا فقط ساندتها معظم النساء في المترو و نظروا إلي بنظره حقيرة علي أنني فاسدة لأنني غير محجبة و من هنا يأتي السؤال كيف أن نحاكم الرجل علي أفعاله و عن التحرش و الضحية و هي المرأة تبرر له الفعل العسير ببساطه هي ضد نفسها و ضد حقوقها و في وجهه نظري أن في أي مجتمع نقيس مدي فساده فالترمومتر الحقيقي هو وضع المرأة في القانون و الحقوق الاجتماعية باضا فه إلي أفكارها و ناشئتها التي يستمد منها النشا أفكاره و قيمه انه حلم أن نجد أن المرأة واعية و ثابتة علي حقوقها و تعرف ماذا تفعل و متى تفعل و لكن سأظل احلم لأنه الشئ الوحيد الذي فيه ننسج صوره صحيحة خياليه لما نريده لمجتمعنا فليكن الله مع كل مظلوم ليأخذ حقه و لنحاول بجديه أن نحسن ما انكسر في مجتمعنا بمناهضه الأشياء السلبية و علي رأسها التحرش

 

 

 

شهادة بسمة

25 يناير 2012

مسيرات جميلة؛ دخلنا الميدان في الخامسة عصرا وكان مزدحم جدا؛ خرجنا نتناول الغداء وقررنا العودة للميدان حوالي الثامن مساء.  كنا مجموعة كبيرة ونتحرك بصعوبة بسبب الزحام؛ قررت أنا و2 من أصدقائي (شاب وفتاة) الانفصال عن المجموعة ولقاءهم عند يافطة "المقاولين العرب" في منتصف الميدان.  ما أنا وصلنا بالقرب من اليافطة حتى فوجئت بالصديقة تصرخ في أحدهم وتطلب منه الابتعاد عنها.  قابلنا شاب يعرفني من العمل، فأخذني من يدي وبدأ يتحرك بي في عكس هذا الاتجاه، وهو يقول لي أن هناك ناس "عاملة قلق".  تحركنا أنا وشاب العمل وصديقتي وصديقي فيما يشبه القطار، ووراءنا الشباب الذين كانوا عند اليافطة؛ في البداية، قاموا بفصل صديقنا عنا، فأصبحت الفتاة في المؤخرة.  بدأوا يتحرشوا بها، وآخرون يحاولون سرقة حقيبة يدها؛ حاولت أتشبث معها في حقيبتها فقام بعضهم بالتحرش بي وسرقة حقيبتي.  الشاب الذي أعرفه من العمل أخذني من يدي وبدأ يجري بي.  لاحظت وراءي دائرة حول الفتاة وبدأت دائرة تتكون حولي أنا والشاب من العمل.  استمرت التحرشات ومحاولات خلع الملابس.   كانت لهم نظرات ميتة، حاول الشاب إبعادهم بالصراخ، وأنا حاولت أمسك أي يد تمتد إلي.  لم أكن أعرف من يتحرش ومن يحاول حمايتي.  لم يخرج صوت من حنجرتي، والتقت عيني بعيون بعض المارة لكنهم لم يفعلوا شئ.  أخيرا صرخت، فابتعدت الدائرة لعدة ثواني ثم ضاقت مرة أخرى وإزداد عدد من حولي.  استمر الوضع باتجاه ميدان عبد المنعم رياض حتى مدخل شارع محمد بسيوني.  وجدنا ميكروباص مركون فحاول زميل العمل يجعلني أقف وظهري له ويقف هو أمامي لحمايتي لكنهم لم يتركوني ألمس حتى الميكروباص.  أوقعوا زميلي على الأرض ثم أوقعوني.  أيادي مجهولة أوقفتني على رجلي مرة أخرى؛ بعض الأيادي واصلت التحرش والبعض الآخر دفعني أنا والشاب باتجاه سيارة؛ ركبنا السيارة وانطلقت بنا؛ الشباب قفزوا على سقف ومقدمة السيارة في محاولة لإنزالنا، لكنهم بعد قليل إما نزلوا أو وقعوا.

شهادتي عن الإعتداء الجنسي الجماعي ال مريت بيه و بتمر بيه بنات كتير في التحرير

by Salma Shamel on Wednesday, January 30, 2013 at 1:21pm ·

أنا واحدة من المتطوعين في مجموعة "ضد التحرش". انضميت من أيام أحداث الإغتصاب الجماعي الي حصلت في نوفمبر 2012 في ذكرى محمد محمود. كنت فاكرة نفسي فاهمة و مستوعبة جدأ تفاصيل الإغتصاب الجماعي الممنهج ال بيحصل في التحرير واني على الأقل مهيئة ذهنيأ و اني لازم اتصرف بهدوء وحكمة، بس في الحقيقة الموضوع كان برة قدرتي تمامأ

 

في ٢٥ يناير ٢٠١٣، وصلت "غرفة العمليات" ال بنحضر فيها شنط الإسعافات و بنستقبل فيها المكالمات. إحنا متقسمين لمجموعات مختلفة كل مجموعة مسئولة عن حاجة معينة، من مجموعات "الميدان" البتوزع فلايرز و بتطلب من الناس إن لو شافوا أي حالات تحرش جماعي يكلموا الأرقام دي،  لمجموعات "إنقاذ" ال بتتدخل بين الجموع و تحاول تنقذ البنت، لمجموعات "الأمان" ودي ال بتحاول توفر للبنتالأمان و الإسعافات الأولية، مش مهمة التفاصيل دي

المفروض ان مجموعات الإنقاذ كانت هاتبدي شغل الساعة سابعة، واحنا بنحضر شنط الإنقاذ لقينا المكالمات بتطلب مننا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير عشان في حالة هناك. نزلنا انا و متطوعين إتنين (ولد وبنت) بنجري بشنطة الإنقاذ ال فيها ملابس (عشان الأوساخ أول حاجة بيعملوها انهم يقطعوا البنت و يجردوا البنت من هدومها) و إسعافات اولية. وصلنا لمجمع التحرير مالقيناش حاجة. جالنا خبر تاني اننا نروح عند هارديز عشان فيحالة تحرش بتحصل هناك حالأ، جرينا و وصلنا لتجمع كبير و صراخ عند الناصية و أعداد مهولة مزنوقة على الرصيف. فهمت ان البنت أكيد بين الجموع دي بس ماشفتهاش، حاولت انا و البنت ال معاياالوصول ليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ و تقولنا "هتتبهدلوا و مش هتطلعوا من هنا امشوا برة"  و من قبل ما استوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا و في ظهرنا عربية فول، ماكنتش فاهمة ازاي فيه ما لايقل عن ٥ ايدين بتمسكني من صدري و بتحشر إيديها في سوستة البنطلون و عشرات الرجال بتتدافع للوصول لينا.  و كنت لسة متخيلة ان رد فعلي وصراخي "بس يا حيوان" هيفرق في حاجة. فضلت أصرخ بسيا حيوانات زي العبيطة مع اني عارفة ان الصريخ مش هيعمل حاجة. فكرة "الفضيحة ولم الناس" ال أنا متعودة عليها في الشارع ماكانتش نافعة. كنت باضرب وأزق وأصرخ. بس الحقيقة ان المتحرشينماكانوش خايفيين من الفضيحة عشان هم الكثرة وكله شايف كله بيتحرش و يا بينضم يا مش بيقدر يعمل حاجة.

كنت مضغوطة أنا وصاحبتي بين الناس و عربية فول (هي لابسة الشنطة على ظهرها وأنا ماسكة ومثبتة في إيدين الشنطة) و هي ماسكاني من كتافي جامد جدأ و بتقولي بصوت مطمئن و هادي جدأ (هي للأسفمرت بالتجربة دي قبل كدا و تداركها للموقف كان أهدى و أحسن مني بكتير) "ان إحنا بيتم الإعتداء علينا حالأ و ان أهم حاجة اننا نفضل مع بعض مهما حصل". ماكانش فارق معاها حاجة غير انها تطمني وفضلت تقولي "هنطلع هنطلع متخافيش إحنا مع بعض" فضلت تكرر "إحنا مع بعض إوعي يفرقونا" كتير جدأ. مسكت فيها جامد جدأ و أنا حاسة بكل الآيادي بتفعص في كل حتة في جسمي و بعد كدا ماحستشغير و هم بيزقونا. و في وسط كميات رهيبة و تدافع رهيب بنتحرك بعيد عن عربية الفول (ال كانت حامية ظهرنا) و فجأة بقينا في نص الشارع و ال ٥ ايدين بقيت أكتر بكتير. بيمسكوني من كل حتة في جسمي وباصابعهم يضعونها في مؤخرتي من فوق البنطلون و في سستة بنطلوني بمنتهى العنف و الوحشية.

 شعرت بشيء مدبب و خفت جدأ لقيت واحد بحاجة صغيرة مدببة بيحاول يدخلها أو يقطع بيها بنطلوني. كنت باصرخ و مخنوقة جدأ وباعيط و مش عارفة أعمل أي حاجة… فضلت أصرخ بهيستريا… فضلت أصرخ "حرام عليكم حرام عليكم" لفترة طويلة جدأ، مش عارفة ليه…ما كنتش شايفة صاحبتي خالص. كانوا بيشدوا الكوفية حولين رقبتي و بيخنقوني و بيجروني منها (أوحش حاجة إن الواحد يلبس كوفية في الاشتباكات) و أنا مخنوقة و مش عارفة أتنفس…نسيت كل النصائح ال اتعلمتها في المجموعة. نسيت اني لازم أبقى هادية و ان صراخي بيجذبهم أكتر. كل ما صرخت إعتدوا عليا بوحشية أكتر. و شفت بعيني شخص (أنا فاكرة شكله، أقل من عشرين سنة و قصير و في منتهى الوحشية) بيقطع البلوفر بتاعي و قطع البرا (ملابسي الداخلية) و قلعهولي و فضل يمسك صدري وفي نفس الوقت ناس بتنتهك جسمي من كل حتة. كنت قرفانة و تعبانة جدأ. حسيت اني بيغم عليا. كنت خايفة جدأ اني أقع على الأرض. تكاثرت الايادي و التدافع وأنا فجأة بطلت أصرخ، كنت مش عارفة أتنفس و دايخة جدأ وكنت خايفة اني أقع و أموت، انا فعلأ كنت حاسة ان الموت مش بعيد تمامأ. التدافع و الزحمة كانت لا تصدق، و فضلت أقول للولد ال ماسكني من صدري اني باموت و فضلت أحاول أقنعه اني هاموت و اني مش عارفة أتنفس. في وسط كل التدافع دا و البلوفر وصل لرقبتي و بقيت عارية الصدر تماما و كل ال حواليا بيمسكوني من صدري و واحد بيحاول يفك حزام بنطلوني و يشد بنطلوني بعيد عن جسمي عشان يبقى في مكان لواحد تاني يدخل ايده. دخل ايديه جوه بنطلوني و قعد بصوابعه يخربشني و مسك فيا بكل قوة و حضني و قعد يصرخ "سيبوها يا ولاد الوسخة سيبوها" و هو بيصرخ بيدخل صوابعه كلها جوة بنطلوني وكتير بيمسكوني من صدري وناس كتير جدأ بتزق. وأحزمة بتضرب في كل حد في كل حتة. كنت حاسة اني هارجع ودايخة جدأ. معرفش فات وقت قد إيه وتدافعنا إزاي لحد ماوصلنا لركن في الحيطة و حمينا ظهرنا في الحيطة الجنب بيتزا هت و راجل قعد يضرب كل ال حولينا و يقول حرام عليكوا هتموت حالأ و قعد يصرخ هتموت منكوا. فجأة لقيت نار مولعة قدامي من سبراي و الجموع كلها بتتفرق، زي الحشرات. فضل المتحرشين لازقين فينا مكمليين إعتداء. و هنا شفت صاحبتي جنبي تاني. و أقذر المخلوقات ماسكني من كل حتة في جسمي و يصرخ و كأنه بيدافع عني و هو في الحقيقة إيديه جوة بنطلوني. يصرخ سيبوها سيبوها (كان كل تركيزي انه ميفكش حزامي، و في نفس الوقت كان في إتنين في منتهى الهدوء واقفين جنبي يمسكون بمؤخرتي.  ولعوا نار أكتر و فجأة بقى في ممر اننا نجري ندخل بيتزا هت. الناس زقتنا لجوه و حاول باقي المتحرشين الدخول و الهجوم على الناس ال واقفة برا وكانوا بيصرخوا و يرزعوا على الباب. قفلوا الباب بالحديد تماما و ادوني بلوفر و صاحبتي دماغها كانت كلها دم

والله ال حصلي دا مايجييش ربع ال حصل لبنات تانية كتير

 

.محاولة إرهابنا مش هتنفع، إحنا غضبنا و إصرارنا بيتضاعف. أنا فعلأ آسفة لكل بنت عدت بأي حادثة شبيهه، وحياتكم ما هنسكت

شهادة احدى متطوعات "قوة ضد التحرش" عن الاعتداء عليها خلال المهمة (T.B.Ar)

by ‎Op Anti-Sexual Harassment/Assault قوة ضد التحرش/الإعتداء الجنسي الجماعي‎ on Sunday, January 27, 2013 at 2:25am ·

تحية من المجموعة الى كل افرادها بنات وولاد والى كل مجموعات العمل وبالاخص مجموعات الامان والتدخل اللي كانوا في الصفوف الامامية. تحية الى الرفيقة على شجاعتها ومشاركتها لشهادتها. مكملين ومش هيقدروا يكسرونا

كنت ضمن مجموعة "الأمان" في مجموعة قوة ضد التحرش لحماية الميدان من التحرش العنيف /الاغتصاب الجماعي بالميدان. تجمعنا حوالي٦:٤٠ مساء في اول ش. طلعت حرب , وقتها عرفنا من الشباب ان حالات التحرش بدأت بالفعل و ان الشباب اللى كان متواجد وقتها وصل للبنات و قدر ينقذهم ,, كان الجو متوتر بالفعل و على حوالي٧ او ٧:١٥ اتحركنا لموضعنا اللي اتفقنا عليه عند هواية المترو بجوار شارع طلعت حرب,, ف نفس الوقت كانت قنابل الغاز من شارع القصر العيني اقتربت من الميدان و ريحة الغاز بدأت تنتشر فكان عدد ضخم من الناس بيتَجه ناحية شارع طلعت حرب للهروب من الغاز و كان التدافع رهيب ,

وصلنا وِجهتنا و كنا مجموعة الأمان و مجموعة الاشتباك بس كان كابتن مجموعة الاشتباك لسه ماوصلش لينا , بعد حوالي 10 دقائق بالأكثر حصل تدافع قوي و شوفنا تجمهر قريب من الهواية عرفنا وقتها ان فيه بنت بيتم التحرش بيها (انا ماشوفتش البنت) مجموعة الاشتباك اتحركت لأنقاذها و مجموعة الأمان المكوّنة من أنا و بنت   و ولد ماكنتش لامحاه وقتهاحاولنا الاقتراب من التجمهر عشان ناخد البنت فى حالة انقاذها ( و هو ما كان دور مجموعة الأمان من الأساس) وقتها بدأ ناس يعملوا علي انا والبنت    دايرة و التحرش بالفعل بينا و كان كلامهم لينا " اخرجوا برة من هنا انتوا بنات هاتتبهدلوا .. " في خلال دقايق كنا تخلصنا منهم و وصلنا لمجموعتنا على الرصيف اسفل هواية المترو , و كان وقتها افراد من مجموعة الأشتباك حاميانا بالعصيان و صاعق كهربي لمنع الناس من انها تقرب مننا ,, مجموعة تانية من الناس حاولت تطلعنا الهواية لكني لمحت بنت من مجموعتنا كانت بتزعق في الناس فوق عشان بيتحرشوا بيها , و بعد ما دفعهم لينا خلانا نطلع على الهواية قدرنا ننزل تاني في ساعتها , وقتها ابتدت أيادي كتير تشد فينا و أنفصلت عنهم و بدأت المرحلة التانية من التحرش الجماعي بي ( عرفت وقتها انه كان في نفس الوقت بيتم التحرش بأكثر من بنت من مجموعتنا) , مش فاكرة كل التفاصيل بعد الشد غير ان كل الأيادي من كل ناحية كانت في كل منطقة من جسمي ( كل الأحداث اللي اتروّت في اي شهادة عن حالة تحرش جماعي) ما بين مسكهم لي بكل الطرق الممكنة و ما بين صراخ ناس بتشتم فيهم و ناس بتقولي قومي ( لأن كان فيه اوقات رجلي بتخونّي مبقدرش أمشي معاهم) , مش قادرة احدد الوضع دع استمر ربع ساعة او يمكن أقل , في أثناء التحرش بيّ كان السويت شيرت اللي لابساه اترفع و اى حاجة لابساها تحتيه اترفعت و قدرت في النص أني أنزله تاني,, آخر محطة من البهدلة كان فيه ناس معرفهاش (أعتقد كانوا بيحاولوا يخلصوني) سابوني على الأرض من غير لمسي و كانوا بيشخطوا فيّ أني أقوم عشان المتحرشين مايخدونيش تاني, قومت و ساعتها شوف ولد من مجموعة الأمان قدر انه يوصلي و الناس حوالينا بتحاول تضربه شكا فيه انه متحرش , صراخ مني ان ده أخويا سيبوه كان بيخليهم يهدوا عليه شوية , بعد كده الولد اداني نضارته و حاول يضرب الناس حوالينا و ماشوفتهوش بعد حاول كده , كان معايا بعديها شخص معرفهوش كان بيحاول يحميني (على ماأظن) الأحداث دي حصلت متسارعة لحد ما قدروا يوصلولي اتنين من مجموعة الأشتباك انا اعرفهم بعد عناء قدروا يأمنوني, طول الفترة دي انا متأمنة من ضهري ب "نَصبة شاي و سندوتشات" عاملة شكل حرف ال

و دى كانت حماية كويسة لي قدرت آخد نفسي لحد ما نلاقي مخرج بين المكان اللي احنا فيه (كنا وقتها في نص الشارع) و بين عمارة معيّنة فيها ناس نعرفها , الناس قدرت تفرق التجمهر و اتحركت مع الولدين ناحية العمارة لكن كان فيه السور اللي بيطوّق معظم وسط البلد , و عشان كان خطر انه يرفعوني فوق السور للوصول للعمارة , كان وقتها وصلتلنا عربية اسعاف , ركبت انا و الولدين و و صلنا أقرب بيت أمان . دي كل شهادتي عن اللي حصل في جزء معين من اليوم ده بكل احداثه البشعة من اعتداء على بنات كثيرة كان منهم بنات قوة ضد التحرش .

شهادة فتحي فريد لجريدة المصري اليوم الصادر في 5 فبراير 2013

رصد فتحى فريد، منسق مبادرة «شفت تحرش» 24 حالة تحرش داخل ميدان التحرير فى ذكرى الاحتفال بمرور عامين على 25 يناير، احتاجت 6 حالات منهن إلى التدخل الجراحى، واصفاً المتحرشين بأنهم مسجلون خطر ومدفوعو الأجر من قبل قوى دينية متطرفة.

ودلل «فريد» على رأيه بتأجيل مجلس الشعب السابق الموافقة على مشروع قانون يجرم العنف الجنسى والتحرش وعدم التفات مؤسسة الرئاسة إلى مطالبة أكثر من 35 حزباً مدنياً ومنظمة نسائية بضرورة سن قانون يجرم التحرش الجنسى، كما تجاهل الرئيس مرسى التقرير الذى رفعته وزارة الداخلية عن وقائع التحرش فى عيد الأضحى، التى بلغت 1006 بلاغات خلال أربعة أيام فقط، مؤكداً أن عدم صدور بيان واحد من مؤسسة الرئاسة يدين ممارسات العنف ضد المرأة.

متطوع في فرق ضد التحرش

من فترة كبيرة و ظاهرة التحرش شغالة فى الميدان ، في الأول كنت حاجة كدة فرداني يعني كل واحد و شطارته ولكن مع الوقت بقت ظاهرة التحرش دي منظمة جداً لدرجة التطابق بين الحالات. في الأول تلاقي لمة و هيصة إن في حاجة بتحصل. أول نظرة تلاقي دايرة ملمومة على بنت يتهيألك إن في ناس بتحاول تتحرش بالبنت دي والباقي بيحاول ينقذوها لكن الحقيقة المرة إن في المعظم بيبقى حاميها حراميها يعني اللي بيعمل نفسه ببينقذ البنت عشان ينوبه من الحب جانبهدف الناس دي انهم يخوفوا البنات انهم ينزلوا الميدان عشان ميحصلهمش تحرش.

مجموعة من الحركات والمبادرات رصدوا العملية دي و قرروا انهم يعملوا حاجة اسمها "قوة ضد التحرش" أول ما سمعت عن الموضوع ده اهتميت جداً اني أنضم للناس دي و نحاول نعمل أي حاجة عشان ننقذ البنات اللي بيتحرش بيهم. كنت فاهم في الاول اننا كرجالة نازلين ندافع عن البنات المساكين اللي بيتعرضوا للتحرش.

 امبارح كان أول يوم أنزل مع المجموعة و كنت في مجموعة اسمها مجموعة التدخل و دي مهمتها انها توصل للبنت المعتدى عليها و تحوطها عشان تيجي بعد كدة مجموعة تانية تحاول توصل بالبنت لمنطقة أمان. قبل ما ننزل الواحد قعد يذاكر كويس المفروض يعمل إيه في خياله كدة، بس اللي شفته كان درب من دروب الجنون! صريخ و ضرب من كل ناحية و احنا مش عارفين نوصل للبنت من كتر الناس اللي حواليها، منهم اللي واقف بيتفرج واللي بيزاحم يمكن يلطش كدة ولا كدة. و قلة مندسة فعلاً نفسها تساعد بس هما مش عارفين يعملوا إيه و من تدافعهم بيدوا فرصة أكبر للحيوانات البشرية انها تتمكن من البنت أكتر و أكتر. بعد مجهود طويل و ضرب و زعيق بتقدر مجموعة التدخل انها توصل للبنت و تحوطها في مدخل عمارة مثلاً أو في حتة مقفولة عشان محدش يقدر يوصلها و تبدأ مرحلة التفاوض على إخراج البنت من المكان ده واللي غالباً بتنتهي إن احنا لازم نطلب إسعاف عشان نقدر نخرج بالبنت سليمة على قد ما نقدر

أنا بعد أول حادثة و احنا بندخل واحدة زميلتنا فالمجموعة الإسعاف حسيت بيأس رهيب إن "و احنا هنقدر على العالم دي ازاي و احنا ما نجيش 10 على بعضنا" و فضلت الفكرة دي في راسي و أنا بجري ورا عربية الإسعاف عشان نوصل بيها لحتة أمان. لحد ما قبلتها هي و 2 من زمايلنا  إللي ركبوا معها الإسعاف و كانت بتبتسم! قلت لنفسي إذا كانت قادرة تبتسم تبقى قدرت تهزم كل المتحرشين دول لوحدها من غير مساعدة مننا، الكلاب دول هدفهم الوحيد انهم يكسروا إرادة البنات عشان مينزلوش و يعبروا عن رأيهم و هي نزلت و عدت فى التجربة دي كلها و قادرة انها تضحك, الصراحة حسيت اني بصغر جدا قدامها و قدام روحها القوية و ابتسامتها و ضحكتها اديتني القوة اني اكمل و ان اي مجهود الواحد بيحس بيه في الاشتباك مع الجموع الغفيرة دي ما يساويش حاجة قدام انك تشوف واحدة بعد التجربة دي قادرة تبتسم في وش المصيبة.

 خلاصة القول إن احنا مش شوية رجالة وخدانا الشهامة و نازلين ندافع عن بنات مساكين! الحقيقة اننا بنستمد منهم قوتنا عشان نكمل. تحية لكل واحدة قادرة رغم كل اللي حصلها أو ممكن يحصلها تقف و تقول لا للتحرش و بتثبت ان الرجولة مش مجرد صفة وراثية,احنا من غيركو مكناش قدرنا نعمل أي حاجة.

 

 

ناخدها وبعدين واحد واحد يا شباب " 23 نوفمبر 2012"

توثيق نظرة للدراسات النسوية

سأحكي حكايتي التي تشبه الكثير من الحكايات، حكايتي أنا وأنتي،  أنا وأنتي نعرف كيف حدث هذا، الموت كان قريبا لكنه لا يأتي، أنا وأنتي نعرف إننا انتهكنا، إننا اغتصبنا في قلب ميدان التحرير بين جموع من البشر لا نعرف دينهم، ذئاب بشرية تنهشنا تستبيح كل ما هو خاص، تجردنا من أجسادنا، عنف وشبق وغريزة ولا احد قادر على إنقاذنا، أن نواجهه الموت والاغتصاب لمجرد إني أنثى… في هذا الموقف أنا فقط أنثى. الأم والأخت والابنة والجارة والصديقة مجرد أنثى. على ناصية شارع محمد محمود، شارع الشهداء وعيون الحرية جردوني من جنسيتي… من انتمائي لهذا المشهد.

الجمعة 23 نوفمبر 2012 في تمام الساعة السادسة والنصف مساء نزلت أنا وصديقتي لنعلن رفضنا للدستور المشوه، وسط الملايين ممن نزلوا لنفس الغرض (أود أن لا اسمع أحدكم يقول "ايه اللي وداكوا هناك")، تمشينا حول الصينية في الميدان ووصلنا لناصية شارع القصر العيني وشارع محمد محمود، كانت الشرطة تلقي قنابل مسيلة للدموع بغزارة و بدأ الركض والتدافع، أمسكت بيد صديقتي ولكني فقدتها بعض لحظات. آخر شيء سمعته منها هو أن هناك من يتحرش بها وسط التدافع. حين استطعت الرؤية مرة آخري لم أجد صديقتي، ووجدت صديق لي كان هاربا من الغاز  بالقرب مني، قلت له أن صديقتي هناك يتحرشون بها ، فذهبنا  لننقذها وقد اكتشفت وقتها أني فقدت الموبيل، وجدت  صديقتي حولها المئات من الأشخاص… حاولت أن أخلصها أنا وصديقي لكنهم دفعونا سويا فوقعنا فوق بعض ثم فصلونا إلي دائرتين، وقتها لم أدرك أي شيء… .لم افهم ماذا يحدث… من هؤلاء؟. كل ما كنت ادركه أن هناك المئات من الأيادي تجردني من ملابسي وتخترق جسدي بكل وحشية، لا سبيل للنجاة فالكل يقول أنه يحميني وينقذني لكن ما كنت أشعر به أن الدوائر القريبة مني والملتصقة بجسدي يغتصبوني بأصابعهم من الأمام والخلف، بل وأحدهم كان يقبلني من فمي… أصبحت عارية تماما وتدفعني الكتلة الملتفة حولي إلي الممر المجاور لمطعم هارديز… أنا داخل هذه الدائرة المغلقة بإحكام وكلما كنت أحاول أن أصرخ وأن أدافع عن نفسي وأن استنجد بمخلص كانوا يزيدون من عنفهم واغتصابهم، وقعت مرة أخرى في مياه المجاري الموجودة أمام هارديز وأدركت في هذه اللحظة أن في الوقوع موتي. قررت أن أحافظ على هدوئي طالما الصراخ يتبعه عنف اكبر، وحاولت أن أبقى واقفة أتشبث بأيديهم التي تخترقني وأكتافهم، ثم في الممر بجوار هارديز وقعت مرة أخرى في بلاعة المجاري ذاتها وأنا عارية…  استطعت أن أنجو من الموت دهسنا تحت أقدامهم وجدت باب لعمارة، حيث يقف البواب خلف الباب ولا يريد أن يفتح… بقيت محجوزة في مدخل العمارة وقتا طويل… .تتدافع الأجساد من حولي الذين مازالت أيديهم تنتهكني، بل وكنت أرى منهم من يقف على أماكن عالية لكي يتمكن من المشاهدة مجانا ليغذي احباطاته الجنسية بالمشاهدة… أشعر إني قضيت وقتا طويلا في هذا الركن، إلى أن ألقى لي أحدهم بلوفر والذي كان شبه مستحيلا أن أرتديه فالأجساد تلتصق بي وتمنعني من ارتدائه، نجحت في لحظة ما أن أرتدي البلوفر وهي اللحظة التي سمعت مجموعة من الشباب على يساري يتفقون على أن يأخذوني لمكان آخر وعلى حد تعبير أحدهم "ناخدها وبعدين واحد واحد يا شباب" و فجأة بدأت الكتلة البشرية تدفعني مرة أخرى ولكن ليس في اتجاه المستشفى الميداني، دفعوني في الاتجاه المعاكس في اتجاه خرابة مظلمة، خفت من أن ينتهي بي الحال في هذه الخرابة، حاولت الوصول لقهوة في الطريق لكنها لم تفتح وكذلك محل للأدوات الالكترونية أيضا لم يفتح بل وتحرش بي أحد العاملين بهذا المحل وأنا أمر من أمامهم… شعرت بيأس جعلني أستنجد بهذا الرجل الذي أمامي مباشرة والذي كنت أختبئ في ظهره لأستر عورتي، والذي كانت يديه تعبث بمؤخرتي، أخذت أستعطفه قلت له أني أم – وهذه حقيقة- وأنه رجل شهم وبطل وأني اختارته لكي يحميني توسلت اليه لكي يفسح لي طريقا للمستشفى الميداني. لا ادري حقا ما دفع هذا المتحرش لإنقاذي بعدما توسلت إليه… .ولا اعرف كيف فجأة أشهر حزاما وأخذ يضرب في كل من حوله ويصرخ بجنون"انا اللي هحميها… انا اللي هحميها"، لا أدري كيف استيقظ ضميره لكني وجدت نفسي أزحف لأصل للمستشفى الميداني… هناك رأيت أول سيدتين فشعرت بالنجاة… كان مازال نصفي الأسفل عاريا تماما… فألقوا علي البطاطين وسط محاولات للمتحرشين لاقتحام المستشفى والالتفات حولي مرة أخرى… أعطى لي أحدهم سرواله وآخر موبيله لكي أتصل بأحد… بدأت أرى أصدقائي وهم يحاولون اختراق الكتل البشرية الملتفة حولي. كان شيئا في غاية الصعوبة لكي اخرج من المستشفى الميداني لأصل لبيت صديقة لي قريبة من المستشفى. حين صعدت لبيتها كان المتحرشون مازالوا ينتظرون أسفل العمارة.

أشعر أني لم احكي الحكاية كما حدثت… الوصف أقل حدة مما حدث لي ولصديقتي التي عرفت بعد ذلك ان المتحرشون أخذوها إلي عابدين وأن من أنقذها كانت سيدة من عابدين.

أشعر بالأسف والحزن والأسى لما حدث من حالات أخرى بالأمس 25 يناير 2013… لذا قررت أن اكتب شهادتي، لكي يعلم كل من يريد أن يدفن رأسه في الرمال أن ما يحدث جريمة بشعة قد تحدث لأمك أو أختك أو ابنتك أو لصديقتك أو حبيبتك.

لن نخاف… لن نختبئ في بيوتنا، التحرش مرض اجتماعي متفشي من سنين، يستخدمه النظام الحالي لكي يرهب الفتيات والسيدات، و لكن يجب أن نعلم جميعا أن قضية التحرش هي قضية اجتماعية وليست سياسية فقط، وما يحدث في الأعياد والمناسبات والأماكن المزدحمة تشهد على ذلك. لا أعرف إن كانت هذه الشهادة ستحدث اختلافا أو تغيرا… فمازالت الانتهاكات تمارس ولكنه اضعف الإيمان.

إلى نساء هذا الوطن المغتصب: أنتن أعظم ما فيه.
الموثق: نظرة للدراسات النسوية

13 يونيو 2012

شهادات حول الاعتداءات الجنسية التي وقعت مؤخرا في محيط ميدان التحرير

اليوم، 16 يونيو 2012، هو يوم التدوين والزقزقة ضد التحرش الجنسي في مصر، وفي هذا الإطار تنشر نظرة للدراسات النسوية ثلاثة شهادات لنساء تعرضن لاعتداء جنسي من مجموعة كبيرة من الرجال في شارع محمد محمود يوم السبت 2 يونيو. إن التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي الذي وقع في ميدان التحرير في يومي 2 و8 يونيو الحالي ألقى الضوء على خطورة التحرش والاعتداء الجنسي في الشوارع في مصر. وبالرغم من أن الشهادات الثلاث لا يشكلن كل ما تعرضت إليه النساء من وحشية في اليومين، إلا أنهن يعدوا مثال لديناميكيات التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي الذي حدث، وهو ليس الأول من نوعه.

الهجوم على النساء بشكل محسوب ومنظم لإبعاد النساء عن المجال العام، ومعاقبتهم على مشاركتهن حتى يبقين في المنزل لتجنب الهجمات المتعمدة ضدهن. تم تكرار التحرش الجماعي يوم الجمعة 8 يونيو أثناء وقفة احتجاجية ضد التحرش والاعتداء الجنسي الذي وقع يوم 2 يونيو. وثقت الشهادات التالية تجربة ثلاث نساء كن سوياً، تم التحرش بهن وفوجئن بمجموعات من الرجال تفصلهن بعض عن بعض واعتدوا عليهن جنسياً. تصف الشهادات كيف تم التحرش الجنسي من قبل العشرات من الرجال في كل أنحاء جسدهن، وكيف وصل الاعتداء الجنسي إلى حد تمزيق ملابس إحداهن. وافقن النساء الثلاثة على مشاركة قصصهن على أمل أنها سوف تساعد على محاربة هذا التوجه المتزايد، ونحن شاكرين لشجاعتهن.

 

 

شهادات ( تجميع) مؤسسة المرأة الجديدة

الشهادة الأولى – بواسطة: ن

شعرت بالشر.

ذهبت إلى ميدان التحرير مساء السبت بدون أي رغبة في التظاهر، أردت فقط أن أتفقد الأحوال، فقد كنت محبطة للغاية لغياب الوحدة في صفوف المصريين، وأن الجميع يبحث عن مصالحه الشخصية ولا تعنيه مصلحة الوطن وأهله.

في البداية لم يكن هناك الكثير من الناس في الميدان، و لكن بدأ الكثير في التوافد وشعرت أننا بدأنا نتحد. كنت سعيدة للغاية. كنا خمسة أشخاص؛ ثلاثة نساء ورجلين وكنا نتجول في الميدان وسط الجموع وتخيلت أنه مكان آمن، ولكنه لم يكن كذلك. فجأة بدأ رجال في إبعادنا عن بعضنا البعض، و بدأوا في لمسي ونزع حجابي، ثم فقدت أصدقائي… ارتعبت … خبأني بعض الرجال خلف كشك صغير، لكن كنت أحاول العثور على أصدقائي ولم أجدهم. أخيراً نجحت في الوصول إلى أحدهن وقالت لي أنها في أمان.

صديقتي الأخرى تم إيذائها بشدة، أشعر بألم في قلبي ولا أزال أتذكر ما حدث في مخيلتي مرارا وتكرارا، لقد كانت أمامي مباشرة ثم أمسك أحدهم بمؤخرتي فنظرت خلفي ثم نظرت أمامي مرة أخرى وإذ بها قد اختفت. أخذت أبحث عنها ولكنني لم أتمكن من رؤيتها ثانية، كان الموقف مشابه لبحر به أمواج عالية تقذفني في كل مكان.

كيف يمكن للبشر أن يحملوا كل هذا الشر…لماذا لا يساءل أي من هؤلاء علي ما اقترفوه؟ هؤلاء الرجال يمشون أحرار في الشوارع يبحثون عن ضحيتهم التالية ولا يمكنني القيام بأي شيء حيال هذا.

لقد تربيت على أن المحسن يثاب والمسيء يعاقب، ولكني اكتشفت كذب هذه المقولة عندما واجهت الحياة، اكتشفت أن الأمر هو العكس وأشعر بالخيانة…أشعر بالغضب…أشعر بالذنب لأنني لم أدافع عن صديقتي…أتمني لو كان ما حدث حدث لي أنا وليس لها.

من المتسبب في هذا، على من ألقي اللوم؟ هل هو مبارك لتدميره النظام التعليمي الذي أنتج رجال لا تحترم النساء وأصبحوا مجرد حيوانات؟ الشرطة عديمة النفع التي لا تستطيع حمايتنا؟ رجال الدين الذين يدعوا أنهم يريدوا لنا الخير، إلا أنهم لا يعلمون الشباب ما هو الصواب وما هو الخطأ؟ معلمينا الذين أصبحوا رجال أعمال؟ أم ساستنا الذين يسعوا للسلطة فحسب؟ من ألوم…من؟؟!!!

حقا إنني لا أعلم علي من ألقي اللوم… و لكنني غاضبة جدا من رجال الدين الذين يفضلون الظهور في البرامج التليفزيونية معتقدين أنهم بذلك سيصلون لعدد أكبر من الناس، في حين أن العديد ليس لديهم جهاز تليفزيون… قادتنا يكتبون تغريدات علي تويتر و ينتجون إعلانات تستهدف شرائح معينة من المصريين ويتركون السواد الأعظم في أمس الحاجة لأي مساعدة.

أشعر بالغضب تجاه كل من يقدموا الدعم عن بعد ولا ينخرطوا في المجتمع ويحاولون أن يساعدوا… فقط يلقوا بالأموال، متخيلين أنهم قاموا بدورهم المجتمعي.

أشعر بالغضب تجاه كل الأمهات اللاتي لقن أبنائهن أنهم الأهم فقط لأنهم رجال… ويقلن لبناتهن أنهن أدنى فقط لأنهن نساء…

أشعر بالغضب لأنني أهنت أنا وصديقاتي…

أشعر بالغضب ولكنني لست مكسورة…

لقد رأيت أسوأ وأجمل ما في البشر في تلك الليلة… إني أؤمن بأن الله سيعينني على اجتياز هذه الأزمة وسوف يمنحني القوة لأساعد الآخرين.

أعلم أن الكثيرين لن يروقهم ما كتبت عن ميدان التحرير، معتقدين أنني أحاول أن أشوه صورة الثورة المصرية… ولكن ليس هذا مقصدي، لقد شاركت في أغلب الاشتباكات والمسيرات منذ 28 يناير 2011، ولكن التحرش الجنسي في ازدياد ويجب أن نواجهه. لقد تجاهلنا التحرش لفترات طويلة ولقد تزايد وصار وحشاً يبتلعنا كلنا…أشعر بكره تجاه هؤلاء الذين تحرشوا بنا…لا يمكنني أن ابتسم لأي وجه لا أعرفه مرة ثانية… سحقاً، أنني لا أستطيع أن أبتسم كعادتي مرة ثانية.

أنا آسفة لأنني لم أحمي صديقتي..أنا آسفة لأنني ضعيفة…أنا آسفة لأنها تأذت ولم أكن بدلاً عنها…أنا آسفة لأن بلدي في محنة شديدة…أنا آسفة لأن قادتنا أدمنوا السلطة…أنا آسفة على حال نساء مصر

أتمني ألا يواجه أي شخص آخر هذا الخوف…

أتمني أن تنصلح الأحوال…

الشهادة الثانية – بواسطة: ك

في الثاني من يونيو، كنت في ميدان التحرير كما اعتدت أن افعل لأوثق التظاهرات و التي لم ينتبه لها الإعلام الغربي.

لست مصرية و لكنني كنت أتابع صديقة مصرية طوال الفترة الماضية ، أثناء وبعد الجولة الأولي من الانتخابات.

لقد قمت بتصوير العديد من التظاهرات والمسيرات ولهذا تواجدت في التحرير يوم 2 يونيو 2012.

كنا خمسة أفراد، 3 نساء ورجلين. شعرنا بالأمان و عبرنا ميدان التحرير للوصول إلي شارع محمد محمود.

و فجأة ازدحم المكان من حولنا، ولاحظت أن رجلا يتبعنا. كان لديه هاتف في يده وظل يرن إلا انه لم يجب. استغربت الوضع وأخبرت صديقتي المصرية. وعندما التفتت كان قد اختفى، وقررنا أن نبتعد عن هذا المكان المزدحم من الميدان.

و كان الحل الأمثل هو أن نعبر السور الحديدي إلى الرصيف، وفي الطريق شعرت بأحدهم يمسك صدري، ودفعته بعيدا ومضيت.

خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في القاهرة، تعرضت كثيرا للتحرش الجنسي و أنا مدركة أنها مشكلة خطيرة. وقد مضينا في طريقنا و فجأة  التف حولنا رجال و بدأوا يلمسون كل جزء في أجسادنا. بدا الموقف و كأنهم أحاطونا في نفس الوقت وفصلونا عن بعضنا البعض. وحدث ذلك عند عبورنا السور الحديدي إلي الرصيف. و من هنا لم أر أي من أصدقائي إلا واحد وهو رجل مصري كان يحاول جاهدا إبعاد الرجال عني وهم يزدادون أكثر وأكثر.

و بدون أن أنتبه، ألقيت في مواجهة حائط حيث كانت دراجة نارية مركونة. ووقفت علي الدراجة بينما قام صديقي ورجال آخرون بعمل نصف دائرة لحمايتي،  و لكن الكثيرين كانوا يحاولون إيذائي أكثر ممن كانوا يحاولون حمايتي، و كانوا يمسكون بكافة أجزاء جسدي وتقطع قميصي وسروالي. وفي هذه اللحظة شعرت أن الرجال قد خرجوا عن السيطرة، أنزلوا سروالي وأخذوا يغتصبونني بأصابعهم القذرة. تمكنت من رفع سروالي ثانية، و كنت أري وجه صديقي وهو يحاول بكل طاقته أن يبعد بعض هؤلاء الرجال على الأقل عني. بالفعل رأيت أسوأ وأفضل الرجال، وقد ضربوا صديقي وهو يعرض حياته للخطر ليحميني بينما يحاول رجال آخرون أن يقتربوا مني بنية واحدة وهي إيذائي قدر الإمكان.

كنت أحاول حماية نفسي طوال الوقت ولكن كانت هناك أيدي كثيرة وحيوانات أكثر. وانضم الكثيرون للهجوم عليّ  و فجأة رأيت وجها آخر مألوف وهو صديق أمريكي. ظل هو والصديق المصري يطمئنني أن كل شيء سيكون علي ما يرام وسينتهي كل هذا قريباً. لم أصدقهم ولا أعتقد أنهم كانوا يصدقون أيضاً.

رميت كاميرتي لصديقي الأميركي و طلبت منه أن يركض، فقد كنت متيقنة أنه سيتعرض لمشاكل أكثر إذا ظل. جري وهو يحمل الكاميرا وفي نفس اللحظة قررت أنا وصديقي المصري أن نحاول الهروب. اتفقنا أن نعد إلي 3 وقفزت مستندة علي ذراعيه وارتبك المعتدون الذين كانوا يقوموا بإيذائي لثانية، إلا أنهم أخذوا يتعدون عليّ وقد ألقيت داخل حارة وفي مواجهة الحائط.

لم أعرف من يحاول مساعدتي ومن لم يكن يساعدني، الشخص الوحيد الذي وثقت فيه هو صديقي. ادعى الآخرون أنهم كانوا يساعدون إلا أنهم كانوا يحاولون الوصول إلي الصف الأول ليأخذوا نصيبهم من الوليمة، وهناك آخرين ممن كانوا يساعدون حقيقة لكن كان مستحيلاً معرفتهم أو تمييزهم.

كان الرجال مثل الأسود التي تلتهم قطعة لحم ميتة، كانت هناك أيدي علي كل جسدي وتحت ملابسي الممزقة. ومرة ثانية انتزع عني سروالي وملابسي الداخلية عنوة، وفي نفس الوقت امتدت أيدي الكثيرين ليغتصبونني بأصابعهم. وفجأة كنت ملقاة علي الأرض وجذبني رجال من شعري ومن ساقيّ وذراعي بينما استمر الاغتصاب، وبشكل ما استطعت أن أقف ثانية و فُتح باب مدخل بجانبي وتم دفعي وجذبي إلى هذا المدخل.

و تمكن حوالي 20 رجل من الدخول قبل إغلاق الباب ثانية، لم أر صديقي بينهم. و كانت المرة الأولي التي أتمكن فيها من رؤية الرجال لثواني معدودة وكانوا من جميع الأعمار. نظراتهم حيوانية، ليست إنسانية بأي شكل من الأشكال والطريقة التي كانوا يقذفونني بها كما لو لم أكن إنسانة، بل كالقمامة.

وفي هذه المرة أحاطوني من كل الجهات في وسط الأرض، وكان هناك أحدهم مستلقيا علي الأرض و يدهسه الآخرون وكان يدفع أصابعه بين ساقيّ. حدث ذلك من كل الاتجاهات وبأصابع أكثر في نفس الوقت، كنت واثقة أنهم لن يتوقفوا قبل أن ألقى ميتة في الرواق. كنت أحاول المقاومة وحماية نفسي إلا أنه كان مستحيلاً، وكل مرة حاولت أن أركل كانت تمتد أيدي أكثر بين ساقي وكل مرة كنت أحاول ضرب أحدهم أو إزاحة أيديهم، كانوا يمزقون قميصي أكثر وأكثر ويشدون ثديي. ولثانية واحدة واتتني الفرصة أن أؤذي أحد الرجال، فضغطت اصبعي بكل ما تبقى لي من قوة في عينه ولكنه استمر في إيذائي بأصابعه.

نجح رجلان أو 3 في جرّي إلي الخارج بعيداً عن الآخرين وأجلسوني علي كرسي في الركن، أدركت أنهم يساعدونني الآن، إلا أنني وقتها لم أدرك ذلك. كنت خائفة جداً و تخيلت أن هذا الموقف لن ينتهي أبداً. وفجأة سمعت صوت عالي و رأيت رجل عجوز بعصا خشبية في يده، ورأيته يضرب شاب علي ظهره وشدوني إلى غرفة خلفية بينما كان يحاول بعضهم إبعاد الآخرين. وأخيراً استطعت أن أرتدي ملابسي الداخلية وسروالي المهترئ وأعطاني رجل علم كبير لمصر لأغطي نفسي به. وطلبوا مني أن أصعد علي السلالم الخلفية وقادني الرجل صاحب العصا في طريقي وتبعنا 4 أو 5 رجال، وآخرون ظلوا ليوقفوا بقية الرجال.

صعدت دون أي فكرة عما يمكن أن يحدث، عرفت فقط ما حدث بالأسفل ولم أستطع أن أرجع إلي هناك ثانية. سقطت عدة مرات لأن طاقتي نفذت. بدت لي السلالم لا نهائية وأخذت أبكي وأقع، لم أثق في أي رجل. ظل أحدهم يردد "كل شئ على ما يرام، الرجال المصريين طيبين." إحدى المرات سقطت وساندني أحدهم بيده حتى أقف، وفي الطريق لمس صدري في مرة أخيرة ، وعندما دفعت يديه بعيداً ونظرت له اعتذر كأنه غير متعمد. كان متعمداً وشعرت بالاشمئزاز منه وخفت أكثر مما ينتظرني في نهاية السلم.

و لكن لحسن الحظ ، كانوا فعلا يساعدونني وأطمنيت لأنني رأيت سيدة حين دخلت الشقة في نهاية السلم. كانت زوجة الرجل الذي قادني للسلم ولم يسمحوا للرجال بدخول الشقة. وأخذتني السيدة إلي الحمام وأعطتني بعض من ملابسها، وعندما وصلت الي الحمام لم أستطع أن أقف دقيقة أخري، سقطت علي الأرض باكية. لا أعرف كم من الوقت أمضيت جالسة وأنا ابكي، ولكن فجأة صديقتي المصرية (التي افترقت عنها عندما بدأوا في الاعتداء علينا) أتت إلي الباب. لم أشعر بالسعادة لرؤية أي شخص مثلما شعرت عند رؤيتها، إحتضتني وساعدتني في تغيير ملابسي وغسل القذارة عن وجهي ويدي وذراعي.

وبقينا في الشقة مع هؤلاء البشر الرائعين الذين أعطونا مياه ومشروبات غازية، وقد أعطوني غطاء للرأس وحذاء لأنني فقدت حذائي في الاعتداء. كانت صديقتي تحمل هاتفها واتصلت بأصدقائنا الآخرين، وبمرور بعض الوقت، قيل لي أن الوضع في الخارج ويمكنني أن أغادر الشقة، إلا أنني رفضت مرات عدة قبل أن يقنعونني أخيراً. كنت خائفة من الحيوانات المنتظرة في الخارج.

تبعنا الرجل الكبير وابنه إلي الحارة وكنت سعيدة لرؤيتي أصدقائي الرجال في انتظارنا، أسرعنا دون أن نركض و قد غطيت رأسي بإيشارب وركبت سيارة صديقي التي كانت مركونة في الجوار، وذهبنا إلي بيتي وقابلت باقي أصدقائي.

وفي الأيام التالية بدأت أري صديقاتي الشجاعات ونساء أخريات يتحدثن عن هذه المشكلة الخطيرة، لم أشارك وقللت ظهوري ثم عدت الي بلدي بعد مرور أسبوع. حالياً أتلقي الدعم النفسي والطبي لأتعافى من الاعتداء، ويجب أن تبقى هويتي سرية حفاظاً علي أماني ولكي أعود إلي القاهرة يوما ما.

أتمني الأفضل لنساء مصر، فدونهن ما حدثت الثورة. وإن الاعتداء عليهن ومحاولات كسرهن ما هي إلا محاولات للقضاء على استكمال الثورة. وقد سمعت بعض الأشخاص ينصحون النساء ألا يحكين قصصهن عن التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب لأن هذه الحكايات تشوه صورة الثورة. هناك شيء واحد أود أن أقوله لهؤلاء الأشخاص: الأشخاص الوحيدة التي تشوه صورة الثورة هم هؤلاء الرجال بما يفعلونه في النساء. ماذا سيبقى لكم في الميدان دون وجود هؤلاء النساء القويات واللاتي يتسمن بالشجاعة؟

أؤمن حقاً أن النساء لن يصمتن ولن ينكسرن، ولكنه من المهم أيضاً لكل رجل مصري أن يتخذ موقفاً من هذا السلوك. قلها بصوت عالي، اكتبها على لافتة، أطبعها علي قميص؛ قم بما يلزم  لتخبر نساء مصر و العالم أن ليس كل رجل مصري يضرب ويغتصب و يعتدي جنسياً على النساء ويتحرش بهن لمجرد سيرهن في الشارع، شارك في تظاهرة أو طالب بحقها في أن تكون متساوية مع الرجال.

الشهادة الثالثة – بواسطة: ر

بالأمس، السبت 2 يونيو 2012 ذهبت إلى ميدان التحرير مع بعض الأصدقاء. كنا نتجول في الميدان بأمان، وفجأة أردنا أن نقترب من الألتراس، بالقرب من شارع محمد محمود. بدأنا نخترق الميدان متوجهين للشارع. وكلما اقتربنا، شعرت أن هناك رجال يقتربون منا، وكان يصاحبنا رجلين يقودوننا في وسط الزحام، وإذ بي أفاجأ برجل يمسك بمؤخرتي، التفت ونظرت إليه في حدة ووجدته شاباً. شاهد بعض الرجال ما حدث وحاولوا إبعادي عنه، وتراجع هو مبتعداً عندما أدرك إنني أنظر إليه مباشرة. جبن وتراجع.

استمر أصدقائي في دفعي للأمام، وعند هذه النقطة اتضح أننا غير قادرين علي المرور، لقد كان المكان مزدحماً للغاية. حاولنا أن نتوجه إلى أي طريق جانبي. وفجأة ظهر رجال يحاولوا مساعدتنا وكونوا سلسلة بشرية حولنا، محاولين دفعنا إلى الأمام، إلا أنهم تعرضوا للدفع من رجال يحاولون الوصول إلينا، وأدركت في لحظتها أن الهجوم اقترب، فهؤلاء الرجال كانوا قريبين جدا، وكانوا يضغطون أجسادهم على جسدي. كنت آخر أفراد مجموعتي، لهذا تعرضت للدفع أكثر. و فجأة دفعونا إلى طريق جانبي وهاجمونا. في البداية كونوا سلسلة بشرية حولي لحمايتي ولكن كان الرجال الآخرون يمسكون بكل ما يمكن لهم الوصول إليه من أجزاء جسدي، صدري ومؤخرتي وأعضائي التناسلية. شعرت بعشرات الأيدي تقتحم جسدي. صرخت وحاولت القفز لإبعاد الأيدي عني. وفجأة جذبني رجال وكل شئ حدث بسرعة شديدة، ابتعدت عن أصدقائي. ما زلت أتذكر آخر صورة لأصدقائي، و صديقتي ن. تحاول أن تمسك بيدي وصديقي ع. يبعد الرجال ويصرخ "يا ابن الكلب".

فجأة انتزعوني بعنف وألقيت باتجاه الجدار بجوار مطعم هارديز ( في ميدان التحرير). ثم كون رجال أكبر سناً دائرة لحمايتي. كنت أصرخ بهستيرية ولم أستطع رؤية أصدقائي، لم أعرف من يحاول حمايتي ومن كان يحاول أن يعتدي علي جنسيا. ثم استدار الرجال نحوي وكانوا في العقد الخامس من عمرهم تقريبا وحاولوا تهدئتي، أخذوا يرددون على مسامعي أنني في أمان، وأنهم يحمونني. إلا أنني بدأت أشعر بالذعر من جديد، فلم أستطع رؤية أصدقائي، ولم أتمكن من الخروج من تلك السلسلة البشرية، فقد كان الوضع شديد الفوضوية وكان لا يزال هناك رجال يحاولون الوصول إلي. فجأة أصبت بالرعب، لم أستطع رؤية أصدقائي ولم أستطع الخروج. علقت، ثم كتبت على تويتر نداء للمساعدة.

كنت أرى حشود من الرجال الذين تكالبوا علي صديقتنا ك.، لم أستطع رؤيتها وسط كل هذا الزحام. فجأة نقلني الرجال إلى كوردون آخر حيث يوجد نساء أخريات. كلهن يشعرن بالرعب، كانوا ستة نساء وكلهن في حماية السلسة البشرية، ثم أخرجونا واحدة تلو الأخرى، وكنت أنا الأخيرة. اضطر أن يصاحبني رجال بعيدا عن هذه المنطقة. بمجرد ابتعادي اتصلت بأصدقائي، بعضهم كانوا منتظرين عند مطعم كنتاكي (في ميدان التحرير). كانت مفقودة، كانت تبحث عن ك.، وهنا أدركت أن ك. مفقودة، ولم نعلم ماذا حدث لها. أخيرا استطعت المشي في الميدان بدون مشكلات بمجرد خروجي من هذه المنطقة. وجدت صديقين وساعدتهم على إيجاد تاكسي، ثم ذهبت لمنزلي مشياً.

لا أستطيع وصف بشاعة هذه التجربة، لقد تم الاعتداء علي جنسيا تماما بواسطة مجموعات من الرجال، جذبوني وأمسكوا كل جزء من جسدي. لا أزال أتذكر أني نظرت لبعضهم وصرخت فيهم. كانت لديهم جميعاً تلك الابتسامة الساخرة على وجوهم، لقد كانوا مستمتعين بالاعتداء علي، كانوا جميعاً مستمتعون. كم كانت وجوههم مريضة، كأنهم فقدوا أي منطق، فقد كانوا يتصرفون كالحيوانات بالضبط. نعم حيوانات، هذا أفضل وصف ينطبق عليهم ويصف تصرفاتهم.

ما حدث لصديقتي ك. كان أسوأ بمراحل، تعجز كلماتي عن التعبير عن الغضب والسخط اللذان شعرت بهم عندما استمعت لحكايتها.

 

شهادة إحدى الناجيات من اغتصاب جماعي وقعت في محيط ميدان التحرير

سأحكي حكايتي التي تشبه الكثير من الحكايات، حكايتي أنا وأنتي،  أنا وأنتي نعرف كيف حدث هذا، الموت كان قريبا لكنه لا يأتي، أنا وأنتي نعرف إننا انتهكنا، إننا اغتصبنا في قلب ميدان التحرير بين جموع من البشر لا نعرف دينهم، ذئاب بشرية تنهشنا تستبيح كل ما هو خاص، تجردنا من أجسادنا، عنف وشبق وغريزة ولا احد قادر على إنقاذنا، أن نواجهه الموت والاغتصاب لمجرد إني أنثى… في هذا الموقف أنا فقط أنثى. الأم والأخت والابنة والجارة والصديقة مجرد أنثى. على ناصية شارع محمد محمود، شارع الشهداء وعيون الحرية جردوني من جنسيتي… من انتمائي لهذا المشهد.

الجمعة 23 نوفمبر 2012 في تمام الساعة السادسة والنصف مساء نزلت أنا وصديقتي لنعلن رفضنا للدستور المشوه، وسط الملايين ممن نزلوا لنفس الغرض (أود أن لا اسمع أحدكم يقول "ايه اللي وداكوا هناك")، تمشينا حول الصينية في الميدان ووصلنا لناصية شارع القصر العيني وشارع محمد محمود، كانت الشرطة تلقي قنابل مسيلة للدموع بغزارة و بدأ الركض والتدافع، أمسكت بيد صديقتي ولكني فقدتها بعض لحظات. آخر شيء سمعته منها هو أن هناك من يتحرش بها وسط التدافع. حين استطعت الرؤية مرة آخري لم أجد صديقتي، ووجدت صديق لي كان هاربا من الغاز  بالقرب مني، قلت له أن صديقتي هناك يتحرشون بها ، فذهبنا  لننقذها وقد اكتشفت وقتها أني فقدت الموبيل، وجدت  صديقتي حولها المئات من الأشخاص… حاولت أن أخلصها أنا وصديقي لكنهم دفعونا سويا فوقعنا فوق بعض ثم فصلونا إلي دائرتين، وقتها لم أدرك أي شيء… .لم افهم ماذا يحدث… من هؤلاء؟. كل ما كنت ادركه أن هناك المئات من الأيادي تجردني من ملابسي وتخترق جسدي بكل وحشية، لا سبيل للنجاة فالكل يقول أنه يحميني وينقذني لكن ما كنت أشعر به أن الدوائر القريبة مني والملتصقة بجسدي يغتصبوني بأصابعهم من الأمام والخلف، بل وأحدهم كان يقبلني من فمي… أصبحت عارية تماما وتدفعني الكتلة الملتفة حولي إلي الممر المجاور لمطعم هارديز… أنا داخل هذه الدائرة المغلقة بإحكام وكلما كنت أحاول أن أصرخ وأن أدافع عن نفسي وأن استنجد بمخلص كانوا يزيدون من عنفهم واغتصابهم، وقعت مرة أخرى في مياه المجاري الموجودة أمام هارديز وأدركت في هذه اللحظة أن في الوقوع موتي. قررت أن أحافظ على هدوئي طالما الصراخ يتبعه عنف اكبر، وحاولت أن أبقى واقفة أتشبث بأيديهم التي تخترقني وأكتافهم، ثم في الممر بجوار هارديز وقعت مرة أخرى في بلاعة المجاري ذاتها وأنا عارية…  استطعت أن أنجو من الموت دهسنا تحت أقدامهم وجدت باب لعمارة، حيث يقف البواب خلف الباب ولا يريد أن يفتح… بقيت محجوزة في مدخل العمارة وقتا طويل… .تتدافع الأجساد من حولي الذين مازالت أيديهم تنتهكني، بل وكنت أرى منهم من يقف على أماكن عالية لكي يتمكن من المشاهدة مجانا ليغذي احباطاته الجنسية بالمشاهدة… أشعر إني قضيت وقتا طويلا في هذا الركن، إلى أن ألقى لي أحدهم بلوفر والذي كان شبه مستحيلا أن أرتديه فالأجساد تلتصق بي وتمنعني من ارتدائه، نجحت في لحظة ما أن أرتدي البلوفر وهي اللحظة التي سمعت مجموعة من الشباب على يساري يتفقون على أن يأخذوني لمكان آخر وعلى حد تعبير أحدهم "ناخدها وبعدين واحد واحد يا شباب" و فجأة بدأت الكتلة البشرية تدفعني مرة أخرى ولكن ليس في اتجاه المستشفى الميداني، دفعوني في الاتجاه المعاكس في اتجاه خرابة مظلمة، خفت من أن ينتهي بي الحال في هذه الخرابة، حاولت الوصول لقهوة في الطريق لكنها لم تفتح وكذلك محل للأدوات الالكترونية أيضا لم يفتح بل وتحرش بي أحد العاملين بهذا المحل وأنا أمر من أمامهم… شعرت بيأس جعلني أستنجد بهذا الرجل الذي أمامي مباشرة والذي كنت أختبئ في ظهره لأستر عورتي، والذي كانت يديه تعبث بمؤخرتي، أخذت أستعطفه قلت له أني أم – وهذه حقيقة- وأنه رجل شهم وبطل وأني اختارته لكي يحميني توسلت اليه لكي يفسح لي طريقا للمستشفى الميداني. لا ادري حقا ما دفع هذا المتحرش لإنقاذي بعدما توسلت إليه… .ولا اعرف كيف فجأة أشهر حزاما وأخذ يضرب في كل من حوله ويصرخ بجنون"انا اللي هحميها… انا اللي هحميها"، لا أدري كيف استيقظ ضميره لكني وجدت نفسي أزحف لأصل للمستشفى الميداني… هناك رأيت أول سيدتين فشعرت بالنجاة… كان مازال نصفي الأسفل عاريا تماما… فألقوا علي البطاطين وسط محاولات للمتحرشين لاقتحام المستشفى والالتفات حولي مرة أخرى… أعطى لي أحدهم سرواله وآخر موبيله لكي أتصل بأحد… بدأت أرى أصدقائي وهم يحاولون اختراق الكتل البشرية الملتفة حولي. كان شيئا في غاية الصعوبة لكي اخرج من المستشفى الميداني لأصل لبيت صديقة لي قريبة من المستشفى. حين صعدت لبيتها كان المتحرشون مازالوا ينتظرون أسفل العمارة.

أشعر أني لم احكي الحكاية كما حدثت… الوصف أقل حدة مما حدث لي ولصديقتي التي عرفت بعد ذلك ان المتحرشون أخذوها إلي عابدين وأن من أنقذها كانت سيدة من عابدين.

أشعر بالأسف والحزن والأسى لما حدث من حالات أخرى بالأمس 25 يناير2013… لذا قررت أن اكتب شهادتي، لكي يعلم كل من يريد أن يدفن رأسه في الرمال أن ما يحدث جريمة بشعة قد تحدث لأمك أو أختك أو ابنتك أو لصديقتك أو حبيبتك.

لن نخاف… لن نختبئ في بيوتنا، التحرش مرض اجتماعي متفشي من سنين، يستخدمه النظام الحالي لكي يرهب الفتيات والسيدات، و لكن يجب أن نعلم جميعا أن قضية التحرش هي قضية اجتماعية وليست سياسية فقط، وما يحدث في الأعياد والمناسبات والأماكن المزدحمة تشهد على ذلك. لا أعرف إن كانت هذه الشهادة ستحدث اختلافا أو تغيرا… فمازالت الانتهاكات تمارس ولكنه اضعف الإيمان.

إلى نساء هذا الوطن المغتصب: أنتن أعظم ما فيه.

 

التحرش فى الميدان.. شهادات عن الاعتداءات الجنسية ليلة 25 يناير

 

جريدة التحرير – كتبت رحمة ضياء (جزء من التحقيق الصحفى)

25/2/2013 5:32 ص تحديث 5/2/2013 5:32 ص

كانت المهمة الأصعب عند الاستماع إلى شهادات ضحايا التحرش فى ذكرى الثورة الأسبوع الماضى، هو حذف هذه العبارات الخادشة للحياء لأقصى درجة. وها هى ذى شهادات بعض من كن فى «دائرة التحرش» عشية 25 يناير 2013، تبدأ بشهادة إحدى المتطوعات فى مجموعة «قوة ضد التحرش»، التى نشرتها المجموعة على صفحتها على «فيسبوك» دون ذكر اسم صاحبتها التى تعرضت للتحرش الجماعى وهى تحاول نجدة إحدى الفتيات.

شهادة متطوعة فى مجموعة «قوة ضد التحرش»: تعرضت مع زميلتى فى الحملة لتحرش جماعى أمام «هارديز»، وحاولوا هتك عرضى باستخدام آلة مدببة.

« أنا واحدة من المتطوعين فى مجموعة (ضد التحرش)، فى ٢٥ يناير ٢٠١٣، وصلت (غرفة العمليات( اللى بنحضر فيها شنط الإسعافات وبنستقبل المكالمات، قبل الساعة السابعة مساء المكالمات تطلبت منا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير عشان فى حالة هناك، نزلنا أنا واتنين (ولد وبنت) بنجرى بشنطة الإنقاذ اللى فيها ملابس (عشان أول حاجة بيعملوها إنهم يقطعوا هدوم البنت) وإسعافات أولية، وصلنا إلى مجمع التحرير مالقناش حاجة، جالنا خبر تانى إننا نروح عند هارديز عشان فى حالة تحرش بتحصل هناك حالا، جرينا ووصلنا إلى تجمع كبير وصراخ عند الناصية وأعداد مهولة على الرصيف، فهمت أن البنت أكيد بين الجموع بس ماشفتهاش، حاولت أنا والبنت اللى معايا الوصول إليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ وتقولنا (هتتبهدلوا ومش هتطلعوا من هنا امشوا برة)، ومن قبل ما أستوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا وفى ظهرنا عربية فول، ماكنتش فاهمة إزاى إن فى ما لا يقل عن ٥ أيادى بتمسكنى من صدرى، وبتحشر إيديها فى سوستة البنطلون، وكنت لسه متخيلة إن رد فعلى وصراخى (بس يا حيوان)، هيفرق فى حاجة، فضلت أصرخ زى العبيطة، مع إنى عارفة إن الصراخ مش هيعمل حاجة، فكرة الفضيحة ولم الناس، اللى أنا متعودة عليها فى الشارع ماكنتش نافعة، كنت بضرب وبزق وأصرخ بس الحقيقة أن المتحرشين ماكنوش خايفين من الفضيحة، عشان هم الكثرة وكله شايف وكله بيتحرش.

كنت مضغوطة أنا وصحبتى بين الناس وعربية الفول، وفضلت تقولى (هنطلع هنطلع ماتخافيش إحنا مع بعض)، مسكت فيها جامد وأنا حاسة بكل الأيادى بتعبث فى كل حتة فى جسمى، وشعرت بشىء مدبب، وخفت جدا، لقيت واحد بحاجة صغيرة مدببة بيحاول يدخلها بنطلونى، كنت بصرخ ومخنوقة جدا وبعيط ومش عارفة أعمل أى حاجة… فضلت أصرخ بهيستريا (حرام عليكم حرام عليكم) لفترة طويلة جدا، ماكنتش شايفة صحبتى خالص، كانوا بيشدوا الكوفية حولين رقبتى وبيخنقونى وبيجرونى منها وأنا مخنوقة ومش عارفة أتنفس.. نسيت كل النصائح اللى اتعلمتها فى المجموعة وشفت بعينى شخص (أقل من عشرين سنة وقصير وفى منتهى الوحشية) بيقطع البلوفر بتاعى وقطع (ملابسى الداخلية) وفى نفس الوقت ناس بتنتهك جسمى من كل حتة. كنت قرفانة وتعبانة جدا. حسيت إنى بيغمى عليا. كنت خايفة جدا إنى أقع على الأرض. تكاثرت الأيادى والتدافع وأنا فجأة بطلت أصرخ، كنت مش عارفة أتنفس ودايخة جدا، وكنت خايفة إنى أقع وفعلا كنت حاسة إن الموت مش بعيد. وواحد بيحاول يفك حزام بنطلونى ويشد بنطلونى بعيد عن جسمى ومسك فيا بكل قوة وحضنى وقعد يصرخ (سيبوها يا ولاد..)، وكأنه بيدافع عنى وهو بيصرخ بيدخل صوابعه فى بنطلونى كنت حاسة إنى هارجع ودايخة جدا. ماعرفش فات وقت أد إيه وتدافعنا إزاى لحد موصلنا لركن فى الحيطة وحمينا ظهرنا فى الحيطة اللى جنب (بيتزا هت)، وراجل قعد يضرب كل اللى حولينا ويقول (حرام عليكو هتموت حالا)، وقعد يصرخ (هتموت منكو)، فجأة لقيت نار مولعة قدامى من سبراى والجموع كلها بتتفرق، زى الحشرات. وهنا شفت صحبتى جنبى تانى، ولعوا نار أكتر، وفجأة بقى فى ممر إننا نجرى ندخل (بيتزا هت). الناس زقتنا لجوه وحاول باقى المتحرشين الدخول والهجوم على الناس اللى واقفة بره، وكانوا بيصرخوا ويرزعوا على الباب. قفلوا الباب بالحديد تماما وإدونى بلوفر وصاحبتى دماغها كانت كلها دم».

زهران: اشتبكنا مع 19حالة تحرش جماعى ذلك اليوم متشابهة الأسلوب منهن عدد من حالات الاغتصاب

كانت هذه الفتاة أكثر حظا من فتيات أخريات تم هتك عرضهن من قبل هذه الجماعات الإجرامية، ويقول زهران، عضو مبادرة «قوة ضد التحرش»، فى تصريحات خاصة لـ«التحرير»: إن عدد الحالات التى اشتبك معها المتطوعون فى المبادرة فى ذلك اليوم، وصلت إلى 19 حالة تحرش جماعى، من بينهن عدد من حالات هتك العرض والحالات التى احتاجت إلى تدخل طبى ونفسى، كما رصدت مبادرة «شفت تحرش»، ٥ حالات أخرى فى نفس اليوم، وأكدت كلتا الحملتين أن هذه الجرائم حدثت بطرق متشابهة وفى وقت واحد، مما يشير إلى درجة من التعمد لإرهاب الفتيات وإقصائهن من المشاركة فى الفاعليات الثورية، حسب تقارير الحملتين.

شهادات نشرت في جريدة التحرير 5 فبراير 2013

جريدة "التحرير» رصدت وعاشت أجواء الفزع بين السيدات اللائى تم محاصرتهن فى الشوارع المحيطة بالميدان فى أثناء محاولاتهن الخروج من دائرة التحرش.

أضيف إلى ذلك شهادتى الخاصة عن عشية ذلك اليوم، وقد كان بصحبتى اثنين من زميلاتى فى الجريدة، حين قرأنا على موقع «فيسبوك»، عبر هاتف إحداهن، أن هناك مسيرة ستتوجه إلى مجلس الشورى بعد قليل، فقررنا الذهاب لتغطية ما يحدث هناك، وكنا عندها فى شارع طلعت حرب فى نحو الساعة السادسة والنصف، وقررنا أن لا ندخل إلى الميدان من مدخل شارع طلعت حرب حتى لا نسير وسط الحشود الهائلة فى الميدان، وصولا إلى شارع محمد محمود، وأن نحاول أن نصل إلى الشارع عن طريق أحد الشوارع الخلفية ومنه نذهب إلى «الشورى»، وحين اقتربنا من الشارع الذى فى نهايته مطعم هارديز وجدنا فتاة من مجموعات المتطوعين لمناهضة التحرش تطلب منا عدم الدخول إلى الشارع، لأن فى نهايته حادثة تحرش جماعى، فلم ندخل، وسألنا عن أقرب شارع نذهب منه إلى «الشورى»، وكلما ذهبنا إلى شارع جانبى سمعنا صراخا وفتيات وسيدات يهرولن خارجات منه، ويتحدثن عن حالات تحرش جماعية وفتاة تم نقلها إلى سيارة إسعاف، وعندها تملكتنا حالة شديدة من الذعر، وأصبح كل همنا أن نصل إلى مخرج آمن، ونذهب إلى بيوتنا فى سلام، واستمررنا لنحو نصف الساعة نهرول فى رعب بين الشوراع، فى محاولة للخروج من هذه الدائرة المغلقة، فكل الشوارع المحيطة بنا تنتهى بالمتحرشين حتى وصلنا أخيرا إلى شارع طلعت حرب وتوجهنا بعدها إلى مترو الإسعاف، الذى كان مغلقا وتفرقنا، لتستقل كل منا مواصلات إلى منزلها.

فرق المتطوعين.. أصحاب البطولات الخفية فى إنقاذ الفتيات رغم تعرضهم للعنف والتحرش.

طرق مختلفة ابتدعتها الفتيات لحماية أنفسهن من المتحرشين، توصلن إليها بعد تجارب كثيرة ومؤلمة مع التحرش أو من خلال الصفحات المناهضة للتحرش التى تقدم لهن نصائح لكيفية التعامل مع المتحرشين وفرق المتطوعين التى تقوم بحملات وندوات للتوعية للفتيات، قد يراها البعض طرقًا مشروعة لحماية النفس وقد يختلف آخرون معها ويدينون الفتاة التى قد يدفعها الانتهاك الجسدى المستمر إلى اللجوء إلى العنف المضاد. صفحات مناهضة التحرش مثل «قطع إيدك»، «امسك متحرش»، «فؤادة ووتش»، «قوة ضد التحرش» وعشرات الصفحات الأخرى تقدم نصائح للفتيات لكيفية حماية أنفسهن ومواجهة المتحرشين، ومن هذه النصائح أن تتسلح الفتاة بسبراى أو صاعق كهربائى لمواجهة المتحرش ومنعه من التطاول عليها، بينما نشرت صفحة «امسك متحرش»‏ طريقة عمل سبراى فى المنزل للدفاع عن النفس بهذه الطريقة لعلها تساعد «برطمان فارغ حجم صغير أو أى عبوة تكون فتحتها كبيرة ومحكمة الغلق، يوضع فيه حتى الثلث كمية من الخل وثلث آخر به (سبرتو أبيض) من الصيدلية، ملعقة شطة كبيرة وملعقة كبيرة فلفل أسمر وملعقة زنجبيل ثم يغلق البرطمان بإحكام ويتم رج خفيف للمكونات لمدة دقائق حتى يمتزج تماما وينقل المزيج إلى بخاخ بواسطة قمع مثلا بعد تصفية المزيج بواسطة قطعة شاش أو قماش». فرق المتطوعين التى تتدخل لإنقاذ الفتيات وإخراجهن من دائرة التحرش لهم دور عظيم أيضا فى مواجهة التحرش فهم جنود مجهولون رغم أهمية الدور الذى يقومون به وما يتعرضون له من أخطار فى أثناء قيامهم بحماية الفتيات ومحاولة إنقاذهن من أيادى المتحرشين وتصل هذه الأخطار إلى حد الاعتداء عليهن وضربهم أو التحرش بهن سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا! ندى عبد العظيم مسؤولة التوعية فى مبادرة شفت تحرش قالت فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» إنهم ينقسمون إلى مجموعات أمان وتدخّل ومتابعة ويتم التنسيق بينهم من خلال غرفة العمليات التى تستقبل البلاغات وتوجيه هذه الفرق إلى الأماكن التى تقع فيها حالات التحرش للتدخل وإنقاذ الفتيات، حيث تقوم مجموعة بالتحجيز وإبعاد المتحرشين ومجموعة أخرى تقوم بعمل ممر أمان لتمر منه الفتاة وتستقبلها بعد ذلك مجموعة تقدم لها الملابس والإسعافات الأولية إن احتاجت إلى ذلك.

 نظام مبارك بدأ العنف الجنسى.. والنظام الإخوانى يلجأ إلى نفس السلاح عبر مجموعات منظمة ومدربة

فرق المتطوعين.. أصحاب البطولات الخفية فى إنقاذ الفتيات رغم تعرضهم للعنف والتحرش

طرق مختلفة ابتدعتها الفتيات لحماية أنفسهن من المتحرشين، توصلن إليها بعد تجارب كثيرة ومؤلمة مع التحرش أو من خلال الصفحات المناهضة للتحرش التى تقدم لهن نصائح لكيفية التعامل مع المتحرشين وفرق المتطوعين التى تقوم بحملات وندوات للتوعية للفتيات، قد يراها البعض طرقًا مشروعة لحماية النفس وقد يختلف آخرون معها ويدينون الفتاة التى قد يدفعها الانتهاك الجسدى المستمر إلى اللجوء إلى العنف المضاد. صفحات مناهضة التحرش مثل «قطع إيدك»، «امسك متحرش»، «فؤادة ووتش»، «قوة ضد التحرش» وعشرات الصفحات الأخرى تقدم نصائح للفتيات لكيفية حماية أنفسهن ومواجهة المتحرشين، ومن هذه النصائح أن تتسلح الفتاة بسبراى أو صاعق كهربائى لمواجهة المتحرش ومنعه من التطاول عليها، بينما نشرت صفحة «امسك متحرش»‏ طريقة عمل سبراى فى المنزل للدفاع عن النفس بهذه الطريقة لعلها تساعد «برطمان فارغ حجم صغير أو أى عبوة تكون فتحتها كبيرة ومحكمة الغلق، يوضع فيه حتى الثلث كمية من الخل وثلث آخر به (سبرتو أبيض) من الصيدلية، ملعقة شطة كبيرة وملعقة كبيرة فلفل أسمر وملعقة زنجبيل ثم يغلق البرطمان بإحكام ويتم رج خفيف للمكونات لمدة دقائق حتى يمتزج تماما وينقل المزيج إلى بخاخ بواسطة قمع مثلا بعد تصفية المزيج بواسطة قطعة شاش أو قماش». فرق المتطوعين التى تتدخل لإنقاذ الفتيات وإخراجهن من دائرة التحرش لهم دور عظيم أيضا فى مواجهة التحرش فهم جنود مجهولون رغم أهمية الدور الذى يقومون به وما يتعرضون له من أخطار فى أثناء قيامهم بحماية الفتيات ومحاولة إنقاذهن من أيادى المتحرشين وتصل هذه الأخطار إلى حد الاعتداء عليهن وضربهم أو التحرش بهن سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا! ندى عبد العظيم مسؤولة التوعية فى مبادرة شفت تحرش قالت فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» إنهم ينقسمون إلى مجموعات أمان وتدخّل ومتابعة ويتم التنسيق بينهم من خلال غرفة العمليات التى تستقبل البلاغات وتوجيه هذه الفرق إلى الأماكن التى تقع فيها حالات التحرش للتدخل وإنقاذ الفتيات، حيث تقوم مجموعة بالتحجيز وإبعاد المتحرشين ومجموعة أخرى تقوم بعمل ممر أمان لتمر منه الفتاة وتستقبلها بعد ذلك مجموعة تقدم لها الملابس والإسعافات الأولية إن احتاجت إلى ذلك.

 

العنف الجنسي ممنهج

شهادات على التحرش الجنسي

و يروي فتحي فريد، مسئول مبادرة "شفت تحرش"، لـ DW / عربية أن ما يجري في الميدان أمر غريب من نوعه: فبعدما كان المتحرش يسعى في الماضي إلى لمس بعض المناطق من جسد الضحية، انتقل الأمر الآن إلي العبث بها وتجريدها من ملابسها واستخدام أدوات حادة. ويقول فريد في شهادته: "هؤلاء دخلوا الميدان بين الساعة السادسة مساءا ومنتصف الليل، واختاروا  البؤر الأكثر ظلاما في الميدان وأماكن معينة لصرف انتباه الناس عنهم.

وأضاف قائلا إن "هناك حالات يصعب توصيلها إلي اقرب مكان للإسعاف لأنه من الصعب اصطحابهن سيرا على الأقدام، وفي بعض الحالات يستمرون في مطاردة الضحايا والتعدي عليهن حتى في عربات الإسعاف".

وأضاف فريد أن المستشفيات الخاصة ترفض استقبال بعض الضحايا اللواتي لا يستطعن دفع تكاليف العلاج. وأشار في هذا الصدد أن إحدى الناشطات تطوعت يوم 25 يناير لحالة يرثى لها بعدما تم التعدي عليها بالأسلحة البيضاء، وقامت بدفع تكاليف معالجة الضحية في مستشفي القصر العيني.

شهادات عن أعمال العنف والتحرش والإغتصاب في ميدان التحرير: فتحي فريد، مسؤول مبادرة "شفت تحرش"

وقال إنه تعامل في يوم واحد فقط مع عدد من حالات الاعتداء على النساء. وكانت ستة منهن في حاجة الى دعم طبي. وعن طريقة تنظيم العمل قال "إنهم يضعون خطوطا ساخنة للوصول بسهولة إلى الضحايا".  وأثناء المليونيات، تم وضع أربعة خطوط في نفس الوقت. وأضاف أن العمل يعتمد على حسن التنظيم والانتشار الجيد، حيث هناك  مخيمات و نقطة مركزية ثابتة لإنقاذ الفتيات، حيث تتحرك أقرب مجموعة لمكان الحدث  خلال  دقيقتين.

التحرش الجنسي – أداة قمع اجتماعي وسياسي

من جهتها عبرت الدكتورة عزة هيكل، مقررة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس القومي للمرأة، عن اعتقادها أن "ما يحدث للمرأة  هو جزء من عملية قمع سياسي واجتماعي للمرأة المصرية"، بهدف النقص من دورها في الحياة السياسية

 واعتبرت في حديثها مع DW /عربية أن "المسئول عن هذه الاعتداءات هي جماعات ومليشيات سرية،  لها اهداف سياسية لإهانة المرأة وتخويفها وتجريمها وإبعادها عن المشهد السياسي، بادعاء أن ما يحدث هو من قبيل البلطجة".

وتعليقا على البيان الذي أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة والذي شجب ما تتعرض له المرأة المصرية من انتهاكات وحالات عنف، قالت الدكتورة هيكل "إن المجتمع الدولي في حاجة إلى المجتمع المدني المصري لمراقبة الحياة الاجتماعية للمرأة والإبلاغ عما يحدث للسلطات المصرية"، غير أنها عبرت عن أسفها من أن "دستور مصر الثورة لم يعط غطاءا قانونيا وحماية تشريعية للمرأة المصرية".

وترى هيكل أن الحكومة تغض الطرف ولا تساعد المنظمات الحقوقية في مساعيها، كما لا تنشر ثقافة حقوق المرأة بين الناس. " إنها تنشر ثقافة إهانة المرأة التي يجب عليها ألا تغادر بيتها. وفي حالة خروجها من منزلها فهي تستحق ما قد يحصل لها" كما تستخلص الدكتورة عزة هيكل.

DW.DE

 

.

بيانات صدرت تندد بوقائع استهداف النساء في التحرير

مع تزايد الدعوات والمنظمات والأحزاب التى أكدت مشاركتها فى مسيرة «الشارع لنا» الأربعاء المقبل فى الرابعة عصرا من أمام مسجد السيدة زينب إلى ميدان التحرير، للرد على التحرشات الجنسية فى حق المتظاهرات مساء 25 يناير الماضى، التى شهدها الميدان والشوارع المحيطة به، بهدف إرهاب النساء وإقصائهن عن المشاركة فى الفاعليات الثورية، أصدر عدد كبير من المنظمات الحقوقية والأحزاب والشخصيات العامة بيانا مساء أول من أمس، نددوا فيه بالعنف الجنسى ضد النساء من السب والتحرش إلى الاغتصاب والاغتصاب الجماعى والتشويه الجنسى والشروع فى القتل، واصفين هذه الممارسات بأنها محاولات مستمرة لكسر استمرار النساء المصريات فى النضال، من أجل تحقيق مطالب ثورة يناير «كرامة.. حرية.. عدالة اجتماعية»، من خلال نشر مجموعات منظمة وسط المتظاهرين فى استخدام سلاح العنف الجنسى ضد النساء.

البيان وقع عليه أكثر من 100 منظمة وحزب وشخصية عامة، وأشار إلى أن القائمين على تلك المهام الدنسة يراهنون على أن الوصمة الاجتماعية ستمنع النساء من التحدث علنا، ويراهنون على تواطؤ الأجهزة وامتناعها عن القيام بدورها فى حماية المتظاهرين، ويراهنون على أن الخوف على «سمعة الميدان» ستجعل الكثير من السياسيين يصمتون. كما شدد البيان على أنه «منذ بدأ نظام مبارك استخدام العنف الجنسى ضد المتظاهرات فى مايو 2005.. لم يقف مسلسل الاعتداء الجماعى على النساء، وزادت معدلات استهداف النساء بعد وصول تيار الإسلام السياسى للبرلمان.. فشهد محيط ميدان التحرير فى يونيو ويوليو 2012 اعتداء وحشيا على نساء التحرير مع الضرب بالأحزمة فى كثير من الحالات. ليتطور الأمر فى احتفالات الثوار بالثورة هذا العام، حيث تم الاعتداء على النساء وهتك أعراضهن واغتصابهن واستخدم السلاح الأبيض فى التهديد، بينما اختتم البيان بأن تعهد الموقعين عليه بالعمل على مواجهة النظام الحالى والمؤسسات التى تقف وراء تلك الممارسات والمتواطئين عليها وملاحقتهم قانونيا فى الداخل والخارج

 

العنف والتعذيب الجنسى ضد النساء لن يكسر نضالهن من أجل استكمال الثورة

فى محاولة لكسر استمرار النساء المصريات فى النضال من أجل تحقيق مطالب ثورة يناير "كرامة حرية .. عدالة اجتماعيه بدأت مجموعات منظمة فى استخدام سلاح العنف الجنسى ضد النساء من السب والتحرش الى الاغتصاب والاغتصاب الجماعى والتشويه الجنسى والشروع في القتل.

ومنذ القدم استخدمت أجساد النساء في الحروب والنزاعات كوسيلة من وسائل الحرب النفسية ضد لشعوب التى تهدف الي إذلال العدو وتدمير معنوياته… وقد رصدت الدراسات الإنسانية والأمم المتحدة وقوع مئات الآلاف ضحايا العنف والتعذيب الجنسي أثناء الحرب  العالمية الثانية..والتاريخ الحديث يذكرنا كيف استخدم سلاح العنف الجنسى على  أجساد النساء فى راوندا والبوسنة وصربيا، ودارفور، والعراق، وليبيا، وسوريا. 

القائمون على تلك المهام الدنسة يراهنون على أن الوصمة الاجتماعية ستمنع النساء من التحدث علنًا، ويراهنون على تواطؤ الأجهزة وامتناعها عن القيام بدورها فى حماية المتظاهرين، ويراهنون على أن الخوف على "سمعة الميدان" ستجعل الكثير من السياسيين الى الصمت ويراهنون على أن القوى التى ترى فى النساء مجرد عورة ستغض الطرف أيضًا لأن ما يحدث يصب لصالح تصوراتهم عن النساء 

لكن النساء المصريات قررن الحديث ووضع كل القوى أمام مسئولياتهم فى مواجهة هذه الممارسات القمعية المهينة ليس فقط للنساء ولكن لكسر إرادة الشعب المصرى كله .. الذى اتسمت مليونياته قبل سقوط نظام مبارك باحترام النساء ولم تشهد أيام الثورة المصرية حادثة تحرش واحدة تجاه أى امرأة.

فمنذ  بدأ نظام مبارك استخدام العنف الجنسى ضد المتظاهرات في مايو 2005 .. لم يقف مسلسل الاعتداء الجماعي علي النساء فبجانب حفلات التحرش في التظاهرات والأعياد ومناطق التجمع والازدحام شهدت مصر تعديا جديدا علي النسويات أثناء احتفالهن بيوم المرأة العالمى في 8 مارس 2011 ولم يمض إلا يوم واحد وتعرضت الفتيات المعتصمات في التحرير للفحص الجبري للعذرية في السجن الحربي. وزادت معدلات استهداف النساء بعد وصول تيار الإسلام السياسي للبرلمان.. فشهد محيط ميدان التحرير في يونيو ويوليو 2012 اعتداء وحشيا علي نساء التحرير مع الضرب بالأحزمة في كثير من الحالات. ليتطور الأمر في احتفالات الثوار بالثورة هذا العام حيث تم الاعتداء علي النساء وهتك أعراضهن واغتصابهن واستخدم السلاح الأبيض في التهديد بل رصدت حالات تم طعن النساء بالأسلحة البيضاء.

وقد أفادت عدد من الناجيات من الاعتداء بأن تلك العصابات شديدة التنظيم ويبدو مظهرها العام بأنها ليست من البلطجية الذين يتحرشون بالنساء (التحرشات العابرة) بل أنهم منظمون ومدربون بشكل واضح على المهمة المنوطة بهم. ومثال ذلك ماحدث يوم الجمعة 25 يناير..حيث أحاط عدد كبير من تلك الميليشيات بالمتظاهرات في ميدان طلعت حرب ثم تم عمل كردون حولهن يضيق تدريجياً حتى تم عزلهن عن رجال الأزهر الذين كانوا شركاء يتصدرون التظاهرة . وعلي مدخل ميدان التحرير بدأت تلك الميلشيات تنقسم لمجموعات كل تحيط بامرأة وتلتف حولها وتبعدها الى طرف من أطراف الميدان ثم تبدأ عشرات الأيادى بالعبث في كل جزء من جسدها ، وتهديد بعضهن باستخدام الاسلحة البيضاء واستخدام العنف الجسمانى مع اخريات

لقد بدأ نظام مبارك استخدام للعنف الجنسى ضد المتظاهرات في مايو 2005 .. واليوم يحاول النظام السياسي الحاكم استخدام نفس السلاح. متفوقة على النظام السابق باستخدامها لمجموعة منظمة ومدربة للقيام بتلك المهمة الدنسة.  ومثلما فضحنا نظام مبارك ولاحقناه فى الداخل والخارج ، .. فإننا سنعمل على النظام الحالى والمؤسسات التى تقف وراء تلك الممارسات والمتواطئون عليها وسنلاحقهم قانونيًا فى الداخل والخارج. والأهم أننا لن نتوقف عن نضالنا من أجل مطالب الثورة المصرية.. والنضال من أجل المساواة الكاملة بين أبناء هذا الوطن وعدم التمييز بينهم على أساس الجنس أو الدين أو الانتماءات الفكرية أو الطبقية أو الجغرافية وجميع أشكال التمييز.

الموقعون:

 المنظمات : مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف ، مؤسسة المرأة الجديدة، مؤسسة المرأة والذاكرة، بهية يا مصر،  مركز قضايا المرأة، مؤسسة سهم الثقة، الاتحاد النسائي المصري، صوت المرأة المصرية، مصريات من أجل التغيير مؤسسة مصريين ضد التمييز الدينى، مركز وسائل الاتصال الملائم آكت، المرصد المصري للمواطنة، المؤسسة الوطنية المصرية للتنمية " ندا"  المجلس الاستشارى للمؤسسات القبطية، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، جمعية بنت الأرض، اتحاد نساء مصر، مؤسسة بشاير لتنمية المجتمع، رابطة المرأة العربية، برلمان النساء، ، شفت تحرش،  مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع، فؤادة واتش، مركز توافق للمساعدة القانونية والتنمية، جمعية تحسين الصحة بالقاهرة، مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان مصريين ضد التمييز الدينى، صوت المرأة المصرية، المرصد المصري للمواطنة، مركز رؤية للتنمية والدراسات الإعلامية الاشتراكيين الثوريين، المعهد المصرى الديموقراطى، المؤسسة المصرية الديموقراطية، مؤسسة فارس للرعاية والاجتماعية المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية الاجتماعية، مبادرة المحاميات المصريات، الاتحاد القومى لاستقلال المحاماة، مركز مصر المتنورة، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان، المؤسسة المصرية للنهوض باوضاع الطفولة، اﻷئتلاف المصرى لحقوق الطفل، مركز حابى للحقوق البيئية، منتدى الشرق الاوسط للحريات، التضامن المصرى الديموقراطى،مركز الوعي العربي للحقوق والقانون، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الجمعية المصرية لدعم التحول الديمقراطي، المعهد المصري الديمقراطي، المؤسسة المصرية الديمقراطية، مؤسسة فارس للرعاية الاجتماعية، المؤسسة القانونية لمساعدة الأسرة وحقوق الإنسان، جمعية مصر التنمية والتطوير الديمقراطى، المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، جمعية المادة 75 للدفاع عن حقوق الإنسان، مركز الفجر الجديد للدراسات وحقوق الإنسان، اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا.

 الحركات والمبادرات الشبابية: جبهة ابداع مصر، التحرك الايجابي شباب من اجل العدالة والحرية، الاشتراكيين الثوريين، شباب اللوتس، المصري الحر، حركة شباب الوحدة الوطنية، الجمعية الوطنية للتغيير، مجموعة مصرية حرة.

الأحزاب : المصري الديمقراطي الاجتماعي ، التحالف الشعبي الاشتراكي ، التيار الشعبي، الدستور، المصريين الأحرار حزب مصر الحرية، الحزب الاشتراكي المصرى، الثورة مستمرة. حزب الكرامة،

توقيعات شخصية: وحيد عبد المجيد ، عصام شيحة، عماد ابو غازي، حسام مؤنس،د.عبد الجليل مصطفي د. كريمة الحفناوي، بثينة كامل، د. هدي الصدة، نيفين عبيد، اشرف البحراوي، د. حسام عيسى، د. سلوى العنترى، إنعام مراد، هالة خليل، د. منى ابو الغار، د.نادية عبد الوهاب، ابتسام تعلب، مها مكاوي، مأثر قنديل، عزة الصاوي، نهلة السعدني، مروة عبد المنعم، راجية عمران، عزة سليمان، نيهال نصر الدين، عايدة نور الدين، د. محمد منير مجاهد، على عبد التواب احمد، د.ماجدة عدلى، د.منى مينا، د.فاتن محمد عدلي، سمية رمضان، مي الشلقامى، هانية الشلقامى،  د.منى ذو الفقار، إيناس مكاوى، روبير فارس، عبير سليمان، د.سوسن نوير، نولة درويش، منى عزت، هنا فريد ، م. نصري جرجس، د. جليلة القاضي، أ. محمد عبد العزيز، ضي رحمى، فرح شاش، أ. جواهر الطاهر، د.منى حامد، منى سعد، د. راوية عبد الرحمن، د. جيهان أبو زيد، د. فاطمة خفاجى، د. راجية الجرزاوى، د. عزة كامل ، أ. فتحى فريد، أ. جانيت عبدالعليم ، أ. أحمد حسن محمود، ا. انتصار السعيد، أ. منال فتحى محمود، د. هالة كمال، أنعام مراد، نازلي شاهين،  خالد يوسف ، جورج اسحاق، د.شاهنده مقلد، نور الهدى زكى، شوقيه الكردى، ألفت عبد ربه، همت عبد ربه،بثينة السعيد، عزه بلبع، أروى بلبع، ناهد عيسى، فاتن محمد على، فادية مغيث،ابتسام عمرو، سعاد صبحى، ليلى اميرى،ليلى عطيه،ناهد مرزوق، د ايمان حجازى، انيسة عصام حسونة، سلمى ناجي، آمال عبد الهادي ، مروة الصعيدى، منى منير، نازلى شاهين ،أشرف البحراوي،  إنعام مراد، هالة خليل، د.نادية عبد الوهاب، د. هنا ابو الغار، ابتسام تعلب ، عزة الصاوي، نهلة السعدني، مروة عبد المنعم، ا. على عبد التواب أحمد، د.ماجدة عدلى، د.منى مينا، ألفت عبد ربه،ترز سمير، ابتسام تعلب، مواهب المويلحى،أمانى المفتى،سميرة الجزار، د. إيمان حجازى، ماجدة ميشيل، د. هدى الصدة، ناهد عيسى، م. نصرى جرجس،  روبير فارس، عبير سليمان، د.سوسن نوير، نولة درويش، منى عزت، هنا فريد ، أ. أحمد ممدوح الطويل، داليا الأسود، لبنى عصام، مايكل فارس، ريمون إدوارد،لمياء لطفي، أ. طاهر أبو النصر، ترك يوسف، أ. ابتسام حسن زهران، سمية عدلي، أ. مها يوسف، أشرف سمير غبريال، هنا فريد، أمل عويضة، باسم سمير عوض، عبد الرحمن حمدى، آمر بكر عبدالله، فاطمة رمضان، د. أحمد حسين عبد الوهاب، د. سناء فؤاد، عزة خليل، عزة صلاح، أ. هالة عبد القادر، عزة بلبع ، أ. مايكل رؤوف، رامز عارف، أ. زينب خير، أ. هبة عادل، ناهد عيسى ، نهلة بكرى، تريز سمير، ابتسام تعلب، مها مكاوي،  ابتسام عمرو،سعاد صبحى، ليلى عطيه، ناهد مرزوق ، د.ايمان حجازي، عزة الصاوي، نهلة السعدني، مروة عبد المنعم،. على عبد التواب احمد، عبير سليمان،  ، هنا فريد ، د. ،أماني المفتى ،سميرة الجزار ،شيرين فاروق، مها الجزار حسين، منال البيلى، سوسن سامي، حنان ممدوح، إيناس سليمان، تغريد مايكل، لبنى خاطر، منار ابراهيم، ماجي عبد الفتاح ،ماري عادل، حبيبة ابراهيم، ايمان عاشور، سحر طلعت ، سحر السعيد، منال بهجت، نهلة ابراهيم، هبة بدر، هبة سليمان، مى منصور، ماجد تادروس، مصطفى رياض، عمرو قناوي، ماجد ميشيل، ميشيل رزق الله،يوسف زيدان، سلمى شمس، حنان درويش، اسماعيل سليم، نهال احمد حتات، أماني المفتى،سميرة الجزار، لبنى عصام، مواهب المويلحي،شيرين فاروق، مها الجزار، انتصار السعيد، جيهان ابو زيد، جواهر الطاهر، فرح شاش، أميرة حسين، منال البيلى، سوسن سامي، حنان ممدوح، إيناس سليمان، تغريد مايكل، منار ابراهيم، ماجي عبد الفتاح ،ماري عادل، حبيبة ابراهيم، ايمان عاشور، سحر طلعت، سحر السعيد، منال بهجت، نهلة ابراهيم، هبة بدر، هبة سليمان، مى منصور، ماجد تادروس، مصطفى رياض، عمرو قناوي، ماجد ميشيل، ميشيل رزق الله، يوسف زيدان، سلمى شمس، حنان درويش، اسماعيل سليم، نهال أحمد حتاتة، م. شادية محمدعدلى، بثينة السعيد، مروة الصاوى، إيمان درويش، د. رغدة سليط، د. شريف حتاته، منى أسعد، صلاح العمروسى، أحمد القرشى،محمد محىي،عماد توماس،زياد سالم، أحمد الديدى، محمد البدرى. م.عماد سمير عوض، بيتر مجدي، يوسف رامز، د. مديحة دوس، د.م إسماعيل محمد حسني، فتحى سيد فرج، م. ماهر عزيز، د.محمد مندور، انتصار صالح، إيمان مندور، صالح راشد، اسماعيل حسنى، كمال زاخر، مدحت قلادة، باسمة موسى، د.م أحمد الأهوانى، أحمد هانى الميهي.  

سلوى فؤاد- سوسن فؤاد- مرفت فؤاد- هبة سامى- هالة سامى- هيثم سامى- د.باسم الضوى- كريمة لهيطة – منى صبرى-محمد فؤاد- شادى فؤاد- حسام بيومى- سهى بيومى- فاتن واصل- أميرة عبد الحكيم-هانى الشافعى- وفاء المصري- أميمة الشريف- أ.جمال عيد-منى أسعد- أ. صفاء مراد- عبد الرحمن حمدي- باسم سمير عوض-حنان سبع- محمد نبيل صبري أ.هبة عادل –تريزة عادل- حنا جرجس- م. عادل المشد- د.سوزان فياض – علاءكامل- ، أ. سيف علي بدوي – علي عبد التواب احمد، د. أحمد البرعى – د.هشام العربى، د.جهاد عودة،  مهندس استشارى. مازن مصطفى  عبد المنعم، ضياء ترنولى- أسمهان البطراوى- أ. محمد عامر،  اشرف محمد عبد الخالق

 

 

من حقنا … الشارع لنا

أمام تنامى جرائم العنف والاعتداء الجنسي على المتظاهرات في ميدان التحرير، والتى بلغت مدى خطيرا من الإيذاء البدني والنفسي للفتيات والنساء المشاركات بالتظاهرات، والتى تهدف في المقام الأول إلى كسر النساء وإرهابهن من الاستمرار في المشاركة السياسية ومسار الثورة … تلك الثورة التى قدمن لها الشهيدات والمصابات من أجل أن تصبح مصر لكل المصريين.

إننا نعلن جميعا في هذا البيان أن نساء مصر لن يتراجعن عن القيام بوجباتهن حيال الوطن، ولن يختفين خلف أبواب العزلة، ولن يتنازلن عن أن يكن امتدادا طبيعيا لميراث طويل من نضالات المرأة المصرية في جميع المجالات.

إن مسيرتنا هذه هي بمثابة إعلان جديد من نساء وفتيات الثورة يؤكدن من خلاله على الآتي:

1.      كامل تضامنا مع كل سيدة وفتاة وقعت ضحية لجريمة تحرش أو اعتداء جماعي، بل إننا نؤكد على أنكن خير من فينا وفخر لكل مصري ومصرية.

2.      إن نساء مصر لن يتنازلن عن كامل حقهن في التواجد في مجال العمل السياسي، ولن ترهبهن الجرائم المنظمة والممنهجة بالاعتداء الجنسي، وإنما هي عار يلحق بمرتكبيها في الأساس، ولن تفلت بدون محاسبة.

3.      إننا سنستمر في نضالنا من أجل دولة القانون والمحاسبة، ولن نسكت على جرائم العنف الجنسي ضد النساء، بل إننا نحتسب ضحاياها من مُصابات الثورة.

4.      إننا نطالب القوى السياسية المدنية التضامن الجاد معنا، والبرهان على قناعتهم الجادة بقضايا تمكين النساء من حقوقهن، والنظرة لها باعتبارها حقوقا أصيلة وليست مجالا للمساومة أو الادعاء، ونلزمهم بالتنسيق المشترك من أجل حماية وتأمين الميدان.

5.       إننا شابات وشباب هذه الثورة لن نتوانى عن بذل كل جهد وتضحية واجبة من أجل استرداد ميدان الثورة آمن للجميع، محلا لطموحات المصريين في التغيير السياسي والاجتماعي المنشود لمصرنا.

عاشت ثورتنا .. وعاشت نسائها

الموقعون

منظمات : مؤسسة المرأة الجديدة ، مركز وسائل الاتصال الملائمة من اجل التنمية – آكت، مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ، نظرة للدراسات النسوية، بهية يا مصر، مؤسسة المرأة والذاكرة، مؤسسة قضايا المرأة المصرية، ،جمعية بنت الارض، مبادرة شفت تحرش،حملة انا مش هسكت على التحرش، تنسيقية العمل الجماهيري للمرأة، الجبهة الوطنية لنساء مصر، الاتحاد النسائي المصري، الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، مصر المتنورة، المؤسسة المصرية لتنمية الاسرة، مؤسسة بكرة للدراسات الاعلامية والحقوقية. مبادرة المحاميات المصريات، صوت المرأة المصرية.

الاحزاب : الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ،حزب التحالف الشعبي الاشتراكي،حزب الدستور، الحزب الاشتراكي المصري، حزب مصر الحرية، حزب المصريين الاحرار

الشخصيات العامة: د. محمد ابو الغار، د. عماد جاد، أحمد فوزى، عمرو حمزاوى ، د. منى زو الفقار، الفنانة بسمة – الاعلامية دينا عبدالرحمن – جميلة اسماعيل – بثية كامل، الفنانة جيهان فاضل ، سامية جاهين ، تامر الميهي، د. ماجدة عدلى، عزة كامل، رحاب الشاذلي، شاهندة مقلد، آمال عبد الهادي ، نولة درويش ، منى عزت ، إيناس مكاوي، راوية عبد الرحمن ، الهام عيداروس، نازلى شاهين، د.عفاف مرعي، د.مجدى عبد الحميد ، عزة سليمان، د. نادية عبد الوهاب، د. منى ابو لغار، هنا ابو الغار، هانيا الشلقاني ، انيسة عصام حسونة، كريمة الحفناوى، عزة بلبع ، نور الهدى ذكي، كريمة الحفناوى ، فتحية العسال، رحمة ضياء،رانا راشد، دينا راشد فتحية جانت عبد العليم، فتحى فريد، جيهان ابو زيد، سلوى السيد،هدى صلاح،خالد ابو زيد، سحر طلعت، منى منير، ريم موريس، منى فتح الباب، هند ابراهيم ، شيرين صمؤئيل ، سلمى شريف ناجي، هبة عادل ، دينا اسكندر ، رائد سلامة ، مواهب المويلحي، ريهام شبل ، مها الجزار ، نسرين شرارة ، يحي وجدى ، اسماء على ، نادية الجندى ، عمرو الحسينى، هيثم جبر، محمد ناجي . جواهر الطاهر.

 

 

ورقة موقف صادرة عن نظرة للدراسات النسوية

أولا: مقدمة

إن تجربة الشهور القليلة الماضية والمؤلمة قد أظهرت عددا من الحقائق الجديدة التي نود طرحها للنقاش الجاد كجزء من الحوار حول هذه الجرائم المفزعة وما الذي تعنيه تلك الجرائم لنا كنساء وكمدافعات عن حقوق النساء وكجزء من حركات سياسية وثورية تصف نفسها بمناصرة قضايا النساء. وقد اختارت نظرة للدراسات النسوية أن تطرح تلك الآراء والتوصيات الأولية في ورقة موقف واضحة بناء على خبرة المجموعات الميدانية وخبرة مجموعة العمل بنظرة وانطلاقا من منظور نسوي يؤمن بأن قضايا النساء قضايا سياسية في المقام الأول بالمعنى الشامل لكلمة سياسة والذي يتضمن، إلى جانب المؤسسات والفاعلين والأدوار السياسية المختلفة، الإطار العام الاجتماعي الشامل الذي يتحرك فيه الفاعلون السياسيون ويحدد إطار ردود أفعالهم وتحركاتهم وحدوده. ويتضمن هذا التصور الأخذ بعين الاعتبار مسألة تقسيم الأدوار الاجتماعية على أساس تقسيم جنسي وطبقي. فالفاعلون السياسيون، رجالاً ونساءً، لا يتحركون في فضاء خال بل في ظل واقع اجتماعي أبوي وطبقي يحدد إطار تحركاتهم السياسية ويتفاعل معها وينتج تجليات مختلفة تشكل فرص ومخاطر لكافة الفاعلين وليس فقط للنساء. ومما لا شك فيه أن النساء المصريات ومنذ قيام الثورة قد بذلن جهدا مضنيا في كسر عدد كبير من الحواجز التي تعيق من حدود فعاليتهن في الإطار الاجتماعي الواسع. وقد أظهرت النساء مستويات مختلفة ومرتفعة من المشاركة في كافة الفعاليات والأطر السياسية التي ظهرت في مرحلة ما بعد الثورة، إلا إنهن كذلك قد دفعن ثمنا غالية مقابل ذلك وخاصة فيما يتعلق بحرية حركتهن وسلامة أجسادهن. إن مثل تلك الأعمال البطولية قد منحت أصوات النساء بعدا جديدا أكثر قوة وجعلت من قضيتنا أمرا واقعا ومحسوسا ومرئيا كما جعلت من تنظيمنا ضرورة. ونؤكد على رفضنا للخطابات الداعية بأن قضايا النساء قضايا فئة مرفهة من نساء الطبقة الوسطي أو تلك الخطابات التي ترى أن الدفاع على قضايا المرأة حكر على فئة واحدة من النساء سواء هؤلاء اللاتي يعملن في أطر مؤسسية (المجلس القومي للمرأة مثلا) أو في المنظمات الحقوقية التي تمارس أنشطة محدودة وتدخليه فقط في بعض المجالات أو أن قضايا المرأة مقصورة على تمثيلها داخل الأحزاب أو في الحياة السياسية.

إن تلك التطورات تستلزم نقاشا صادقا نتشارك فيه جميعا ولا ينحصر في الحديث عن تأثير الغياب الأمني على قدرة الجميع رجالا ونساء على التحرك في المجال العام وعن قدرة جميع الفاعلين السياسيين في المجال السياسي من عدمها على التعاطي مع تلك الظواهر المفزعة التي تستهدف إرهاب النساء وكسرهن نفسيا وبدنيا.

ثانيا: ماذا حدث؟

شهدت منطقة ميدان التحرير ومحيطه جرائم اغتصاب مروعة في الشهور القليلة الماضية وصلت إلي مستويات غير مسبوقة من الإجرام والتوحش والعنف. وقد بدأ المؤشر التصاعدي لتلك الجرائم يتزايد منذ تظاهرات أواخر نوفمبر 2012 والتي شهدت تطورا خطيرا تمثل في وقوع حالات اغتصاب جماعي مؤكدة وموثقة في محيط ميدان التحرير والشوارع المحيطة به خلال الفترة من ٢١ نوفمبر إلى٢٥ نوفمبر وسط إدانة شديدة الخفوت وتجاهل من معظم الأطراف الرسمية وغير الرسمية. وكنتيجة لحالة الإنكار والتواطؤ من الجميع فقد استمرت تلك الجرائم واتسع نطاقها أثناء تظاهرات الذكرى الثانية للثورة والتي بدأت يوم 25 يناير 2013 حيث تم توثيق وتأكيد وقوع حالات اغتصاب جماعي متوحشة تمت كلها بنفس الأسلوب والنمط واستهدفت جمهور النساء بغض النظر عن انتماءاتهن السياسية حيث كانت معظم اللاتي تعرضن لتلك الجرائم إما من جمهور المتظاهرات أو من فرق الميدانية الناشطة التي تعمل ضد التحرش أو ضد الفتيات المارات. وتمكنت جهود الرصد من تأكيد وقوع أكثر من 19 حالة اغتصاب واعتداء جنسي. وتشير جهود الرصد والتوثيق الأولية لتلك الجرائم وللطرق والوسائل الوحشية التي تمت بها إلى وجود أنماط متكررة في أشكال الاعتداء ووسائله وتواجد أفراد ومجموعات لم تحدد هويتهم حتى الآن تمارس تلك الجرائم وتتعامل مع المظاهرات والفعاليات السياسية باعتبارها فرصة سانحة لاستباحة أجساد النساء.

وقد تصاعدت وتيرة الأحداث واتسع نطاق تلك الجرائم ليشمل مناطق جغرافية أخرى مثل محاولة اختطاف الفتيات من أحد مخارج كوبري 6 أكتوبر خلال ليلتي 27 و28 يناير 2013، ومحاولة اقتحام مقر اجتماع إحدى المجموعات العاملة في مجال التصدي الميداني لجرائم العنف الجنسي على خلفية التحرش بإحدى المشاركات في الاجتماع والتي تطورت لاشتباكات ومحاولة اقتحام المكتب الذي تواجدت فيه الفتاة.

ثالثا: رؤيتنا النسوية لتلك الجرائم وكيفية التصدي لها

وكناشطات نسويات فإننا نطرح قضيتنا كما هي في الواقع، قضية عامة تؤثر على كافة النساء المصريات في جميع شوارع مصر سواء في إطار حركتهن اليومية وحرية أجسادهن أو في إطار قدرتهن على الاستفادة من قدراتهن ومهاراتهن كمواطنات أحرار في مجتمع أبوي يحد من إمكانيات وجودهن.

وإننا ننظر لجرائم العنف الجنسي بوصفها جرائم عنف تستهدف النساء بشكل خاص بوصفهن نساء وبأنها لا تنفصل عن نظرة عامة ودونية للمرأة ولجسدها في المجتمع بشكل عام. كما إننا ننظر لجرائم العنف الجنسي بوصفها جرائم عنف في المقام الأول وعنف موجه ضد النساء كنساء. فالأمر بالنسبة لنا يتجاوز وبشكل قاطع الحدث نفسه على بشاعته (فعل الاغتصاب) وموقع الحدث (ميدان التحرير وساحات التظاهر) ليشمل العنف الجنسي كجريمة تتعرض لها النساء على اختلاف فئاتهن كل يوم سواء في الشارع أو في مواقع عملهن أو أثناء ممارستهن لأي عمل عام.

إننا مؤمنات بأن وجود مثل ذلك المناخ الاجتماعي الذي قد بدأ يشكل حربا نفسية يومية على النساء قد ساهم بشكل مباشر في التشجيع على تلك الجرائم البشعة وعلى تطورها للدرجة التي وصلت إليها. فالتحرش الجنسي قد بات عنوانا دائما لحياة أي امرأة مصرية بغض النظر عن موقعها الاجتماعي والطبقي. وبالتالي لا يمكن النظر لتلك الأفعال الشنيعة بمعزل عن مناخ عام تناضل فيه النساء المصريات بشكل يومي حتى تتمتع بحق التواجد في شارع آمن بدون تهديد أو مضايقات وبدون التعرض لهن سواء بالقول أو باللفظ أو بالفعل.

فالنساء شاركن في الثورة كما كن فاعلات طوال العقود الماضية في المجال العام المصري ولكن كان ثمن تلك المشاركة بدء محاولات إقصائهن من قبل الحركات السياسية أو القوى الاجتماعية، وتصاعد الأحداث في الآونة الأخيرة واتساع نطاق الجرائم ودرجتها، مما يؤكد على رؤيتنا وينذر بتفشي ظاهرة العنف الجنسي ضد النساء في شوارع مصر إن طال الصمت والتجاهل.

ومع تسليمنا للطابع السياسي المباشر للجرائم الواقعة في محيط التحرير، فإننا لا يمكن أن نفصل ذلك عما تتعرض له النساء بشكل عام في مصر من مضايقات في المجال العام. وما الأحداث الأخيرة إلا تعبيرا بشعا عما يمكن أن يحدث نتيجة لتجاهل قضايا النساء العامة وعدم فتح حوار موسع حولها. فما حدث من وجهة نظرنا هو تصاعد شديد القسوة لمرض اجتماعي مستشري وهو العنف الجنسي. فالتواطؤ المجتمعي مع جرائم التحرش والعنف الجنسي قد سهل نقل تلك الجرائم إلى هذا النطاق ولمثل تلك الدرجة التي أصبح يستعصى معها التدخل المباشر. فالتساهل مع التحرش والاعتداء الجنسي شجع على الاغتصاب الجماعي والوحشي ضمن الفعاليات السياسية. وهذا تطور لابد أن يعي له الجميع ويتعامل مع تبعاته بمنتهى الجدية. ومع تسليمنا بأن قضية التحرش الجنسي والجرائم الجنسية أمر أكثر عمومية و تعقيدا ويتطلب تدخلا وحلولا طويلة المدى منها تغيير الثقافة الأبوية في المجتمع بمعنى عام إلا أننا نرى أن الوعي والتسليم بتصاعد وتيرة جرائم العنف الجنسي بشكل عام داخل وخارج الميدان وساحات التظاهر وشوارع مصر لابد وأن يكون جزء من خطاب أي من القوى أو الجماعات التي تهدف لمواجهة تلك الظاهرة. فلا يمكن خلق خطاب حقيقي يهدف للتدخل بدون وضع مسألة العنف الجنسي في إطارها المجتمعي الشامل.

ومن هذا المنظور، نود أن نطرح للنقاش ردود أفعال كافة القوى السياسية والثورية التي تعاطت مع تلك المسألة خلال العامين الماضيين. فالاعتداءات التي تعرضت لها النساء تصاعدت بشكل تدريجي وسط حالة من الصمت والتجاهل من مختلف الحركات والقوى والأفراد الداعية والمشاركة في تلك الاعتصامات والتظاهرات. فقد بدأت حوادث التحرش الجنسي تأخذ منحنى جماعي ومنظم منذ وقت طويل. فيمكن رصد ذلك منذ تنحي مبارك في فبراير2011 حتى بات التحرش الجنسي جزء مؤسفا ومتوقعا حدوثه على هامش أي فعالية أو دعوة سياسية. وأصبحت تلك الحوادث أمرا متوقعا لا يستدعي أكثر من تعبيرات الشجب والإدانة السريعة التي لا يعقبها أي محاولة جادة من الأحزاب والتيارات والمجموعات السياسية المنتمية إلى القوى المدنية الاعتراف بكون تلك الحوادث صارت تشكل ظاهرة، فضلا عن عدم التعامل معها بالجدية المطلوبة. فبينما كانت حوادث التحرش الجنسي وغيرها من أشكال العنف الجنسي ضد النساء تتزايد منذ فبراير 2011، فقد دأبت الحركات ومجموعات العمل التي تشكلت لمحاولة التعامل مع تلك الظاهرة على محاولة لفت الانتباه لخطورة ما يحدث وتزايد حدته ووتيرة حدوثه. وتضمنت محاولات تلك المجموعات التدخل الميداني المباشر لإنقاذ من يتعرضن لذلك وتقديم العون المادي والطبي والنفسي للاتي يتعرضن لتلك الانتهاكات الوحشية. إلا أن مثل تلك المحاولات الجادة قد قوبلت إما بالتجاهل أو بالاهتمام المؤقت والعابر أو بتحذيرات مبطنة ضد طرح المسألة للنقاش بشكل موسع تخوفا من تفسير ذلك كدعوة للنساء للانسحاب وعدم المشاركة في التظاهرات والفعاليات السياسية.

وانطلاقا من رؤيتنا النسوية لتلك الظاهرة، فنحن لا نطرح هذا النقاش ليتم استخدامه من قبل أي طرف من الأطراف للتقليل من النساء أو من أدوارهن أو من حقهن في التواجد أو التظاهر أو غيرها من الأنشطة. وفي نفس الوقت الذي نؤكد فيه على تصدينا لأي توجهات حمائية تحمل نوايا إقصائية تجاه النساء، فإننا نشدد على ضرورة تحمل الجميع رجالا ونساء مسئوليتهم تجاه ما يحدث من فظائع ستنعكس على الجميع وعلى مستقبل الحراك السياسي في مصر بشكل عام.

فنحن نرى أن كل من خطاب الحماية الذي يدفع النساء للحذر والخوف ويحملهن بالتبعية بشكل غير مباشر مسئولية ما يحدث لهن، والخطاب المتجاهل لحقيقة ما يحدث والذي يمجد شجاعة النساء في مواجهة العنف الجنسي دون طرح حلول جماعية تتضمن مشاركة الجميع في تحمل مسئولية ما يحدث والبحث عن حلول له إنما هما وجهان لعملة واحدة. فالنساء المصريات الصامدات لن يتحملن وحدهن عبء الأمر، كما لن ينسحبن من المشهد السياسي لإرضاء رغبات البعض في الهروب من المشكلة برمتها كما لن يصمتن عن التعبير سواء عن معاناتهن وآلامهن لما يتعرضن له باعتبارهن أجساد مستباحة في المجال العام يعانون من تلك الجرائم نتيجة لكونهن نساء.


رابعا: من يتحمل المسئولية؟

وهنا يمكن أن ننتقل للحديث عن المسئولية وعلى من تقع وما تصوراتنا حول ما يمكن فعله. فإن تزايد حدة تلك الحوادث ومستوى العنف المصاحب لها في الآونة الأخيرة قد بات أمرا لا يمكن أن تتصدى له أي جماعة نسوية أو حقوقية أو سياسية بمفردها وبات يستدعي نقاشا سياسيا وجماعيا جادا حول ما يمكن فعله للتصدي لتلك الظاهرة في إطار واسع يتجاوز إلقاء التهم وتحميل أطراف بعينها المسؤولية إلى نقاش يتحمل فيه الجميع رجالا ونساء داخل التيارات والأحزاب السياسية والحركات الثورية عبء فهم ما يحدث أولا، وضرورة التصدي له من كافة جوانبه ثانيا. ونؤكد على مسئولية كافة الأطراف والجماعات السياسية في المشاركة الفعالة وطرح تلك القضايا واتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها التعامل مع تلك الظاهرة المخيفة وما ورائها.

ورؤيتنا للمسئولية السياسية تتضمن رد الفعل الداعم لجهود مجموعات التدخل التي تعمل الآن بجسارة للتصدي لتلك الأحداث في ظل قلة عددهم والموارد المتاحة لهم. وإن ذلك الدعم على أهميته يجب أن يصاحبه جهد كبير حتى تتبنى القوى السياسية المعنية بقضايا الحرية والمساواة خطابا مناصرا للنساء أثناء نقاش طرق التصدي لجرائم العنف الجنسي. ونحن ننظر للمسئولية هنا من منظور نسوي يتضمن شقين متصلين لا ينفصلان من وجهة نظرنا: مسئولية سابقة عن الحدث وأخرى لاحقة عليه.

وتتضمن المسئولية السابقة للحدث المساهمة الجادة في ضبط خطاب كافة الأطراف المعنية سياسيا ومجتمعيا حول مشاركة النساء في المجال السياسي وما يتعرضن له كنتيجة لتلك المشاركة ليتجاوز ثنائية الحماية وإلقاء اللوم على النساء أنفسهن. وذلك عن طريق تطوير خطاب عن المسئولية الجماعية والأبعاد المجتمعية والنوعية لجرائم العنف الجنسي كأداة للإرهاب السياسي. حيث أن خطاب جميع القوى السياسية والثورية لا يزال عاجزا عن الاشتباك مع إشكاليات القضايا النسوية وما زال يتهرب من طرح قضايا النساء بكل تعقيداتها وهو دور أصيل لأي حركة ثورية أو سياسية تطرح قضايا الحرية والمساواة. ومن ضمن المسئولية السابقة للحدث اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين التظاهرات والمسيرات والفعاليات السياسية للتصدي لجرائم العنف الجنسي ويجب أن يكون هذا الأمر بند على أجندة القوى السياسية كجزء أساسي من الاستعداد للتظاهرات والفعاليات السياسية.

أما المسئولية اللاحقة فتتضمن الاعتراف بحدوث تلك الجرائم البشعة والمشاركة في الضغط من أجل إجراء التحقيق حول تلك الجرائم لتحديد الفاعلين ومحاسبتهم وتحمل المسئولية السياسية فيما يخص تأمين التظاهرات والفعاليات التي تدعو لها كافة تلك الحركات والجهات. كما تتضمن المسئولية اللاحقة قضية الإعلام الرسمي وتعاطيه المخجل مع تلك الجرائم المروعة والذي لا يخرج عن نطاق التعتيم الكامل أو التعامل معها بمنطق الإثارة وعدم احترام خصوصية من تم انتهاك أجسادهن. إن الحركات والأحزاب السياسية تتحمل معنا عبء مسئولية التصدي لهذا الخطاب الإعلامي غير المهني الذي تترتب عليه أشكال جديدة من الانتهاك. وهو الأمر الذي لا تتحمله فقط الفتيات اللاتي تعرضن للانتهاك، وإنما أيضا المجموعات التي تسعى لتقديم مساعدات مختلفة لهن في ظل ظروف صعبة وموارد قليلة وغياب تام لأي نوع من المساندة من كافة الحركات و الأحزاب في مصر.

وأخيرا، لا يمكن لنا تجاهل مسئولية الدولة ومؤسساتها في التصدي لظاهرة العنف الجنسي المتزايد وفي ضمان سلامة المواطنات المصريات وحرية حركتهن. ومع إقرارنا باستهداف أجهزة الدولة للفتيات والسيدات الناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان قبل ثورة يناير وبعدها، وعدم اتخاذ تدابير عادلة لمحاكمة المسئولين عن ارتكاب تلك الجرائم، فإن المسئولية تقع على الدولة للتحقيق في تلك الجرائم المروعة وتحديد الفاعلين ومحاسبتهم. فاغتصاب النساء وانتهاك أجسادهن جزء لا يتجزأ من تبعات تردي الأوضاع والأجهزة الأمنية التي تدفع فيها النساء ثمنا باهظا يتعدى الثمن المجتمعي الذي يدفعه الجميع.

خامسا: ما ندعو إليه

إن أحداث الشهور الماضية تتطلب من الجميع تحمل مسئولية التفكير في هذه المسائل ومناقشتها قبل استفحالها أكثر. وما ندعو إليه يتطلب طرح صادق وأمين لإشكالية مشاركة النساء في المجال العام من منظور النوع الاجتماعي الذي يجب أن يكون بندا على أجندة القوي السياسية مثله مثل الاستعداد للمظاهرات والفعاليات السياسية وتأمينها. ويجب التعامل مع هذا الأمر باعتباره جزء أصيل من مسئولية القوى السياسية والتي لا يصح أن تكتفي بطرح خطاب معتمد على قوة النساء وحدها في التصدي لهذه الجرائم وبدعوى أن المسئولية تقع على عاتق النساء وحدهن لتجاوز ما يحدث لهن من أشكال العنف الجنسي المختلفة. فعلى القوى السياسية أن تعمل على كيفية تأمين مناخ مناسب للنساء للمشاركة السياسية. فترى نظرة للدراسات النسوية أن طرح قضايا العنف الجنسي مع التأكيد على خصوصيتها وقسوتها يجب أن يتم كجزء من قضية المشاركة السياسية للنساء عموما. فلا يصح سياسيا ولا أخلاقيا أن يثمن الجميع مشاركة النساء سواء من خلال العمل السياسي أو الحزبي اليومي أو طرحهن للترشح على قوائم الأحزاب أو النظر للنساء بوصفهن كتلة تصويتية فاعلة بدون الاشتباك مع قضايا العنف ضد النساء من منظور نسوي.

فإننا ندعو إلى ضرورة إجراء حوار جاد وصريح حول ما تتعرض له النساء وحول ما يمكن فعله. وإننا نعلم أن شروط هذا الحوار لابد أن تعتمد وفي المقام الأول على موقف شجاع رافض لدفن الرؤوس في الرمال ومؤمن بضرورة التصدي للأصوات الداعية بعدم أهمية تلك القضية في حد ذاتها أو على تخويف النساء وإرهابهن بهدف التقليل من مشاركتهن. وفي نفس الوقت، فإن هذا الحوار يجب أن يتم بشكل يحترم خصوصية من يتعرضن لمثل تلك الحوادث ويهدف إلى التركيز على هوية الفاعلين وأهدافهم ومسئولية الجميع في التصدي لهذه الجرائم البشعة. وإننا نشدد على ضرورة التصدي لمحاولات استخدام هذا النقاش كوسيلة حمائية تؤدي إلى إقصاء النساء أو الجور على حقوقهن في التظاهر أو المشاركة في مختلف الأنشطة السياسية. ونرى أهمية إجراء هذا النقاش في ظل التأكيد على أن نساء مصر كن ولا يزلن يخضن معارك يومية للدفاع عن مساحاتهن وأدوارهن في الحراك السياسي. كما يخضن معارك يومية داخل وخارج ساحات التظاهر في مصر لكي يشاركن في كافة نواحي الحياة وسط انتهاكات يومية لا تعد ولا تحصى وسط مجتمع أبوي يحتاج لقطع أشواط طويلة لكي يحترم حقوق النساء في التواجد والفعل على مستوى المجال العام والمجال الخاص. ونشدد على ضرورة تحمل الجميع مسئولياتهم أمام ما يحدث من فظائع ستنعكس علينا رجالا ونساء.

إننا ندعو كافة القوى السياسية والثورية أن تعي أن قضية المرأة ليست قضية موسمية وليست مجرد ورقة نستخدمها في وجه خصومنا السياسيين ذوي المرجعية الدينية أو غيرهم بل هي جزء أصيل من الثورة ومن الحراك السياسي الحالي ومن النضال من أجل الحرية التي لعبت فيه النساء دورا محوريا وضحين من أجله بالكثير. إن تلك الجرائم البشعة والعنف الجنسي بمختلف أشكاله ظاهرة لا تنفصل عن الوضع المجتمعي المتردي تجاه النساء وعلينا جميعا تحمل المسئولية تجاه ذلك قولا وفعلا وعلى الجميع أن يصغين لأصوات النساء ولا يتجاهلنهن من أجل حسابات سياسية أو ميدانية محدودة وإلا فسيفقد نضالنا للحرية نفسه معناه بفقدانه للنساء المصريات.

عاش نضال نساء مصر.

رابط دائم

 

http://nazra.org/node/196

 

منظمة العفو الدولية

بقلم ديانا الطحاوي، الباحثة في الشؤون المصرية بمنظمة العفو الدولية

بالكاد توجد فتاة أو امرأة – بغض النظر عن عمرها، أو وضعها الاجتماعي، أو طريقة لباسها – لم تمشِ في شوارع القاهرة أو تستقل المواصلات العامة فيها دون أن تتعرض إلى أحد أنواع التحرش الجنسي الكلامي أو الجسدي.

وليس هذا بالأمر الجديد.  فلقد دأبت  الناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهن من الناشطات طوال سنوات على دعوة السلطات إلى الاعتراف بخطورة هذه المشكلة وجديتها.

وينبغي التوصل إلى إحداث تغيير نوعي في التوجهات والمواقف المؤسسية التي تميز في مجملها ضد المرأة.

ويتعين على السلطات المصرية أن تُدخل إصلاحات قانونية، وتقاضي الجناة، وتتصدى للأسباب الجذرية للمشكلة، وذلك نظراً لتجاهل معاناة النساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي في الماضيوغالباً ما يُلقى باللوم على الضحية بذريعة ارتداء ملابس “غير محتشمة”، أو التجرؤ على التواجد في أماكن عامة “خاصة بالرجال”.

ومن الجدير بالذكر هنا أن الإفادات المرعبة التي انبثقت إلى حيز الوجود في أعقاب الاحتجاجات التي انطلقت بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية “لثورة 25 يناير” تُبرز هول الاعتداءات الجنسية الجماعية العنيفة التي استهدفت النساء، والتي لم يجرِ التطرق إليها إلا فيما ندر.

وقامت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان في مصر وغيرهم من الأفراد بإطلاق مبادرة (قوة مواجهة التحرش/ الانتهاك الجنسي/ أوبانتيش) تهدف إلى مكافحة التحرش الجنسي بالنساء في محيط منطقة ميدان التحرير.  ولقد استلمت المبادرة تقارير تفيد بوقوع 19 حالة اعتداء عنيف بحق النساء في 25 يناير 2013.

وأخبر ناشطات مجموعة ” شفت تحرش” منظمة العفو الدولية أنهن تمكنَّ من التدخل في خمس حالات أخرى قبيل تصاعد السلوك العنيف فيها.  وتعرضت أربع نساء للاعتداء في محطة السادات لمترو الأنفاق، وأخرى في منطقة تقع خلف مسجد عمر مكرم.

وترسم إفادات وشهادات الضحايا ومن قدموا لهن يد العون صورة مرعبة؛ إذ تحصل الأمور على النحو التالي: يقوم عشرات بل مئات الرجال بمحاصرة الضحية في دائرة، ولتجد بعدها أعداداً لا تُحصى من الأيادي تمتد نحوها لتمزق ملابسها وحجابها، وتفتح سستة بنطالها، وتلمس صدرها، وحلمتيها، وإليتيها.

وينطبق تعريف الاغتصاب على بعض هذه الاعتداءات، وخصوصاً نلك التي تنطوي على الهتك باستخدام الأصابع والأجسام الحادة.  وغالباً ما يتكرر وقوع مشاجرات باستخدام السكاكين، والقضبان المعدنية، والعصي وسط مشاهد تعمها الفوضى، حيث يختلط الحابل بالنابل، وتكاد تختفي الخطوط الفاصلة بين من يحاولون مد يد العون للضحية، ومن يشاركون في الاعتداء العنيف عليها.

وعادة ما تتعرض الناشطات اللواتي ينسقن جهود الإنقاذ إلى الاعتداءات الجسدية والجنسية.  وذكرت إحدى الناشطات من مبادرة شفت تحرش” لمنظمة العفو الدولية أنها هُرعت برفقة زميلتها إلى مكان وقوع اعتداء مزعوم عقب استلامها لبلاغ بحدوث شيء من هذا القبيل في تلك اللحظة.

وتصف هذه الناشطة ما شاهدته لدى وصولها إلى المكان قائلةً: لقد اقتحمت مهرولة حلقة من الرجال في محاولة لإنقاذها؛ وأفسح الرجال لي المجال كي أدخل بينهم.  وعندما أصبحت داخل الدائرة، أدركت حينها أن التي كانت تتعرض للاعتداء لم تكن سوى زميلتي، وأن البلاغ لم يكن سوى طُعماً لاستدراجنا إلى عين المكان، ومن ثم ترهيبنا والتهجم علينا… وفجأة شرعت بعض الأيادي بتلمس نهداي، واندست داخل صدريتي، وبدأت تضغط على حلمتيّ… كنت منهمكةً في محاولة الدفاع عن نفسي، وسمعت زميلتي تصرخ.  فلقد أصبحت عارية الصدر، حيث قاموا بقطع صديريتها من الوسط … وفي خضم ذلك كله، كانوا يكيلون لنا الشتائم، وينعتوننا بالساقطتتين اللتين أرادتا لهذا الأمر أن يقع بإقحامهن نفسيهما وسط الرجال… وفي لحظة من اللحظات، شعرت أن حوال 15 يداً مختلفة تلمسني… وأمسك بي أحدهم وشدني من ملابسي، وأخذ يجرني(يسحلني) على الأرض … وقام آخر بدس يده داخل بنطالي.”

وقعت هذه الحادثة في ميدان التحرير حوالي الساعة الثامنة والنصف من مساء 23 نوفمبر 2012، أي أثناء الاحتجاجات على الإعلان الدستوري الذي أصدره حينها الرئيس مرسي.

ولحسن الحظ، فلقد تمكن محتجون آخرون من إيصال الناشطتين إلى بر الأمان في إحدى المستشفيات الميدانية المقامة على مقربة من موقع الحادثة.  وقاموا بجلب أحد الذين ارتكبوا الاعتداء وسلموه إلى قسم الشرطة، ومن ثم إلى مكتب وكيل النائب العام في قصر النيل.

وتستذكر الناشطة كيف حاول ضباط الشرطة ووكيل النيابة الذين تولوا القضية ممارسة الضغوط عليها كي تسقط شكواها، وكيف أنهم وافقوا على مضض على تحرير محضر بالواقعة بعد إلحاحٍ منها وبمساعدة من محاميها.

ويكاد هذا النوع من الرد يكون معتاداً، ويعكس وجود ثقافة الإنكار وانعدام الرغبة في التصرف، وحتى التواطؤ في بعض الحالات بين أفراد أجهزة إنفاذ القانون الذين لا يكتفون بالتقاعس عن حماية النساء من التحرش والاعتداءات الجنسية وحسب، بل إنهم يحجمون حتى عن فتح تحقيق أصولي في الإدعاءات من هذا النوع، وجلب الجناة للمثول أمام العدالةومع إفلات الجناة من فِعلتهم “سالمين غانمين”، تستمر الانتهاكات العنيفة كما رأيناها تحدث في 25 يناير 2013.  وأما إحدى الناجيات من مثل هذه الانتهاكات العنيفة في ميدان التحرير ذلك اليوم، وهي بالمناسبة إحدى المتطوعات مع مبادرة قوة مواجهة التحرش/ الانتهاك الجنسي، فلقد قررت كسر حاجز الصمت والعيب الذي يحيط بمثل هذا النوع من الاعتداءات، إذ أنها أقدمت على نشر تفاصيل ما تعرضت له  عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وتشبه تفاصيل روايتها للواقعة التي ينفطر لها القلب ذات الرواية التي استعرضناها آنفاً مع الناشطة الأخرى.

إذ روت كيف هُرعت هي وإحدى زميلاتها للتدخل فيما زُعم أنه حادثة اعتداء جنسي على إحدى النساء، لتجدا نفسيهما تتعرضان للاعتداء أيضاً.

وروت تفاصيل مشابهة من حيث امتداد أيادٍ عدة لتمزيق ملابسها، ولمس جميع أعضاء جسدها بما في ذلك صدرها ومؤخرتها، ودس بعض الأيادي داخل بنطالها. ولقد تمكنت هي وزميلتها من الفرار والدخول إلى أحد المطاعم.

وما يبعث على عميق الصدمة بوجه خاص هو وقوع هذه الاعتداءات الجنسية الجماعية في الميادين العامة، وفي وضح النهار في بعض الأحيان، وبوجود آلاف المتفرجين الذين إما يمتنعون عن القيام بأي شيء، أو يشعرون بأن لا حول لهم ولا قوة، أو أنهم يحاولون المساعدة – مما يجعلهم عرضة للعنف أيضاً.

وكنت متواجدة في محيط ميدان التحرير ما بين السادسة والعاشرة من مساء يوم 25 يناير الماضي، وهو الوقت الذي شهد وقوع العديد من تلك الاعتداءات آنفة الذكر.

لقد كان المشهد يفوق الخيال فعلاً؛ إذ يتنقّل من حالة سوية طبيعية ولكن على نحو غريب لأناس يحتسون الشاي، ويتبادلون النكات في المقاهي المحيطة بالميدان، إلى مشهد المستشفى الميداني الغارق في غمامة من الغاز المسيل للدموع بالقرب من موقع المواجهات العنيفة حلف مسجد عمر مكرم.

ولقد اتصل أحد المحتجين بي محذراً من الاقتراب من شارع طلعت حرب، إذ كان قد شهد لتوه امرأتين تُحاطان بحشد من الغوغاء العاكفين على فعل أمر سوْء.  وسألت بعض الأطباء المتواجدين في الميدان فيما إذا كانوا قد استقبلوا حالات تتضمن أي ناجيات من الاعتداءات الجنسية؛ ولقد أنكروا حصول مثل هذا الشيء، زاعمين أنه ثمة مبالغة في التقارير التي تتحدث عن وقوع هذه الممارسات.

والآن، وبعد أن انقشع الغاز المسيل للدموع، واستجمعت النسوة ما يكفي من الشجاعة لفضح الأمر، فلقد أضحى من الواضح أن أولئك الأطباء قد جانبهم الصواب.

ويسوق الناشطون والناشطات المعنيين بالتصدي لهذه الظاهرة التفسيرات المختلفة التالية لأسباب وقوعها: انتشار ظاهرة الإفلات من العقاب فيما يتعلق بحالات العنف المرتكبة بحق النساء؛ والانتهازية التي يتحلى بها ذوي الميول الجرمية في ظل المناخ الحالي من انعدام الاستقرار السياسي؛ ولربما يُعزى الأمر إلى محاولات منهجية منتظمة لإبعاد المرأة عن الميادين العامة، وحرمانها من حقها في المشاركة في الأحداث والفعاليات التي تشكل مستقبل مصر، وغياب اهتمام الحركات السياسية، والمسؤولين، ووسائل الإعلام بهذا الموضوع.

ولقد أعلنت السلطات في أكتوبر الماضي عن سَن قانون جديد يتصدى للتحرش الجنسي، بيد أنها لم تضعه حيز التنفيذ قط.  ولا يظهر أن ذلك القانون كان على قائمة أولويات تلك السلطات.  بل إن الدستور الجديد الذي جرى إقراره في ديسمبر الماضي يشير إلى دور المرأة كربة بيت، ولا يحظر صراحةً التمييز ضدها.

وعلى الرغم من العنف، تستمر المرأة المصرية بعزيمة وإصرار في المشاركة بالاحتجاجات.  وبغض النظر عن الأسباب، فلقد حان الوقت كي تتصدى السلطات المصرية للتحرش الجنسي والعنف الموجه ضد المرأة، بالإضافة إلى التصدي للتمييز المنهجي والمزمن الذي تواجهه المرأة في مصر في كل يوم من أيام حياتها.

Posted in الشرق الأوسط والشمال أفريقيا, مصر

(7) http://www.egyptindependent.com/staff/tom-dale

 

(8) http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/2/4/Hanya.Moheeb.interview/index.html

 

(9) http://www.akhbar-today.com/72214

http://nwrcegypt.org/?p=8140

http://gate.ahram.org.eg/News/305241.aspx

مواضيع ذات صلة